2946- عن أبي حميد الساعدي، أن النبي صلى الله عليه وسلم استعمل رجلا من الأزد يقال له ابن اللتبية - قال ابن السرح: ابن الأتبية - على الصدقة فجاء، فقال: هذا لكم وهذا أهدي لي، فقام النبي صلى الله عليه وسلم على المنبر فحمد الله وأثنى عليه، وقال: «ما بال العامل نبعثه فيجيء فيقول هذا لكم وهذا أهدي لي، ألا جلس في بيت أمه أو أبيه فينظر أيهدى له أم لا؟ لا يأتي أحد منكم بشيء من ذلك إلا جاء به يوم القيامة، إن كان بعيرا فله رغاء، أو بقرة فلها خوار، أو شاة تيعر»، ثم رفع يديه حتى رأينا عفرة إبطيه، ثم قال: «اللهم هل بلغت، اللهم هل بلغت»
إسناده صحيح.
عروة: هو ابن الزبير بن العوام، وسفيان: هو ابن عيينة، وابن أبي خلف: هو محمد بن أحمد بن أبي خلف السلمي، وابن السرح: هو أحمد ابن عمرو بن عبد الله بن عمرو بن السرح، أبو الطاهر، مشهور بكنيته.
وأخرجه البخاري (٢٥٩٧) و (٦٦٣٦) و (٧١٧٤)، ومسلم (١٨٣٢) من طريق ابن شهاب الزهري، به.
وأخرجه البخاري (١٥٠٠) و (٦٩٧٩) و (٧١٩٧)، ومسلم (١٨٣٢) من طريق هشام بن عروة، عن أبيه.
وهو في "مسند أحمد" (٢٣٥٩٨)، و"صحيح ابن حبان" (٤٥١٥).
الرغاء: صوت البعير، والخوار: صوت البقرة، وقوله: تيعر على وزن تسمع وتضرب، أي: تصيح وتصوت صوتا شديدا.
قال الخطابي: في هذا بيان أن هدايا العمال سحت، وأنه ليس سبيلها سبيل سائر الهدايا المباحة، وإنما يهدى إليه للمحاباة، وليخفف عن المهدي، ويسوغ له بعض الواجب عليه.
وهو خيانة منه، وبخس للحق الواجب عليه استيفاؤه لأهله.
وفي قوله: "ألا جلس في بيت أمه أو أبيه، فينظر أيهدى إليه أم لا" دليل على أن كل أمر يتذرع به إلى محظور فهو محظور، ويدخل في ذلك القرض يجر المنفعة، والدار المرهونة يسكنها المرتهن بلا كراء، والدابة المرهونة يركبها ويرتفق بها من غير عوض.
وفي معناه: من باع درهما ورغيفا بدرهمين، لأن معلوما أنه إنما جعل الرغيف
ذريعة إلى أن يربح فضل الدرهم الزائد، وكذلك كل تلجئة وكل دخيل في العقود يجري مجرى ما ذكرناه على معنى قوله: "هلا قعد في بيت أمه حتى ينظر أيهدى إليه أم لا؟ " فينظر في الشيء وقرينه إذا أفرد أحدهما عن الآخر، وفرق بين قرانها: هل يكون حكمه عند الانفراد كحكمه عند الاقتران أم لا؟ والله أعلم.
وقال ابن الأثير: "عفرة إبطيه" العفرة: بياض ليس بالناصع، ولكن كلون عفر الأرض، وهو وجهها.
ومعنى قوله: "اللهم هل بلغت": المراد: - بلغت حكم الله إليكم امتثالا لقوله تعالى له: {بلغ} وإشارة إلى ما يقع في القيامة من سؤال الأمم: هل بلغهم أنبياؤهم ما أرسلوا به إليهم.
