4160- عن عبد الله بن بريدة، أن رجلا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم رحل إلى فضالة بن عبيد وهو بمصر، فقدم عليه، فقال: أما إني لم آتك زائرا، ولكني سمعت أنا وأنت حديثا من رسول الله صلى الله عليه وسلم رجوت أن يكون عندك منه علم، قال: وما هو؟ قال: كذا وكذا، قال: فما لي أراك شعثا وأنت أمير الأرض؟ قال: «إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان ينهانا عن كثير من الإرفاه»، قال: فما لي لا أرى عليك حذاء؟ قال: «كان النبي صلى الله عليه وسلم يأمرنا أن نحتفي أحيانا»
إسناده صحيح.
الجريري: هو سعيد بن إياس، وكان قد اختلط، ويزيد -وهو ابن هارون- وإن كان اختلف في سماعه من الجريري أكان قبل اختلاطه أم بعده، تابعه إسماعيل ابن علية، وهو ممن سمع من الجريري قبل اختلاطه.
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (٩٢٦٨) من طريق إسماعيل ابن علية، عن سعيد الجريري، به.
وسمى الصحابي عبيدا.
لكن قال المزي في "التحفة" ٧/ ٢٢٦: وهو وهم، والصواب: فضالة بن عبيد.
يعني كما في رواية المصنف.
وأخرجه النسائي (٩٢٦٧) من طريق كهمس، عن عبد الله بن شقيق، عن رجل من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - عاملا بمصر.
قال الخطابي: الإرفاه: الاستكثار من الزينة وأن لا يزال يهيئ نفسه، وأصله من الرفه، وهو أن ترد إلابل الماء كل يوم، فإذا وردت يوما ولم ترد يوما فذلك الغب .
قال: كره رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الإفراط في التنعم والتدلك والتدهن والترجيل في نحو ذلك من أمر الناس، فأمر بالقصد في ذلك، وليس معناه ترك الطهارة والتنظيف، فإن الطهارة والنظافة من الدين.
والله أعلم.
وانظر كلام ابن عبد البر الآتي ذكره عند الحديث التالي.
عون المعبود على شرح سنن أبي داود: أبي الطيب محمد شمس الحق العظيم آبادي
( مَا لِي أَرَاك ) : مَا اِسْتِفْهَامِيَّة تَعَجُّبِيَّة أَيْ كَيْف الْحَال ( شَعِثًا ) : بِفَتْحٍ فَكَسْر أَيْ مُتَفَرِّق الشَّعْر غَيْر مُتَرَجِّل فِي شَعْرك وَلَا مُتَمَشِّط فِي لِحْيَتك ( كَانَ يَنْهَانَا عَنْ كَثِير مِنْ الْإِرْفَاه ) : بِكَسْرِ الْهَمْزَة عَلَى الْمَصْدَر بِمَعْنَى التَّنَعُّم أَصْله مِنْ الرِّفْه وَهُوَ أَنْ تَرِد الْإِبِل الْمَاء مَتَى شَاءَتْ , وَمِنْهُ أَخَذْت الرَّفَاهِيَة وَهِيَ السَّعَة وَالدَّعَة وَالتَّنَعُّم كَرِهَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْإِفْرَاط فِي التَّنَعُّم مِنْ التَّدْهِين وَالتَّرْجِيل عَلَى مَا هُوَ عَادَة الْأَعَاجِم وَأَمَرَ بِالْقَصْدِ فِي جَمِيع ذَلِكَ , وَلَيْسَ فِي مَعْنَاهُ الطَّهَارَة وَالنَّظَافَة , فَإِنَّ النَّظَافَة مِنْ الدِّين.
قَالَ الْحَافِظ : الْقَيْد بِالْكَثِيرِ فِي الْحَدِيث إِشَارَة إِلَى أَنَّ الْوَسَط الْمُعْتَدِل مِنْ الْإِرْفَاه لَا يُذَمّ , وَبِذَلِكَ يُجْمَع بَيْن الْأَخْبَار اِنْتَهَى.
وَوَقَعَ فِي بَعْض النُّسَخ الْإِرْفَاء بِالْهَمْزَةِ وَمَعْنَاهُ الِامْتِشَاط كَمَا فِي الْقَامُوس.
