4159- عن عبد الله بن مغفل، قال: «نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الترجل إلا غبا»
صحيح لغيره، وهذا إسناد اختلف في رفعه ووقفه وفي وصله وإرساله.
فقد أخرجه الترمذي (١٨٥٢) و (١٨٥٣)، والنسائي في "الكبرى" (٩٢٦٤) من طريق هشام بن حسان، به.
وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح!
وخالف هشاما قتادة، فرواه عند النسائي (٩٢٦٥) عن الحسن عن النبي - صلى الله عليه وسلم - مرسلا.
وخالفهما يونس بن عبيد عند النسائي أيضا (٩٢٦٦) فرواه عن الحسن ومحمد ابن سيرين قالا: الترجل غب.
فجعله من قولهما موقوفا عليهما.
وهو في "مسند أحمد" (١٦٧٩٣).
لكن يشهد للمرفوع المتصل حديث رجل من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - في الحديث التالي عند المصنف.
وحديث رجل أيضا من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - سلف عند المصنف برقم (٢٨) وإسناده صحيح.
قوله: غبا: قال الحربي في "غريب الحديث" ٢/ ٦١١: قال الأصمعي: الغب إذا شربت الإبل يوما وغبت يوما، ومنه شربت غبا، وفلان يزورني غبا، أي: يأتيني يوما ويدع يوما.
وانظر فقه الحديث عند الحديث الآتي عند المصنف برقم (٤١٦١).
عون المعبود على شرح سنن أبي داود: أبي الطيب محمد شمس الحق العظيم آبادي
( عَنْ عَبْد اللَّه بْن مُغَفَّل ) : بِتَشْدِيدِ الْفَاء الْمَفْتُوحَة ( نَهَى عَنْ التَّرَجُّل ) : أَيْ التَّمَشُّط ( إِلَّا غِبًّا ) : بِكَسْرِ الْغَيْن الْمُعْجَمَة وَتَشْدِيد الْمُوَحَّدَة.
قَالَ فِي النِّهَايَة : يُقَال غَبَّ الرَّجُل إِذَا جَاءَ زَائِرًا بَعْد أَيَّام.
وَقَالَ الْحَسَن أَيْ فِي كُلّ أُسْبُوع مَرَّة اِنْتَهَى.
وَفَسَّرَهُ الْإِمَام أَحْمَد بِأَنْ يُسَرِّحهُ يَوْمًا وَيَدَعهُ يَوْمًا , وَتَبِعَهُ غَيْره.
وَقِيلَ الْمُرَاد بِهِ فِي وَقْت دُون وَقْت.
وَأَصْل الْغِبّ فِي إِيرَاد الْإِبِل أَنْ تَرِد الْمَاء يَوْمًا وَتَدَعهُ يَوْمًا.
وَفِي الْقَامُوس الْغِبّ فِي الزِّيَارَة أَنْ تَكُون كُلّ أُسْبُوع وَمِنْ الْحِمَى مَا تَأْخُذ يَوْمًا وَتَدَع يَوْمًا.
وَالْحَدِيث يَدُلّ عَلَى كَرَاهَة الِاشْتِغَال بِالتَّرْجِيلِ فِي كُلّ يَوْم , لِأَنَّهُ نَوْع مِنْ التَّرَفُّه , وَقَدْ ثَبَتَ النَّهْي عَنْ كَثِير مِنْ الْإِرْفَاه فِي الْحَدِيث الْآتِي قَالَهُ الشَّوْكَانِيُّ.
وَقَالَ الْعَلْقَمِيّ : قَالَ عَبْد الْغَافِر الْفَارِسِيّ فِي مَجْمَع الْغَرَائِب : أَرَادَ الِامْتِشَاط وَتَعَهُّد الشَّعْر وَتَرْبِيَته كَأَنَّهُ كَرِهَ الْمُدَاوَمَة.
وَقَالَ اِبْن رَسْلَان : تَرْجِيل الشَّعْر مَشْطه وَتَسْرِيحه.
