21883-
عن عمارة بن خزيمة الأنصاري، أن عمه، حدثه وهو من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم: أن النبي صلى الله عليه وسلم ابتاع فرسا من أعرابي، فاستتبعه النبي صلى الله عليه وسلم ليقضيه ثمن فرسه، فأسرع النبي صلى الله عليه وسلم المشي، وأبطأ الأعرابي، فطفق رجال يعترضون الأعرابي فيساومون بالفرس، لا يشعرون أن النبي صلى الله عليه وسلم ابتاعه، حتى زاد بعضهم الأعرابي في السوم على ثمن الفرس الذي ابتاعه به النبي صلى الله عليه وسلم، فنادى الأعرابي النبي صلى الله عليه وسلم فقال: إن كنت مبتاعا هذا الفرس فابتعه، وإلا بعته.
فقام النبي صلى الله عليه وسلم حين سمع نداء الأعرابي، فقال: " أوليس قد ابتعته منك؟ " قال الأعرابي: لا والله ما بعتك.
فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " بلى قد ابتعته منك " فطفق الناس يلوذون بالنبي صلى الله عليه وسلم والأعرابي وهما يتراجعان، فطفق الأعرابي يقول: هلم شهيدا يشهد أني بايعتك، فمن جاء من المسلمين قال للأعرابي: ويلك إن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن ليقول إلا حقا.
حتى جاء خزيمة لمراجعة النبي صلى الله عليه وسلم ومراجعة الأعرابي، فطفق الأعرابي يقول: هلم شهيدا يشهد أني بايعتك.
قال خزيمة: أنا أشهد أنك قد بايعته.
فأقبل النبي صلى الله عليه وسلم على خزيمة فقال: " بم تشهد؟ " فقال: بتصديقك يا رسول الله.
فجعل النبي صلى الله عليه وسلم شهادة خزيمة شهادة رجلين
إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عمارة، فمن رجال السنن، وهو ثقة.
أبو اليمان: هو الحكم بن نافع الحمصي، وشعيب: هو ابن أبي حمزة الأموي الحمصي، والزهري: هو محمد بن مسلم بن شهاب الإمام.
وأخرجه أبو داود (٣٦٠٧) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (٢٠٨٥) و (٢٠٨٩) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" ٤/١٤٦، وفي "شرح مشكل الآثار" (٤٨٠٢) ، والطبراني ٢٢/ (٩٤٦) ، والحاكم ٢/١٧-١٨، والبيهقي ١٠/١٤٥-١٤٦ من طريق أبي اليمان، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن سعد ٤/٣٧٨-٣٧٩، والنسائي ٧/٣٠١-٣٠٢، والحاكم ٢/١٧-١٨، والبيهقي ١٠/١٤٥-١٤٦، والخطيب في "الأسماء المبهمة" ص ١٢٠-١٢١، وابن بشكوال في "الأسماء المبهمة" ص ٣٥٩-٣٦٠ من طرق عن الزهري، به.
وروى ابن سعد بإثره عن الواقدي قال: لم يسم لنا أخو خزيمة بن ثابت الذي روى هذا الحديث، وكان له أخوان، يقال لأحدهما: وحوح، ولا عقب له، والآخر عبد الله، وله عقب.
قلنا: وقد سمي في بعض روايات الحديث السالف قبل حديثنا هذا عمارة، وأورد ابن أبي عاصم حديثنا هذا في ترجمة عمارة بن ثابت مع أنه لم يقع في روايته مسمى.
والله أعلم.
وأخرجه ابن أبي شيبة في "مسنده" كما في "المطالب العالية" (٤٤٥٣) ، والبخاري في "التاريخ الكبير" ١/٨٧، وابن أبي عاصم (٢٠٨٤) ، وأبو يعلى كما في "المطالب العالية" (٤٤٥٤) ، والطبراني في "الكبير" (٣٧٣٠) ، والحاكم ٢/١٨، والبيهقي ١٠/١٤٦، والخطيب في "الأسماء المبهمة" ص ١٢١-١٢٢، وابن بشكوال ص ٣٦٠-٣٦١، وابن الأثير في "أسد الغابة" ٢/٤٨٣ من طريق زيد ابن الحباب، عن محمد بن زرارة بن عبد الله بن خزيمة بن ثابت، عن عمارة = ابن خزيمة بن ثابت، عن أبيه.
كذا ذكره من حديث خزيمة نفسه، وسمى الأعرابي في هذه الرواية: سواء بن الحارث المحاربي، وعند بعضهم: سواء بن قيس، وقول النبي صلى الله عليه وسلم في آخره جاء بلفظ: "من شهد له خزيمة أو شهد عليه فحسبه".
