4790- عن أبي هريرة، رفعاه جميعا قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «المؤمن غر كريم، والفاجر خب لئيم»
حديث حسن، وقد وقع على سفيان خلاف في روايته عن الحجاج بن فرافصة، عن الرجل المبهم، فروي عنه من طريق أنه سماه يحيى بن أبي كثير، فبهذا يكون بشر بن رافع -وهو ضعيف- وقد تابعه حجاج بن فرافصة، وبذلك يتقوى الحديث.
أبو أحمد: هو محمد بن عبد الله بن الزبير، وسفيان: هو الثوري.
وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (٣١٢٨) من طريق أبي شهاب، و (٣١٢٩) من طريق عيسى بن يونس، كلاهما عن سفيان الثوري، عن الحجاج بن فرافصة، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة.
وأخرجه الطحاوي (٣١٢٧) من طريق قبيصة بن عقبة، عن سفيان، عن الحجاج، عن يحيى بن أبي كثير أو غيره -على الشك-، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة.
وأخرجه الترمذي (٢٠٧٩) عن محمد بن رافع، عن عبد الرزاق، عن شر بن رافع، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة.
وهو في "مسند أحمد" (٩١١٨) من طريق الحجاج بن فرافصة، عن رجل، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة.
قال الإمام الطحاوي في شرح هذا الحديث: فتأملنا هذا الحديث لنقف على المراد به ما هو إن شاء الله، فوجدنا الغر في كلام العرب: هذا الذي لا غائلة معه ولا باطن له يخالف ظاهره، ومن كانت هذه سبيله، أمن المسلمون من لسانه ويده، وهي صفة المؤمنين، ووجدنا الفاجر ظاهره خلاف باطنه؛ لأن باطنه هو ما يكره، وظاهره، فمخالف لذلك، كالمنافق الذي يظهر شيئا غير مكروه منه، وهو الإسلام الذي يحمده أهله عليه، ويبطن خلافه وهو الكفر الذي يذمه المسلمون عليه، فكان مثل ذلك الخب الذي يظهر المعنى الذي هو محمود منه، حتى يحمده المسلمون على ذلك، ويبطن ضده مما يذمه المسلمون عليه، وهو الفاجر الذي وصفه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بما وصفه به في هذا الحديث، وخالف بينه وبين المؤمن الذي وصفه بما وصفه به في هذا الحديث والله عز وجل نسأله التوفيق.
وقال الخطابي: معنى هذا الكلام أن المؤمن المحمود هو من كان طبعه وشيمته الغرارة، وقلة الفطنة للشر، وترك البحث عنه، وأن ذلك ليس منه جهلا، لكنه كرم وحسن خلق، وأن الفاجر من كانت عادته الخب والدهاء والوغول في معرفة الشر، وليس ذلك منه عقلا، لكنه خب ولؤم.
عون المعبود على شرح سنن أبي داود: أبي الطيب محمد شمس الحق العظيم آبادي
( الْحَجَّاج بْن فُرَافِصَة ) : بِضَمِّ الْفَاء وَفَتْح الرَّاء وَكَسْر الْفَاء الثَّانِيَة بَعْدهَا صَادَ مُهْمَلَة ( رَفَعَاهُ ) : أَيْ نَصْر بْن عَلِيّ وَمُحَمَّد بْن الْمُتَوَكِّل , وَالضَّمِير الْمَنْصُوب لِلْحَدِيثِ يَعْنِي رَوَيَاهُ مَرْفُوعًا ( الْمُؤْمِن غِرّ ) : بِكَسْرِ الْغَيْن الْمُعْجَمَة وَتَشْدِيد الرَّاء ( كَرِيم ) : أَيْ مَوْصُوف بِالْوَصْفَيْنِ أَيْ لَهُ الِاغْتِرَار لِكَرْمِهِ ( وَالْفَاجِر ) : أَيْ الْفَاسِق ( خِبّ ) : بِفَتْحِ خَاء مُعْجَمَة وَتُكْسَر وَتَشْدِيد مُوَحَّدَة أَيْ يَسْعَى بَيْن النَّاس بِالْفَسَادِ , وَالتَّخَبُّب إِفْسَاد زَوْجَة الْغَيْر أَوْ عَبْده ( لَئِيم ) : أَيْ بَخِيل لَجُوج سَيِّئ الْخُلُق وَفِي , كُلّ مِنْهُمَا الْوَصْف الثَّانِي سَبَب لِلْأَوَّلِ وَهُوَ نَتِيجَة الثَّانِي , فَكِلَاهُمَا مِنْ بَاب التَّذْيِيل وَالتَّكْمِيل قَالَهُ الْقَارِي.
