2649- عن خباب، قال: أتينا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو متوسد بردة في ظل الكعبة فشكونا إليه فقلنا: ألا تستنصر لنا، ألا تدعو الله لنا؟ فجلس محمرا وجهه فقال: «قد كان من قبلكم يؤخذ الرجل فيحفر له في الأرض، ثم يؤتى بالمنشار فيجعل على رأسه، فيجعل فرقتين ما يصرفه ذلك عن دينه، ويمشط بأمشاط الحديد ما دون عظمه من لحم وعصب ما يصرفه ذلك عن دينه، والله ليتمن الله هذا الأمر حتى يسير الراكب ما بين صنعاء وحضرموت ما يخاف إلا الله تعالى، والذئب على غنمه ولكنكم تعجلون»
إسناده صحيح.
إسماعيل: هو ابن أبي خالد الأحمسي، وهشيم: هو ابن بشير الواسطي، وخالد: هو ابن عبد الله الواسطي.
وأخرجه البخاري (٣٦١٢)، والنسائي في "الكبرى" (٥٨٦٢) من طريق إسماعيل ابن أبي خالد، به.
وقرن النسائي بإسماعيل بيان بن بشر.
وهو في "مسند أحمد" (٢١٠٥٧)، و"صحيح ابن حبان" (٢٨٩٧) و (٦٦٩٨).
عون المعبود على شرح سنن أبي داود: أبي الطيب محمد شمس الحق العظيم آبادي
( عَنْ خَبَّاب ) : بِفَتْحِ الْخَاء الْمُعْجَمَة وَتَشْدِيد الْمُوَحَّدَة الْأُولَى هُوَ اِبْن الْأَرَتّ ( مُتَوَسِّد بُرْدَة ) : أَيْ كِسَاء مُخَطَّطًا.
وَالْمَعْنَى جَاعِل الْبُرْدَة وِسَادَة لَهُ , مِنْ تَوَسَّدَ الشَّيْء جَعَلَهُ تَحْت رَأْسه ( فَشَكَوْنَا ) : أَيْ الْكُفَّار ( أَلَا تَدْعُو اللَّه لَنَا ) : أَيْ عَلَى الْمُشْرِكِينَ فَإِنَّهُمْ يُؤْذُونَنَا ( مُحْمَرًّا وَجْهه ) : أَيْ مِنْ أَثَر النَّوْم , وَيَحْتَمِل أَنْ يَكُون مِنْ الْغَضَب , وَبِهِ جَزَمَ اِبْن التِّين قَالَهُ الْحَافِظ ( فَيُحْفَر لَهُ ) : بِصِيغَةِ الْمَجْهُول أَيْ يُجْعَل لَهُ حُفْرَة ( بِالْمِنْشَارِ ) : بِكَسْرِ الْمِيم هُوَ آلَة يُشَقّ بِهَا الْخَشَبَة ( فَيُجْعَل فِرْقَتَيْنِ ) : أَيْ يُجْعَل الرَّجُل شِقَّيْنِ , يَعْنِي يُقْطَع نِصْفَيْنِ ( مَا يَصْرِفهُ ذَلِكَ ) : أَيْ لَا يَمْنَعهُ ذَلِكَ الْعَذَاب الشَّدِيد ( وَيُمْشَط ) : بِصِيغَةِ الْمَجْهُول ( بِأَمْشَاطِ الْحَدِيد ) : جَمْع الْمُشْط وَهُوَ مَا يُمْتَشَط بِهِ الشَّعْر وَهُوَ بِالْفَارِسِيَّةِ شانه ( مَا دُون عَظْمه مِنْ لَحْم وَعَصَب ) : وَالْمَعْنَى مَا عِنْد عَظْمه وَمِنْ بَيَانِيَّة , وَفِي رِوَايَة لِلْبُخَارِيِّ " مَا دُون لَحْمه مِنْ عَظْم أَوْ عَصَب " : قَالَ الْقَارِيّ : أَيْ مَا تَحْت لَحْم ذَلِكَ الرَّجُل أَوْ غَيْره وَهُوَ الظَّاهِر.
وَقَالَ الطِّيبِيُّ : مِنْ بَيَان لِمَا , وَفِيهِ مُبَالَغَة بِأَنَّ الْأَمْشَاط لِحِدَّتِهَا وَقُوَّتهَا كَانَتْ تَنْفُذ مِنْ اللَّحْم إِلَى الْعَظْم وَمَا يَلْتَصِق بِهِ مِنْ الْعَصَب ( وَاَللَّه ) : الْوَاو لِلْقَسَمِ ( لَيُتِمَّنَّ اللَّه ) : بِضَمِّ حَرْف الْمُضَارَعَة وَكَسْر التَّاء ( هَذَا الْأَمْر ) : أَيْ أَمْر الدِّين ( الرَّاكِب ) : أَيْ رَجُل أَوْ اِمْرَأَة وَحْده ( مَا بَيْن صَنْعَاء ) : بَلَد بِالْيَمَنِ ( وَحَضْرَمَوْت ) : هُوَ مَوْضِع بِأَقْصَى الْيَمَن وَهُوَ بِفَتْحِ الْمِيم غَيْر مُنْصَرِف لِلتَّرْكِيبِ وَالْعَلَمِيَّة , وَقِيلَ اِسْم قَبِيلَة , وَقِيلَ مَوْضِع حَضَرَ فِيهِ صَالِح عَلَيْهِ السَّلَام فَمَاتَ فِيهِ , وَحَضَرَ جرجيس فَمَاتَ فِيهِ , كَذَا فِي الْمِرْقَاة ( مَا يَخَاف إِلَّا اللَّه ) : لِعَدَمِ خَوْف السَّرِقَة وَنَحْوه ( وَالذِّئْب عَلَى غَنَمه ) : أَيْ مَا يَخَاف إِلَّا الذِّئْب عَلَى غَنَمه.
