3658- عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من سئل عن علم فكتمه ألجمه الله بلجام من نار يوم القيامة»
إسناده صحيح.
عطاء: هو ابن أبي رباح، وعلي بن الحكم: هو البناني البصري، وحماد: هو ابن سلمة.
وأخرجه ابن ماجه (٢٦١)، والترمذي (٢٨٤٠) من طريق علي بن الحكم، به.
وأخرجه ابن ماجه (٢٦٦) من طريق إسماعيل بن إبراهيم الكرابيسي، عن عبد الله ابن عون، عن محمد بن سيرين، عن أبي هريرة.
وإسماعيل الكرابيسي حسن الحديث.
وهو في "مسند أحمد" (٧٥٧١)، و "صحيح ابن حبان"، (٩٥).
قال الخطابي: المعنى أن الملجم نفسه عن قول الحق والأخبار عن العلم والأظهار له يعاقب في الآخرة بلجام من نار.
قال: وهذا في العلم الذي يلزمه تعليمه إياه، ويتعين عليه فرضه، كمن رأى كافرا يريد الإسلام، يقول: علموني، ما الإسلام؟ وما الدين؟ وكمن يرى رجلا حديث العهد بالإسلام لا يحسن الصلاة -وقد حضر وقتها- يقول: علموني كيف أصلي، وكمن جاء مستغيثا في حلال أو حرام يقول: أفتوني وأرشدوني، فإنه يلزم في مثل هذه الأمرر ألا يمنعوا الجواب عما سئلوا عنه من العلم، فمن فعل ذلك، كان آثما مستحقا للوعيد والعقوبة، وليس كذلك الأمر في نوافل العلم التي لا ضرورة بالناس إلى معرفتها.
وسئل الفضيل بن عياض عن قوله: "طلب العلم فريضة على كل مسلم"؟ فقال: كل عمل كان عليك فرضا، فطلب علمه عليك فرض، وما لم يكن العمل به عليك فرضا، فليس طلب علمه عليك فرض.
عون المعبود على شرح سنن أبي داود: أبي الطيب محمد شمس الحق العظيم آبادي
( مَنْ سُئِلَ عَنْ عِلْم ) : وَهُوَ عِلْم يَحْتَاج إِلَيْهِ السَّائِل فِي أَمْر دِينه ( فَكَتَمَهُ ) : بِعَدَمِ الْجَوَاب أَوْ بِمَنْعِ الْكِتَاب ( أَلْجَمَهُ اللَّه ) : أَيْ أَدْخَلَ اللَّه فِي فَمه لِجَامًا ( بِلِجَامٍ مِنْ نَار ) : مُكَافَأَة لَهُ حَيْثُ أَلْجَمَ نَفْسه بِالسُّكُوتِ.
قَالَ الْخَطَّابِيُّ : الْمُمْسِك عَنْ الْكَلَام مُمَثَّل بِمَنْ أَلْجَمَ نَفْسَهُ , كَمَا يُقَال التَّقِيّ مُلَجَّم فَإِذَا أَلْجَمَ لِسَانه عَنْ قَوْل الْحَقّ وَالْإِخْبَار عَنْ الْعِلْم وَالْإِظْهَار بِهِ يُعَاقَب فِي الْآخِرَة بِلِجَامٍ مِنْ نَار وَخُرِّجَ هَذَا عَلَى مَعْنَى مُشَاكَلَةِ الْعُقُوبَةِ الذَّنْبَ.
قَالَ وَهَذَا فِي الْعِلْم الَّذِي يَتَعَيَّن عَلَيْهِ فَرْضه كَمَنْ رَأَى كَافِرًا يُرِيد الْإِسْلَام يَقُول عَلِّمُونِي الْإِسْلَام , وَمَا الدِّين وَكَيْفَ أُصَلِّي , وَكَمَنَ جَاءَ مُسْتَفْتِيًا فِي حَلَال أَوْ حَرَام , فَإِنَّهُ يَلْزَم فِي مِثْل هَذَا أَنْ يَمْنَعُوا الْجَوَاب عَمَّا سُئِلُوا عَنْهُ وَيَتَرَتَّب عَلَيْهِ الْوَعِيد وَالْعُقُوبَة وَلَيْسَ الْأَمْر كَذَلِكَ فِي نَوَافِل الْعِلْم الَّذِي لَا ضَرُورَة لِلنَّاسِ إِلَى مَعْرِفَتهَا اِنْتَهَى.