قَالَ الْخَطَّابِيُّ فِي الْمَعَالِم : مَعْنَى هَذَا الْكَلَام أَنَّ الْمُؤْمِن الْمَحْمُود هُوَ مَنْ كَانَ طَبْعه وَشِيمَته الْغِرَارَة وَقِلَّة الْفِطْنَة لِلشَّرِّ وَتَرْك الْبَحْث عَنْهُ , وَأَنَّ ذَلِكَ لَيْسَ مِنْهُ جَهْلًا لَكِنَّهُ كَرَم وَحُسْن خُلُق , وَأَنَّ الْفَاجِر هُوَ مَنْ كَانَتْ عَادَته الْخَبّ وَالدَّهَاء وَالْوُغُول فِي مَعْرِفَة الشَّرّ وَلَيْسَ ذَلِكَ مِنْهُ عَقْلًا وَلَكِنَّهُ خِبّ وَلَؤُوم اِنْتَهَى.
وَقَالَ اِبْن الْأَثِير : الْمُؤْمِن غِرّ كَرِيم أَيْ لَيْسَ بِذِي مَكْر فَهُوَ يَنْخَدِع لِانْقِيَادِهِ وَلِينه وَهُوَ ضِدّ الْخِبّ , يُقَال فَتًى غِرّ وَفَتَاة غِرّ اِنْتَهَى.
قَالَ السُّيُوطِيُّ : هَذَا أَحَد الْأَحَادِيث الَّتِي اِنْتَقَدَهَا الْحَافِظ سِرَاج الدِّين الْقَزْوِينِيّ عَلَى الْمَصَابِيح وَزَعَمَ أَنَّهُ مَوْضُوع وَقَالَ الْحَافِظ اِبْن حَجَر فِي رَدّه عَلَيْهِ قَدْ أَخْرَجَهُ الْحَاكِم مِنْ طَرِيق عِيسَى بْن يُونُس عَنْ سُفْيَان الثَّوْرِيّ عَنْ حَجَّاج بْن فُرَافِصَة عَنْ يَحْيَى بْن أَبِي كَثِير بِهِ مَوْصُولًا.
وَقَالَ أَسْنَدَهُ الْمُتَقَدِّمُونَ مِنْ أَصْحَاب الثَّوْرِيّ.
وَحَجَّاج قَالَ اِبْن مَعِين لَا بَأْس بِهِ , قَالَ وَلَمْ يَحْتَجّ الشَّيْخَانِ بِبِشْرٍ وَلَا بِحَجَّاجٍ.
قَالَ الْحَافِظ بَلْ الْحَجَّاج ضَعَّفَهُ الْجُمْهُور وَبِشْر بْن رَافِع أَضْعَف مِنْهُ وَمَعَ ذَلِكَ لَا يُتَّجَه الْحُكْم عَلَيْهِ بِالْوَضْعِ لِفَقْدِ شَرْط الْحَاكِم فِي ذَلِكَ اِنْتَهَى.
