حديث الرسول ﷺ English الإجازة تواصل معنا
الحديث النبوي

إياكم والجلوس بالطرقات فإن أبيتم فأعطوا الطريق حقه - سنن أبي داود

سنن أبي داود | كتاب الأدب باب في الجلوس في الطرقات (حديث رقم: 4815 )


4815- عن أبي سعيد الخدري، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: «إياكم والجلوس بالطرقات» قالوا: يا رسول الله، ما بد لنا من مجالسنا نتحدث فيها، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن أبيتم فأعطوا الطريق حقه» قالوا: وما حق الطريق يا رسول الله؟ قال: «غض البصر، وكف الأذى، ورد السلام، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر» (1) 4816- عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم في هذه القصة قال: «وإرشاد السبيل» (2) 4817- عن ابن حجير العدوي، قال: سمعت عمر بن الخطاب عن النبي صلى الله عليه وسلم في هذه القصة قال «وتغيثوا الملهوف وتهدوا الضال» (3)

أخرجه أبو داوود


(١) إسناده صحيح.
عبد العزيز بن محمد: هو الدراوردي.
وأخرجه مسلم (٢١٢١) ٤/ ١٧٠٤ عن يحيى بن يحيى، عن عبد العزيز بن محمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري (٢٤٦٥) و (٦٢٢٩)، ومسلم (٢١٢١)، وبإثر (٢١٦١) من طرق عن زيد بن أسلم، به.
وهو في "مسند أحمد" (١١٣٠٩)، و"صحيح ابن حبان" (٥٩٥).
وانظر تمام تخريجه فيه.
وقولهم: ما بد لنا من مجالسنا نتحدث فيها، قال السندي في "حاشية على المسند": لم يريدوا رد النص وإنكاره، وإنما أرادوا عرض حاجتهم، وأنها هل تصلح للتخفيف أم لا.
والبد: بضم الباء وتشديد الدال بمعنى الفرقة، أي: ما لنا فراق منها، والمعنى: أن الضرورة قد تلجئنا إلى ذلك، فلا مندوحة لنا عنه.
(٢) إسناده قوي.
عبد الرحمن بن إسحاق: هو ابن عبد الله بن الحارث العامري ينحط عن رتبة الصحيح.
وأخرجه الحاكم في "المستدرك " ٤/ ٢٦٤ - ٢٦٥ من طريق يحيى بن محمد، عن مسدد، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن حبان في "صحيحه" (٥٩٦) من طريق محمد بن عبد الله بن بزيع، عن بشر بن المفضل، به.
وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (١١٤٩) من طريق سليمان بن بلال، عن العلاء، عن أبيه، عن أبي هريرة.
وأخرجه البغوي في "شرح السنة" (٣٣٣٩) من طريق يحيى بن عبيد الله، عن أبيه، عن أبي هريرة.
ويشهد له ما قبله وما بعده.
(٣)حديث حسن لغيره.
وهذا إسناد ضعيف، ابن حجير العدوي: مجهول، تفرد بالرواية عنه إسحاق بن سويد العدوي، ولم يوثقه أحد.
وأخرجه البزار (٢٠١٨ - كشف الأستار) عن محمد بن المثنى، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (١٦٥) من طريق عبد الله بن سنان، كلاهما عن عبد الله بن المبارك، بهذا الإسناد.
قال البزار: لا نعلم أسنده إلا جرير، ولا عنه إلا ابن المبارك، ورواه حماد بن زياد عن إسحاق بن سويد مرسلا.
وذكره الهيثمي في "المجمع " ٨/ ٦٢ عن البزار، وقال: رجاله رجال الصحيح غير عبد الله بن سنان، وهو ثقة.
كذا قال: ولعله التبس عليه ابن حجير هذا المستور، فظنه عبد الرحمن بن حجيرة الخولاني المصري الثقة الذي خرج له مسلم (ووقع في الإسناد عند البزار: ابن حجيرة بدل: ابن حجير في الإسناد).
وأخرجه الطحاوي (١٦٦) من طريق حجاج بن منهال، عن حماد بن سلمة، عن إسحاق بن سويد، عن يحيى بن يعمر، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -.
وهذا إسناد منقطع.
ويشهد له ما سلف قبله، وانظر ما بعده.