عون المعبود على شرح سنن أبي داود: أبي الطيب محمد شمس الحق العظيم آبادي
( لَفْظه ) : أَيْ لَفْظ الْحَدِيث لَفْظ اِبْن أَبِي خَلَف لَا لَفْظ اِبْن السَّرْح ( اِبْن اللُّتْبِيَّة ) : بِضَمِّ اللَّام وَإِسْكَان التَّاء نِسْبَة إِلَى بَنِي لُتْب قَبِيلَة مَعْرُوفَة قَالَهُ النَّوَوِيّ.
وَقَالَ الْحَافِظ : اِسْم اِبْن اللُّتْبِيَّة عَبْد اللَّه وَاللُّتْبِيَّة أُمّه لَمْ نَقِف عَلَى اِسْمهَا ( قَالَ اِبْن السَّرْح اِبْن الْأُتْبِيَّة ) : أَيْ بِالْهَمْزَةِ مَكَان اللَّام ( عَلَى الصَّدَقَة ) : مُتَعَلِّق بِاسْتَعْمَلَ ( نَبْعَثهُ ) : أَيْ عَلَى الْعَمَل ( أَلَّا ) : حَرْف تَحْضِيض وَفِي بَعْض النُّسَخ هَلَّا ( بِشَيْءٍ مِنْ ذَلِكَ ) : أَيْ مِنْ مَال الصَّدَقَة يَحُوزهُ لِنَفْسِهِ ( إِنْ كَانَ ) : أَيْ الشَّيْء الَّذِي أَتَى بِهِ حَازَهُ لِنَفْسِهِ ( فَلَهُ رُغَاء ) : بِضَمِّ الرَّاء وَتَخْفِيف الْمُعْجَمَة مَعَ الْمَدّ هُوَ صَوْت الْبَعِير ( خُوَار ) : بِضَمِّ الْخَاء الْمُعْجَمَة وَتَخْفِيف الْوَاو هُوَ صَوْت الْبَقَرَة ( تَيْعَر ) : عَلَى وَزْن تَسْمَع وَتَضْرِب أَيْ تَصِيح وَتُصَوِّت صَوْتًا شَدِيدًا ( عُفْرَة إِبْطَيْهِ ) : بِضَمِّ الْعَيْن الْمُهْمَلَة وَسُكُون الْفَاء وَفَتْح الرَّاء أَيْ بَيَاضهمَا الْمَشُوب بِالسُّمْرَةِ ( ثُمَّ قَالَ اللَّهُمَّ هَلْ بَلَّغْت ) : بِتَشْدِيدِ اللَّام وَالْمُرَاد بَلَّغْت حُكْم اللَّه إِلَيْكُمْ اِمْتِثَالًا لِقَوْلِهِ تَعَالَى لَهُ ( بَلِّغْ ) : وَإِشَارَة إِلَى مَا يَقَع فِي الْقِيَامَة مِنْ سُؤَال الْأُمَم هَلْ بَلَّغَهُمْ أَنْبِيَاؤُهُمْ مَا أُرْسِلُوا بِهِ إِلَيْهِمْ.
قَالَهُ الْحَافِظ.
وَفِي هَذَا الْحَدِيث بَيَان أَنَّ هَدَايَا الْعُمَّال حَرَام وَغُلُول لِأَنَّهُ خَانَ فِي وِلَايَته وَأَمَانَته.
قَالَ الْخَطَّابِيُّ : فِي قَوْله " أَلَا جَلَسَ فِي بَيْت أُمّه أَوْ أَبِيهِ فَيَنْظُر أَيُهْدَى إِلَيْهِ أَمْ لَا " دَلِيل عَلَى أَنَّ كُلّ أَمْر يَتَذَرَّع بِهِ إِلَى مَحْظُور فَهُوَ مَحْظُور , وَيَدْخُل فِي ذَلِكَ الْقَرْض يَجُرّ الْمَنْفَعَة , وَالدَّار الْمَرْهُونَة يَسْكُنهَا الْمُرْتَهِن بِلَا أُجْرَة , وَالدَّابَّة الْمَرْهُونَة يَرْكَبهَا وَيَرْتَفِق بِهَا مِنْ غَيْر عِوَض اِنْتَهَى.
