3731- عن جابر، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «أغلق بابك واذكر اسم الله، فإن الشيطان لا يفتح بابا مغلقا، وأطف مصباحك واذكر اسم الله، وخمر إناءك ولو بعود تعرضه عليه واذكر اسم الله، وأوك سقاءك واذكر اسم الله»(1) 3732- عن جابر بن عبد الله، عن النبي صلى الله عليه وسلم، بهذا الخبر، وليس بتمامه، قال: «فإن الشيطان لا يفتح بابا غلقا، ولا يحل وكاء، ولا يكشف إناء، وإن الفويسقة تضرم على الناس بيتهم» أو «بيوتهم» (2)
(١) إسناده صحيح.
عطاء: هو ابن أبي رباح، وابن جريج: هو عبد الملك بن عبد العزيز المكي، ويحيى: هو ابن سعيد القطان.
وأخرجه البخاري (٣٢٨٠) و (٣٣٠٤)، ومسلم (٢٠١٢)،والنسائي في "الكبرى" (١٠٥١٣) و (١٠٥١٤) من طريق ابن جريج، به.
ولم يذكر البخاري في روايته الثانية إطفاء المصباح ولا تخمير الإناء ولا إيكاء السقاء.
وهو في "مسند أحمد" (١٤٤٣٤)، و"صحيح ابن حبان" (١٢٧٢).
وأخرجه مقتصرا على ذكر الأمر بإغلاق الباب البخاري (٣٣٠٤)، ومسلم (٢٠١٢)، والنسائي في "الكبرى" (١٠٥١٤) من طريق ابن جريج، قال: وأخبرني عمرو بن دينار، أنه سمع جابر بن عبد الله فذكره دون قوله: "واذكر اسم الله".
وانظر ما بعده، وما سيأتي برقم (٣٧٣٣) و (٣٧٣٤).
قال الخطابي: قوله: "خمر إناءك" يريد: غطه، ومنه سمي الخمار الذي يقنع به الرأس.
وسميت الخمر لمخامرتها العقل، والخمر: ما واراك من الشجر والأشب (الأشب: الغصون الملتفة) وقوله: "تعرضه" كان الأصمعي يرويه: تعرضه، بضم الراء، وقال غيره: بكسرها.
قلنا: وقوله: "وأوك سقاءك" قال في "النهاية": أي: شدوا رؤوسها بالوكاء، لئلا يدخلها حيوان، أو يسقط فيها شيء، يقال: أوكيت السقاء أوكيه إيكاء، فهو موكى.
نقل الحافظ في "الفتح" ١١/ ٨٧ عن ابن دقيق العيد: هذه الأوامر لم يحملها الأكثر على الوجوب .
وهذه الأوامر تتنوع بحسب مقاصدها، فمنها ما يحمل على الندب وهو التسمية على كل حال، ومنها ما يحمل على الندب والإرشاد معا كإغلاق الأبواب من أجل التعليل بأن الشيطان لا يفتح بابا مغلقا، لأن الاحتراز من مخالطة الشيطان مندوب إليه، وإن كان تحته مصالح دنيوية كالحراسة، وكذا إيكاء السقاء وتخمير الإناء.
والله أعلم.
(٢) إسناده صحيح، فقد روى هذا الحديث عن أبي الزبير -وهو محمد بن مسلم ابن تدرس المكي- الليث بن سعد عند مسلم وابن ماجه، والليث قد روى عنه ما ثبت لديه أنه سمعه من جابر.
وأخرجه مسلم (٢٠١٢)، وابن ماجه (٣٤١٠)، والترمذي (١٩١٥) من طرق عن أبي الزبير، عن جابر.
وهو في "مسند أحمد" (١٤٢٢٨)، و"صحيح ابن حبان" (١٢٧٣).
وانظر ما قبله.
قال ابن الأثير في "النهاية": الفارة فويسقة، تصغير فاسقة، لخروجها من جحرها على الناس وإفسادها.
