3237- عن أبي هريرة: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج إلى المقبرة، فقال: «السلام عليكم دار قوم مؤمنين، وإنا إن شاء الله بكم لاحقون»
إسناده صحيح.
عبد الرحمن: هو ابن يعقوب مولى الحرقة، والقعنبي: هو عبد الله بن مسلمة بن قعنب.
وهو في "موطأ مالك" ١/ ٢٨ - ٢٩.
وأخرجه مسلم (٢٤٩)، وابن ماجه (٤٣٠٦)، والنسائي (١٥٠) من طرق عن العلاء بن عبد الرحمن، به.
وهو في "مسند أحمد، (٧٩٩٣)، و"صحيح ابن حبان" (١٠٤٦) و (٣١٧١).
قال الخطابي: قوله: "وإنا إن شاء الله بكم لاحقون"، قيل: إن ذلك ليس على معنى الاستثناء الذي يدخل الكلام لشك وارتياب، ولكنه عادة المتكلم يحسن بذلك كلامه ويزينه كما يقول الرجل لصاحبه: إنك إن أحسنت إلى شكرتك إن شاء الله، وإن ائتمنتني لم أخنك إن شاء الله.
في نحو ذلك من الكلام، وهو لا يريد به الشك في كلامه، وقد قيل: إنه دخل المقبرة ومعه قوم مؤمنون متحققون بالإيمان والآخرون يظن بهم النفاق، فكان استثناؤه منصرفا إليهم دون المؤمنين، فمعناه اللحوق بهم في الإيمان، وقيل: إن الاستثناء إنما وقع في استصحاب الإيمان إلى الموت، لا في نفس الموت.
وذكر ابن عبد البر في "التمهيد" ٢٠/ ٢٤٣ وهو أن الاستثناء مردود على معنى قوله: دار قوم مومنين، أي: وإنا بكم لاحقون مؤمنين إن شاء الله، يريد في حال إيمان، لأن الفتنة لا يأمنها مؤمن، ألا ترى إلى قول إبراهيم عليه السلام: {واجنبني وبني أن نعبد الأصنام} [إبراهيم:٣٥] وقول يوسف -صلى الله عليه وسلم- {توفني مسلما وألحقني بالصالحين} [يوسف:١٠١].
عون المعبود على شرح سنن أبي داود: أبي الطيب محمد شمس الحق العظيم آبادي
( السَّلَام عَلَيْكُمْ ) : قَالَ الْخَطَّابِيُّ : فِيهِ مِنْ الْعِلْم أَنَّ السَّلَام عَلَى الْمَوْتَى كَهُوَ عَلَى الْأَحْيَاء فِي تَقْدِيم الدُّعَاء عَلَى الِاسْم وَلَا يُقَدَّم الِاسْم عَلَى الدُّعَاء كَمَا يَفْعَلهُ الْعَامَّة وَكَذَلِكَ هُوَ فِي كُلّ دُعَاء بِخَيْرٍ كَقَوْلِهِ تَعَالَى { رَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ } وَكَقَوْلِهِ تَعَالَى { سَلَامٌ عَلَى إِلْ يَاسِينَ } وَقَالَ تَعَالَى فِي خِلَاف ذَلِكَ { وَأَنَّ عَلَيْك لَعْنَتِي إِلَى يَوْمِ الدِّينِ } فَقَدَّمَ الِاسْم عَلَى الدُّعَاء ( دَار قَوْم ) : أَيْ أَهْل دَار.
قَالَ الْخَطَّابِيُّ : فِيهِ أَنَّهُ سَمَّى الْمَقَابِر دَارًا فَدَلَّ عَلَى أَنَّ اِسْم الدَّار قَدْ يَقَع عَلَى الرَّبْع الْعَامِر الْمَسْكُون وَعَلَى الْخَرَاب غَيْر الْمَأْهُول ( وَإِنَّا إِنْ شَاءَ اللَّه بِكُمْ لَاحِقُونَ ) .
