82- عن عائشة أم المؤمنين، قالت: دعي رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى جنازة غلام من الأنصار، فقلت: يا رسول الله، طوبى لهذا، عصفور من عصافير الجنة، لم يعمل السوء، ولم يدركه، قال: أوغير ذلك يا عائشة، «إن الله خلق للجنة أهلا، خلقهم لها وهم في أصلاب آبائهم، وخلق للنار أهلا، خلقهم لها وهم في أصلاب آبائهم»
إسناده صحيح.
وأخرجه مسلم (٢٦٦٢)، وأبو داود (٤٧١٣)، والنسائي ٤/ ٥٧ من طريق عائشة بنت طلحة، به.
وهو في "مسند أحمد" (٢٤١٣٢)، و"صحيح ابن حبان" (١٣٨) و (٦١٧٣).
قوله: "أو غير ذلك .
" إلخ، قال السندي في حاشيته على "مسند أحمد": أي: لا يحسن الجزم في حق أحد، ولو صغيرا.
قال الإمام النووي في "شرح مسلم" ١٦/ ٢٠٧ - ٢٥٨ وهو بصدد شرح حديث أبي هريرة: "كل مولود يولد على الفطرة": أجمع من يعتد به من علماء المسلمين على أن من مات من أطفال المسلمين فهو من أهل الجنة، لأنه ليس مكلفا، وتوقف فيه بعض من لا يعتد به، لحديث عائشة هذا.
وأجاب العلماء بأنه لعله نهاها عن المسارعة إلى القطع من غير أن يكون عندها دليل قاطع كما أنكر على سعد بن أبي وقاص في قوله: "أعطه إني لأراه مؤمنا" قال: "أو مسلما" .
الحديث [أخرجه مسلم (١٥٠)]، ويحتمل أنه - صلى الله عليه وسلم - قال هذا قبل أن يعلم أن أطفال المسلمين في الجنة فلما علم قال ذلك في قوله - صلى الله عليه وسلم -[فيما أخرجه البخاري (١٢٤٨) من حديث أنس، وسيأتي عند ابن ماجه (١٦٠٥)]: "ما من مسلم يموت له ثلاثة من الولد لم يبلغوا الحنث إلا أدخله الله الجنة بفضل رحمته إياهم" وغير ذلك من الأحاديث.
والله أعلم.
وأما أطفال المشركين، ففيهم ثلاثة مذاهب: قال الأكثرون: هم في النار تبعا لآبائهم، وتوقفت طائفة فيهم، والثالث -وهو الصحيح الذي ذهب إليه المحققون-: أنهم من أهل الجنة، ويستدل له بأشياء: منها حديث إبراهيم الخليل عليه السلام حين رآه النبي - صلى الله عليه وسلم - في الجنة وحوله أولاد الناس، قالوا: يا رسول الله، وأولاد المشركين، قال: "وأولاد المشركين" رواه البخاري في "صحيحه" (٧٠٤٧)، ومنها قوله تعالى: {وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا} [الإسراء: ١٥].
ولا يتوجه على المولود التكليف، ويلزمه قول الرسول - صلى الله عليه وسلم -:"حتى يبلغ"،
وهذا متفق عليه.
والله أعلم.
حاشية السندي على سنن ابن ماجه: أبو الحسن، محمد بن عبد الهادي نور الدين السندي (المتوفى: 1138هـ)
قَوْله ( طُوبَى لِهَذَا ) قِيلَ هُوَ اِسْم الْجَنَّة أَوْ شَجَرَة فِيهَا أَوْ أَصْلهَا فَعَلَى مِنْ الطِّيب وَفُسِّرَتْ بِالْمَعْنَى الْأَصْلِيّ فَقِيلَ أَطْيَب مَعِيشَة لَهُ وَقِيلَ فَرَح لَهُ وَقُرَّة عَيْن قَوْله ( وَلَمْ يُدْرِكهُ ) أَيْ لَمْ يُدْرِك أَوْ أَنَّهُ بِالْبُلُوغِ وَقَوْله أَوْ غَيْر ذَلِكَ أَيْ بَلْ غَيْر ذَلِكَ أَحْسَن وَأَوْلَى وَهُوَ التَّوَقُّف قَالَ النَّوَوِيّ أَجْمَعَ مَنْ يُعْتَدّ بِهِ مِنْ عُلَمَاء الْمُسْلِمِينَ عَلَى أَنَّ مَنْ مَاتَ مِنْ أَطْفَال الْمُسْلِمِينَ فَهُوَ مِنْ أَهْل الْجَنَّة وَالْجَوَاب عَنْ هَذَا الْحَدِيث أَنَّهُ لَعَلَّهُ نَهَاهَا عَنْ الْمُسَارَعَة إِلَى الْقَطْع مِنْ غَيْر دَلِيل أَوْ قَالَ ذَلِكَ قَبْل أَنْ يَعْلَم أَنَّ أَطْفَال الْمُسْلِمِينَ فِي الْجَنَّة اِنْتَهَى.
