3114- عن أبي سعيد الخدري، أنه لما حضره الموت، دعا بثياب جدد فلبسها، ثم قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إن الميت يبعث في ثيابه التي يموت فيها»
إسناده حسن من أجل يحيى بن أيوب -وهو الغافقي المصري- ابن أبي مريم: هو سعيد بن الحكم بن محمد الجمحي، وابن الهاد: هو يزيد بن عبد الله بن أسامة بن الهاد، ومحمد بن إبراهيم: هو التيمي، وأبو سلمة: هو ابن عبد الرحمن بن عوف، والحسن بن علي: هو الخلال.
وأخرجه ابن حبان (٧٣١٦)، والحاكم ١/ ٣٤٠، والبيهقي ٣/ ٣٨٤ من طريق ابن أبي مريم، بهذا الإسناد.
قال الخطابي: أما أبو سعيد، فقد استعمل الحديث على ظاهره، وقد روي في تحسين الكفن أحاديث.
وقد تأوله بعض العلماء على خلاف ذلك، فقال: معنى الثياب: العمل، كنى بها عنه، يريد أنه يبعث على ما مات عليه من عمل صالح أو سيىء.
قال: والعرب تقول: فلان طاهر الثياب إذا وصفوه بطهارة النفس والبراءة من العيب.
ودنس الثياب: إذا كان بخلاف ذلك، واستدل في ذلك بقول النبي -صلى الله عليه وسلم- "يحشر الناس حفاة عراة" فدل ذلك على أن معنى الحديث ليس على الثياب التي هي الكفن، وقال بعضهم: البعث غير الحشر، فقد يجوز أن يكرن البعث مع الثياب، والحشر مع العري والحفا، والله أعلم.
قلنا: ولتفسيره بمعنى العمل أيضا ذهب ابن حبان عقب الحديث.
قال الحافظ في "الفتح" ١١/ ٣٩١: وحمل بعضهم الحديث على الشهداء، لأنهم الذين أمروا أن يزملوا في ثيابهم، ويدفنوا فيها، فيحتمل أن يكون أبو سعيد سمعه في الشهيد، فحمله على العموم.
وممن حمله على عمومه معاذ بن جبل، فأخرج ابن أبي الدنيا بسند حسن عن عمرو بن الأسود: دفنا أم معاذ بن جبل، فأمر بها، فكفنت في ثياب جدد، وقال: أحسنو أكفان موتاكم، فإنهم يحشرون فيها.
قال الحافظ: وحمله بعض أهل العلم على العمل، وإطلاق الثياب على العمل وقع في مثل قوله تعالى: {ولباس التقوى ذلك خير} [الأعراف:٢٦] وقوله تعالى: {وثيابك فطهر} [المدثر:٤] على أحد الأقوال، وهو قول قتادة، قال: ومعناه: وعملك فأخلصه، ويؤكد ذلك حديث جابر رفعه: "يبعث كل عبد على ما مات عليه" أخرجه مسلم، وحديث فضالة بن عبيد: "من مات على مرتبة من هذه المراتب بعث عليها يوم القيامة" أخرجه أحمد، قلنا: وممن خص حديث أبي سعيد - بالشهيد القرطبي في "التذكرة" ١/ ٢١٠.
عون المعبود على شرح سنن أبي داود: أبي الطيب محمد شمس الحق العظيم آبادي
( بِثِيَابٍ جُدُد ) : بِضَمَّتَيْنِ جَمْع جَدِيد.
قَالَهُ الْقَارِي ( فَلَبِسَهَا ) : أَيْ لَبِسَ أَبُو سَعِيد الثِّيَاب ( الْمَيِّت يُبْعَث ) : قَالَ الْخَطَّابِيُّ : أَمَّا أَبُو سَعِيد فَقَدْ اِسْتَعْمَلَ الْحَدِيث عَلَى ظَاهِره وَقَدْ رُوِيَ فِي تَحْسِين الْكَفَن أَحَادِيث وَقَدْ تَأَوَّلَهُ بَعْض الْعُلَمَاء عَلَى خِلَاف ذَلِكَ فَقَالَ مَعْنَى الثِّيَاب الْعَمَل كَنَّى بِهَا عَنْهُ أَنَّهُ يُرِيد أَنَّهُ يُبْعَث عَلَى مَا مَاتَ عَلَيْهِ مِنْ عَمَل صَالِح أَوْ عَمَل سَيِّئ.
