3249- عن عمر بن الخطاب، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، أدركه وهو في ركب وهو يحلف بأبيه، فقال: «إن الله ينهاكم أن تحلفوا بآبائكم، فمن كان حالفا فليحلف بالله، أو ليسكت»(1) 3250- عن عمر رضي الله عنه، قال: سمعني رسول الله صلى الله عليه وسلم، نحو معناه إلى بآبائكم، زاد قال عمر: «فوالله ما حلفت بهذا ذاكرا ولا آثرا» (2)
(١) إسناده صحح.
وقد رواه غير زهير -وهو ابن معاوية الجعفي- عن عبيد الله، عن نافع، عن ابن عمر: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أدرك عمر وهو في ركب.
فجعله من مسند عبد الله بن عمر.
وكذلك رواه غير واحد عن نافع فجعلوه من مسند عبد الله بن عمر، وكذا روي عن سالم بن عبد الله عن أبيه مرة فقال: سمع النبي - صلى الله عليه وسلم - عمر بن الخطاب وهو يحلف .
، وروي عنه مرة أخرى عن أبيه، عن عمر بن الخطاب كرواية المصنف.
وقد أسنده البخاري ومسلم على الوجهين.
قال الحافظ في "الفتح" ١١/ ٥٣٣: يشبه أن يكون ابن عمر سمع المتن من النبي - صلى الله عليه وسلم -، والقصة التي وقعت لعمر منه، فحدث به على الوجهين.
قلنا: ويحتمل أنه سمع القصة مع المتن من عمر.
ثم كان يرويه أحيانا مرسلا.
ومرسل الصحابي حجة عند أهل العلم، ويحتمل أن يكون ابن عمر حضر القصة، فكان يقول فيه أحيانا: عن عمر، تجوزا، وهذا أسلوب في الرواية معروف.
وأخرجه الترمذي (١٦١٤) من طريق عبدة بن سليمان، والنسائي في "الكبرى" (٧٦١٦) من طريق يحيى بن سعيد القطان، كلاهما عن عبيد الله بن عمر، عن نافع، عن ابن عمر: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أدرك عمر في ركب .
الحديث.
وأخرجه البخاري (٢٦٧٩) و (٦١٠٨) و (٦٦٤٦)، ومسلم (١٦٤٦) من طرق عن نافع، عن عبد الله بن عمر رفعه ورواية يعضهم مختصرة.
وأخرجه البخاري (٦٦٤٧)، ومسلم (١٦٤٦)، وابن ماجه (٢٠٩٤)، والنسائي في "الكبرى" (٤٦٩٠) و (٤٦٩١) من طرق عن الزهري، عن سالم بن عبد الله بن عمر، عن أبيه، عن عمر بن الخطاب فجعلوه من مسند عمر بن الخطاب.
دون قوله: "فمن كان حالفا .
".
وأخرجه مسلم (١٦٤٦)، والترمذي (١٦١٣)، والنسائي (٤٦٨٩) من طريق سفيان بن عيينة، عن الزهري، عن سالم، عن أبيه، قال سمع النبي - صلى الله عليه وسلم - عمر وهو يقول .
فجعله من مسند عبد الله بن عمر.
وهو في "مسند أحمد" (١١٢) و (٤٥٢٣).
(٢) إسناده صحيح.
معمر: هو ابن راشد، سالم: هو ابن عبد الله بن عمر.
وأخرجه مسلم (١٦٤٦) (١) و (٢)، وابن ماجه (٢٠٩٤)، والنسائي (٣٧٦٧) و (٣٧٦٨) من طريق عن سالم عن ابن عمر عن عمر به.
وأخرجه النسائي (٣٧٦٦) من طريق سالم عن ابن عمر عن النبي - صلى الله عليه وسلم -.
فلم يذكر عمر بن الخطاب، وهذا لا يضر؛ لأنه يكون عندئذ مرسل صحابي، وإرسال الصحابي لا يضر.
قال السندي: فوالله من كلام عمر: ما حلفت بها، أي: بالآباء أو بهذه اللفظة وهي: وأبي، ذاكرا من نفسي، ولا آثرا، أي: راويا من غيري بان أقول: قال فلان: وأبي، ومعنى ما حلفت بها: ما أجريت على لساني الحلف بها، فيصح التقسيم إلى القسمين، وإلا فالراوي عن الغير لا يسمى حالفا.