قَالَ الْخَطَّابِيُّ : فَقَدْ قِيلَ إِنَّ ذَلِكَ لَيْسَ عَلَى مَعْنَى الِاسْتِثْنَاء الَّذِي يَدْخُل الْكَلَام لِشَكٍّ وَارْتِيَاب وَلَكِنَّهُ عَادَة الْمُتَكَلِّم يُحَسِّن بِذَلِكَ كَلَامه وَيُزَيِّنهُ بِهِ كَمَا يَقُول الرَّجُل لِصَاحِبِهِ إِنَّك إِنْ أَحْسَنْت إِلَيَّ شَكَرْتُك إِنْ شَاءَ اللَّه إِنْ اِئْتَمَنْتنِي لَمْ أَخُنْك إِنْ شَاءَ اللَّه فِي نَحْو ذَلِكَ مِنْ الْكَلَام وَهُوَ لَا يُرِيد الشَّكّ فِي كَلَامه , وَقَدْ قَالَ اللَّه تَعَالَى { لَقَدْ صَدَقَ اللَّهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيَا بِالْحَقِّ لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ } الْآيَة وَقَدْ عَلِمَ دُخُولهمْ إِيَّاهُ وَوَعَدَهُمْ بِهِ وَوَعْده الْحَقّ وَهُوَ أَصْدَق الْقَائِلِينَ.
وَقَدْ قِيلَ إِنَّهُ دَخَلَ الْمَقْبَرَة وَمَعَهُ قَوْم مُؤْمِنُونَ مُتَحَقِّقُونَ بِالْإِيمَانِ وَآخَرُونَ يَظُنّ بِهِمْ النِّفَاق فَكَانَ اِسْتِثْنَاؤُهُ مُنْصَرِفًا إِلَيْهِمْ دُون الْمُؤْمِنِينَ , وَمَعْنَاهُ اللُّحُوق بِهِمْ فِي الْإِيمَان.
وَقِيلَ إِنَّ الِاسْتِثْنَاء إِنَّمَا وَقَعَ فِي اِسْتِصْحَاب الْإِيمَان إِلَى الْمَوْت اِنْتَهَى.
قَالَ الْمُنْذِرِيُّ : وَالْحَدِيث أَخْرَجَهُ مُسْلِم وَالنَّسَائِيُّ وَابْن مَاجَهْ.
حَدَّثَنَا الْقَعْنَبِيُّ عَنْ مَالِكٍ عَنْ الْعَلَاءِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَرَجَ إِلَى الْمَقْبَرَةِ فَقَالَ السَّلَامُ عَلَيْكُمْ دَارَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ وَإِنَّا إِنْ شَاءَ اللَّهُ بِكُمْ لَاحِقُونَ
عن ابن عباس، قال: أتي النبي صلى الله عليه وسلم برجل وقصته راحلته، فمات وهو محرم، فقال: «كفنوه في ثوبيه، واغسلوه بماء وسدر، ولا تخمروا رأسه، فإن الله ي...
عن ابن عباس، قال: وقصت برجل محرم ناقته، فقتلته، فأتي به رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: «اغسلوه وكفنوه، ولا تغطوا رأسه، ولا تقربوه طيبا، فإنه يبعث...
عن عمران بن حصين، قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: «من حلف على يمين مصبورة كاذبا فليتبوأ بوجهه مقعده من النار»
عن عبد الله، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من حلف على يمين هو فيها فاجر، ليقتطع بها مال امرئ مسلم، لقي الله وهو عليه غضبان» فقال الأشعث: في...
عن الأشعث بن قيس، أن رجلا من كندة، ورجلا من حضرموت اختصما إلى النبي صلى الله عليه وسلم في أرض من اليمن، فقال الحضرمي: يا رسول الله، إن أرضي اغتصبنيها...
عن علقمة بن وائل بن حجر الحضرمي، عن أبيه، قال: جاء رجل من حضرموت، ورجل من كندة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال الحضرمي: يا رسول الله صلى الله ع...
عن جابر بن عبد الله، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا يحلف أحد عند منبري هذا، على يمين آثمة، ولو على سواك أخضر، إلا تبوأ مقعده من النار - أو...
عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من حلف، فقال في حلفه واللات، فليقل: لا إله إلا الله، ومن قال لصاحبه: تعال أقامرك، فليتصدق بشيء...
عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا تحلفوا بآبائكم، ولا بأمهاتكم، ولا بالأنداد، ولا تحلفوا إلا بالله، ولا تحلفوا بالله إلا وأنتم...