3154- عن علي بن أبي طالب، قال: لا تغال لي في كفن، فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «لا تغالوا في الكفن، فإنه يسلبه سلبا سريعا»
حسن لغيره، عمرو بن هاشم حديثه حسن في الشواهد، وقد حسن، هذا الحديث ابن القطان في "بيان الوهم والأيهام" ٥/ ٥٠، وكذلك المنذري والنووي كما في "البدر المنير" لابن الملقن ٥/ ٢١٧، وسكت عنه عبد الحق في "أحكامه الوسطى" ٢/ ١٢٧ مصححا له.
وأما رواية عامر -وهو ابن شراحيل الشعبي- عن علي بن أبي طالب، فقد قال أبو حاتم الرازي وأبو أحمد الحاكم: رآه، وجزم الخطيب البغدادي بسماعه منه، وقال الحافظ العلائي في "جامع التحصيل": روى عن علي رضي الله عنه، وذلك في "صحيح البخاري" وهو لا يكتفي بمجرد إمكان اللقاء، ونفى سماعه منه آخرون كابن معين والدارقطني.
وأخرجه البيهقي ٣/ ٤٠٣، وابن عبد البر في "التمهيد" ٢٢/ ١٤٤ من طريق أبي داود السجستاني بهذا الإسناد.
وفي الباب عن حذيفة بن اليمان عند عبد الرزاق (٦٢١٠)، والبيهقي ٣/ ٤٠٣ عن صلة بن زفر، قال: أرسلني حذيفة بن اليمان ورجلا آخر نشتري له كفنا، فاشتريت له حلة حمراء جيدة بثلاث مئة درهم، فلما أتيناه، قال: أروني ما اشتريتم، فاريناه، فقال: ردها ولا تغالوا في الكفن، اشتروا لي ثوبين أبيضين، فإنهما لن يتركا على إلا قليلا، حتى ألبس خيرا منهما أو شرا منهما.
لفظ عبد الرزاق.
وإسناده صحيح موقوفا، ولكن مثله لا يقال بالرأي والاجتهاد؟ فله حكم المرفوع، والله تعالى أعلم.
عون المعبود على شرح سنن أبي داود: أبي الطيب محمد شمس الحق العظيم آبادي
( لَا تَغَالِي ) : مَصْدَر مِنْ التَّفَاعُل , هَكَذَا فِي بَعْض النُّسَخ , يُقَال تَغَالَ النَّبَات تَغَالِيًا اِرْتَفَعَ , وَتَغَالَى الشَّجَر تَغَالِيًا أَيْ اِلْتَفَّ وَعَظُمَ , وَفِي بَعْض النُّسَخ لَا يُغَالِي بِصِيغَةِ الْغَائِب الْمَجْهُول , وَفِي بَعْضهَا بِصِيغَةِ الْحَاضِر الْمَعْرُوف لَا تَغَالِ لِي وَاَللَّه أَعْلَم ( لَا تَغَالَوْا ) : بِحَذْفِ إِحْدَى التَّاءَيْنِ أَيْ لَا تُبَالِغُوا وَلَا تَتَجَاوَزُوا الْحَدّ ( فِي الْكَفَن ) : أَيْ فِي كَثْرَة ثَمَنه.
قَالَ اِبْن الْأَثِير وَالطِّيبِيّ : أَصْل الْغَلَاء الِارْتِفَاع وَمُجَاوَزَة الْقَدْر فِي كُلّ شَيْء يُقَال غَالَيْت الشَّيْء وَبِالشَّيْءِ وَغَلَوْت فِيهِ أَغْلُو إِذَا جَاوَزْت فِيهِ الْحَدّ اِنْتَهَى.
وَفِيهِ أَنَّ الْحَدّ الْوَسَط فِي الْكَفَن هُوَ الْمُسْتَحَبّ الْمُسْتَحْسَن ( فَإِنَّهُ ) : أَيْ تَمْزِيق الْأَرْض , إِيَّاهُ عَنْ قَرِيب ( يُسْلَبهُ ) : هَكَذَا فِي بَعْض النُّسَخ بِإِثْبَاتِ ضَمِير الْمَفْعُول , وَأَخَذَ هَذِهِ النُّسْخَة السُّيُوطِي فِي الْجَامِع الصَّغِير.
وَالْمَعْنَى أَنَّهُ يَأْخُذ وَيَفْسُد وَيُزِيل الْكَفَن , وَفِي بَعْض النُّسَخ فَإِنَّهُ يُسْلَب سَلْبًا سَرِيعًا عَلَى صِيغَة الْمَجْهُول بِحَذْفِ ضَمِير الْمَفْعُول وَأَخَذَ هَذِهِ النُّسْخَة.
صَاحِب الْمَصَابِيح وَالْحَافِظ فِي بُلُوغ الْمَرَام , وَمَعْنَاهُ يَبْلَى الْكَفَن بِلًى سَرِيعًا.
قَالَ الطِّيبِيُّ : اُسْتُعِيرَ السَّلْب لِبِلَى الثَّوْب مُبَالَغَة فِي السُّرْعَة اِنْتَهَى.