تنبيه: هذا الحديث مع الحديثين التاليين أثبتناها من (أ) و (هـ) وهامش (ب) وأشار الحافظ في نسخته المرموز لها بـ (أ) إلى أن هذه الأحاديث في رواية أبي الحسن ابن العبد وأبي بكر ابن داسه فقط.
عون المعبود على شرح سنن أبي داود: أبي الطيب محمد شمس الحق العظيم آبادي
( أَدْرَكَهُ ) : أَيْ عُمَر ( وَهُوَ ) : أَيْ عُمَر ( فِي رَكْب ) : قَالَ فِي السُّبُل : الرَّكْب أَيْ رُكْبَان الْإِبِل اِسْم جَمْع أَوْ جَمْع وَهُمْ الْعَشَرَة فَصَاعِدًا وَقَدْ يَكُون الْخَيْل ( وَهُوَ يَحْلِف ) : أَيْ عُمَر ( فَقَالَ ) : النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ( فَمَنْ كَانَ حَالِفًا ) : أَيْ مُرِيدًا لِلْحَلِفِ ( فَلْيَحْلِفْ بِاَللَّهِ ) : أَيْ بِأَسْمَائِهِ وَصِفَاته.
قَالَ الْحَافِظ : وَظَاهِره تَخْصِيص الْحَلِف بِاَللَّهِ خَاصَّة , لَكِنْ قَدْ اِتَّفَقَ الْفُقَهَاء عَلَى أَنَّ الْيَمِين تَنْعَقِد بِاَللَّهِ وَذَاته وَصِفَاته الْعَلِيَّة ( أَوْ لِيَسْكُت ) : قَالَ الْعَيْنِيّ : وَالْحِكْمَة فِي النَّهْي عَنْ الْحَلِف بِالْآبَاءِ أَنَّهُ يَقْتَضِي تَعْظِيم الْمَحْلُوف بِهِ , وَحَقِيقَة الْعَظَمَة مُخْتَصَّة بِاَللَّهِ جَلَّتْ عَظَمَته فَلَا يُضَاهَى بِهِ غَيْره , وَهَكَذَا حُكْم غَيْر الْآبَاء مِنْ سَائِر الْأَشْيَاء.
وَمَا ثَبَتَ أَنَّهُ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ أَفْلَحَ وَأَبِيهِ فَهِيَ كَلِمَة تَجْرِي عَلَى اللِّسَان لَا يُقْصَد بِهَا الْيَمِين اِنْتَهَى.
قُلْت : أَوْ أَنَّ هَذَا وَقَعَ قَبْل وُرُود النَّهْي.
قَالَ : وَأَمَّا قَسَم اللَّه تَعَالَى بِمَخْلُوقَاتِهِ نَحْو الصَّافَّات وَالطُّور وَالسَّمَاء وَالطَّارِق وَالتِّين وَالزَّيْتُون وَالْعَادِيَات , فَاَللَّه يُقْسِم بِمَا شَاءَ مِنْ خَلْقه تَنْبِيهًا عَلَى شَرَفه , أَوْ التَّقْدِير وَرَبِّ الطُّور اِنْتَهَى.
وَقَالَ النَّوَوِيّ : يُكْرَه الْحَلِف بِغَيْرِ أَسْمَاء اللَّه تَعَالَى وَصِفَاته سَوَاء فِي ذَلِكَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالْكَعْبَة وَالْمَلَائِكَة وَالْأَمَانَة وَالْحَيَاة وَالرُّوح وَغَيْرهَا وَمِنْ أَشَدّهَا كَرَاهَة الْحَلِف بِالْأَمَانَةِ اِنْتَهَى.
قَالَ الْمُنْذِرِيُّ : وَالْحَدِيث أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيّ وَمُسْلِم وَالنَّسَائِيُّ وَابْن مَاجَهْ.
