حديث الرسول ﷺ English الإجازة تواصل معنا
الحديث النبوي

أنت مضار فقال النبي ﷺ للأنصاري اذهب فاقلع نخله - سنن أبي داود

سنن أبي داود | كتاب الأقضية باب من القضاء (حديث رقم: 3636 )


3636- عن سمرة بن جندب، أنه كانت له عضد من نخل في حائط رجل من الأنصار، قال: ومع الرجل أهله، قال: فكان سمرة يدخل إلى نخله فيتأذى به ويشق عليه، فطلب إليه أن يبيعه فأبى، فطلب إليه أن يناقله فأبى، فأتى النبي صلى الله عليه وسلم، فذكر ذلك له فطلب إليه النبي صلى الله عليه وسلم، أن يبيعه فأبى فطلب إليه أن يناقله فأبى، قال: «فهبه له ولك كذا وكذا» أمرا رغبه فيه فأبى، فقال: «أنت مضار» فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم للأنصاري: «اذهب فاقلع نخله»

أخرجه أبو داوود


إسناده ضعيف لانقطاعه.
أبو جعفر محمد بن علي -وهو ابن الحسين بن علي ابن أبي طالب الباقر- لم يدرك السماع من سمرة بن جندب، فقد ذكر أحمد بن البرقي أن مولد أبي جعفر كان سنة ست وخمسين.
وكانت وفاة سمرة على أعلى تقدير سنة ستين، فيكون عمر أبي جعفر عند وفاة سمرة خمس سنين.
ومما يؤيد ذلك أن أباه علي زين العابدين كان عمره يوم كربلاء سنة إحدى وستين ثلاثة وعشرين عاما، وبذلك يكون عمر زين العابدين يوم ولد له أبو جعفر ثمانية عشر عاما.
وهو معقول.
وقال المنذري في "مختصر السنن": في سماع الباقر من سمرة بن جندب نظر، وقد نقل في مولده ووفاة سمرة ما يتعذر معه سماعه منه، وقيل فيه: ما يمكن معه السماع منه، والله عز وجل أعلم.
وأخرجه البيهقي ٦/ ١٥٧ من طريق أبي الربيع سليمان بن داود العتكي، بهذا الإسناد.
وفي الباب عن رجل من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم -، سلف عند المصنف برقم (٣٠٧٤) و (٣٠٧٥) وإسناده حسن.
قال الخطابي: رواه أبو داود: عضدا، انما هو: عضيد من نخيل، يريد نخلا لم تبسق ولم تطل، قال الأصمعي: إذا صار للنخلة جذع يتناول منه المتناول فتلك النخلة العضيد، وجمعه عضيدات.
وفيه من العلم أنه أمر بإزالة الضرر عنه، وليس في هذا الخبر أنه قلع نخله، ويشبه أن يكون أنه إنما قال ذلك ليردعه به عن الإضرار.

شرح حديث (أنت مضار فقال النبي ﷺ للأنصاري اذهب فاقلع نخله)

