4264- عن أبي هريرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «ستكون فتنة صماء، بكماء، عمياء، من أشرف لها استشرفت له، وإشراف اللسان فيها كوقوع السيف»
إسناده ضعيف لضعف عبد الرحمن بن البيلماني، وقد اختلف في إسناد هذا الحديث ومتنه، فتارة يروى بهذا الإسناد، وتارة يروى عن الليث -وهو ابن سعد- عن يحيى بن سعيد - وهو الأنصاري، عن خالد بن أبي عمران، عن عبد الرحمن بن البيلماني، عن عبد الرحمن -وقيل: عبد الله- بن فروخ، عن أبي هريرة، وعبد الرحمن ابن فروخ هذا شامي ذكره البخاري في "تاريخه الكبير"، ٥/ ٣٣٧، وذكره أيضا ابن عساكر في "تاريخ دمشق" ٣١/ ٤٠٠ لكنه سماه عبد الله بن فروخ، ونقل توثيقه عن العجلي، وذكر جماعة رووا عنه.
قلنا: وهذا الاختلاف في تسمية عبد الرحمن إنما هو من ابن البيلماني الضعيف، فمرة قال: ابن هرمز، وهذا الأعرج الثقة المشهور، ومرة قال: ابن فروخ، وهذا رجل شامي آخر كما ذكرنا.
وقد روي هذا الحديث أيضا على نحو آخر في إسناده مع اختلاف في متنه كذلك، فقد أخرج ابن قانع في "معجم الصحابة" ١/ ١٧ عن عبد الله بن أبي داود السجستاني، عن عبد الملك بن شعيب بن الليث، عن ابن وهب، عن الليث، عن يحيى بن سعيد الأنصاري، عن خالد بن أبي عمران، عن الحكم بن مسعود النجراني، عن أنيس بن أبي مرثد الأنصاري أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "ستكون فتنة بكماء صماء عمياء، المضطجع فيها خير من القاعد، والقاعد خير من القائم، والقائم خير من الماشي، والماشي خير من الساعي".
فجعله من حديث الحكم بن مسعود، عن أنيس بن أبي مرثد الأنصاري.
والحكم هذا مجهول.
والمتن مختلف كما ترى، ولكنه أشبه بالصواب لوروده من طريق أخرى صحيحة بهذا اللفظ عن أبي هريرة كما سيأتي بيانه.
وقد ذكر الحافظ في "الإصابة" ١/ ١٣٨ في ترجمة أنيس بن أبي مرثد أن البغوي في "معجمه" وبقي بن مخلد في "مسنده" وأبا علي بن السكن قد رووه على هذا الوجه - يعني الذي عند ابن قانع.
وأخرجه كرواية المصنف الطبراني في "الأوسط" (٨٧١٧)، وأبو إسماعيل الأنصاري في "أحاديث ذم الكلام" (١١١) من طريق عبد الله بن صالح كاتب الليث، عن الليث بن سعد، عن يحيى بن سعيد الأنصاري، عن خالد بن أبي عمران، عن عبد الرحمن ابن فروخ -وقال أبو إسماعيل الأنصاري: عبد الله بن فروخ- عن أبي هريرة.
وأخرجه ابن ماجه (٣٩٦٨) من طريق محمد بن الحارث الحارثي، عن محمد بن عبد الرحمن بن البيلماني، عن أبيه عن ابن عمر رفعه بلفظ: "إياكم والفتن، فإن اللسان فيها مثل وقع السيف" والحارثي ضعيف، ومحمد بن عبد الرحمن بن البيلماني متروك وأبوه ضعيف.
وأخرجه بلفظ ابن قانع ومن معه: نعيم بن حماد في "الفتن"، (٤٦٧)، وابن حبان في "صحيحه" (٦٧٠٥) من طريق عبد العزيز بن محمد الدراوردي، عن ثور بن زيد، عن أبي الغيث، عن أبي هريرة وإسناده قوي.
وقوله: "من أشرف لها استشرفت له" أخرجه البخاري (٣٦٠١)، ومسلم (٢٨٨٦) من حديث سعيد بن المسيب وأبي سلمة بن عبد الرحمن، عن أبي هريرة.
ولذكر الفتنة العمياء الصماء انظر حديث حذيفة السالف عند المصنف برقم (٤٢٤٦).