قُلْت قَدْ صَرَّحَ كَثِير مِنْ أَهْل التَّحْقِيق أَنَّ التَّوَقُّف فِي مِثْله أَحْوَط إِذْ لَيْسَتْ الْمَسْأَلَة مِمَّا يَتَعَلَّق بِهَا الْعَمَل وَلَا عَلَيْهَا إِجْمَاع وَهِيَ خَارِجَة عَنْ مَحَلّ الْإِجْمَاع عَلَى قَوْل الْأُصُول إِذْ مَحَلّ الْإِجْمَاع مَا يُدْرَك بِالِاجْتِهَادِ دُون الْأُمُور الْمُغَيَّبَة فَلَا اِعْتِدَاد بِالْإِجْمَاعِ فِي مِثْله لَوْ تَمَّ عَلَى قَوَاعِدهمْ فَالتَّوَقُّف أَسْلَمَ عَلَى أَنَّ الْإِجْمَاع لَوْ تَمَّ وَثَبَتَ لَا يَصِحّ الْجَزْم فِي مَخْصُوص لِأَنَّ إِيمَان الْأَبَوَيْنِ تَحْقِيقًا غَيْب وَهُوَ الْمُنَاط عِنْد اللَّه تَعَالَى.
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ وَعَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَا حَدَّثَنَا وَكِيعٌ حَدَّثَنَا طَلْحَةُ بْنُ يَحْيَى بْنِ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ عَنْ عَمَّتِهِ عَائِشَةَ بِنْتِ طَلْحَةَ عَنْ عَائِشَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ دُعِيَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى جِنَازَةِ غُلَامٍ مِنْ الْأَنْصَارِ فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ طُوبَى لِهَذَا عُصْفُورٌ مِنْ عَصَافِيرِ الْجَنَّةِ لَمْ يَعْمَلْ السُّوءَ وَلَمْ يُدْرِكْهُ قَالَ أَوَ غَيْرُ ذَلِكَ يَا عَائِشَةُ إِنَّ اللَّهَ خَلَقَ لِلْجَنَّةِ أَهْلًا خَلَقَهُمْ لَهَا وَهُمْ فِي أَصْلَابِ آبَائِهِمْ وَخَلَقَ لِلنَّارِ أَهْلًا خَلَقَهُمْ لَهَا وَهُمْ فِي أَصْلَابِ آبَائِهِمْ
عن علي بن أبي طالب، قال: كنت جالسا عند النبي صلى الله عليه وسلم: فاستأذن عمار بن ياسر، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «ائذنوا له، مرحبا بالطيب المطيب»...
عن صفية بنت شيبة، عن أم ولد لشيبة، قالت: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يسعى بين الصفا، والمروة وهو يقول: «لا يقطع الأبطح، إلا شدا»
عن المقدام الشامي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أنا وارث من لا وارث له، أعقل عنه وأرثه، والخال وارث من لا وارث له، يعقل عنه ويرثه»
عن عائشة قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم «يكثر أن يقول في ركوعه وسجوده، سبحانك اللهم وبحمدك، اللهم اغفر لي، يتأول القرآن»
عن ابن عباس، " أن النبي صلى الله عليه وسلم حين افتتح خيبر، اشترط عليهم أن له الأرض، وكل صفراء وبيضاء، يعني الذهب والفضة، وقال له أهل خيبر: نحن أعلم با...
عن خالد بن الوليد، قال: «نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن لحوم الخيل، والبغال، والحمير»
عن عائشة، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: «ما حسدتكم اليهود على شيء، ما حسدتكم على السلام والتأمين»
عن عبد الله، قال: «من سره أن يلقى الله غدا مسلما، فليحافظ على هؤلاء الصلوات الخمس حيث ينادى بهن، فإنهن من سنن الهدى، وإن الله شرع لنبيكم صلى الله عليه...
حدثنا ربيعة بن يزيد، عن قزعة، قال: سألت أبا سعيد الخدري، عن صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: ليس لك في ذلك خير، قلت: بين، رحمك الله، قال: «كان...