حديث الرسول ﷺ English الإجازة تواصل معنا
الحديث النبوي

إن مما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى إذا لم تستح فافعل ما شئت - سنن أبي داود

سنن أبي داود | كتاب الأدب باب في الحياء (حديث رقم: 4797 )


4797- عن أبي مسعود، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن مما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى إذا لم تستح فافعل ما شئت»

أخرجه أبو داوود


إسناده صحيح.
منصور: هو ابن المعتمر.
أبو مسعود الصحابي: هو عقبة ابن عمرو البدري.
وأخرجه البخاري (٣٤٨٤) عن آدم، عن شعبة، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري (٣٤٨٣) و (٦١٢٠) من طريق زهير، وابن ماجه (٤١٨٣) من طريق جرير، كلاهما عن منصور، به.
وهو في "مسند أحمد" (١٧٠٩٠)، و"صحيح ابن حبان" (٦٠٧)، و"شرح مشكل الآثار" للطحاوي (١٥٣٣) وما بعده.
قال الإمام الطحاوي: معنى الحديث الحض على الحياء والأمر به، وإعلام الناس أنهم إذا لم يكونوا من أهله، صنعوا ما شاؤوا، لا أنهم أمروا في حال من الأحوال أن يصنعوا ما شاؤوا، وهذا كقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: "من كذب علي متعمدا، فليتبوا مقعده من النار" ليس أنه مأمور إذا كذب أن يتبوأ لنفسه مقعدا من النار، ولكنه إذا كذب عليه يتبوأ مقعده من النار.
وقال الخطابي في" معالم السنن " ٤/ ١٠٩، معنى قوله "النبوة الأولى": أن الحياء لم يزل أمره ثابتا واستعماله واجبا منذ زمان النبوة الأولى، وأنه ما من نبي إلا وقد ندب إلى الحياء، وحث عليه، وأنه لم ينسخ فيما نسخ من شرائعهم، ولم يبدل فيما بدل منها، وذلك أنه أمر قد علم صوابه، وبأن فضله، واتفقت العقول على حسنه، وما كان هذا صفته لم يجز عليه النسخ والتبديل.
وقوله: فاصنع ما شئت.
قال ابن رجب في "جامع العلوم والحكم" ١/ ٤٩٧ في معناه قولان: أحدهما: أنه ليس بمعنى الأمران يصنع ما شاء، ولكنه على معنى الذم، والنهي عنه، وأهل هذه المقالة لهم طريقان، أحدهما: أنه أمر بمعنى التهديد والوعيد، والمعنى: إذا لم يكن لك حياء، فأعمل ما شث، فإن الله يجازيك عليه، كقوله: {اعملوا ما شئتم إنه بما تعملون بصير} [فصلت: ٤٠] وقوله {فاعبدوا ما شئتم من دونه} [الزمر: ١٥] وقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: "من باع الخمر فليشقص الخنازير" يعني ليقطعها إما لبيعها أو لأكلها وأمثلته متعددة.
والطريق الثاني: أنه أمر ومعناه الخبر، والمعنى أن من لم يستحي صنع ما شاء، فإن المانع من فعل القبائح الحياء، فمن لم يكن له حياء انهمك في كل فحشاء ومنكر، وما يمتنع من مثله من له حياء.
وقال النووي في "شرح الأربعين": الأمر فيه للاباحة، أي: إذا أردت فعل شيء، فإن كان ما لا تستحي إذا فعلته من الله ولا من الناس، فافعله، وإلا فلا، وعلى هذا مدار الإسلام وتوجيه ذلك أن المأمور به الواجب والمندوب يستحيا من تركه، والمنهي عنه الحرام والمكروه يستحيا من فعله، وأما المباح فالحياء من فعله جائز وكذا من تركه، فتضمن الحديث الأحكام الخمسة.