عون المعبود على شرح سنن أبي داود: أبي الطيب محمد شمس الحق العظيم آبادي

‏ ‏( سَمِعْت أَبَا جَعْفَر مُحَمَّد بْن عَلِيّ ) ‏ ‏: هُوَ الْإِمَام الْمَعْرُوف بِالْبَاقِرِ ‏ ‏( أَنَّهُ كَانَتْ لَهُ عَضُد مِنْ نَخْل ) ‏ ‏: بِالْعَيْنِ الْمُهْمَلَة الْمَفْتُوحَة وَالضَّاد الْمُعْجَمَة الْمَضْمُومَة.
قَالَ الْخَطَّابِيُّ : عَضُد هَكَذَا فِي رِوَايَة أَبِي دَاوُدَ وَإِنَّمَا هُوَ عَضِيد يُرِيد نَخْلًا لَمْ تُسْقَ وَلَمْ تَطُلْ.
قَالَ الْأَصْمَعِيّ : إِذَا صَارَ لِلنَّخْلَةِ جِذْع يَتَنَاوَل مِنْهُ الْمُتَنَاوِل فَتِلْكَ النَّخْلَة الْعَضِيدَة وَجَمْعه عَضِيدَات.
وَفِيهِ مِنْ الْعِلْم أَنَّهُ أَمَرَ بِإِزَالَةِ الضَّرَر عَنْهُ وَلَيْسَ فِي هَذَا الْخَبَر أَنَّهُ قَلَعَ نَخْله وَيُشْبِه أَنْ يَكُون أَنَّهُ إِنَّمَا قَالَ ذَلِكَ لِيَرْدَعهُ عَنْ الْإِضْرَار اِنْتَهَى كَلَام الْخَطَّابِيِّ.
‏ ‏وَقَالَ السِّنْدِيُّ : عَضُد مِنْ نَخْل أَرَادَ بِهِ طَرِيقَة مِنْ النَّخْل , وَرُدَّ بِأَنَّهُ لَوْ كَانَ لَهُ نَخْل كَثِيرَة لَمْ يَأْمُر الْأَنْصَارِيَّ بِقَطْعِهَا لِدُخُولِ الضَّرَر عَلَيْهِ أَكْثَرَ مِمَّا يَدْخُل عَلَى الْأَنْصَارِيِّ مِنْ دُخُولِهِ.
‏ ‏وَأَيْضًا إِفْرَاد ضَمِير يُنَاقِلهُ يَدُلّ عَلَى كَوْنه وَاحِدًا , فَالْوَجْه مَا قِيلَ الصَّحِيح عَضِيد وَهِيَ نَخْلَة يُتَنَاوَل مِنْهَا بِالْيَدِ اِنْتَهَى.
وَفِي النِّهَايَة : أَرَادَ طَرِيقَة مِنْ النَّخْل , وَقِيلَ إِنَّمَا هُوَ عَضِيد مِنْ نَخْل , وَإِذَا صَارَ لِلنَّخْلَةِ جِذْع يَتَنَاوَلُونَهُ فَهُوَ عَضِيد اِنْتَهَى.
وَقَالَ فِي الْمَجْمَع : قَالُوا لِلطَّرِيقَةِ مِنْ النَّخْل عَضِيد لِأَنَّهَا قشاطرة فِي جِهَة , وَقِيلَ إِفْرَاد الضَّمَائِر يَدُلّ عَلَى أَنَّهُ فَرْد نَخْل , وَأَيْضًا لَوْ كَانَتْ طَرِيقَة مِنْ النَّخْل لَمْ يَأْمُرهُ لِكَثْرَةِ الضَّرَر , وَاعْتُذِرَ بِإِنَّ إِفْرَادهَا لِإِفْرَادِ اللَّفْظ اِنْتَهَى.
‏ ‏وَفِي الْقَامُوس : الْعَضْد وَالْعَضِيدة الطَّرِيقَة مِنْ النَّخْل , وَفِيهِ وَالطَّرِيقَة النَّخْلَة الطَّوِيلَة ‏ ‏( فَيَتَأَذَّى ) ‏ ‏: أَيْ الرَّجُل ‏ ‏( فَطَلَبَ إِلَيْهِ ) ‏ ‏: الضَّمِير الْمَرْفُوع لِلرَّجُلِ وَالْمَجْرُور لِسَمُرَةَ ‏ ‏( أَنْ يُنَاقِلهُ ) ‏ ‏: أَيْ يُبَادِلهُ بِنَخِيلٍ مِنْ مَوْضِع آخَر ‏ ‏( وَلَك كَذَا وَكَذَا ) ‏ ‏: أَيْ مِنْ الْأَجْر ‏ ‏( أَمْرًا رَغَّبَهُ فِيهِ ) ‏ ‏: وَفِي بَعْض النُّسَخ أَمْر بِالرَّفْعِ.
قَالَ فِي الْمَجْمَع : أَيْ قَوْله فَهَبْهُ لَهُ أَمْر عَلَى سَبِيل التَّرْغِيب وَالشَّفَاعَة وَهُوَ نَصْب عَلَى الِاخْتِصَاص أَوْ حَال أَيْ قَالَ آمِرًا مُرَغِّبًا فِيهِ اِنْتَهَى ‏ ‏( أَنْتَ مُضَارٌّ ) ‏ ‏: أَيْ تُرِيد إِضْرَار النَّاس , وَمَنْ يُرِدْ إِضْرَار النَّاس جَازَ دَفْع ضَرَره , وَدَفْع ضَرَرك أَيْ تُقْطَعَ شَجَرك , كَذَا فِي فَتْح الْوَدُود.
‏ ‏قَالَ الْمُنْذِرِيُّ : فِي سَمَاع الْبَاقِر مِنْ سَمُرَة بْن جُنْدَب نَظَرٌ , فَقَدْ نُقِلَ مِنْ مَوْلِدِهِ وَوَفَاةِ سَمُرَةَ مَا يَتَعَذَّر مَعَهُ سَمَاعُهُ مِنْهُ , وَقِيلَ فِيهِ مَا يُمْكِن مَعَهُ السَّمَاع مِنْهُ وَاَللَّه عَزَّ وَجَلَّ أَعْلَمُ.


