4263- عن المقداد بن الأسود، قال: ايم الله، لقد سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إن السعيد لمن جنب الفتن، إن السعيد لمن جنب الفتن، إن السعيد لمن جنب الفتن، ولمن ابتلي فصبر فواها»
إسناده صحيح.
وأخرجه البزار (٢١١٢)، والطبراني في "المعجم الكبير" ٢٠/ (٥٩٨)، وفي "مسند الشاميين" (٢٠٢١)، وأبو نعيم في "حلية الأولياء" ١/ ١٧٥، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" ٦٠/ ١٧٩ من طريق عبد الله بن صالح كاتب الليث بن سعد، عن معاوية بن صالح، بهذا الإسناد.
قال الخطابي: "واها"، كلمة معناها التلهف، وقد يوضع أيضا موضع الإعجاب بالشيء، فإذا قلت: ويها، كان معناها: الإغراء.
وفي "بذل المجهود": قوله: فواها: تحسر لمن قتل وهو مظلوم، أو استطابة لحاله باعتبار مآله.
قلنا: وواها: اسم فعل مضارع بمعنى أتعجب، وأسماء الأفعال هي التي تدل على معنى الفعل ولا تقبل علاماته.
عون المعبود على شرح سنن أبي داود: أبي الطيب محمد شمس الحق العظيم آبادي
( إِنَّ السَّعِيد لَمَنْ ) : بِاللَّامِ الْمَفْتُوحَة لِلتَّأْكِيدِ فِي خَبَر إِنَّ ( جُنِّبَ ) : بِضَمِّ الْجِيم وَتَشْدِيد النُّون الْمَكْسُورَة أَيْ بَعُدَ وَالتَّكْرَار لِلْمُبَالَغَةِ فِي التَّأْكِيد , وَيُمْكِن أَنْ يَكُون التَّكْرَار بِاعْتِبَارِ أَوَّل الْفِتَن وَآخِرهَا ( وَلَمَنْ اُبْتُلِيَ وَصَبَرَ ) : بِفَتْحِ اللَّام عَطْف عَلَى لَمَنْ جُنِّبَ ( فَوَاهًا ) : مَعْنَاهُ التَّلَهُّف وَالتَّحَسُّر أَيْ وَاهًا لِمَنْ بَاشَرَ الْفِتْنَة وَسَعَى فِيهَا , وَقِيلَ مَعْنَاهُ الْإِعْجَاب وَالِاسْتِطَابَة , وَلِمَنْ بِكَسْرِ اللَّام أَيْ مَا أَحْسَن وَمَا أَطْيَب صَبْر مَنْ صَبَرَ عَلَيْهَا وَلَا يَخْفَى أَنَّهُ لَوْ حُمِلَ عَلَى مَعْنَى التَّعَجُّب لَصَحَّ بِالْفَتْحِ أَيْضًا , كَذَا فِي اللُّمَعَاتِ.
قَالَ فِي النِّهَايَة : قِيلَ مَعْنَى هَذِهِ الْكَلِمَة التَّلَهُّف وَقَدْ تُوضَع مَوْضِع الْإِعْجَاب بِالشَّيْءِ , يُقَال وَاهًا لَهُ.
وَقَدْ تَرِد بِمَعْنَى التَّوَجُّع , وَقِيلَ التَّوَجُّع يُقَال فِيهِ آهًا.
وَمِنْهُ حَدِيث أَبِي الدَّرْدَاء مَا أَنْكَرْتُمْ مِنْ زَمَانكُمْ فِيمَا غَيَّرْتُمْ مِنْ أَعْمَالكُمْ إِنْ يَكُنْ خَيْرًا فَوَاهًا وَاهًا , وَإِنْ يَكُنْ شَرًّا فَآهًا آهًا وَالْأَلِف فِيهَا غَيْر مَهْمُوزَة اِنْتَهَى.
وَقَالَ فِي الْقَامُوس : وَآهًا وَيُتْرَك تَنْوِينه كَلِمَة تَعَجُّب مِنْ طِيب شَيْء وَكَلِمَة تَلَهُّف.
وَالْحَدِيث سَكَتَ عَنْهُ الْمُنْذِرِيُّ.
حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحَسَنِ الْمِصِّيصِيُّ حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ يَعْنِي ابْنَ مُحَمَّدٍ حَدَّثَنَا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ جُبَيْرٍ حَدَّثَهُ عَنْ أَبِيهِ عَنْ الْمِقْدَادِ بْنِ الْأَسْوَدِ قَالَ ايْمُ اللَّهِ لَقَدْ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ إِنَّ السَّعِيدَ لَمَنْ جُنِّبَ الْفِتَنَ إِنَّ السَّعِيدَ لَمَنْ جُنِّبَ الْفِتَنِ إِنَّ السَّعِيدَ لَمَنْ جُنِّبَ الْفِتَنُ وَلَمَنْ ابْتُلِيَ فَصَبَرَ فَوَاهًا
عن أبي هريرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «ستكون فتنة صماء، بكماء، عمياء، من أشرف لها استشرفت له، وإشراف اللسان فيها كوقوع السيف»
عن عبد الله بن عمرو، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إنها ستكون فتنة تستنظف العرب قتلاها في النار، اللسان فيها أشد من وقع السيف».<br> قال أبو...
عن أبي سعيد الخدري، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يوشك أن يكون خير مال المسلم غنم، يتبع بها شغف الجبال، ومواقع القطر، يفر بدينه من الفتن»
عن الأحنف بن قيس، قال: خرجت وأنا أريد - يعني - في القتال، فلقيني أبو بكرة، فقال: ارجع، فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إذا تواجه المسلما...
عن خالد بن دهقان، قال: كنا في غزوة القسطنطينية بذلقية، فأقبل رجل من أهل فلسطين من أشرافهم وخيارهم، يعرفون ذلك له، يقال له: هانئ بن كلثوم بن شريك الكنا...
زيد بن ثابت، في هذا المكان يقول: " أنزلت هذه الآية: {ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها} [النساء: ٩٣] بعد التي في الفرقان {والذين لا يدعون م...
عن سعيد بن جبير، قال: سألت ابن عباس، فقال: " لما نزلت التي في الفرقان: {والذين لا يدعون مع الله إلها آخر، ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق} [ا...
عن ابن عباس، قال: {ومن يقتل مؤمنا متعمدا} [النساء: ٩٣]، قال: «ما نسخها شيء»
عن أبي مجلز، في قوله: " {ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم} [النساء: ٩٣]، قال: «هي جزاؤه، فإن شاء الله أن يتجاوز عنه فعل»