شرح حديث ( إن مما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى إذا لم تستح فافعل ما شئت)

عون المعبود على شرح سنن أبي داود: أبي الطيب محمد شمس الحق العظيم آبادي

‏ ‏( عَنْ رِبْعِيّ ) ‏ ‏: بِكَسْرِ أَوَّله وَسُكُون الْمُوَحَّدَة ‏ ‏( بْن حِرَاش ) ‏ ‏: بِكَسْرِ الْمُهْمَلَة وَآخِره مُعْجَمَة ‏ ‏( إِنَّ مِمَّا أَدْرَكَ النَّاس ) ‏ ‏أَيْ أَهْل الْجَاهِلِيَّة , وَالنَّاس يَجُوز فِيهِ الرَّفْع وَالْعَائِد عَلَى مَا مَحْذُوف وَيَجُوز النَّصْب وَالْعَائِد ضَمِير الْفَاعِل وَأَدْرَكَ بِمَعْنَى بَلَغَ وَإِذَا لَمْ تَسْتَحِي اِسْم إِنَّ بِتَأْوِيلِ هَذَا الْقَوْل ‏ ‏( مِنْ كَلَام النُّبُوَّة الْأُولَى ) ‏ ‏: قَالَ الْعَزِيزِيُّ أَيْ نُبُوَّة آدَم : وَقَالَ الْقَارِي : مِنْ تَبْعِيضِيَّةٌ.
وَالْمَعْنَى إِنَّ مِنْ جُمْلَة أَخْبَار أَصْحَاب النُّبُوَّة السَّابِقَة مِنْ الْأَنْبِيَاء وَالْمُرْسَلِينَ.
‏ ‏قَالَ الْخَطَّابِيُّ فِي الْمَعَالِم : مَعْنَاهُ أَنَّ الْحَيَاء لَمْ يَزَلْ أَمْره ثَابِتًا وَاسْتِعْمَاله وَاجِبًا مُنْذُ زَمَان النُّبُوَّة الْأُولَى فَإِنَّهُ مَا مِنْ نَبِيّ إِلَّا وَقَدْ نُدِبَ إِلَى الْحَيَاء وَبُعِثَ عَلَيْهِ وَأَنَّهُ لَمْ يُنْسَخ فِيمَا نُسِخَ مِنْ شَرَائِعهمْ وَذَلِكَ أَنَّهُ أَمْر قَدْ عُلِمَ صَوَابه وَبَانَ فَضْله وَاتَّفَقَتْ الْعُقُول عَلَى حُسْنه وَمَا كَانَتْ هَذِهِ صِفَته لَمْ يَجْرِ عَلَيْهِ النَّسْخ وَالتَّبْدِيل ‏ ‏( إِذَا لَمْ تَسْتَحِي ) ‏ ‏: بِسُكُونِ الْحَاء وَكَسْر الْيَاء وَحَذْف الثَّانِيَة لِلْجَزْمِ ‏ ‏( فَاصْنَعْ مَا شِئْت ) ‏ ‏: قَالَ فِي شَرْح السُّنَّة فِيهِ أَقَاوِيل : ‏ ‏أَحَدهَا : أَنَّ مَعْنَاهُ الْخَبَر وَإِنْ كَانَ لَفْظه لَفْظ الْأَمْر كَأَنَّهُ يَقُول إِذَا لَمْ يَمْنَعك الْحَيَاء فَعَلْت مَا شِئْت مِمَّا تَدْعُوك إِلَيْهِ نَفْسك مِنْ الْقَبِيح وَإِلَى هَذَا الْمَعْنَى ذَهَبَ أَبُو عُبَيْد.
‏ ‏وَثَانِيهَا : أَنَّ مَعْنَاهُ الْوَعِيد كَقَوْلِهِ تَعَالَى { اِعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ } أَيْ اِصْنَعْ مَا شِئْت فَإِنَّ اللَّه يُجَازِيك , وَإِلَيْهِ ذَهَبَ أَبُو الْعَبَّاس.
‏ ‏وَثَالِثهَا : مَعْنَاهُ يَنْبَغِي أَنْ تَنْظُر إِلَى مَا تُرِيد أَنْ تَفْعَلهُ فَإِنْ كَانَ ذَلِكَ مِمَّا لَا يُسْتَحْيَى مِنْهُ فَافْعَلْهُ , وَإِنْ كَانَ مِمَّا لَا يُسْتَحْيَى مِنْهُ فَدَعْهُ , وَإِلَيْهِ ذَهَبَ أَبُو إِسْحَاق الْمَرْوَزِيُّ.
‏ ‏قَالَ الْمُنْذِرِيُّ : وَأَخْرَجَهُ الْبُخَارِيّ وَابْن مَاجَهْ.