قَالَ الْمُنْذِرِيُّ : وَأَخْرَجَهُ الْبُخَارِيّ وَمُسْلِم.
حَدَّثَنَا ابْنُ السَّرْحِ وَابْنُ أَبِي خَلَفٍ لَفْظَهُ قَالَا حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ الزُّهْرِيِّ عَنْ عُرْوَةَ عَنْ أَبِي حُمَيْدٍ السَّاعِدِيِّ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اسْتَعْمَلَ رَجُلًا مِنْ الْأَزْدِ يُقَالُ لَهُ ابْنُ اللُّتْبِيَّةِ قَالَ ابْنُ السَّرْحِ ابْنُ الْأُتْبِيَّةِ عَلَى الصَّدَقَةِ فَجَاءَ فَقَالَ هَذَا لَكُمْ وَهَذَا أُهْدِيَ لِي فَقَامَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى الْمِنْبَرِ فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ وَقَالَ مَا بَالُ الْعَامِلِ نَبْعَثُهُ فَيَجِيءُ فَيَقُولُ هَذَا لَكُمْ وَهَذَا أُهْدِيَ لِي أَلَا جَلَسَ فِي بَيْتِ أُمِّهِ أَوْ أَبِيهِ فَيَنْظُرَ أَيُهْدَى لَهُ أَمْ لَا لَا يَأْتِي أَحَدٌ مِنْكُمْ بِشَيْءٍ مِنْ ذَلِكَ إِلَّا جَاءَ بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنْ كَانَ بَعِيرًا فَلَهُ رُغَاءٌ أَوْ بَقَرَةً فَلَهَا خُوَارٌ أَوْ شَاةً تَيْعَرُ ثُمَّ رَفَعَ يَدَيْهِ حَتَّى رَأَيْنَا عُفْرَةَ إِبِطَيْهِ ثُمَّ قَالَ اللَّهُمَّ هَلْ بَلَّغْتُ اللَّهُمَّ هَلْ بَلَّغْتُ
عن أبي مسعود الأنصاري، قال: بعثني النبي صلى الله عليه وسلم ساعيا، ثم قال: «انطلق أبا مسعود، ولا ألفينك يوم القيامة تجيء وعلى ظهرك بعير من إبل الصدقة ل...
عن أبي مريم الأزدي قال:دخلت على معاوية فقال: ما أنعمنا بك أبا فلان - وهي كلمة تقولها العرب - فقلت: حديثا سمعته أخبرك به، سمعت رسول الله صلى الله عليه...
عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما أوتيكم من شيء وما أمنعكموه، إن أنا إلا خازن أضع حيث أمرت»
عن مالك بن أوس بن الحدثان، قال: ذكر عمر بن الخطاب، يوما الفيء، فقال: «ما أنا بأحق، بهذا الفيء منكم، وما أحد منا بأحق به من أحد، إلا أنا على منازلنا من...
عن زيد بن أسلم، أن عبد الله بن عمر، دخل على معاوية، فقال: حاجتك يا أبا عبد الرحمن، فقال: عطاء المحررين، فإني «رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم أول ما...
عن عائشة رضي الله عنها: «أن النبي صلى الله عليه وسلم أتي بظبية فيها خرز، فقسمها للحرة والأمة» قالت عائشة: «كان أبي رضي الله عنه يقسم للحر والعبد»
عن عوف بن مالك، «أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا أتاه الفيء قسمه في يومه، فأعطى الآهل حظين، وأعطى العزب حظا» - زاد ابن المصفى - فدعينا وكنت أ...
عن جابر بن عبد الله، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «أنا أولى بالمؤمنين من أنفسهم، من ترك مالا فلأهله، ومن ترك دينا أو ضياعا فإلي وعلي»
عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من ترك مالا فلورثته، ومن ترك كلا فإلينا»