عون المعبود على شرح سنن أبي داود: أبي الطيب محمد شمس الحق العظيم آبادي
( أَغْلِقْ بَابك ) : مِنْ الْإِغْلَاق ( وَاذْكُرْ اِسْم اللَّه ) : أَيْ حِين الْإِغْلَاق ( فَإِنَّ الشَّيْطَانَ لَا يَفْتَح بَابًا مُغْلَقًا ) : أَيْ بَابًا أُغْلِقَ مَعَ ذِكْر اللَّه عَلَيْهِ ( وَأَطْفِ ) : بِفَتْحِ الْهَمْزَة مِنْ الْإِطْفَاء ( مِصْبَاحَك ) : أَيْ سِرَاجَك ( وَخَمِّرْ ) : بِفَتْحِ الْمُعْجَمَة وَتَشْدِيد الْمِيم أَيْ غَطِّ مِنْ التَّخْمِير وَهُوَ التَّغْطِيَة ( وَلَوْ بِعُودٍ تَعْرِضُهُ ) : بِفَتْحِ أَوَّلِهِ وَضَمِّ الرَّاءِ.
قَالَهُ الْأَصْمَعِيُّ وَهُوَ رِوَايَة الْجُمْهُور , وَأَجَازَ أَبُو عُبَيْد كَسْر الرَّاء وَهُوَ مَأْخُوذ مِنْ الْعَرْض أَيْ تَجْعَل الْعُود عَلَيْهِ بِالْعَرْضِ.
وَالْمَعْنَى أَنَّهُ لَمْ يُغَطِّهِ فَلَا أَقَلَّ مِنْ أَنْ يَعْرِضَ عَلَيْهِ شَيْئًا.
قَالَ الْحَافِظ : وَأَظُنّ السِّرّ فِي الِاكْتِفَاء بِعَرْضِ الْعُود أَنَّ تَعَاطِيَ التَّغْطِيَة أَوْ الْعَرْض يَقْتَرِن بِالتَّسْمِيَةِ فَيَكُون الْعَرْض عَلَامَة عَلَى التَّسْمِيَة فَتَمْتَنِع الشَّيَاطِين مِنْ الدُّنُوّ مِنْهُ ( عَلَيْهِ ) : أَيْ عَلَى الْإِنَاء ( وَأَوْكِ ) : بِفَتْحِ الْهَمْزَة مِنْ الْإِيكَاء ( سِقَاءَك ) : أَيْ شُدَّ وَارْبِطْ رَأْس سِقَائِك بِالْوِكَاءِ وَهُوَ الْحَبْل لِئَلَّا يَدْخُلهُ حَيَوَان أَوْ يَسْقُط فِيهِ شَيْء ( وَاذْكُرْ اِسْم اللَّه ) : أَيْ وَقْت الْإِيكَاء.
قَالَ الْمُنْذِرِيُّ : وَأَخْرَجَهُ الْبُخَارِيّ وَمُسْلِم وَالتِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيُّ.
( عَنْ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِهَذَا الْخَبَر ) : أَيْ رِوَايَة أَبِي الزُّبَيْر كَرِوَايَةِ عَطَاء لَكِنْ لَيْسَتْ بِأَتَمَّ وَأَطْوَلَ مِثْل رِوَايَة عَطَاء.
وَأَخْرَجَ مَالِك فِي الْمُوَطَّأ عَنْ أَبِي الزُّبَيْر الْمَكِّيّ عَنْ جَابِر بْن عَبْد اللَّه أَنَّ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ " أَغْلِقُوا الْبَاب وَأَوْكُوا السِّقَاء وَأَكْفِئُوا الْإِنَاءَ أَوْ خَمِّرُوا الْإِنَاء وَأَطْفِئُوا الْمِصْبَاح فَإِنَّ الشَّيْطَان لَا يَفْتَح غَلَقًا , وَلَا يَحِلّ وِكَاء وَلَا يَكْشِف إِنَاء , وَإِنَّ الْفُوَيْسِقَةَ تُضْرِم عَلَى النَّاس بُيُوتهمْ " ( فَإِنَّ الشَّيْطَان لَا يَفْتَح بَابًا غَلَقًا ) : ضَبَطَهُ فِي فَتْح الْوَدُود بِفَتْحَتَيْنِ , وَكَذَا ضَبَطَهُ الزُّرْقَانِيّ فِي شَرْح الْمُوَطَّأ , لَكِنْ قَالَ فِي الْقَامُوس بَابٌ غُلُقٌ بِضَمَّتَيْنِ مُغْلَق وَبِالتَّحْرِيكِ الْمِغْلَاق وَهُوَ مَا يُغْلَق بِهِ الْبَاب ( وَلَا يَحُلّ ) : بِضَمِّ الْحَاء ( وَلَا يَكْشِف إِنَاء ) : أَيْ بِشَرْطِ التَّسْمِيَة عِنْد الْأَفْعَال جَمِيعهَا ( وَإِنَّ الْفُوَيْسِقَة ) : تَصْغِير الْفَاسِقَة وَالْمُرَاد الْفَأْرَة لِخُرُوجِهَا مِنْ جُحْرهَا عَلَى النَّاس وَإِفْسَادهَا ( تُضْرِم ) : بِضَمِّ التَّاء وَكَسْر الرَّاء الْمُخَفَّفَة أَيْ تُوقِد النَّار وَتُحْرِق ( بَيْتهمْ أَوْ بُيُوتهمْ ) : شَكٌّ مِنْ الرَّاوِي.