شرح حديث ( إياكم والجلوس بالطرقات فإن أبيتم فأعطوا الطريق حقه )

عون المعبود على شرح سنن أبي داود: أبي الطيب محمد شمس الحق العظيم آبادي

‏ ‏( إِيَّاكُمْ وَالْجُلُوس بِالطُّرُقَاتِ ) ‏ ‏: يَعْنِي اِحْذَرُوا عَنْ الْجُلُوس فِيهَا ‏ ‏( مَا بُدّ لَنَا مِنْ مَجَالِسنَا ) ‏ ‏: الْبُدّ بِضَمِّ الْمُوَحَّدَة وَتَشْدِيد الدَّال بِمَعْنَى الْفُرْقَة أَيْ مَا لَنَا فِرَاق مِنْهَا.
وَالْمَعْنَى أَنَّ الضَّرُورَة قَدْ تُلْجِئنَا إِلَى ذَلِكَ فَلَا مَنْدُوحَة لَنَا عَنْهُ ‏ ‏( نَتَحَدَّث فِيهَا ) ‏ ‏: أَيْ يُحَدِّثُ بَعْضنَا بَعْضًا ‏ ‏( إِنْ أَبَيْتُمْ ) ‏ ‏: أَيْ اِمْتَنَعْتُمْ عَنْ تَرْك الْجُلُوس بِالطَّرِيقِ ‏ ‏( غَضُّ الْبَصَر ) ‏ ‏: أَيْ كَفّه عَنْ النَّظَر إِلَى الْمُحَرَّم ‏ ‏( وَكَفُّ الْأَذَى ) ‏ ‏: أَيْ الِامْتِنَاع عَمَّا يُؤْذِي الْمَارِّينَ.
قَالَ الْمُنْذِرِيُّ : وَأَخْرَجَهُ الْبُخَارِيّ وَمُسْلِم.
‏ ‏( فِي هَذِهِ الْقِصَّة ) ‏ ‏: أَيْ الْمَذْكُورَة فِي الْحَدِيث السَّابِق ‏ ‏( قَالَ ) ‏ ‏: أَيْ أَبُو هُرَيْرَة مَرْفُوعًا زِيَادَة عَلَى مَرْوِيّ أَبِي سَعِيد ‏ ‏( وَإِرْشَاد السَّبِيل ) ‏ ‏: بِالرَّفْعِ عَطْفًا عَلَى قَوْله وَالنَّهْي عَنْ الْمُنْكَر.
‏ ‏( عَنْ اِبْن حُجَيْر ) ‏ ‏: بِضَمِّ الْحَاء الْمُهْمَلَة وَفَتْح الْجِيم وَسُكُون التَّحْتِيَّة ‏ ‏( فِي هَذِهِ الْقِصَّة قَالَ ) ‏ ‏: أَيْ عُمَر مَرْفُوعًا زِيَادَة عَلَى الْخُدْرِيِّ , وَهُوَ الظَّاهِر الْمُتَبَادِر أَوْ عَلَى أَبِي هُرَيْرَة أَيْضًا.
قَالَهُ الْقَارِي ‏ ‏( وَتُغِيثُوا الْمَلْهُوف ) ‏ ‏: مِنْ الْإِغَاثَة بِالْغَيْنِ الْمُعْجَمَة وَالثَّاء الْمُثَلَّثَة بِمَعْنَى الْإِعَانَة.
وَالْمَلْهُوف الْمَظْلُوم الْمُضْطَرّ يَسْتَغِيث وَيَتَحَسَّر وَحَذَفَ النُّون بِتَقْدِيرِ أَنْ لِأَنَّهُ عَطْف عَلَى الْمَصْدَر ‏ ‏( وَتُهْدُوا الضَّالّ ) ‏ ‏: بِفَتْحِ التَّاء أَيْ تُرْشِدُوهُ إِلَى الطَّرِيق , وَإِرْشَاد السَّبِيل أَعَمُّ مِنْ هِدَايَة الضَّالّ.
‏ ‏قَالَ الْمُنْذِرِيُّ : اِبْن حُجَيْر الْعَدَوِيُّ مَجْهُول.
وَيُقَال فِيهِ اِبْن حُجَيْرَة وَهُوَ بِضَمِّ الْحَاء الْمُهْمَلَة وَفَتْح الْجِيم وَتَكُون الْيَاء آخِر الْحُرُوف وَبَعْدهَا رَاء مُهْمَلَة مَفْتُوحَة وَتَاء تَأْنِيث.
‏ ‏وَقَالَ الْبَزَّار : هَذَا الْحَدِيث لَا يُعْلَم مَنْ أَسْنَدَهُ إِلَّا جَرِير بْن حَازِم عَنْ إِسْحَاق بْن سُوَيْدٍ وَلَا رَوَاهُ عَنْ جَرِير مُسْنَدًا إِلَّا اِبْن الْمُبَارَك.
وَرَوَى هَذَا الْحَدِيث حَمَّاد بْن زَيْد عَنْ إِسْحَاق بْن سُوَيْدٍ مُرْسَلًا.