وَقَالَ الْحَافِظ صَلَاح الدِّين الْعَلَائِيّ بِشْر بْن رَافِع هَذَا ضَعَّفَهُ أَحْمَد بْن حَنْبَل , وَقَالَ اِبْن مَعِين لَا بَأْس بِهِ , وَقَالَ اِبْن عَدِيّ لَمْ أَجِد لَهُ حَدِيثًا مُنْكَرًا , وَأَخْرَجَهُ الْبَيْهَقِيُّ مِنْ طَرِيق أَبِي دَاوُدَ الثَّانِيَة , فَقَالَ عَنْ حَجَّاج بْن فُرَافِصَة عَنْ يَحْيَى بْن أَبِي كَثِير عَنْ أَبِي سَلَمَة بِهِ فَتَعَيَّنَ الْمُبْهَم أَنَّهُ يَحْيَى بْن أَبِي كَثِير , وَحَجَّاج هَذَا قَالَ فِيهِ اِبْن مَعِين لَا بَأْس بِهِ , وَذَكَرَهُ اِبْن حِبَّان فِي الثِّقَات.
وَقَالَ أَبُو حَاتِم هُوَ شَيْخ صَالِح مُتَعَبِّد , وَقَالَ أَبُو زُرْعَة لَيْسَ بِالْقَوِيِّ , وَتَوْثِيق الْأَوَّلِينَ مُقَدَّم عَلَى هَذَا الْكَلَام , وَحَصَلَتْ بِرِوَايَةِ حَجَّاج هَذَا الْمُتَابَعَة لِبِشْرِ بْن رَافِع فِي الْحَدِيث وَخَرَجَ بِهِ عَنْ الْغَرَابَة , فَالْحَدِيث بِرِوَايَتِهِمَا لَا يَنْزِل عَنْ دَرَجَة الْحَسَن اِنْتَهَى كَلَام السُّيُوطِيّ مُلَخَّصًا.
قَالَ الْمُنْذِرِيُّ : وَأَخْرَجَهُ التِّرْمِذِيّ وَقَالَ غَرِيب لَا نَعْرِفهُ إِلَّا مِنْ هَذَا الْوَجْه.
هَذَا آخِر كَلَامه وَفِي إِسْنَاده بِشْر بْن رَافِع الْحَارِثِيّ الْيَمَامِيّ وَلَا يُحْتَجّ بِحَدِيثِهِ.
حَدَّثَنَا نَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ قَالَ أَخْبَرَنِي أَبُو أَحْمَدَ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ الْحَجَّاجِ بْنِ فُرَافِصَةَ عَنْ رَجُلٍ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ح و حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُتَوَكِّلِ الْعَسْقَلَانِيُّ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ أَخْبَرَنَا بِشْرُ بْنُ رَافِعٍ عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَفَعَاهُ جَمِيعًا قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: الْمُؤْمِنُ غِرٌّ كَرِيمٌ وَالْفَاجِرُ خِبٌّ لَئِيمٌ
عن عائشة، قالت: استأذن رجل على النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: «بئس ابن العشيرة»، أو «بئس رجل العشيرة»، ثم قال: «ائذنوا له» فلما دخل ألان له القول، فق...
عن عائشة رضي الله عنها، أن رجلا استأذن على النبي صلى الله عليه وسلم فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «بئس أخو العشيرة» فلما دخل انبسط إليه رسول الله صلى...
عن أنس، قال: «ما رأيت رجلا التقم أذن رسول الله صلى الله عليه وسلم فينحي رأسه، حتى يكون الرجل هو الذي ينحي رأسه، وما رأيت رجلا أخذ بيده فترك يده، حتى...
عن ابن عمر، أن النبي صلى الله عليه وسلم مر على رجل من الأنصار وهو يعظ أخاه في الحياء فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «دعه فإن الحياء من الإيمان»
حدث عمران بن حصين، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " الحياء خير كله، أو قال: الحياء كله خير " فقال بشير بن كعب إنا نجد في بعض الكتب أن منه سكين...
عن أبي مسعود، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن مما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى إذا لم تستح فافعل ما شئت»
عن عائشة رحمها الله، قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إن المؤمن ليدرك بحسن خلقه درجة الصائم القائم»
عن أبي الدرداء، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «ما من شيء أثقل في الميزان من حسن الخلق» قال: أبو الوليد، قال: سمعت عطاء الكيخاراني، قال أبو داود: "...
عن أبي أمامة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أنا زعيم ببيت في ربض الجنة لمن ترك المراء وإن كان محقا، وببيت في وسط الجنة لمن ترك الكذب وإن كا...