قلنا: ومحمد بن زرارة روى عنه زيد بن الحباب، ولم يذكر له راو غيره، وذكره ابن حبان في "الثقات" ٧/٤١٤، فهو مجهول.
وقد ذكر ابن حجر رواية محمد بن زرارة هذه في "الإصابة" ٣/٢١٥، ووهم قول من قال في اسم الأعرابي: سواء بن قيس.
وقال: روى ابن شاهين وابن منده من وجه آخر عن زيد بن الحباب، عن محمد بن زرارة، عن المطلب ابن عبد الله، قال: قلت لبني الحارث بن سواء: أبوكما الذي جحد بيعة رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقالوا: لا تقل ذلك، فلقد أعطاه بكرة -أي: ناقة فتية- وقال له: "إن الله سيبارك لك فيها" فما أصبحنا نسوق سارحا ولا بارحا إلا منها.
ومحمد بن زرارة مجهول كما أسلفنا.
وقد ذكر ابن بشكوال تتمة القصة بسياقة أخرى، فقال: ورواه الحارث بن أبي أسامة، قال: حدثنا يونس بن محمد، قال: حدثنا حماد بن سلمة، عن أبي حفص، عن عمارة بن خزيمة بن ثابت: أن رسول الله.
فذكر نحوه وزاد: فردها رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال: "اللهم إن كان كذب فلا تبارك له فيها" قال: فأصبحت شاصية برجلها.
يعني ماتت.
قلنا: كذا وقع هذا الإسناد في المطبوع
من "الأسماء المبهمة": أبو حفص، عن عمارة.
فإن صح ما وقع فيه فلعل أبا حفص هذا هو سعيد بن جمهان البصري، وهو صدوق، وإلا فلم نتبين من هو.
لكن يغلب على ظننا أنه محرف عن أبي جعفر، وأبو جعفر: هو عمير بن يزيد الخطمي، وهو مشهور بالرواية عن عمارة بن خزيمة، ويروي عنه حماد ابن سلمة، وهو ثقة، وكذا باقي رجال الإسناد، لكن عمارة بن خزيمة تابعي،
فالإسناد مرسل.
وفي الباب عن النعمان بن بشير، أخرجه الحارث بن أبي أسامة كما في "المطالب العالية" (٤٤٥٥) ، وفي إسناده مجالد بن سعيد، وهو ضعيف.
= وعن زيد بن ثابت في حديث جمع القرآن، وفيه قوله رضي الله عنه: فقدت آية من سورة الأحزاب .
فلم أجدها مع أحد إلا مع خزيمة بن ثابت الأنصاري الذي جعل رسول الله صلى الله عليه وسلم شهادته شهادة رجلين، وقد سلف برقم (٢١٦٤٠) ، وأخرجه البخاري (٢٨٠٧) و (٤٧٨٤) .
وعن أنس بن مالك عند البزار (٢٨٠٢ - كشف الأستار) ، وأبي يعلى (٢٩٥٣) في تفاخر الأوس والخزرج، وفيه أن الأوس قالت: ومنا من أجيزت شهادته بشهادة رجلين: خزيمة بن ثابت.
وإسناده قوي.
قال الخطابي في "معالم السنن" ٤/١٧٣: هذا الحديث يضعه كثير من الناس غير موضعه، وقد تذرع به قوم من أهل البدع إلى استحلال الشهادة لمن عرف عنده بالصدق في كل شيء ادعاه، وإنما وجه الحديث ومعناه: أن النبي صلى الله عليه وسلم إنما حكم على الأعرابي بعلمه، إذ كان النبي صلى الله عليه وسلم صادقا بارا في قوله، وجرت شهادة خزيمة في ذلك مجرى التوكيد لقوله، والاستظهار بها على خصمه، فصارت في التقدير شهادته له وتصديقه إياه على قوله كشهادة رجلين في سائر القضايا.
حاشية السندي على مسند الإمام أحمد بن حنبل: أبي الحسن نور الدين محمد بن عبد الهادي
قوله: "فاستتبعه ": أي: طلب منه أن يتبعه.
"فنادى الأعرابي": أي: حين زاد بعض الناس في السوم على الثمن الذي اشتراه به رسول الله صلى الله عليه وسلم.
"بم تشهد؟ ": أي: ولم تكن معنا، كما في رواية ابن سعد في "الطبقات ".
"بتصديقك ": زاد ابن سعد: "إنا نصدقك بخبر السماء، ولا أصدقك بما تقول"، وفي رواية: "أعلم أنك لا تقول إلا حقا، قد أمناك على أفضل من ذلك، على ديننا".
حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ حَدَّثَنَا شُعَيْبٌ عَنِ الزُّهْرِيِّ حَدَّثَنِي عُمَارَةُ بْنُ خُزَيْمَةَ الْأَنْصَارِيُّ أَنَّ عَمَّهُ حَدَّثَهُ وَهُوَ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ابْتَاعَ فَرَسًا مِنْ أَعْرَابِيٍّ فَاسْتَتْبَعَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِيَقْضِيَهُ ثَمَنَ فَرَسِهِ فَأَسْرَعَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَشْيَ وَأَبْطَأَ الْأَعْرَابِيُّ فَطَفِقَ رِجَالٌ يَعْتَرِضُونَ الْأَعْرَابِيَّ فَيُسَاوِمُونَ بِالْفَرَسِ لَا يَشْعُرُونَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ابْتَاعَهُ حَتَّى زَادَ بَعْضُهُمْ الْأَعْرَابِيَّ فِي السَّوْمِ عَلَى ثَمَنِ الْفَرَسِ الَّذِي ابْتَاعَهُ بِهِ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَنَادَى الْأَعْرَابِيُّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ إِنْ كُنْتَ مُبْتَاعَا هَذَا الْفَرَسَ فَابْتَعْهُ وَإِلَّا بِعْتُهُ فَقَامَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ سَمِعَ نِدَاءَ الْأَعْرَابِيِّ فَقَالَ أَوَلَيْسَ قَدْ ابْتَعْتُهُ مِنْكَ قَالَ الْأَعْرَابِيُّ لَا وَاللَّهِ مَا بِعْتُكَ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: بَلَى قَدْ ابْتَعْتُهُ مِنْكَ فَطَفِقَ النَّاسُ يَلُوذُونَ بِالنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالْأَعْرَابِيِّ وَهُمَا يَتَرَاجَعَانِ فَطَفِقَ الْأَعْرَابِيُّ يَقُولُ هَلُمَّ شَهِيدًا يَشْهَدُ أَنِّي بَايَعْتُكَ فَمَنْ جَاءَ مِنْ الْمُسْلِمِينَ قَالَ لِلْأَعْرَابِيِّ وَيْلَكَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمْ يَكُنْ لِيَقُولَ إِلَّا حَقًّا حَتَّى جَاءَ خُزَيْمَةُ فَاسْتَمَعَ لِمُرَاجَعَةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمُرَاجَعَةِ الْأَعْرَابِيِّ فَطَفِقَ الْأَعْرَابِيُّ يَقُولُ هَلُمَّ شَهِيدًا يَشْهَدُ أَنِّي بَايَعْتُكَ قَالَ خُزَيْمَةُ أَنَا أَشْهَدُ أَنَّكَ قَدْ بَايَعْتَهُ فَأَقْبَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى خُزَيْمَةَ فَقَالَ بِمَ تَشْهَدُ فَقَالَ بِتَصْدِيقِكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ فَجَعَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَهَادَةَ خُزَيْمَةَ شَهَادَةَ رَجُلَيْنِ
عن عمارة بن خزيمة، أن خزيمة، رأى في المنام أنه يسجد على جبهة رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: فأتى خزيمة رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبره ، قال:...
عن عمارة بن خزيمة بن ثابت الأنصاري وخزيمة الذي جعل رسول الله صلى الله عليه وسلم شهادته شهادة رجلين، قال ابن شهاب: فأخبرني عمارة بن خزيمة، عن عمه، وكان...
عن ابن أبي بشير، وابنة أبي بشير، يحدثان عن أبيهما، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال في الحمى: " أبردوها بالماء، فإنها من فيح جهنم "
عن عباد بن تميم، أن أبا بشير الأنصاري، أخبره: أنه كان مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض أسفاره، فأرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم رسولا: " لا ي...
عن عبد الله بن زيد، وأبي بشير الأنصاري: " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى بهم ذات يوم، فمرت امرأة بالبطحاء، فأشار إليها رسول الله صلى الله عليه وس...
عن سعيد بن نافع، قال: رآني أبو بشير الأنصاري، صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا أصلي صلاة الضحى حين طلعت الشمس، فعاب ذلك علي، ونهاني، ثم قال: إن...
يزيد بن نعيم بن هزال، عن أبيه، قال: كان ماعز بن مالك في حجر أبي، فأصاب جارية من الحي، فقال له أبي: ائت رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبره بما صنعت، ل...
عن نعيم بن هزال: أن هزالا كان استأجر ماعز بن مالك، وكانت له جارية يقال لها: فاطمة، قد أملكت، وكانت ترعى غنما لهم، وإن ماعزا وقع عليها، فأخبر هزالا خد...
عن يزيد بن نعيم، عن أبيه: أن ماعز بن مالك أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: أقم علي كتاب الله.<br> فأعرض عنه أربع مرات، ثم أمر برجمه، فلما مسته الحجا...