حديث فهبه له ولك كذا وكذا أمرا رغبه فيه فأبى فقال أنت مضار فقال رسول الله

الحديث بالسند الكامل مع التشكيل

‏ ‏حَدَّثَنَا ‏ ‏سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ الْعَتَكِيُّ ‏ ‏حَدَّثَنَا ‏ ‏حَمَّادٌ ‏ ‏حَدَّثَنَا ‏ ‏وَاصِلٌ ‏ ‏مَوْلَى ‏ ‏أَبِي عُيَيْنَةَ ‏ ‏قَالَ سَمِعْتُ ‏ ‏أَبَا جَعْفَرٍ مُحَمَّدَ بْنَ عَلِيٍّ ‏ ‏يُحَدِّثُ عَنْ ‏ ‏سَمُرَةَ بْنِ جُنْدُبٍ ‏ ‏أَنَّهُ كَانَتْ لَهُ ‏ ‏عَضُدٌ ‏ ‏مِنْ نَخْلٍ فِي ‏ ‏حَائِطِ ‏ ‏رَجُلٍ مِنْ ‏ ‏الْأَنْصَارِ ‏ ‏قَالَ وَمَعَ الرَّجُلِ أَهْلُهُ قَالَ فَكَانَ ‏ ‏سَمُرَةُ ‏ ‏يَدْخُلُ إِلَى نَخْلِهِ ‏ ‏فَيَتَأَذَّى بِهِ وَيَشُقُّ عَلَيْهِ فَطَلَبَ إِلَيْهِ أَنْ يَبِيعَهُ فَأَبَى فَطَلَبَ إِلَيْهِ أَنْ ‏ ‏يُنَاقِلَهُ ‏ ‏فَأَبَى فَأَتَى النَّبِيَّ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏فَذَكَرَ ذَلِكَ لَهُ فَطَلَبَ إِلَيْهِ النَّبِيُّ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏أَنْ يَبِيعَهُ فَأَبَى فَطَلَبَ إِلَيْهِ أَنْ ‏ ‏يُنَاقِلَهُ ‏ ‏فَأَبَى قَالَ فَهِبْهُ لَهُ وَلَكَ كَذَا وَكَذَا أَمْرًا رَغَّبَهُ فِيهِ فَأَبَى فَقَالَ أَنْتَ مُضَارٌّ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ‏ ‏لِلْأَنْصَارِيِّ اذْهَبْ فَاقْلَعْ نَخْلَهُ ‏

كتب الحديث النبوي الشريف

المزيد من أحاديث سنن أبي داود

اسق ثم احبس الماء حتى يرجع إلى الجدر

عن عروة، أن عبد الله بن الزبير، حدثه أن رجلا خاصم الزبير في شراج الحرة التي يسقون بها فقال الأنصاري: سرح الماء يمر فأبى عليه الزبير، فقال رسول الله صل...

قضى أن الماء إلى الكعبين لا يحبس الأعلى على الأسفل

عن ثعلبة بن أبي مالك، أنه سمع كبراءهم، يذكرون أن رجلا من قريش كان له سهم في بني قريظة، فخاصم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في مهزور يعني السيل الذي...

قضى في السيل المهزور أن يمسك حتى يبلغ الكعبين ثم...

عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده: «أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قضى في السيل المهزور أن يمسك حتى يبلغ الكعبين، ثم يرسل الأعلى على الأسفل»

اختصما في حريم نخلة فأمر بها فذرعت فوجدت سبعة أذرع...

عن أبي سعيد الخدري، قال: اختصم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلان في حريم نخلة في حديث أحدهما، «فأمر بها فذرعت، فوجدت سبعة أذرع، وفي حديث الآخر، ف...

من سلك طريقا يطلب فيه علما سلك الله به طريقا من طر...

عن كثير بن قيس، قال: كنت جالسا مع أبي الدرداء، في مسجد دمشق فجاءه رجل، فقال: يا أبا الدرداء: إني جئتك من مدينة الرسول صلى الله عليه وسلم لحديث بلغني،...

ما من رجل يسلك طريقا يطلب فيه علما

عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما من رجل يسلك طريقا يطلب فيه علما، إلا سهل الله له به طريق الجنة، ومن أبطأ به عمله لم يسرع به ن...

ما حدثكم أهل الكتاب فلا تصدقوهم ولا تكذبوهم

عن الزهري، أخبرني ابن أبي نملة الأنصاري، عن أبيه، أنه بينما هو جالس عند رسول الله صلى الله عليه وسلم وعنده رجل، من اليهود مر بجنازة، فقال: يا محمد هل...

إني والله ما آمن يهود على كتابي

عن خارجة يعني ابن زيد بن ثابت، قال: قال زيد بن ثابت: أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم فتعلمت له كتاب يهود، وقال: «إني والله ما آمن يهود على كتابي» ف...

اكتب فوالذي نفسي بيده ما يخرج منه إلا حق

عن عبد الله بن عمرو، قال: كنت أكتب كل شيء أسمعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم أريد حفظه، فنهتني قريش وقالوا: أتكتب كل شيء تسمعه ورسول الله صلى الله...