وَلَا يَخْفَى مَا فِيهِ مِنْ الْمُبَالَغَة فِي حُصُول الْأَمْن وَزَوَال الْخَوْف ( وَلَكِنَّكُمْ تَعْجَلُونَ ) : أَيْ سَيَزُولُ عَذَاب الْمُشْرِكِينَ , فَاصْبِرُوا عَلَى أَمْر الدِّين كَمَا صَبَرَ مَنْ سَبَقَكُمْ.
قَالَ اِبْن بَطَّال : أَجْمَعُوا عَلَى أَنَّ مَنْ أُكْرِهَ عَلَى الْكُفْر وَاخْتَارَ الْقَتْل أَنَّهُ أَعْظَم أَجْرًا عِنْد اللَّه مِمَّنْ اِخْتَارَ الرُّخْصَة , وَأَمَّا غَيْر الْكُفْر فَإِنْ أُكْرِهَ عَلَى أَكْل الْخِنْزِير مَثَلًا فَالْفِعْل أَوْلَى اِنْتَهَى.
قَالَ الْمُنْذِرِيُّ : وَأَخْرَجَهُ الْبُخَارِيّ وَالنَّسَائِيُّ.
حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عَوْنٍ أَخْبَرَنَا هُشَيْمٌ وَخَالِدٌ عَنْ إِسْمَعِيلَ عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ عَنْ خَبَّابٍ قَالَ أَتَيْنَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ مُتَوَسِّدٌ بُرْدَةً فِي ظِلِّ الْكَعْبَةِ فَشَكَوْنَا إِلَيْهِ فَقُلْنَا أَلَا تَسْتَنْصِرُ لَنَا أَلَا تَدْعُو اللَّهَ لَنَا فَجَلَسَ مُحْمَرًّا وَجْهُهُ فَقَالَ قَدْ كَانَ مَنْ قَبْلَكُمْ يُؤْخَذُ الرَّجُلُ فَيُحْفَرُ لَهُ فِي الْأَرْضِ ثُمَّ يُؤْتَى بِالْمِنْشَارِ فَيُجْعَلُ عَلَى رَأْسِهِ فَيُجْعَلُ فِرْقَتَيْنِ مَا يَصْرِفُهُ ذَلِكَ عَنْ دِينِهِ وَيُمْشَطُ بِأَمْشَاطِ الْحَدِيدِ مَا دُونَ عَظْمِهِ مِنْ لَحْمٍ وَعَصَبٍ مَا يَصْرِفُهُ ذَلِكَ عَنْ دِينِهِ وَاللَّهِ لَيُتِمَّنَّ اللَّهُ هَذَا الْأَمْرَ حَتَّى يَسِيرَ الرَّاكِبُ مَا بَيْنَ صَنْعَاءَ وَحَضْرَمُوتَ مَا يَخَافُ إِلَّا اللَّهَ تَعَالَى وَالذِّئْبَ عَلَى غَنَمِهِ وَلَكِنَّكُمْ تَعْجَلُونَ
عن عبيد الله بن أبي رافع، وكان كاتبا لعلي بن أبي طالب، قال: سمعت عليا يقول: بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم أنا والزبير، والمقداد، فقال: «انطلقوا ح...
عن فرات بن حيان، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر بقتله وكان عينا لأبي سفيان، وكان حليفا لرجل من الأنصار فمر بحلقة من الأنصار، فقال: إني مسلم.<br>...
عن ابن سلمة بن الأكوع، عن أبيه، قال: أتى النبي صلى الله عليه وسلم عين من المشركين وهو في سفر، فجلس عند أصحابه، ثم انسل فقال النبي صلى الله عليه وسلم:...
عن إياس بن سلمة، قال: حدثني أبي، قال: غزوت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم هوازن، قال: فبينما نحن نتضحى وعامتنا مشاة وفينا ضعفة، إذ جاء رجل على جمل أح...
عن معقل بن يسار، أن النعمان يعني ابن مقرن، قال: «شهدت رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا لم يقاتل من أول النهار أخر القتال حتى تزول الشمس، وتهب الرياح،...
عن قيس بن عباد، قال: «كان أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يكرهون الصوت عند القتال» (1) 2657- عن أبي بردة، عن أبيه، عن النبي صلى الله عليه وسلم، بمثل...
عن البراء، قال: «لما لقي النبي صلى الله عليه وسلم المشركين يوم حنين فانكشفوا نزل عن بغلته فترجل»
عن جابر بن عتيك، أن نبي الله صلى الله عليه وسلم كان يقول: «من الغيرة ما يحب الله ومنها ما يبغض الله، فأما التي يحبها الله فالغيرة في الريبة، وأما الغي...
عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم عشرة عينا، وأمر عليهم عاصم بن ثابت فنفروا لهم هذيل بقريب من مائة رجل...