166-
عن عبيد بن جريج، أنه قال: لعبد الله بن عمر يا أبا عبد الرحمن رأيتك تصنع أربعا لم أر أحدا من أصحابك يصنعها، قال: وما هي يا ابن جريج قال: رأيتك لا تمس من الأركان إلا اليمانيين، ورأيتك تلبس النعال السبتية، ورأيتك تصبغ بالصفرة، ورأيتك إذا كنت بمكة أهل الناس إذا رأوا الهلال ولم تهل أنت حتى كان يوم التروية.
قال عبد الله: أما الأركان: فإني لم «أر رسول الله صلى الله عليه وسلم يمس إلا اليمانيين»، وأما النعال السبتية: فإني «رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يلبس النعل التي ليس فيها شعر ويتوضأ فيها»، فأنا أحب أن ألبسها، وأما الصفرة: فإني «رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يصبغ بها، فأنا أحب أن أصبغ بها»، وأما الإهلال: فإني «لم أر رسول الله صلى الله عليه وسلم يهل حتى تنبعث به راحلته»
أخرجه مسلم في الحج باب الإهلال من حيث تنبعث الراحلة رقم 1187
(الأركان) أركان الكعبة الأ {بعة.
(اليمانيين) تثنية يمان نسبة إلى اليمن والمراد بهما الركن الأسود والذي يسامته من مقابل الصفا وقيل للأسود يمان تغليبا.
(السبتية) التي لا شعر فيها مشتقة من السبت وهو الجلد وقيل هو جلد البقر المدبوغ.
(أهل الناس) أحرموا بالحج أو العمرة من الإهلال وهو رفع الصوت بالتلبية.
(إذا رأوا الهلال) أي هلال ذي الحجة.
(يوم التروية) الثامن من ذي الحجة سمي بذلك لأنهم كانوا يتروون فيه الماء أي يهيئونه وكان ابن عمر رضي الله عنهما لا يهل حتى يركب دابته قاصدا منى كما يتبين من جوابه.
(تنبعث به راحلته) تستوي قائمة وهو متوجه إلى منى والراحلة ما يركب من الإبل
فتح الباري شرح صحيح البخاري: ابن حجر العسقلاني - أحمد بن علي بن حجر العسقلاني
قَوْله : ( عُبَيْد بْن جُرَيْجٍ ) هُوَ مَدَنِيّ مَوْلَى بَنِي تَمِيم , وَلَيْسَ بَيْنه وَبَيْن اِبْن جُرَيْجٍ الْفَقِيه الْمَكِّيّ مَوْلَى بَنِي أُمَيَّة نَسَب , وَقَدْ تَقَدَّمَ فِي الْمُقَدِّمَة أَنَّ الْفَقِيه هُوَ عَبْد الْمَلِك بْن عَبْد الْعَزِيز بْن جُرَيْجٍ فَقَدْ يُظَنّ أَنَّ هَذَا عَمّه وَلَيْسَ كَذَلِكَ , وَهَذَا الْإِسْنَاد كُلّه مَدَنِيُّونَ , وَفِيهِ رِوَايَة الْأَقْرَان لِأَنَّ عُبَيْدًا وَسَعِيدًا تَابِعِيَّانِ مِنْ طَبَقَة وَاحِدَة.
قَوْله : ( أَرْبَعًا ) أَيْ أَرْبَع خِصَال.
قَوْله : ( لَمْ أَرَ أَحَدًا مِنْ أَصْحَابك ) أَيْ : أَصْحَاب رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالْمُرَاد بَعْضهمْ , وَالظَّاهِر مِنْ السِّيَاق اِنْفِرَاد اِبْن عُمَر بِمَا ذُكِرَ دُون غَيْره مِمَّنْ رَآهُمْ عُبَيْد.
وَقَالَ الْمَازِرِيّ : يَحْتَمِل أَنْ يَكُون مُرَاده لَا يَصْنَعهُنَّ غَيْرك مُجْتَمِعَة وَإِنْ كَانَ يَصْنَع بَعْضهَا.