قَالَ الْمُنْذِرِيُّ : وَالْحَدِيث أَخْرَجَهُ التِّرْمِذِيّ وَابْن مَاجَهْ , وَقَالَ التِّرْمِذِيّ حَدِيث حَسَن هَذَا آخِر كَلَامه.
وَقَدْ رُوِيَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَة مِنْ طُرُق فِيهَا مَقَال , وَالطَّرِيق الَّذِي خَرَّجَ بِهَا أَبُو دَاوُدَ طَرِيق حَسَن فَإِنَّهُ رَوَاهُ عَنْ التَّبُوذَكِيِّ وَقَدْ اِحْتَجَّ بِهِ الْبُخَارِيّ وَمُسْلِم عَنْ حَمَّاد بْن سَلَمَة , وَقَدْ اِحْتَجَّ بِهِ مُسْلِم وَاسْتَشْهَدَ بِهِ الْبُخَارِيّ عَنْ عَلِيّ بْن الْحَكَم الْبُنَانِيِّ.
قَالَ الْإِمَام أَحْمَد : لَيْسَ فِيهِ بَأْس , وَقَالَ أَبُو حَاتِم الرَّازِيّ : لَا بَأْس بِهِ صَالِح الْحَدِيث عَنْ عَطَاء بْن أَبِي رَبَاح , وَقَدْ اِتَّفَقَ الْإِمَامَانِ عَلَى الِاحْتِجَاج بِهِ , وَقَدْ رُوِيَ هَذَا الْحَدِيث أَيْضًا مِنْ رِوَايَة عَبْد اللَّه بْن مَسْعُود , وَعَبْد اللَّه بْن عَبَّاس وَعَبْد اللَّه بْن عُمَر بْن الْخَطَّاب , وَعَبْد اللَّه بْن عَمْرو بْن الْعَاصِ , وَأَبِي سَعِيد الْخُدْرِيِّ وَجَابِر بْن عَبْد اللَّه , وَأَنَس بْن مَالِك , وَعَمْرو بْن عَبْسَةَ , وَعَلِيّ بْن طَلْق , وَفِي كُلّ مِنْهُمَا مَقَال.
حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَعِيلَ حَدَّثَنَا حَمَّادٌ أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحَكَمِ عَنْ عَطَاءٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَنْ سُئِلَ عَنْ عِلْمٍ فَكَتَمَهُ أَلْجَمَهُ اللَّهُ بِلِجَامٍ مِنْ نَارٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ
عن ابن عباس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «تسمعون ويسمع منكم ويسمع ممن سمع منكم»
عن زيد بن ثابت، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «نضر الله امرأ سمع منا حديثا، فحفظه حتى يبلغه، فرب حامل فقه إلى من هو أفقه منه، ورب حامل...
عن سهل يعني ابن سعد، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: «والله لأن يهدي الله بهداك رجلا واحدا خير لك من حمر النعم»
عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «حدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج»
عن عبد الله بن عمرو، قال: «كان نبي الله صلى الله عليه وسلم يحدثنا عن بني إسرائيل حتى يصبح ما يقوم إلا إلى عظم صلاة»
عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من تعلم علما مما يبتغى به وجه الله عز وجل لا يتعلمه إلا ليصيب به عرضا من الدنيا، لم يجد عرف الجن...
عن عوف بن مالك الأشجعي، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:: «لا يقص إلا أمير، أو مأمور، أو مختال»
عن أبي سعيد الخدري، قال: جلست في عصابة من ضعفاء المهاجرين وإن بعضهم ليستتر ببعض من العري، وقارئ يقرأ علينا إذ جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فقام عل...
عن أنس بن مالك، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لأن أقعد مع قوم يذكرون الله تعالى من صلاة الغداة، حتى تطلع الشمس أحب إلي، من أن أعتق أربعة من...