وَفِيهِ النَّهْي عَنْ تَسْرِيح الشَّعْر وَدَهْنه كُلّ وَقْت لِمَا يَحْصُل مِنْهُ الْفَسَاد وَفِيهِ تَنْظِيف الشَّعْر مِنْ الْقَمْل وَالدَّرَن وَغَيْره كُلّ يَوْم لِإِزَالَةِ التَّفَث وَلِمَا رَوَى التِّرْمِذِيّ عَنْ أَنَس أَنَّ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يُكْثِر دَهْن رَأْسه وَتَسْرِيح لِحْيَته ذَكَرَهُ فِي الشَّمَائِل اِنْتَهَى.
وَقَالَ الْمُنَاوِيُّ فِي فَتْح الْقَدِير : نَهَى عَنْ التَّرَجُّل أَيْ التَّمَشُّط أَيْ تَسْرِيح الشَّعْر فَيُكْرَه لِأَنَّهُ مِنْ زِيّ الْعَجَم وَأَهْل الدُّنْيَا.
وَقَوْله إِلَّا غِبًّا أَيْ يَوْمًا بَعْد يَوْم فَلَا يُكْرَه بَلْ يُسَنّ , فَالْمُرَاد النَّهْي عَنْ الْمُوَاظَبَة عَلَيْهِ وَالِاهْتِمَام بِهِ لِأَنَّهُ مُبَالَغَة فِي التَّزْيِين وَأَمَّا خَبَر النَّسَائِيِّ عَنْ أَبِي قَتَادَةَ أَنَّهُ كَانَتْ لَهُ جُمَّة , فَأَمَرَهُ أَنْ يُحْسِن إِلَيْهَا , وَأَنْ يَتَرَجَّل كُلّ يَوْم , فَحُمِلَ عَلَى أَنَّهُ كَانَ مُحْتَاجًا لِذَلِكَ لِغَزَارَةِ شَعْره , أَوْ هُوَ لِبَيَانِ الْجَوَاز اِنْتَهَى.
وَالْحَدِيث الَّذِي أَشَارَ إِلَيْهِ أَخْرَجَهُ النَّسَائِيُّ بِلَفْظٍ عَنْ أَبِي قَتَادَةَ أَنَّهُ كَانَتْ لَهُ جُمَّة ضَخْمَة فَسَأَلَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَمَرَهُ أَنْ يُحْسِن إِلَيْهَا وَأَنْ يَتَرَجَّل كُلّ يَوْم وَرِجَال إِسْنَاده كُلّهمْ رِجَال الصَّحِيح.
وَأَخْرَجَهُ أَيْضًا مَالِك فِي الْمُوَطَّأ , وَلَفْظ الْحَدِيث عَنْ أَبِي قَتَادَةَ قَالَ : قُلْت يَا رَسُول اللَّه إِنَّ لِي جُمَّة أَفَأُرَجِّلهَا قَالَ نَعَمْ وَأَكْرِمْهَا , فَكَأَنَّ أَبَا قَتَادَةَ رُبَّمَا دَهَنَهَا فِي الْيَوْم مَرَّتَيْنِ مِنْ أَجْل قَوْله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : نَعَمْ وَأَكْرِمْهَا , اِنْتَهَى.
وَسَيَجِيءُ الْجَمْع بَيْن حَدِيث اِبْن مُغَفَّل وَأَبِي قَتَادَةَ مِنْ كَلَام الْمُنْذِرِيِّ أَيْضًا.