قَالَ الْعَلْقَمِيّ فِي شَرْح الْجَامِع : وَفِي أَبِي دَاوُدَ , كَانَ يَنْهَانَا عَنْ كَثِير الْإِرْفَاه بِكَسْرِ الْهَمْزَة وَسُكُون الرَّاء وَبَعْد الْأَلِف الْمَقْصُورَة هَاء وَهَذَا هُوَ الْمَشْهُور وَفَى بَعْض نُسَخ أَبِي دَاوُدَ , الْمُعْتَمَدَة الْإِرْفَة بِكَسْرِ الْهَمْزَة وَضَمّهَا وَسُكُون الرَّاء وَتَخْفِيف الْفَاء أَيْضًا لَكِنْ مَحْذُوف الْأَلِف اِخْتِصَارًا اِنْتَهَى ( حِذَاء ) : بِكَسْرِ الْمُهْمَلَة وَالذَّال الْمُعْجَمَة , وَالْمَدّ النَّعْل ( أَنْ نَحْتَفِي ) .
أَنْ نَمْشِي حُفَاة ( أَحْيَانًا ) : أَيْ حِينًا بَعْد حِين وَهُوَ أَوْسَع مَعْنًى مِنْ غِبًّا.
قَالَهُ الْقَارِي وَالْحَدِيث سَكَتَ عَنْهُ الْمُنْذِرِيُّ.
حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ أَخْبَرَنَا الْجُرَيْرِيُّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُرَيْدَةَ أَنَّ رَجُلًا مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَحَلَ إِلَى فَضَالَةَ بْنِ عُبَيْدٍ وَهُوَ بِمِصْرَ فَقَدِمَ عَلَيْهِ فَقَالَ أَمَا إِنِّي لَمْ آتِكَ زَائِرًا وَلَكِنِّي سَمِعْتُ أَنَا وَأَنْتَ حَدِيثًا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجَوْتُ أَنْ يَكُونَ عِنْدَكَ مِنْهُ عِلْمٌ قَالَ وَمَا هُوَ قَالَ كَذَا وَكَذَا قَالَ فَمَا لِي أَرَاكَ شَعِثًا وَأَنْتَ أَمِيرُ الْأَرْضِ قَالَ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَنْهَانَا عَنْ كَثِيرٍ مِنْ الْإِرْفَاهِ قَالَ فَمَا لِي لَا أَرَى عَلَيْكَ حِذَاءً قَالَ كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَأْمُرُنَا أَنْ نَحْتَفِيَ أَحْيَانًا
عن أبي أمامة، قال: ذكر أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما عنده الدنيا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ألا تسمعون، ألا تسمعون، إن البذاذة من...
عن أنس بن مالك، قال: «كانت للنبي صلى الله عليه وسلم سكة يتطيب منها»
عن أبي هريرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «من كان له شعر فليكرمه»
عن كريمة بنت همام، أن امرأة أتت عائشة رضي الله عنها، فسألتها عن خضاب الحناء، فقالت: «لا بأس به، ولكن أكرهه، كان حبيبي رسول الله صلى الله عليه وسلم يكر...
عن عائشة رضي الله عنها، أن هند بنت عتبة، قالت: يا نبي الله، بايعني، قال: «لا أبايعك حتى تغيري كفيك، كأنهما كفا سبع»
عن عائشة رضي الله عنها، قالت: أومت امرأة من وراء ستر بيدها، كتاب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقبض النبي صلى الله عليه وسلم يده، فقال: «ما أدري أ...
عن حميد بن عبد الرحمن، أنه سمع معاوية بن أبي سفيان، عام حج وهو على المنبر، وتناول قصة من شعر كانت في يد حرسي، يقول: يا أهل المدينة، أين علماؤكم؟ سمعت...
عن عبد الله، قال: «لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم الواصلة، والمستوصلة، والواشمة، والمستوشمة»
عن عبد الله، قال: «لعن الله الواشمات، والمستوشمات» - قال محمد: «والواصلات»، وقال عثمان: «والمتنمصات» ثم اتفقا - «والمتفلجات للحسن، المغيرات خلق الله ع...