قَالَ وَالْعَرَب تَقُول فُلَان طَاهِر الثِّيَاب إِذَا وَصَفُوهُ بِطَهَارَةِ النَّفْس وَالْبَرَاءَة مِنْ الْعَيْب , وَدَنَس الثِّيَاب إِذَا كَانَ بِخِلَافِ ذَلِكَ , وَاسْتَدَلَّ فِي ذَلِكَ بِقَوْلِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَآله وَسَلَّمَ : " يُحْشَر النَّاس عُرَاة حُفَاة غُرْلًا بُهْمًا " فَدَلَّ ذَلِكَ عَلَى أَنَّ مَعْنَى الْحَدِيث لَيْسَ عَلَى الثِّيَاب الَّتِي هِيَ الْكَفَن.
وَقَالَ بَعْضهمْ : الْبَعْث غَيْر الْحَشْر فَقَدْ يَجُوز أَنْ يَكُون الْبَعْث مَعَ الثِّيَاب وَالْحَشْر مَعَ الْعُرْي وَالْحُفَاة اِنْتَهَى.
وَقَالَ الْقُرْطُبِيّ فِي التَّذْكِرَة : قَدْ يَكُون الْحَشْر فِي الْأَكْفَان خَاصًّا بِالشُّهَدَاءِ.
وَقَالَ الْهَرَوِيُّ : لَيْسَ قَوْل مَنْ ذَهَبَ بِهِ إِلَى الْأَكْفَان بِشَيْءٍ , لِأَنَّ الْإِنْسَان إِنَّمَا يُكَفَّن بَعْد مَوْته اِنْتَهَى.
وَالْحَدِيث سَكَتَ عَنْهُ الْمُنْذِرِيُّ.
حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي مَرْيَمَ أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ عَنْ ابْنِ الْهَادِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ أَنَّهُ لَمَّا حَضَرَهُ الْمَوْتُ دَعَا بِثِيَابٍ جُدُدٍ فَلَبِسَهَا ثُمَّ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ إِنَّ الْمَيِّتَ يُبْعَثُ فِي ثِيَابِهِ الَّتِي يَمُوتُ فِيهَا
عن أم سلمة، قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا حضرتم الميت فقولوا خيرا، فإن الملائكة يؤمنون على ما تقولون» فلما مات أبو سلمة، قلت: يا رسول ا...
عن معاذ بن جبل، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من كان آخر كلامه لا إله إلا الله دخل الجنة»
عن أبي سعيد الخدري، يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لقنوا موتاكم قول لا إله إلا الله»
عن أم سلمة، قالت: دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم على أبي سلمة، وقد شق بصره، فأغمضه، فصيح ناس من أهله، فقال: «لا تدعوا على أنفسكم إلا بخير، فإن المل...
عن أم سلمة، قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إذا أصابت أحدكم مصيبة فليقل: إنا لله وإنا إليه راجعون، اللهم عندك أحتسب مصيبتي، فآجرني فيها، وأب...
عن عائشة، «أن النبي صلى الله عليه وسلم سجي في ثوب حبرة»
عن معقل بن يسار، قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: «اقرءوا يس على موتاكم» وهذا لفظ ابن العلاء
عن عائشة، قالت: «لما قتل زيد بن حارثة، وجعفر، وعبد الله بن رواحة جلس رسول الله صلى الله عليه وسلم، في المسجد يعرف في وجهه الحزن» وذكر القصة
عن عبد الله بن عمرو بن العاص، قال: قبرنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم - يعني - ميتا فلما فرغنا، انصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم، وانصرفنا معه، ف...