قَالَ الْمُنَاوِيّ فِي شَرْح الْجَامِع الصَّغِير : قَوْله : " فَإِنَّهُ يُسْلَبهُ سَلْبًا سَرِيعًا " عِلَّة لِلنَّهْيِ كَأَنَّهُ قَالَ لَا تَشْتَرُوا الْكَفَن بِثَمَنٍ غَالٍ فَإِنَّهُ يَبْلَى بِسُرْعَةٍ اِنْتَهَى.
وَفِي سُبُل السَّلَام : حَدِيث عَلِيّ مِنْ رِوَايَة الشَّعْبِيّ فِيهِ عَمْرو بْن هَاشِم وَهُوَ مُخْتَلَف فِيهِ.
وَأَيْضًا فِيهِ اِنْقِطَاع بَيْن الشَّعْبِيّ وَعَلِيّ لِأَنَّهُ قَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ إِنَّهُ لَمْ يُسْمَع مِنْهُ سِوَى حَدِيث وَاحِد.
وَفِيهِ دَلَالَة عَلَى الْمَنْع مِنْ الْمُغَالَاة فِي الْكَفَن وَهِيَ زِيَادَة الثَّمَن وَقَوْله فَإِنَّهُ يُسْلَب سَرِيعًا كَأَنَّهُ إِشَارَة إِلَى أَنَّهُ سَرِيع الْبِلَى وَالذَّهَاب كَمَا فِي حَدِيث عَائِشَة أَنَّ أَبَا بَكْر نَظَر إِلَى ثَوْب عَلَيْهِ كَانَ يُمَرَّض فِيهِ بِهِ رَدْعٌ مِنْ زَعْفَرَان فَقَالَ اِغْسِلُوا ثَوْبِي هَذَا وَزِيدُوا عَلَيْهِ ثَوْبَيْنِ وَكَفِّنُونِي فِيهَا.
قُلْت : إِنَّ هَذَا خَلَق قَالَ إِنَّ الْحَيّ أَحَقّ بِالْجَدِيدِ مِنْ الْمَيِّت إِنَّهُ لِلْمُهْلَةِ أَيْ لِلصَّدِيدِ ذَكَرَهُ الْبُخَارِيّ مُخْتَصَرًا اِنْتَهَى.
قَالَ الْمُنْذِرِيُّ : فِي إِسْنَاده أَبُو مَالِك عَمْرو بْن هَاشِم الْجَنْبِيّ وَفِيهِ مَقَال.
وَذَكَرَ اِبْن أَبِي حَاتِم وَأَبُو أَحْمَد الْكَرَابِيسِيّ أَنَّ الشَّعْبِيّ رَأَى عَلِيّ بْن أَبِي طَالِب , وَذَكَرَ أَبُو عَلِيّ الْخَطِيب أَنَّهُ سَمِعَ مِنْهُ وَقَدْ رَوَى عَنْهُ عِدَّة أَحَادِيث.
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ الْمُحَارِبِيُّ حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ هَاشِمٍ أَبُو مَالِكٍ الْجَنْبِيُّ عَنْ إِسْمَعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ عَنْ عَامِرٍ عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ قَالَ لَا تُغَالِ لِي فِي كَفَنٍ فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ لَا تَغَالَوْا فِي الْكَفَنِ فَإِنَّهُ يُسْلَبُهُ سَلْبًا سَرِيعًا
عن خباب، قال: إن مصعب بن عمير، قتل يوم أحد، ولم يكن له إلا نمرة، كنا إذا غطينا بها رأسه خرج رجلاه، وإذا غطينا رجليه خرج رأسه، فقال رسول الله صلى الله...
عن عبادة بن الصامت، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «خير الكفن الحلة، وخير الأضحية الكبش الأقرن»
عن ليلى بنت قانف الثقفية، قالت: «كنت فيمن غسل أم كلثوم بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم عند وفاتها، فكان أول ما أعطانا رسول الله صلى الله عليه وسلم ال...
عن أبي سعيد الخدري، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أطيب طيبكم المسك»
عن الحصين بن وحوح، أن طلحة بن البراء، مرض فأتاه النبي صلى الله عليه وسلم يعوده، فقال: «إني لا أرى طلحة إلا قد حدث فيه الموت فآذنوني به وعجلوا فإنه، لا...
عن عبد الله بن الزبير، عن عائشة، أنها حدثته " أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يغتسل من أربع: من الجنابة، ويوم الجمعة، ومن الحجامة، وغسل الميت "
عن أبي هريرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «من غسل الميت فليغتسل، ومن حمله فليتوضأ»(1) 3162- عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم،...
عن عائشة، قالت: «رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبل عثمان بن مظعون وهو ميت، حتى رأيت الدموع تسيل»
عن جابر بن عبد الله، قال: رأى ناس نارا في المقبرة، فأتوها فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم في القبر، وإذا هو يقول: «ناولوني صاحبكم» فإذا هو الرجل الذ...