4777- عن سهل بن معاذ، عن أبيه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «من كظم غيظا وهو قادر على أن ينفذه، دعاه الله عز وجل على رءوس الخلائق يوم القيامة حتى يخيره الله من الحور العين ما شاء» قال أبو داود: " اسم أبي مرحوم: عبد الرحمن بن ميمون "(1) 4778- عن سويد بن وهب، عن رجل من أبناء أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: نحوه قال: «ملأه الله أمنا وإيمانا» لم يذكر قصة «دعاه الله» زاد «ومن ترك لبس ثوب جمال وهو يقدر عليه» قال بشر: أحسبه قال «تواضعا» كساه الله حلة الكرامة، ومن زوج لله تعالى توجه الله تاج الملك "(2)
(١) إسناده حسن من أجل أبي مرحوم -واسمه عبد الرحيم بن ميمون- وسهل ابن معاذ بن أنس، وباقي رجاله ثقات.
وابن السرح: هو أحمد بن عمرو بن عبد الله ابن عمرو بن السرح.
وأخرجه ابن ماجه (٤١٨٦) عن حرملة بن يحيى، عن عبد الله بن وهب، بهذا الإسناد.
وأخرجه الترمذي (٢١٤٠) و (٢٦٦١) من طريق عبد الله بن يزيد المقرئ، عن سيد بن أبي أيوب، به.
وهو في "مسند أحمد" (١٥٦١٩) و (١٥٦٣٧).
وانظر الحديث الآتي بعد هذا.
وقوله: "من كظم غيظه"، قال السندي؛ أي: حبس نفسه عن إجراء مقتضاه.
"وهو قادر على أن ينفذه"، قال السندي، أي: وهو قادر على أن يأتي بمقتضاه.
وفيه أنه إنما يحمد القادر على إجراء مقتضاه، وغيره يكظم جبرا، لكن إن ترك الانتقام لميل طبعه إلى المسامحة والتحمل حتى لو قدر لترك أيضا -لا لعدم القدرة- فهو ممن يرجى له ذلك.
حديث حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لجهالة الرجل من أبناء الصحابة.
وهو عند البيهقي في "الشعب" (٨٣٥٤) من طريق أبي داود، بهذا الإسناد.
وأخرجه القضاعي في" مسند الشهاب" (٤٣٧) من طريق عبد الرحمن بن محمد ابن منصور، عن عبد الرحمن بن مهدي، به.
وللقسم الأول شاهد من حديث معاذ بن أنس وهو الحديث السالف برقم (٤٧٧٧).
وسنده حسن.
وللقسم الثاني شاهد عند أحمد (١٥٦٣١)، والترمذي (٢٦٤٨) من طريق سعيد ابن أبي أيوب، عن أبي مرحوم عبد الرحيم بن ميمون، عن سهل بن معاذ بن أنس، عن أبيه معاذ قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "من ترك اللباس وهو يقدر عليه تواضعا لله تبارك وتعالى, دعاه الله تبارك وتعالى يوم القيامة على رؤوس الخلائق حتى يخيره من أي حلل الإيمان شاء".
وسنده حسن.
وانظر تمام تخريجه في "المسند".
وأخرجه بطوله أحمد في "مسنده" (١٥٦١٩) من طريق عبد الله بن لهيعة، عن زبان بن فائد، عن سهل بن معاذ، عن أبيه معاذ، عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: "من كظم غيظه .
، إلى أن قال: " ومن ترك أن يلبس صالح الثياب، وهو يقدر عليه، تواضعا له تبارك وتعالى، دعاه الله تبارك وتعالى على رؤوس الخلائق حتى يخيره في حلل الإيمان أيتهن شاء".
وهو حديث حسن في الشواهد والمتابعات.
وانظر تمام تخريجه فيه.
