3177- عن ثوبان، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، أتي بدابة وهو مع الجنازة فأبى أن يركبها، فلما انصرف أتي بدابة فركب، فقيل له، فقال: «إن الملائكة كانت تمشي، فلم أكن لأركب وهم يمشون، فلما ذهبوا ركبت»
إسناده صحيح.
وقد حسن إسناده البزار فيما نقله عنه المنذري في "مختصر السنن"، وصححه الحاكم وسكت عنه الذهبي، وسكت عنه عبد الحق الإشبيلي في "أحكامه الوسطى" ٢/ ١٣٦، ولم يتعقبه ابن القطان، وصححه ابن دقيق العيد في "الاقتراح" ص ٤٣٤٨ - ٤٤٩ على شرط الشيخين.
وأخرجه البزار في "مسنده" كما في "مختصر سنن أبي داود" للمنذري ٤/ ٣١٤، والحاكم ١/ ٣٥٥، وعنه البيهقي ٤/ ٢٣ من طريق معمر بن راشد، بهذا الإسناد.
وقال البزار: وهذا الحديث لا نعلمه يروى بهذا اللفظ إلا عن ثوبان بهذا الإسناد، وهو حسن الإسناد، ولا نعلم كلاما جاء به أحد غيره بإسناد متصل.
وقد رواه عامر بن يساف عن يحيى بن أبي كثير مرسلا، لم يقل عن أبي سلمة ولا ثوبان.
ومعمر أثبت من عامر بن يساف.
وأخرجه ابن ماجه (١٤٨٠)، والترمذي (١٠٣٣) من طريق أبي بكر بن أبي مريم، عن راشد بن سعد، عن ثوبان، عن النبي -صلى الله عليه وسلم-.
وأبو بكر بن أبي مريم ضعيف الحديث.
وخالف أبا بكر بن أبي مريم ثور بن يزيد الحمصي عند ابن أبي شيبة ٣/ ٢٨١، ومن طريقه ابن المنذر في "الأوسط" ٥/ ٣٨٦ فرواه عند راشد بن سعد، عن ثوبان موقوفا عليه وإسناده صحيح.
وقد رجح البخاري والبيهقي الموقوف من طريق راشد كما في "السنن الكبرى" ٤/ ٢٣.
وأما ما رواه جابر بن سمرة في الحديث الآتي بعده، من ركوبه -صلى الله عليه وسلم- فرسا في جنازة ابن الدحداح، فهو عند انصرافه من الجنازة كما جاء ذلك واضحا في نص رواية مسلم (٩٦٥)، ولهذا قال ملا علي القاري في "المرقاة" ٢/ ٣٦٢: قال ابن الملك: يدل على جواز الركوب عند الانصراف من الجنازة.
قال القاري: وفيه أنه يجوز ركوبه عليه الصلاة والسلام لعذر، لكن سيأتي دليل قولي على الجواز مطلقا [يعني حديث المغيرة الآتي عند المصنف برقم (٣١٨٠) ولفظه: "الراكب يسير خلف الجنازة"] وقال العلماء: لا يكره الركوب في الرجوع من الجنازة اتفاقا لانقضاء العبادة.
وقال عند حديث المغيرة بأنه إما محمول على العذر أو مقيد بحال الرجوع.
وقال عند حديثنا هذا ٢/ ٣٦٤: يحمل على أنهم كانوا قدام الجنازة أو طرفها لئلا ينافي ما سبق من قوله عيه الصلاة والسلام: "يسير الراكب خلف الجنازة" أي: حالة المراجعة.
عون المعبود على شرح سنن أبي داود: أبي الطيب محمد شمس الحق العظيم آبادي
( فَأَبَى ) : أَيْ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ( فَلَمَّا اِنْصَرَفَ ) : النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ الْجَنَازَة ( فَرَكِبَ ) : فِيهِ إِبَاحَة الرُّكُوب فِي الرُّجُوع عَنْ الْجَنَازَة وَكَرَاهَة الرُّكُوب فِي الذَّهَاب مَعَهَا.
وَالْحَدِيث سَكَتَ عَنْهُ الْمُنْذِرِيُّ.
وَعِنْد اِبْن مَاجَهْ وَالتِّرْمِذِيّ مِنْ حَدِيث ثَوْبَانَ قَالَ : " خَرَجْنَا مَعَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي جَنَازَة فَرَأَى نَاسًا رُكْبَانًا فَقَالَ أَلَا تَسْتَحْيُونَ إِنَّ مَلَائِكَة اللَّه عَلَى أَقْدَامهمْ وَأَنْتُمْ عَلَى ظُهُور الدَّوَابّ " وَحَدِيث ثَوْبَانَ الَّذِي فِي الْبَاب رِجَاله رِجَال الصَّحِيح وَاَللَّه أَعْلَم
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ مُوسَى الْبَلْخِيُّ أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ عَنْ ثَوْبَانَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أُتِيَ بِدَابَّةٍ وَهُوَ مَعَ الْجَنَازَةِ فَأَبَى أَنْ يَرْكَبَهَا فَلَمَّا انْصَرَفَ أُتِيَ بِدَابَّةٍ فَرَكِبَ فَقِيلَ لَهُ فَقَالَ إِنَّ الْمَلَائِكَةَ كَانَتْ تَمْشِي فَلَمْ أَكُنْ لِأَرْكَبَ وَهُمْ يَمْشُونَ فَلَمَّا ذَهَبُوا رَكِبْتُ
عن جابر بن سمرة، قال: «صلى النبي صلى الله عليه وسلم على ابن الدحداح ونحن شهود، ثم أتي بفرس فعقل حتى ركبه، فجعل يتوقص به ونحن نسعى حوله»
عن سالم، عن أبيه، قال: «رأيت النبي صلى الله عليه وسلم وأبا بكر وعمر يمشون أمام الجنازة»
عن المغيرة بن شعبة، وأحسب أن أهل زياد أخبروني أنه رفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال: «الراكب يسير خلف الجنازة، والماشي يمشي خلفها، وأمامها، وعن يم...
عن أبي هريرة، يبلغ به النبي صلى الله عليه وسلم، قال: «أسرعوا بالجنازة فإن تك صالحة فخير تقدمونها إليه، وإن تك سوى ذلك فشر تضعونه عن رقابكم»
عن عيينة بن عبد الرحمن، عن أبيه، أنه كان في جنازة عثمان بن أبي العاص وكنا نمشي مشيا خفيفا، فلحقنا أبو بكرة فرفع سوطه، فقال: «لقد رأيتنا ونحن مع رسول ا...
عن ابن مسعود، قال: سألنا نبينا صلى الله عليه وسلم عن المشي مع الجنازة، فقال: «ما دون الخبب إن يكن خيرا تعجل إليه، وإن يكن غير ذلك فبعدا لأهل النار، وا...
عن جابر بن سمرة، قال: مرض رجل فصيح عليه فجاء جاره إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال له: إنه قد مات، قال: «وما يدريك؟» قال: أنا رأيته، قال رسول ا...
عن أبي برزة الأسلمي، «أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يصل على ماعز بن مالك، ولم ينه عن الصلاة عليه»
عن عائشة، قالت: «مات إبراهيم ابن النبي صلى الله عليه وسلم، وهو ابن ثمانية عشر شهرا فلم يصل عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم»