حديث الرسول ﷺ English الإجازة تواصل معنا
الحديث النبوي

يمينك على ما يصدقك عليها صاحبك - سنن أبي داود

سنن أبي داود | كتاب الأيمان والنذور باب المعاريض في اليمين (حديث رقم: 3255 )


3255- عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يمينك على ما يصدقك عليها صاحبك»، قال مسدد: قال: أخبرني عبد الله بن أبي صالح، قال أبو داود: «هما واحد عبد الله بن أبي صالح، وعباد بن أبي صالح»

أخرجه أبو داوود


إسناده حسن.
هشيم وهو ابن بشير بن القاسم صرح بالتحديث عند مسلم وغيره فزالت شبهة تدليسه، وعباد بن أبي صالح، ويقال: عبد الله بن أبي صالح السمان وثقة ابن معين، وقال الساجي وتبعه الأزدي: ثقة إلا أنه روى عن أبيه ما لم يتابع عليه.
وقال الذهبي: مختلف في توثيقه، وحديثه حسن.
وأخرجه مسلم (١٦٥٣) (٢٠)، وابن ماجه (٢١٢١)، والترمذي (١٤٠٤) من طريق هشيم بن بشير، بهذا الإسناد، وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب، وقال الذهبي في "تلخيص المستدرك" ٤/ ٣٠٣: صحيح إن شاء الله.
قال الترمذي: والعمل على هذا عند بعض أهل العلم، وبه يقول أحمد وإسحاق وروي عن إبراهيم النخعي أنه قال: إذا كان المستحلف ظالما، فالنية نية الحالف، وإن كان المستحلف مظلوما، فالنية فيه الذي استحلف.
وقال القاري: قوله: على ما يصدقك به صاحبك، أي: خصمك ومدعيك ومحاورك، والمعنى: أنه واقع عليه لا يؤثر فيه التورية، فإن العبرة في اليمين بقصد المستحلف إن كان مستحقا لها، وإلا فالعبرة بقصد الحالف، فله التورية.
وانظر "شرح مسلم" للنووي ١١/ ١١٧.
وهو في "مسند أحمد" (٧١١٩).

شرح حديث (يمينك على ما يصدقك عليها صاحبك )

عون المعبود على شرح سنن أبي داود: أبي الطيب محمد شمس الحق العظيم آبادي

‏ ‏( عَنْ عَبَّاد بْن أَبِي صَالِح ) ‏ ‏هَكَذَا هَذَا الْإِسْنَاد كَمَا فِي الْمَتْن فِي النُّسَخ الصَّحِيحَة فِي بَعْض النُّسَخ خِلَافه وَهُوَ غَلَط.
وَقَالَ الْمِزِّيّ فِي الْأَطْرَاف : أَخْرَجَهُ أَبُو دَاوُدَ فِي الْأَيْمَان عَنْ عَمْرو بْن عَوْن وَمُسَدَّد كِلَاهُمَا عَنْ هُشَيْم , قَالَ عَمْرو بْن عَوْن عَنْ عَبَّاد بْن أَبِي صَالِح , وَقَالَ مُسَدَّد عَنْ عَبْد اللَّه بْن أَبِي صَالِح عَنْ أَبِي صَالِح.
قَالَ أَبُو دَاوُدَ هُمَا وَاحِد اِنْتَهَى.
‏ ‏قُلْت : أَبُو صَالِح هُوَ ذَكْوَانُ وَعَبْد اللَّه كُنْيَته أَبُو الزِّنَاد ‏ ‏( يَمِينك ) ‏ ‏: أَيْ حَلَّفَك وَهُوَ مُبْتَدَأ خَبَره قَوْله ‏ ‏( عَلَى مَا ) ‏ ‏: مَا مَوْصُولَة وَالْمُرَاد بِهِ النِّيَّة ‏ ‏( يُصَدِّقك عَلَيْهَا ) ‏ ‏أَيْ عَلَى النِّيَّة ‏ ‏( صَاحِبك ) ‏ ‏: أَيْ خَصْمك وَمُدَّعِيك وَمَحَاوِرك , وَلَفْظ مُسْلِم " يَمِينك عَلَى مَا يُصَدِّقك عَلَيْهِ صَاحِبك " وَالْمَعْنَى أَنَّهُ وَاقِع عَلَيْهِ لَا يُؤَثِّر فِيهِ التَّوْرِيَة , فَإِنَّ الْعِبْرَة فِي الْيَمِين بِقَصْدِ الْمُسْتَحْلِف إِنْ كَانَ مُسْتَحِقًّا لَهَا وَإِلَّا فَالْعِبْرَة بِقَصْدِ الْحَالِف فَلَهُ التَّوْرِيَة قَالَهُ الْقَارِيّ , وَفِي فَتْح الْوَدُود : مَعْنَاهُ يَمِينك وَاقِع عَلَى نِيَّة الْمُسْتَحْلِف وَلَا تُؤَثِّر التَّوْرِيَة فِيهِ , وَهَذَا إِذَا كَانَ لِلْمُسْتَحْلِفِ حَقُّ اِسْتِحْلَاف وَإِلَّا فَالتَّوْرِيَة نَافِعَة قَطْعًا وَعَلَيْهِ يُحْمَل حَدِيث إِنَّهُ أَخِي لِذَلِكَ ذَكَرَهُ بَعْد هَذَا الْحَدِيث تَنْبِيهًا عَلَى الْمُرَاد اِنْتَهَى.
‏ ‏وَفِي رِوَايَة لِمُسْلِمٍ مِنْ حَدِيث أَبِي هُرَيْرَة قَالَ : قَالَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " الْيَمِين عَلَى نِيَّة الْمُسْتَحْلِف " قَالَ الْقَارِيّ أَيْ إِذَا كَانَ مُسْتَحِقًّا لِلتَّحْلِيفِ وَالْمَعْنَى أَنَّ النَّظَر وَالِاعْتِبَار فِي الْيَمِين عَلَى نِيَّة طَالِب الْحِنْث فَإِنْ أَضْمَرَ الْحَالِف تَأْوِيلًا عَلَى غَيْر نِيَّة الْمُسْتَحْلِف لَمْ يَسْتَخْلِص مِنْ الْحِنْث وَبِهِ قَالَ أَحْمَد اِنْتَهَى.
قَالَ فِي النَّيْل : فِيهِ دَلِيل عَلَى أَنَّ الِاعْتِبَار بِقَصْدِ الْمُحَلِّف مِنْ غَيْر فَرْق بَيْن أَنْ يَكُون الْمُحَلِّف هُوَ الْحَاكِم أَوْ الْغَرِيم وَبَيْن أَنْ يَكُون الْمُحَلِّف ظَالِمًا أَوْ مَظْلُومًا صَادِقًا أَوْ كَاذِبًا.
وَقِيلَ هُوَ مُقَيَّد بِصِدْقِ الْمُحَلِّف فِيمَا اِدَّعَاهُ , أَمَّا لَوْ كَانَ كَاذِبًا كَانَ الِاعْتِبَار بِنِيَّةِ الْحَالِف.
قَالَ النَّوَوِيّ : وَالْحَاصِل أَنَّ الْيَمِين عَلَى نِيَّة الْحَالِف فِي كُلّ الْأَحْوَال إِلَّا إِذَا اِسْتَحْلَفَهُ الْقَاضِي أَوْ نَائِبه فِي دَعْوَى تَوَجَّهَتْ عَلَيْهِ قَالَ وَالتَّوْرِيَة وَإِنْ كَانَ لَا يَحْنَث بِهَا فَلَا يَحُوز فِعْلهَا حَيْثُ يَبْطُل بِهَا حَقّ الْمُسْتَحْلِف وَهَذَا مُجْمَع عَلَيْهِ.
وَقَدْ حَكَى الْقَاضِي عِيَاض الْإِجْمَاع عَلَى أَنَّ الْحَالِف مِنْ غَيْر اِسْتِحْلَاف وَمِنْ غَيْر تَعَلُّق حَقّ بِيَمِينِهِ لَهُ نِيَّته وَيُقْبَل قَوْله , وَأَمَّا إِذَا كَانَ لِغَيْرِهِ حَقّ عَلَيْهِ فَلَا خِلَاف أَنَّهُ يَحْكُم عَلَيْهِ يَمِينه بِظَاهِرٍ سَوَاء حَلَفَ مُتَبَرِّعًا أَوْ بِاسْتِحْلَافِ اِنْتَهَى.
‏ ‏قَالَ الْمُنْذِرِيُّ : وَالْحَدِيث أَخْرَجَهُ مُسْلِم وَالتِّرْمِذِيّ وَابْن مَاجَهْ.


حديث يمينك على ما يصدقك عليها صاحبك قال مسدد قال أخبرني عبد الله بن أبي صالح

الحديث بالسند الكامل مع التشكيل

‏ ‏حَدَّثَنَا ‏ ‏عَمْرُو بْنُ عَوْنٍ ‏ ‏قَالَ أَخْبَرَنَا ‏ ‏هُشَيْمٌ ‏ ‏ح ‏ ‏و حَدَّثَنَا ‏ ‏مُسَدَّدٌ ‏ ‏حَدَّثَنَا ‏ ‏هُشَيْمٌ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏عَبَّادِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏أَبِيهِ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏أَبِي هُرَيْرَةَ ‏ ‏قَالَ ‏ ‏قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ‏ ‏يَمِينُكَ عَلَى مَا يُصَدِّقُكَ عَلَيْهَا صَاحِبُكَ ‏ ‏قَالَ ‏ ‏مُسَدَّدٌ ‏ ‏قَالَ أَخْبَرَنِي ‏ ‏عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي صَالِحٍ ‏ ‏قَالَ ‏ ‏أَبُو دَاوُد ‏ ‏هُمَا وَاحِدٌ ‏ ‏عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي صَالِحٍ ‏ ‏وَعَبَّادُ بْنُ أَبِي صَالِحٍ ‏

كتب الحديث النبوي الشريف

المزيد من أحاديث سنن أبي داود

تحرجوا أن يحلفوا وحلفت أنه أخي قال صدقت المسلم أخو...

عن سويد بن حنظلة، قال: خرجنا نريد رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومعنا وائل بن حجر، فأخذه عدو له فتحرج القوم أن يحلفوا، وحلفت أنه أخي فخلى سبيله، فأتين...

من حلف بملة غير ملة الإسلام كاذبا فهو كما قال

عن ابي قلابة، أن ثابت بن الضحاك، أخبره: أنه بايع رسول الله صلى الله عليه وسلم تحت الشجرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «من حلف بملة غير ملة ال...

من حلف فقال إني بريء من الإسلام

عن عبد الله بن بريدة، عن أبيه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من حلف، فقال: إني بريء من الإسلام، فإن كان كاذبا فهو كما قال، وإن كان صادقا فل...

وضع تمرة على كسرة فقال هذه إدام هذه

عن يوسف بن عبد الله بن سلام، قال: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم وضع تمرة على كسرة، فقال: «هذه إدام هذه»(1) 3260- حدثنا عمر بن حفص، حدثنا أبي، ع...

من حلف على يمين فقال إن شاء الله فقد استثنى

عن ابن عمر، يبلغ به النبي صلى الله عليه وسلم، قال: " من حلف على يمين، فقال: إن شاء الله فقد استثنى "

من حلف فاستثنى فإن شاء رجع وإن شاء ترك غير حنث

ن نافع، عن ابن عمر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من حلف فاستثنى، فإن شاء رجع وإن شاء ترك غير حنث»

أكثر ما كان رسول الله ﷺ يحلف بهذه اليمين لا ومقلب...

عن ابن عمر، قال: أكثر ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحلف بهذه اليمين: «لا ومقلب القلوب»

كان إذا اجتهد في اليمين قال والذي نفس أبي القاسم ب...

عن أبي سعيد الخدري، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا اجتهد في اليمين، قال: «والذي نفس أبي القاسم بيده»

كان إذا حلف يقول لا وأستغفر الله

عن أبي هريرة، يقول: كانت يمين رسول الله صلى الله عليه وسلم، إذا حلف يقول: «لا، وأستغفر الله»