عون المعبود على شرح سنن أبي داود: أبي الطيب محمد شمس الحق العظيم آبادي
( مَنْ كَظَمَ غَيْظًا ) : أَيْ اِجْتَرَعَ غَضَبًا كَامِنًا فِيهِ ( أَنْ يُنْفِذهُ ) : مِنْ التَّنْفِيذ وَالْإِنْفَاذ أَيْ يُمْضِيه ( دَعَاهُ اللَّه يَوْم الْقِيَامَة عَلَى رُءُوس الْخَلَائِق ) : أَيْ شَهَرَهُ بَيْن النَّاس وَأَثْنَى عَلَيْهِ وَتَبَاهَى بِهِ , وَيُقَال فِي حَقّه هَذَا الَّذِي صَدَرَتْ مِنْهُ هَذِهِ الْخَصْلَة الْعَظِيمَة ( حَتَّى يُخَيِّرهُ ) أَيْ يَجْعَلهُ مُخَيَّرًا ( مِنْ أَيّ الْحُور الْعِين شَاءَ ) : أَيْ فِي أَخْذ أَيّهنَّ , وَهُوَ كِنَايَة عَنْ إِدْخَاله الْجَنَّة الْمَنِيعَة وَإِيصَاله الدَّرَجَة الرَّفِيعَة.
قَالَ الطِّيبِيُّ : وَإِنَّمَا حُمِدَ الْكَظْم لِأَنَّهُ قَهْر لِلنَّفْسِ الْأَمَّارَة بِالسُّوءِ , وَلِذَلِكَ مَدَحَهُمْ اللَّه تَعَالَى بِقَوْلِهِ { وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظ وَالْعَافِينَ عَنْ النَّاس }.
قَالَ الْمُنْذِرِيُّ : وَأَخْرَجَهُ التِّرْمِذِيّ وَابْن مَاجَهْ , وَقَالَ التِّرْمِذِيّ حَسَن غَرِيب هَذَا آخِر كَلَامه وَسَهْل بْن مُعَاذ بْن أَنَس الْجُهَنِيّ ضَعِيف , وَاَلَّذِي رَوَى عَنْهُ هَذَا الْحَدِيث أَبُو مَرْحُوم عَبْد الرَّحِيم بْن مَيْمُون اللَّيْثِيّ مَوْلَاهُمْ الْمِصْرِيّ وَلَا يُحْتَجّ بِحَدِيثِهِ.
( حَدَّثَنَا عُقْبَة بْن مُكْرَم ) : بِمَضْمُومَةٍ وَسُكُون كَافٍ وَفَتْح رَاءٍ ( نَحْوه ) : أَيْ نَحْو الْحَدِيث الْمَذْكُور ( قَالَ مَلَأَهُ اللَّه أَمْنًا وَإِيمَانًا لَمْ يَذْكُر قِصَّة دَعَاهُ اللَّه ) : أَيْ قَالَ مَلَأَهُ أَمْنًا وَإِيمَانًا مَكَان دَعَاهُ اللَّه إِلَخْ ( ثَوْب جَمَال ) : أَيْ زِينَة ( قَالَ بِشْر ) : يَعْنِي اِبْن مَنْصُور ( أَحْسَبهُ ) : أَيْ مُحَمَّد بْن عَجْلَان ( تَوَاضُعًا ) : وَهُوَ مَفْعُول لَهُ لِتَرَكَ أَيْ أَحْسَب وَأَظُنّ أَنَّ مُحَمَّد بْن عَجْلَان قَالَ بَعْد قَوْله وَهُوَ يَقْدِر عَلَيْهِ لَفْظ تَوَاضُعًا وَلَكِنْ لَا أَجْزِمهُ ( كَسَاهُ اللَّه حُلَّة الْكَرَامَة ) : أَيْ أَكْرَمَهُ اللَّه وَأَلْبَسَهُ مِنْ ثِيَاب الْجَنَّة ( وَمَنْ زَوَّجَ ) : مَفْعُوله مَحْذُوف أَيْ مَنْ يَحْتَاج إِلَى الزَّوَاج ( لِلَّهِ ) : أَيْ اِبْتِغَاء لِمَرْضَاتِهِ , وَقِيلَ مَنْ زَوَّجَ كَرِيمَته لِلَّهِ تَعَالَى , وَقِيلَ مَنْ أَعْطَى لِلَّهِ اِثْنَيْنِ مِنْ الْأَشْيَاء وَفِي الْمِشْكَاة " مَنْ تَزَوَّجَ لِلَّهِ " بِزِيَادَةِ التَّاء.
قَالَ الْقَارِي : فِي الْمِرْقَاة أَيْ بِأَنْ يَنْزِل عَنْ دَرَجَته فَيَتَزَوَّج مَنْ هِيَ أَدْنَى مَرْتَبَة مِنْهُ اِبْتِغَاء لِمَرْضَاةِ رَبّه.