قَوْله : ( الْأَرْكَان ) أَيْ أَرْكَان الْكَعْبَة الْأَرْبَعَة , وَظَاهِره أَنَّ غَيْر اِبْن عُمَر مِنْ الصَّحَابَة الَّذِينَ رَآهُمْ عُبَيْد كَانُوا يَسْتَلِمُونَ الْأَرْكَان كُلّهَا , وَقَدْ صَحَّ ذَلِكَ عَنْ مُعَاوِيَة وَابْن الزُّبَيْر , وَسَيَأْتِي الْكَلَام عَلَى هَذِهِ الْمَسْأَلَة فِي الْحَجّ إِنْ شَاءَ اللَّه تَعَالَى.
قَوْله : ( السِّبْتِيَّة ) بِكَسْرِ الْمُهْمَلَة هِيَ الَّتِي لَا شَعْر فِيهَا , مُشْتَقَّة مِنْ السَّبْت وَهُوَ الْحَلْق قَالَهُ فِي التَّهْذِيب , وَقِيلَ : السِّبْت جِلْد الْبَقَر الْمَدْبُوغ بِالْقَرَظِ , وَقِيلَ بِالسُّبْتِ بِضَمِّ أَوَّله وَهُوَ نَبْت يُدْبَغ بِهِ قَالَهُ صَاحِب الْمُنْتَهَى , وَقَالَ الْهَرَوِيُّ : قِيلَ لَهَا سِبْتِيَّة لِأَنَّهَا اِنْسَبَتَتْ بِالدِّبَاغِ أَيْ : لَانَتْ بِهِ , يُقَال رَطْبَة مُنْسَبِتَة أَيْ : لَيِّنَة.
قَوْله : ( تُصْبَغ ) بِضَمِّ الْمُوَحَّدَة وَحُكِيَ فَتْحهَا وَكَسْرهَا , وَهَلْ الْمُرَاد صَبْغ الثَّوْب أَوْ الشَّعْر ؟ يَأْتِي الْكَلَام عَلَى ذَلِكَ حَيْثُ ذَكَرَهُ الْمُصَنِّف فِي كِتَاب اللِّبَاس إِنْ شَاءَ اللَّه تَعَالَى.
قَوْله : ( أَهَلَّ النَّاس ) أَيْ : رَفَعُوا أَصْوَاتهمْ بِالتَّلْبِيَةِ مِنْ أَوَّل ذِي الْحِجَّة.
قَوْله : ( وَلَمْ تُهِلّ أَنْتَ حَتَّى كَانَ ) وَلِمُسْلِمٍ حَتَّى يَكُون ( يَوْم التَّرْوِيَة ) أَيْ : الثَّامِن مِنْ ذِي الْحِجَّة , وَمُرَاده فَتُهِلّ أَنْتَ حِينَئِذٍ.
وَتَبَيَّنَ مِنْ جَوَاب اِبْن عُمَر أَنَّهُ كَانَ لَا يُهِلّ حَتَّى يَرْكَب قَاصِدًا إِلَى مِنًى , وَسَيَأْتِي الْكَلَام عَلَى هَذِهِ الْمَسْأَلَة أَيْضًا فِي الْحَجّ إِنْ شَاءَ اللَّه تَعَالَى.
قَوْله : ( قَالَ عَبْد اللَّه ) أَيْ : اِبْن عُمَر مُجِيبًا لِعُبَيْدٍ.
وَلِلْمُصَنِّفِ فِي اللِّبَاس " فَقَالَ لَهُ عَبْد اللَّه بْن عُمَر ".
قَوْله : ( الْيَمَانِيَيْنِ ) تَثْنِيَة يَمَان وَالْمُرَاد بِهِمَا الرُّكْن الْأَسْوَد وَاَلَّذِي يُسَامِتهُ مِنْ مُقَابَلَة الصَّفَا , وَقِيلَ لِلْأَسْوَدِ يَمَانٍ تَغْلِيبًا.