وَقَالَ الْحَافِظ وَلِيّ الدِّين الْعِرَاقِيّ : وَلَا فَرْق فِي النَّهْي عَنْ التَّسْرِيح كُلّ يَوْم بَيْن الرَّأْس وَاللِّحْيَة , وَأَمَّا حَدِيث أَنَّهُ كَانَ يُسَرِّح لِحْيَته كُلّ يَوْم مَرَّتَيْنِ فَلَمْ أَقِف عَلَيْهِ بِإِسْنَادٍ وَلَمْ أَرَهُ إِلَّا فِي الْإِحْيَاء وَلَا يَخْفَى مَا فِيهَا مِنْ الْأَحَادِيث الَّتِي لَا أَصْل لَهَا وَلَا فَرْق بَيْن الرَّجُل وَالْمَرْأَة لَكِنْ الْكَرَاهَة فِيهَا أَخَفّ لِأَنَّ بَاب التَّزْيِين فِي حَقّهنَّ أَوْسَع مِنْهُ فِي حَقّ الرِّجَال وَمَعَ هَذَا فَتَرْك التَّرَفُّه وَالتَّنَعُّم لَهُنَّ أَوْلَى.
كَذَا فِي شَرْح الْمُنَاوِيّ وَاَللَّه أَعْلَم.
قَالَ الْمُنْذِرِيُّ : وَأَخْرَجَهُ التِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيُّ وَقَالَ التِّرْمِذِيّ حَسَن صَحِيح , وَأَخْرَجَهُ النَّسَائِيُّ أَيْضًا مُرْسَلًا , وَأَخْرَجَهُ عَنْ الْحَسَن الْبَصْرِيّ وَمُحَمَّد بْن سِيرِينَ قَوْلهمَا , وَقَالَ أَبُو الْوَلِيد الْبَاجِيّ وَهَذَا الْحَدِيث وَإِنْ كَانَ رُوَاته ثِقَات إِلَّا أَنَّهُ لَا يَثْبُت وَأَحَادِيث الْحَسَن عَنْ عَبْد اللَّه بْن مُغَفَّل فِيهَا نَظَر.
هَذَا آخِر كَلَامه , وَفِي مَا قَالَهُ نَظَر.
وَقَدْ قَالَ الْإِمَام أَحْمَد وَيَحْيَى بْن مَعِين وَأَبُو حَاتِم الرَّازِيّ إِنَّ الْحَسَن سَمِعَ مِنْ عَبْد اللَّه بْن مُغَفَّل , وَقَدْ صَحَّحَ التِّرْمِذِيّ حَدِيثه عَنْهُ كَمَا ذَكَرْنَا , غَيْر أَنَّ الْحَدِيث فِي إِسْنَاده اِضْطِرَاب.
حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا يَحْيَى عَنْ هِشَامِ بْنِ حَسَّانَ عَنْ الْحَسَنِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُغَفَّلٍ قَالَ نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ التَّرَجُّلِ إِلَّا غِبًّا
عن عبد الله بن بريدة، أن رجلا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم رحل إلى فضالة بن عبيد وهو بمصر، فقدم عليه، فقال: أما إني لم آتك زائرا، ولكني سمعت أنا...
عن أبي أمامة، قال: ذكر أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما عنده الدنيا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ألا تسمعون، ألا تسمعون، إن البذاذة من...
عن أنس بن مالك، قال: «كانت للنبي صلى الله عليه وسلم سكة يتطيب منها»
عن أبي هريرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «من كان له شعر فليكرمه»
عن كريمة بنت همام، أن امرأة أتت عائشة رضي الله عنها، فسألتها عن خضاب الحناء، فقالت: «لا بأس به، ولكن أكرهه، كان حبيبي رسول الله صلى الله عليه وسلم يكر...
عن عائشة رضي الله عنها، أن هند بنت عتبة، قالت: يا نبي الله، بايعني، قال: «لا أبايعك حتى تغيري كفيك، كأنهما كفا سبع»
عن عائشة رضي الله عنها، قالت: أومت امرأة من وراء ستر بيدها، كتاب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقبض النبي صلى الله عليه وسلم يده، فقال: «ما أدري أ...
عن حميد بن عبد الرحمن، أنه سمع معاوية بن أبي سفيان، عام حج وهو على المنبر، وتناول قصة من شعر كانت في يد حرسي، يقول: يا أهل المدينة، أين علماؤكم؟ سمعت...
عن عبد الله، قال: «لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم الواصلة، والمستوصلة، والواشمة، والمستوشمة»