أَوْ أَرَادَ بِالتَّزَوُّجِ صِيَانَة دِينه وَحِفْظ نَسْله ( تَوَّجَهُ اللَّه ) : بِتَشْدِيدِ الْوَاو أَيْ أَلْبَسَهُ وَهُوَ كِنَايَة عَنْ إِجْلَاله وَتَوْقِيره أَوْ أُعْطِيَ تَاجًا وَمَمْلَكَة فِي الْجَنَّة.
قَالَ الْمُنْذِرِيُّ : فِيهِ رِوَايَة مَجْهُول.
حَدَّثَنَا ابْنُ السَّرْحِ حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ عَنْ سَعِيدٍ يَعْنِي ابْنَ أَبِي أَيُّوبَ عَنْ أَبِي مَرْحُومٍ عَنْ سَهْلِ بْنِ مُعَاذٍ عَنْ أَبِيهِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ مَنْ كَظَمَ غَيْظًا وَهُوَ قَادِرٌ عَلَى أَنْ يُنْفِذَهُ دَعَاهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عَلَى رُءُوسِ الْخَلَائِقِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حَتَّى يُخَيِّرَهُ اللَّهُ مِنْ الْحُورِ الْعِينِ مَا شَاءَ قَالَ أَبُو دَاوُد اسْمُ أَبِي مَرْحُومٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَيْمُونٍ حَدَّثَنَا عُقْبَةُ بْنُ مُكْرَمٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ يَعْنِي ابْنَ مَهْدِيٍّ عَنْ بِشْرٍ يَعْنِي ابْنَ مَنْصُورٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَجْلَانَ عَنْ سُوَيْدِ بْنِ وَهْبٍ عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَبْنَاءِ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: نَحْوَهُ قَالَ مَلَأَهُ اللَّهُ أَمْنًا وَإِيمَانًا لَمْ يَذْكُرْ قِصَّةَ دَعَاهُ اللَّهُ زَادَ وَمَنْ تَرَكَ لُبْسَ ثَوْبِ جَمَالٍ وَهُوَ يَقْدِرُ عَلَيْهِ قَالَ بِشْرٌ أَحْسِبُهُ قَالَ تَوَاضُعًا كَسَاهُ اللَّهُ حُلَّةَ الْكَرَامَةِ وَمَنْ زَوَّجَ لِلَّهِ تَعَالَى تَوَّجَهُ اللَّهُ تَاجَ الْمُلْكِ
عن الحارث بن سويد، عن عبد الله، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما تعدون الصرعة فيكم؟» قالوا: الذي لا يصرعه الرجال قال: «لا، ولكنه الذي يملك ن...
عن معاذ بن جبل، قال: استب رجلان عند النبي صلى الله عليه وسلم، فغضب أحدهما غضبا شديدا حتى خيل إلي أن أنفه يتمزع من شدة غضبه، فقال النبي صلى الله عليه و...
عن سليمان بن صرد، قال: استب رجلان عند النبي صلى الله عليه وسلم، فجعل أحدهما تحمر عيناه وتنتفخ أوداجه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إني لأعرف ك...
عن أبي ذر، قال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لنا: «إذا غضب أحدكم وهو قائم فليجلس، فإن ذهب عنه الغضب وإلا فليضطجع»(1) 4783- عن داود، عن بكر...
حدثنا أبو وائل القاص، قال: دخلنا على عروة بن محمد السعدي، فكلمه رجل فأغضبه، فقام فتوضأ ثم رجع وقد توضأ، فقال: حدثني أبي، عن جدي عطية، قال: قال رسول ال...
عن عائشة رضي الله عنها، أنها قالت: «ما خير رسول الله صلى الله عليه وسلم في أمرين إلا اختار أيسرهما، ما لم يكن إثما، فإن كان إثما كان أبعد الناس منه، و...
عن عائشة، قالت: «ما ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم خادما ولا امرأة قط»
عن عبد الله يعني ابن الزبير، في قوله {خذ العفو} [الأعراف: ١٩٩] قال: «أمر نبي الله صلى الله عليه وسلم أن يأخذ العفو من أخلاق الناس»
عن عائشة رضي الله عنها، قالت: " كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا بلغه عن الرجل الشيء لم يقل: ما بال فلان يقول؟ ولكن يقول: ما بال أقوام يقولون كذا وكذ...