ولذكر تفضيل القاعد على القائم والقائم على الماشي في هذه الفتن انظر الأحاديث السالفة بالأرقام (٤٢٥٦) و (٤٢٥٧) و (٤٢٥٩)
عون المعبود على شرح سنن أبي داود: أبي الطيب محمد شمس الحق العظيم آبادي
( عَنْ عَبْد الرَّحْمَن بْن الْبَيْلَمَانِيّ ) : بِفَتْحِ الْمُوَحَّدَة وَسُكُون التَّحْتِيَّة وَفَتْح اللَّام ( سَتَكُونُ فِتْنَة صَمَّاء بَكْمَاء عَمْيَاء ) : وُصِفَتْ الْفِتْنَة بِهَذِهِ الْأَوْصَاف بِأَوْصَافِ أَصْحَابهَا أَيْ لَا يُسْمَع فِيهَا الْحَقّ وَلَا يُنْطَق بِهِ وَلَا يَتَّضِح الْبَاطِل عَنْ الْحَقّ كَذَا فِي اللُّمَعَاتِ قَالَ الْقَارِي : الْمَعْنَى لَا يُمَيِّزُونَ فِيهَا بَيْن الْحَقّ وَالْبَاطِل , وَلَا يَسْمَعُونَ النَّصِيحَة وَالْأَمْر بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْي عَنْ الْمُنْكَر , بَلْ مَنْ تَكَلَّمَ فِيهَا بِحَقٍّ أُوذِيَ وَوَقَعَ فِي الْفِتَن وَالْمِحَن ( مَنْ أَشْرَفَ لَهَا ) : أَيْ مَنْ اِطَّلَعَ عَلَيْهَا وَقَرُبَ مِنْهَا ( اِسْتَشْرَفَتْ لَهُ ) : أَيْ اِطَّلَعَتْ تِلْكَ الْفِتْنَة عَلَيْهِ وَجَذَبَتْهُ إِلَيْهَا ( وَإِشْرَاف اللِّسَان ) : أَيْ إِطْلَاقه وَإِطَالَته ( كَوُقُوعِ السَّيْف ) : أَيْ فِي التَّأْثِير.
قَالَ الْمُنْذِرِيُّ : فِي إِسْنَاده عَبْد الرَّحْمَن بْن الْبَيْلَمَانِيّ وَلَا يُحْتَجّ بِحَدِيثِهِ.
حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ شُعَيْبِ بْنِ اللَّيْثِ حَدَّثَنِي ابْنُ وَهْبٍ حَدَّثَنِي اللَّيْثُ عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ قَالَ قَالَ خَالِدُ بْنُ أَبِي عِمْرَانَ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْبَيْلَمَانِيِّ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ هُرْمُزَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ سَتَكُونُ فِتْنَةٌ صَمَّاءُ بَكْمَاءُ عَمْيَاءُ مَنْ أَشْرَفَ لَهَا اسْتَشْرَفَتْ لَهُ وَإِشْرَافُ اللِّسَانِ فِيهَا كَوُقُوعِ السَّيْفِ
عن عبد الله بن عمرو، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إنها ستكون فتنة تستنظف العرب قتلاها في النار، اللسان فيها أشد من وقع السيف».<br> قال أبو...
عن أبي سعيد الخدري، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يوشك أن يكون خير مال المسلم غنم، يتبع بها شغف الجبال، ومواقع القطر، يفر بدينه من الفتن»
عن الأحنف بن قيس، قال: خرجت وأنا أريد - يعني - في القتال، فلقيني أبو بكرة، فقال: ارجع، فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إذا تواجه المسلما...
عن خالد بن دهقان، قال: كنا في غزوة القسطنطينية بذلقية، فأقبل رجل من أهل فلسطين من أشرافهم وخيارهم، يعرفون ذلك له، يقال له: هانئ بن كلثوم بن شريك الكنا...
زيد بن ثابت، في هذا المكان يقول: " أنزلت هذه الآية: {ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها} [النساء: ٩٣] بعد التي في الفرقان {والذين لا يدعون م...
عن سعيد بن جبير، قال: سألت ابن عباس، فقال: " لما نزلت التي في الفرقان: {والذين لا يدعون مع الله إلها آخر، ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق} [ا...
عن ابن عباس، قال: {ومن يقتل مؤمنا متعمدا} [النساء: ٩٣]، قال: «ما نسخها شيء»
عن أبي مجلز، في قوله: " {ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم} [النساء: ٩٣]، قال: «هي جزاؤه، فإن شاء الله أن يتجاوز عنه فعل»
عن سعيد بن زيد، قال: كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم، فذكر فتنة، فعظم أمرها، فقلنا: - أو قالوا: - يا رسول الله، لئن أدركتنا هذه لتهلكنا، فقال رسول ال...