حديث الرسول ﷺ الإجازة تواصل معنا
الحديث النبوي

من الخيلاء ما يحب الله ومنها ما يبغض الله - سنن أبي داود

سنن أبي داود | كتاب الجهاد باب في الخيلاء في الحرب (حديث رقم: 2659 )


2659- عن جابر بن عتيك، أن نبي الله صلى الله عليه وسلم كان يقول: «من الغيرة ما يحب الله ومنها ما يبغض الله، فأما التي يحبها الله فالغيرة في الريبة، وأما الغيرة التي يبغضها الله فالغيرة في غير ريبة، وإن من الخيلاء ما يبغض الله، ومنها ما يحب الله، فأما الخيلاء التي يحب الله فاختيال الرجل نفسه عند القتال، واختياله عند الصدقة، وأما التي يبغض الله فاختياله في البغي» قال موسى: «والفخر»



حسن لغيره، ابن جابر بن عتيك قال ابن القطان في "بيان الوهم والإيهام" ٤/ ٤١٦: إن كان هو عبد الملك فهو ثقة، وإن كان هو عبد الرحمن المذكور في إسناد حديث "سيأتيكم ركيب مبغضون" فإنه غير معروف، ولا مذكور، فيما أعلم، والله الموفق.
لكن ابن حبان قال: هو أبو سفيان بن جابر بن عتيك وذكره في "الثقات".
قلنا: وباقي رجاله ثقات.
محمد بن إبراهيم: هو ابن الحارث التيمي، ويحيى: هو ابن أبي كثير، وأبان: هو ابن يزيد العطار.
وقد سكت عبد الحق الإشبيلي عن هذا الحديث مصححا له، وصحح إسناده الحافظ في "الإصابة" في ترجمة جابر بن عتيك.
وأخرجه النسائي (٢٥٥٨) من طريق الأوزاعي، عن يحيى بن أبي كثير، بهذا الإسناد.
وهو في "مسند أحمد" (٢٣٧٤٧)، و"صحيح ابن حبان" (٢٩٥).
ويشهد له حديث عقبة بن عامر الجهني عند أحمد (١٧٣٩٨)، وعبد الرزاق (١٩٥٢٢)، وابن خزيمة (٢٤٧٨)، والطبراني في "الكبير" ١٧/ (٩٣٩)، والخطيب في "تاريخه" ١٢/ ٣٨٠ - ٣٨١، والبغوي في "شرح السنة" (٢٦٤١)، لكنه لم يذكر فيه المخيلة في القتال.
وهو حسن في الشواهد.
ويشهد للخيلاء في الحرب والقتال قوله -صلى الله عليه وسلم- لأبي دجانة في غزوة أحد وقد كان يتبختر في مشيته: "إنها لمشية يبغضها الله إلا في مثل هذا الموطن" أخرجه ابن إسحاق في "سيرته " كما في "السيرة النبوية" لابن هشام، ومن طريقه الطبري في"تاريخه" ٢/ ٦٣ و ٦٣ - ٦٤، والأثير في "أسد الغابة" في ترجمة أبي دجانة.
قال الخطابي: معنى الاختيال في الصدقة: أن يهزه أريحية السخاء، فيعطيها طيبة نفسه بها، من غير من ولا تصريد [أي: تعاظم على الفقير] واختيال الحرب، أن يتقدم فيها بنشاط نفس، وقوة جنان، ولا يكبع [من الكبوع، وهو الذل والخضوع] ولا يجبن.

شرح حديث ( من الخيلاء ما يحب الله ومنها ما يبغض الله)