قَالَ الْمُنْذِرِيُّ : وَأَخْرَجَهُ مُسْلِم وَالتِّرْمِذِيّ وَابْن مَاجَهْ.
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ حَدَّثَنَا يَحْيَى عَنْ ابْنِ جُرَيْجٍ أَخْبَرَنِي عَطَاءٌ عَنْ جَابِرٍ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ أَغْلِقْ بَابَكَ وَاذْكُرْ اسْمَ اللَّهِ فَإِنَّ الشَّيْطَانَ لَا يَفْتَحُ بَابًا مُغْلَقًا وَأَطْفِ مِصْبَاحَكَ وَاذْكُرْ اسْمَ اللَّهِ وَخَمِّرْ إِنَاءَكَ وَلَوْ بِعُودٍ تَعْرِضُهُ عَلَيْهِ وَاذْكُرْ اسْمَ اللَّهِ وَأَوْكِ سِقَاءَكَ وَاذْكُرْ اسْمَ اللَّهِ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ الْقَعْنَبِيُّ عَنْ مَالِكٍ عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِهَذَا الْخَبَرِ وَلَيْسَ بِتَمَامِهِ قَالَ فَإِنَّ الشَّيْطَانَ لَا يَفْتَحُ بَابًا غَلَقًا وَلَا يَحُلُّ وِكَاءً وَلَا يَكْشِفُ إِنَاءً وَإِنَّ الْفُوَيْسِقَةَ تُضْرِمُ عَلَى النَّاسِ بَيْتَهُمْ أَوْ بُيُوتَهُمْ
عن جابر بن عبد الله، رفعه قال: " واكفتوا صبيانكم عند العشاء - وقال مسدد: عند المساء - فإن للجن انتشارا وخطفة "
عن جابر، قال: كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم فاستسقى، فقال رجل من القوم: ألا نسقيك نبيذا؟ قال: «بلى» قال: فخرج الرجل يشتد فجاء بقدح فيه نبيذ، فقال ال...
عن عبد العزيز بن محمد، عن هشام، عن أبيه، عن عائشة رضي الله عنها: «أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يستعذب له الماء من بيوت السقيا»، قال قتيبة: «هي عين...
عن عبد الله بن عمر، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إذا دعي أحدكم إلى الوليمة فليأتها»(1) 3737- عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله علي...
عن ابن عمر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا دعا أحدكم أخاه فليجب عرسا كان أو نحوه»(1) 3739- حدثنا ابن المصفى، حدثنا بقية، حدثنا الزب...
عن جابر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من دعي فليجب، فإن شاء طعم، وإن شاء ترك»
قال عبد الله بن عمر: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من دعي فلم يجب فقد عصى الله ورسوله، ومن دخل على غير دعوة دخل سارقا وخرج مغيرا» قال أبو داود:...
عن أبي هريرة، أنه كان يقول: «شر الطعام طعام الوليمة، يدعى لها الأغنياء ويترك المساكين، ومن لم يأت الدعوة فقد عصى الله ورسوله»
عن ثابت، قال: ذكر تزويج زينب بنت جحش عند أنس بن مالك فقال: «ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم أولم على أحد من نسائه ما أولم عليها أولم بشاة»