( نَحْو مَعْنَاهُ ) : أَيْ بِمَعْنَى حَدِيث أَحْمَد بْن يُونُس ( بِهَذَا ) : أَيْ بِأَبِي ( ذَاكِرًا ) : أَيْ قَائِلًا لَهَا مِنْ قِبَل نَفْسِي ( وَلَا آثِرًا ) : بِلَفْظِ اِسْم الْفَاعِل مِنْ الْأَثَر يَعْنِي وَلَا حَاكِيًا لَهَا عَنْ غَيْرِي نَاقِلًا عَنْهُ.
وَقَالَ الطَّبَرِيُّ : وَمِنْهُ حَدِيثٌ مَأْثُور عَنْ فُلَان أَيْ يُحَدِّث بِهِ عَنْهُ , وَالْأَثَر الرِّوَايَة وَنَقْل كَلَام الْغَيْر قَالَهُ الْعَيْنِيّ.
وَقَالَ الْخَطَّابِيُّ : مَعْنَى قَوْله آثِرًا أَيْ مُوثِرًا وَقِيلَ يُرِيد مُخْبِرًا بِهِ مِنْ قَوْلك أَثَرْت الْحَدِيث أَثْرَة إِذَا رَوَيْته يَقُول مَا حَلَفْت ذَاكِرًا عَنْ نَفْسِي وَلَا مُخْبِرًا بِهِ عَنْ غَيْره اِنْتَهَى.
وَالْحَدِيث لَيْسَ مِنْ رِوَايَة اللُّؤْلُئِيّ وَلِذَا لَمْ يَذْكُرهُ الْمُنْذِرِيُّ.
وَقَالَ الْمِزِّيّ : حَدِيث أَحْمَد بْن حَنْبَل فِي رِوَايَة أَبِي الْحَسَن بْن الْعَبْد , وَلَمْ يَذْكُرهُ أَبُو الْقَاسِم اِنْتَهَى.
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ عَنْ نَافِعٍ عَنْ ابْنِ عُمَرَ عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَدْرَكَهُ وَهُوَ فِي رَكْبٍ وَهُوَ يَحْلِفُ بِأَبِيهِ فَقَالَ إِنَّ اللَّهَ يَنْهَاكُمْ أَنْ تَحْلِفُوا بِآبَائِكُمْ فَمَنْ كَانَ حَالِفًا فَلْيَحْلِفْ بِاللَّهِ أَوْ لِيَسْكُتْ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ عَنْ الزُّهْرِيِّ عَنْ سَالِمٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ سَمِعَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَحْوَ مَعْنَاهُ إِلَى بِآبَائِكُمْ زَادَ قَالَ عُمَرُ فَوَاللَّهِ مَا حَلَفْتُ بِهَذَا ذَاكِرًا وَلَا آثِرًا
عن سعد بن عبيدة، قال: سمع ابن عمر، رجلا يحلف: لا والكعبة، فقال له ابن عمر: إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «من حلف بغير الله فقد أشرك»
عن طلحة بن عبيد الله، يعني في حديث قصة الأعرابي، قال النبي صلى الله عليه وسلم: «أفلح وأبيه، إن صدق دخل الجنة، وأبيه إن صدق»
عن ابن بريدة، عن أبيه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من حلف بالأمانة فليس منا»
عن عطاء، في اللغو في اليمين، قال: قالت عائشة: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: «هو كلام الرجل في بيته، كلا والله، وبلى والله»، قال أبو داود: " ك...
عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يمينك على ما يصدقك عليها صاحبك»، قال مسدد: قال: أخبرني عبد الله بن أبي صالح، قال أبو داود: «هما...
عن سويد بن حنظلة، قال: خرجنا نريد رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومعنا وائل بن حجر، فأخذه عدو له فتحرج القوم أن يحلفوا، وحلفت أنه أخي فخلى سبيله، فأتين...
عن ابي قلابة، أن ثابت بن الضحاك، أخبره: أنه بايع رسول الله صلى الله عليه وسلم تحت الشجرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «من حلف بملة غير ملة ال...
عن عبد الله بن بريدة، عن أبيه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من حلف، فقال: إني بريء من الإسلام، فإن كان كاذبا فهو كما قال، وإن كان صادقا فل...
عن يوسف بن عبد الله بن سلام، قال: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم وضع تمرة على كسرة، فقال: «هذه إدام هذه»(1) 3260- حدثنا عمر بن حفص، حدثنا أبي، ع...