عون المعبود على شرح سنن أبي داود: أبي الطيب محمد شمس الحق العظيم آبادي

‏ ‏( فَالْغَيْرَة فِي الرِّيبَة ) ‏ ‏: نَحْو أَنْ يَغْتَار الرَّجُل عَلَى مَحَارِمه إِذَا رَأَى مِنْهُمْ فِعْلًا مُحَرَّمًا فَإِنَّ الْغَيْرَة فِي ذَلِكَ وَنَحْوه مِمَّا يُحِبّهُ اللَّه.
وَفِي الْحَدِيث الصَّحِيح " مَا أَحَد أَغْيَر مِنْ اللَّه مِنْ أَجْل ذَلِكَ حَرَّمَ الزِّنَا " ‏ ‏( فَالْغَيْرَة فِي غَيْر رِيبَة ) ‏ ‏: نَحْو أَنْ يَغْتَار الرَّجُل عَلَى أُمّه أَنْ يَنْكِحهَا زَوْجهَا , وَكَذَلِكَ سَائِر مَحَارِمه , فَإِنَّ هَذَا مِمَّا يُبْغِضهُ اللَّه تَعَالَى , لِأَنَّ مَا أَحَلَّهُ اللَّه تَعَالَى فَالْوَاجِب عَلَيْنَا الرِّضَى بِهِ.
فَإِنْ لَمْ نَرْضَ بِهِ كَانَ ذَلِكَ مِنْ إِيثَار حَمِيَّة الْجَاهِلِيَّة عَلَى مَا شَرَعَهُ اللَّه لَنَا ‏ ‏( فَاخْتِيَال الرَّجُل نَفْسه عِنْد الْقِتَال ) ‏ ‏: لِمَا فِي ذَلِكَ مِنْ التَّرْهِيب لِأَعْدَاءِ اللَّه وَالتَّنْشِيط لِأَوْلِيَائِهِ ‏ ‏( وَاخْتِيَاله عِنْد الصَّدَقَة ) ‏ ‏: فَإِنَّهُ رُبَّمَا كَانَ مِنْ أَسْبَاب الِاسْتِكْثَار مِنْهَا وَالرُّغُوب فِيهَا فَاخْتِيَال الرَّجُل عِنْد الْقِتَال هُوَ الدُّخُول فِي الْمَعْرَكَة بِنَشَاطٍ وَقُوَّة وَإِظْهَار الْجَلَادَة وَالتَّبَخْتُر فِيهِ , وَالِاسْتِهَانَة وَالِاسْتِخْفَاف بِالْعَدُوِّ لِإِدْخَالِ الرَّوْع فِي قَلْبه.
وَالِاخْتِيَال فِي الصَّدَقَة أَنْ يُعْطِيهَا بِطِيبِ نَفْسه وَيَنْبَسِط بِهَا صُورَة وَلَا يَسْتَكْثِر وَلَا يُبَالِي بِمَا أَعْطَى ‏ ‏( فَاخْتِيَاله فِي الْبَغْي ) ‏ ‏: نَحْو أَنْ يَذْكُر الرَّجُل أَنَّهُ قَتَلَ فُلَانًا وَأَخَذَ مَاله ظُلْمًا , أَوْ يَصْدُر مِنْهُ الِاخْتِيَال حَال الْبَغْي عَلَى مَال الرَّجُل أَوْ نَفْسه ‏ ‏( قَالَ مُوسَى ) ‏ ‏: هُوَ اِبْن إِسْمَاعِيل ‏ ‏( وَالْفَخْر ) ‏ ‏: بِالْجَرِّ أَيْ قَالَ مُوسَى فِي رِوَايَته فِي الْبَغْي وَالْفَخْر وَلَمْ يَذْكُر مُسْلِم بْن إِبْرَاهِيم فِي رِوَايَته لَفْظ وَالْفَخْر.
وَاخْتِيَال الرَّجُل فِي الْفَخْر نَحْو أَنْ يَذْكُر مَا لَهُ مِنْ الْحَسَب وَالنَّسَب وَكَثْرَة الْمَال وَالْجَاه وَالشَّجَاعَة وَالْكَرَم لِمُجَرَّدِ الِافْتِخَار ثُمَّ يَحْصُل مِنْهُ الِاخْتِيَال عِنْد ذَلِكَ , فَإِنَّ هَذَا الِاخْتِيَال مِمَّا يُبْغِضهُ اللَّه تَعَالَى.
‏ ‏قَالَ الْمُنْذِرِيُّ : وَأَخْرَجَهُ النَّسَائِيُّ.


