3655- عن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت: ألا يعجبك أبو هريرة جاء فجلس إلى جانب حجرتي يحدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، يسمعني ذلك وكنت أسبح، فقام، قبل أن أقضي سبحتي ولو أدركته لرددت عليه: «إن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يكن يسرد الحديث مثل سردكم»
إسناده صحيح.
يونس: هو ابن يزيد الأيلي، وابن وهب: هو عبد الله.
وأخرجه مسلم (٢٤٩٣) من طريق عبد الله بن وهب، بهذا الإسناد.
وعلقه البخاري بصينة الجزم (٣٥٦٨) عن الليث بن سعد، عن يونس، به.
وأخرجه الترمذي (٣٩٦٨)، والنسائي في "الكبرى" (١٠١٧٤) من طريق أسامة ابن زيد، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة قالت: ما كان رسول الله يسرد سردكم هذا، ولكنه كان يتكلم بكلام يبينه فصل، يحفظه من جلس إليه.
وقال الترمذي: حديث حسن صحيح.
وانظر ما قبله.
وقولها: ألا يعجبك، ضبطه الحافظ بضم أوله، وإسكان ثانيه من الإعجاب، وبفتح ثانيه والتشديد من التعجيب.
وقول عائشة: أسبح: أرادت أنها كانت تتنفل.
وقولها: لو أدركته لرددت عليه، أي: لأنكرت عليه، وبينت له أن الترتيل في التحديث أولى من السرد، فإنه -صلى الله عليه وسلم- لم يكن يتابع الحديث استعجالا بعضه إثر بعض، لئلا يلتبس على المستمع.
عون المعبود على شرح سنن أبي داود: أبي الطيب محمد شمس الحق العظيم آبادي
( الْمَهْرِيّ ) : بِالْفَتْحِ وَالسُّكُون إِلَى مَهْرَة قَبِيلَة مِنْ قُضَاعَة ( حَدَّثَهُ ) : أَيْ اِبْن شِهَاب ( يُسْمِعُنِي ) : أَيْ أَبُو هُرَيْرَة ( ذَلِكَ ) : الْحَدِيث ( وَكُنْت أُسَبِّح ) : أَيْ أُصَلِّي نَافِلَة ( فَقَامَ ) : أَبُو هُرَيْرَة ( قَبْل أَنْ أَقْضِيَ سُبْحَتِي ) : أَيْ نَافِلَتِي ( وَلَوْ أَدْرَكْته ) : أَيْ أَبَا هُرَيْرَة حَالَة التَّحْدِيث ( لَرَدَّدْت عَلَيْهِ ) : بِتَشْدِيدِ الدَّال الْأُولَى أَيْ رَدَّدْت الْكَلِمَات الْحَدِيثِيَّةَ وَعَرَضْتهَا عَلَى أَبِي هُرَيْرَة لِأَحْفَظَهُنَّ.
وَمِنْهُ فِي الْحَدِيث فَرَدَّدْتهَا عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَا وَنَبِيّك.
كَذَا فِي الْمَجْمَع ( لَمْ يَكُنْ يَسْرُد ) : بِضَمِّ الرَّاء أَيْ لَمْ يَكُنْ يُتَابِع ( الْحَدِيث ) : أَيْ الْكَلَام ( سَرْدكُمْ ) : أَيْ كَسَرْدِكُمْ الْمُتَعَارَف بَيْنكُمْ مِنْ كَمَالِ اِتِّصَالِ أَلْفَاظِكُمْ بَلْ كَانَ كَلَامه فَصْلًا بَيِّنًا وَاضِحًا لِكَوْنِهِ مَأْمُورًا بِالْبَلَاغِ الْمُبِين.
قَالَ الطِّيبِيُّ : يُقَال فُلَان سَرَدَ الْحَدِيث إِذَا تَابَعَ الْحَدِيث بِالْحَدِيثِ اِسْتِعْجَالًا , وَسَرْدُ الصَّوْم تَوَالِيهِ يَعْنِي لَمْ يَكُنْ حَدِيث النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُتَتَابِعًا بِحَيْثُ يَأْتِي بَعْضه إِثْر بَعْض , فَيَلْتَبِس عَلَى الْمُسْتَمِع , بَلْ كَانَ يُفَصِّل كَلَامه لَوْ أَرَادَ الْمُسْتَمِع عَدَّهُ أَمْكَنَهُ فَيَتَكَلَّم بِكَلَامٍ وَاضِحٍ مَفْهُوم فِي غَايَة الْوُضُوح وَالْبَيَان , كَذَا فِي الْمِرْقَاة.
وَفِيهِ دَلِيل عَلَى أَنَّ الْمُحَدِّث وَالْقَارِئ لِلْقُرْآنِ لَا يُحَدِّث , وَلَا يَقْرَأ مُتَتَابِعًا اِسْتِعْجَالًا بِحَيْثُ يَلْتَبِس وَيَشْتَبِه عَلَى السَّامِع حَدِيثه وَقِرَاءَته , بَلْ يُحَدِّث بِكَلَامٍ وَاضِحٍ مَفْهُومٍ لِيَأْخُذَ عَنْهُ الْمُسْتَمِع وَيَحْفَظ عَنْهُ.
وَهَكَذَا يَفْعَل الْقَارِئ لِلْقُرْآنِ , وَاَللَّه أَعْلَمُ.
قَالَ الْمُنْذِرِيُّ : وَهُوَ مَعْنَى الْحَدِيث الْمُتَقَدِّم , وَالْحَدِيث أَخْرَجَهُ التِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيُّ.
حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ الْمَهْرِيُّ أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ أَخْبَرَنِي يُونُسُ عَنْ ابْنِ شِهَابٍ أَنَّ عُرْوَةَ بْنَ الزُّبَيْرِ حَدَّثَهُ أَنَّ عَائِشَةَ زَوْجَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَتْ أَلَا يُعْجِبُكَ أَبُو هُرَيْرَةَ جَاءَ فَجَلَسَ إِلَى جَانِبِ حُجْرَتِي يُحَدِّثُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُسْمِعُنِي ذَلِكَ وَكُنْتُ أُسَبِّحُ فَقَامَ قَبْلَ أَنْ أَقْضِيَ سُبْحَتِي وَلَوْ أَدْرَكْتُهُ لَرَدَدْتُ عَلَيْهِ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمْ يَكُنْ يَسْرُدُ الْحَدِيثَ مِثْلَ سَرْدِكُمْ
عن معاوية: «أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن الغلوطات»
عن أبي هريرة يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من أفتي بغير علم كان إثمه على من أفتاه» زاد سليمان المهري في حديثه، «ومن أشار على أخيه بأمر يعل...
عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من سئل عن علم فكتمه ألجمه الله بلجام من نار يوم القيامة»
عن ابن عباس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «تسمعون ويسمع منكم ويسمع ممن سمع منكم»
عن زيد بن ثابت، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «نضر الله امرأ سمع منا حديثا، فحفظه حتى يبلغه، فرب حامل فقه إلى من هو أفقه منه، ورب حامل...
عن سهل يعني ابن سعد، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: «والله لأن يهدي الله بهداك رجلا واحدا خير لك من حمر النعم»
عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «حدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج»
عن عبد الله بن عمرو، قال: «كان نبي الله صلى الله عليه وسلم يحدثنا عن بني إسرائيل حتى يصبح ما يقوم إلا إلى عظم صلاة»
عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من تعلم علما مما يبتغى به وجه الله عز وجل لا يتعلمه إلا ليصيب به عرضا من الدنيا، لم يجد عرف الجن...