قَوْله : ( فَإِنِّي أُحِبّ أَنْ أَصْبُغ ) ولِلْكُشْمِيهَنِيّ وَالْبَاقِينَ " فَأَنَا أُحِبّ " كَاَلَّتِي قَبْلهَا , وَسَيَأْتِي بَاقِي الْكَلَام عَلَى هَذَا الْحَدِيث فِي كِتَاب اللِّبَاس إِنْ شَاءَ اللَّه تَعَالَى.
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ قَالَ أَخْبَرَنَا مَالِكٌ عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ عَنْ عُبَيْدِ بْنِ جُرَيْجٍ أَنَّهُ قَالَ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ رَأَيْتُكَ تَصْنَعُ أَرْبَعًا لَمْ أَرَ أَحَدًا مِنْ أَصْحَابِكَ يَصْنَعُهَا قَالَ وَمَا هِيَ يَا ابْنَ جُرَيْجٍ قَالَ رَأَيْتُكَ لَا تَمَسُّ مِنْ الْأَرْكَانِ إِلَّا الْيَمَانِيَّيْنِ وَرَأَيْتُكَ تَلْبَسُ النِّعَالَ السِّبْتِيَّةَ وَرَأَيْتُكَ تَصْبُغُ بِالصُّفْرَةِ وَرَأَيْتُكَ إِذَا كُنْتَ بِمَكَّةَ أَهَلَّ النَّاسُ إِذَا رَأَوْا الْهِلَالَ وَلَمْ تُهِلَّ أَنْتَ حَتَّى كَانَ يَوْمُ التَّرْوِيَةِ قَالَ عَبْدُ اللَّهِ أَمَّا الْأَرْكَانُ فَإِنِّي لَمْ أَرَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَمَسُّ إِلَّا الْيَمَانِيَّيْنِ وَأَمَّا النِّعَالُ السِّبْتِيَّةُ فَإِنِّي رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَلْبَسُ النَّعْلَ الَّتِي لَيْسَ فِيهَا شَعَرٌ وَيَتَوَضَّأُ فِيهَا فَأَنَا أُحِبُّ أَنْ أَلْبَسَهَا وَأَمَّا الصُّفْرَةُ فَإِنِّي رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَصْبُغُ بِهَا فَأَنَا أُحِبُّ أَنْ أَصْبُغَ بِهَا وَأَمَّا الْإِهْلَالُ فَإِنِّي لَمْ أَرَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُهِلُّ حَتَّى تَنْبَعِثَ بِهِ رَاحِلَتُهُ
عن أم عطية، قالت: قال النبي صلى الله عليه وسلم لهن في غسل ابنته: «ابدأن بميامنها ومواضع الوضوء منها»
عن عائشة، قالت: كان النبي صلى الله عليه وسلم «يعجبه التيمن، في تنعله، وترجله، وطهوره، وفي شأنه كله»
عن أنس بن مالك أنه قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وحانت صلاة العصر، فالتمس الناس الوضوء فلم يجدوه، فأتي رسول الله صلى الله عليه وسلم بوضوء، فو...
عن ابن سيرين، قال: قلت لعبيدة «عندنا من شعر النبي صلى الله عليه وسلم أصبناه من قبل أنس أو من قبل أهل أنس» فقال: لأن تكون عندي شعرة منه أحب إلي من الدن...
عن أنس، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم «لما حلق رأسه كان أبو طلحة أول من أخذ من شعره»
عن أبي هريرة، قال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إذا شرب الكلب في إناء أحدكم فليغسله سبعا»
عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم: «أن رجلا رأى كلبا يأكل الثرى من العطش، فأخذ الرجل خفه، فجعل يغرف له به حتى أرواه، فشكر الله له، فأدخله الجنة...
عن عدي بن حاتم، قال: سألت النبي صلى الله عليه وسلم فقال: «إذا أرسلت كلبك المعلم فقتل فكل، وإذا أكل فلا تأكل، فإنما أمسكه على نفسه» قلت: أرسل كلبي فأجد...
عن أبي هريرة، قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: «لا يزال العبد في صلاة ما كان في المسجد ينتظر الصلاة ما لم يحدث» فقال رجل أعجمي: ما الحدث يا أبا هرير...