ترجمة الحديث باللغة الانجليزية

حديث من الغيرة ما يحب الله ومنها ما يبغض الله فأما التي يحبها الله فالغيرة في

الحديث بالسند الكامل مع التشكيل

‏ ‏حَدَّثَنَا ‏ ‏مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ‏ ‏وَمُوسَى بْنُ إِسْمَعِيلَ ‏ ‏الْمَعْنَى وَاحِدٌ ‏ ‏قَالَا حَدَّثَنَا ‏ ‏أَبَانُ ‏ ‏قَالَ حَدَّثَنَا ‏ ‏يَحْيَى ‏ ‏عَنْ ‏ ‏مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏ابْنِ جَابِرِ بْنِ عَتِيكٍ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏جَابِرِ بْنِ عَتِيكٍ ‏ ‏أَنَّ نَبِيَّ اللَّهِ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏كَانَ يَقُولُ ‏ ‏مِنْ الْغَيْرَةِ مَا يُحِبُّ اللَّهُ وَمِنْهَا مَا يُبْغِضُ اللَّهُ فَأَمَّا الَّتِي يُحِبُّهَا اللَّهُ فَالْغَيْرَةُ فِي ‏ ‏الرِّيبَةِ ‏ ‏وَأَمَّا الْغَيْرَةُ الَّتِي يُبْغِضُهَا اللَّهُ فَالْغَيْرَةُ فِي غَيْرِ ‏ ‏رِيبَةٍ ‏ ‏وَإِنَّ مِنْ ‏ ‏الْخُيَلَاءِ ‏ ‏مَا يُبْغِضُ اللَّهُ وَمِنْهَا مَا يُحِبُّ اللَّهُ فَأَمَّا ‏ ‏الْخُيَلَاءُ ‏ ‏الَّتِي يُحِبُّ اللَّهُ ‏ ‏فَاخْتِيَالُ ‏ ‏الرَّجُلِ نَفْسَهُ عِنْدَ الْقِتَالِ ‏ ‏وَاخْتِيَالُهُ ‏ ‏عِنْدَ الصَّدَقَةِ وَأَمَّا الَّتِي يُبْغِضُ اللَّهُ ‏ ‏فَاخْتِيَالُهُ ‏ ‏فِي ‏ ‏الْبَغْيِ ‏ ‏قَالَ ‏ ‏مُوسَى ‏ ‏وَالْفَخْرِ ‏

كتب الحديث النبوي الشريف

أحاديث أخرى من سنن أبي داود

يحرم من الرضاعة ما يحرم من الولادة

عن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «يحرم من الرضاعة ما يحرم من الولادة»

أمره أن يأخذ من كل حالم دينارا أو عدله

عن معاذ، «أن النبي صلى الله عليه وسلم لما وجهه إلى اليمن أمره أن يأخذ من كل حالم - يعني محتلما - دينارا، أو عدله من المعافري ثياب تكون باليمن»(1)...

كان أكثر دعوة يدعو بها

عن عبد العزيز بن صهيب، قال: سأل قتادة، أنسا، أي دعوة كان يدعو بها رسول صلى عليه وسلم أكثر، قال: كان أكثر دعوة يدعو بها: «اللهم ربنا آتنا في الدنيا حسن...

يا نبي الله ما الشيء الذي لا يحل منعه قال الماء

عن سيار بن منظور، رجل من بني فزارة، عن أبيه، عن امرأة يقال لها بهيسة، عن أبيها، قالت: استأذن أبي النبي صلى الله عليه وسلم، فدخل بينه وبين قميصه فجعل ي...

كان إذا أصبح قال اللهم إني قد تصدقت بعرضي على عباد...

عن قتادة، قال: " أيعجز أحدكم أن يكون مثل أبي ضيغم أو ضمضم - شك ابن عبيد -، كان إذا أصبح قال: اللهم إني قد تصدقت بعرضي على عبادك "

هو ذلك السدس فإن اجتمعتما فيه فهو بينكما وأيتكما خ...

عن قبيصة بن ذؤيب، أنه قال: جاءت الجدة إلى أبي بكر الصديق، تسأله ميراثها؟ فقال: ما لك في كتاب الله تعالى شيء، وما علمت لك في سنة نبي الله صلى الله عليه...

دية الخطإ شبه العمد ما كان بالسوط والعصا مائة من ا...

عن عبد الله بن عمرو، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم - قال مسدد - خطب يوم الفتح - ثم اتفقا - فقال: «ألا إن كل مأثرة كانت في الجاهلية من دم أو مال تذكر...

رأى راية رسول الله ﷺ صفراء

عن سماك، عن رجل من قومه، عن آخر منهم قال: رأيت «راية رسول الله صلى الله عليه وسلم صفراء»

ظاهر من امرأته فرأى بريق ساقها في القمر فوقع عليها...

عن عكرمة، أن رجلا ظاهر من امرأته، فرأى بريق ساقها في القمر فوقع عليها، فأتى النبي صلى الله عليه وسلم «فأمره أن يكفر».<br> (1) 2223- عن ابن عبا...