حديث إن مما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى إذا لم تستح فافعل ما شئت

الحديث بالسند الكامل مع التشكيل

‏ ‏حَدَّثَنَا ‏ ‏عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ ‏ ‏حَدَّثَنَا ‏ ‏شُعْبَةُ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏مَنْصُورٍ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏رِبْعِيِّ بْنِ حِرَاشٍ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏أَبِي مَسْعُودٍ ‏ ‏قَالَ ‏ ‏قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ‏ ‏إِنَّ مِمَّا أَدْرَكَ النَّاسُ مِنْ كَلَامِ النُّبُوَّةِ الْأُولَى ‏ ‏إِذَا لَمْ تَسْتَحِ فَافْعَلْ مَا شِئْتَ ‏

كتب الحديث النبوي الشريف

المزيد من أحاديث سنن أبي داود

إن المؤمن ليدرك بحسن خلقه درجة الصائم القائم

عن عائشة رحمها الله، قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إن المؤمن ليدرك بحسن خلقه درجة الصائم القائم»

ما من شيء أثقل في الميزان من حسن الخلق

عن أبي الدرداء، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «ما من شيء أثقل في الميزان من حسن الخلق» قال: أبو الوليد، قال: سمعت عطاء الكيخاراني، قال أبو داود: "...

أنا زعيم ببيت في أعلى الجنة لمن حسن خلقه

عن أبي أمامة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أنا زعيم ببيت في ربض الجنة لمن ترك المراء وإن كان محقا، وببيت في وسط الجنة لمن ترك الكذب وإن كا...

لا يدخل الجنة الجواظ ولا الجعظري

عن حارثة ابن وهب، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا يدخل الجنة الجواظ ولا الجعظري» قال: " والجواظ: الغليظ الفظ "

حق على الله عز وجل أن لا يرفع شيئا من الدنيا إلا و...

عن أنس، قال: كانت العضباء لا تسبق، فجاء أعرابي على قعود له فسابقها، فسبقها الأعرابي فكأن ذلك شق على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: «حق على...

إذا لقيتم المداحين فاحثوا في وجوههم التراب

عن همام، قال: جاء رجل فأثنى على عثمان في وجهه، فأخذ المقداد بن الأسود ترابا فحثا في وجهه، وقال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا لقيتم المداحين...

إذا مدح أحدكم صاحبه لا محالة فليقل

عن عبد الرحمن بن أبي بكرة، عن أبيه، أن رجلا أثنى على رجل عند النبي صلى الله عليه وسلم، فقال له: «قطعت عنق صاحبك» ثلاث مرات، ثم قال: " إذا مدح أحدكم صا...

قولوا بقولكم أو بعض قولكم ولا يستجرينكم الشيطان

عن مطرف، قال: قال أبي: انطلقت في وفد بني عامر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم: فقلنا: أنت سيدنا، فقال: «السيد الله تبارك وتعالى» قلنا: وأفضلنا فضلا...

إن الله رفيق يحب الرفق ويعطي عليه ما لا يعطي على ا...

عن عبد الله بن مغفل، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " إن الله رفيق: يحب الرفق، ويعطي عليه ما لا يعطي على العنف "