حديث إياكم والجلوس بالطرقات قالوا يا رسول الله ما بد لنا من مجالسنا نتحدث فيها فقال

الحديث بالسند الكامل مع التشكيل

‏ ‏حَدَّثَنَا ‏ ‏عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ ‏ ‏حَدَّثَنَا ‏ ‏عَبْدُ الْعَزِيزِ يَعْنِي ابْنَ مُحَمَّدٍ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏زَيْدٍ يَعْنِي ابْنَ أَسْلَمَ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ ‏ ‏أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏قَالَ ‏ ‏إِيَّاكُمْ وَالْجُلُوسَ بِالطُّرُقَاتِ ‏ ‏قَالُوا ‏ ‏يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا بُدَّ لَنَا مِنْ مَجَالِسِنَا نَتَحَدَّثُ فِيهَا فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ‏ ‏إِنْ أَبَيْتُمْ فَأَعْطُوا الطَّرِيقَ حَقَّهُ قَالُوا وَمَا حَقُّ الطَّرِيقِ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ غَضُّ الْبَصَرِ وَكَفُّ الْأَذَى وَرَدُّ السَّلَامِ وَالْأَمْرُ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْيُ عَنْ الْمُنْكَرِ ‏ ‏حَدَّثَنَا ‏ ‏مُسَدَّدٌ ‏ ‏حَدَّثَنَا ‏ ‏بِشْرٌ يَعْنِي ابْنَ الْمُفَضَّلِ ‏ ‏حَدَّثَنَا ‏ ‏عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِسْحَقَ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏أَبِي هُرَيْرَةَ ‏ ‏عَنْ النَّبِيِّ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏فِي هَذِهِ الْقِصَّةِ قَالَ ‏ ‏وَإِرْشَادُ السَّبِيلِ ‏ ‏حَدَّثَنَا ‏ ‏الْحَسَنُ بْنُ عِيسَى النَّيْسَابُورِيُّ ‏ ‏أَخْبَرَنَا ‏ ‏ابْنُ الْمُبَارَكِ ‏ ‏أَخْبَرَنَا ‏ ‏جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏إِسْحَقَ بْنِ سُوَيْدٍ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏ابْنِ حُجَيْرٍ الْعَدَوِيِّ ‏ ‏قَالَ سَمِعْتُ ‏ ‏عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ ‏ ‏عَنْ النَّبِيِّ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏فِي هَذِهِ الْقِصَّةِ قَالَ ‏ ‏وَتُغِيثُوا ‏ ‏الْمَلْهُوفَ ‏ ‏وَتَهْدُوا الضَّالَّ ‏

كتب الحديث النبوي الشريف

المزيد من أحاديث سنن أبي داود

اجلسي في أي نواحي السكك شئت حتى أجلس إليك

عن أنس، قال: جاءت امرأة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالت: يا رسول الله إن لي إليك حاجة فقال لها: «يا أم فلان اجلسي في أي نواحي السكك شئت حتى أج...

خير المجالس أوسعها

عن أبي سعيد الخدري، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول: «خير المجالس أوسعها» قال أبو داود: «هو عبد الرحمن بن عمرو بن أبي عمرة الأنصاري»

إذا كان أحدكم في الشمس و صار بعضه في الشمس وبعضه ف...

عن محمد بن المنكدر، قال: حدثني من سمع أبا هريرة، يقول: قال أبو القاسم صلى الله عليه وسلم: «إذا كان أحدكم في الشمس»، وقال مخلد: «في الفيء فقلص عنه الظ...

قام في الشمس فأمر به فحول إلى الظل

عن إسماعيل، قال: حدثني قيس، عن أبيه، أنه جاء ورسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب، فقام في الشمس، «فأمر به فحول إلى الظل»

دخل المسجد وهم حلق فقال مالي أراكم عزين

عن جابر بن سمرة، قال: دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم المسجد وهم حلق فقال: «مالي أراكم عزين» (1) 4824- عن الأعمش بهذا قال: كأنه يحب الجماعة.<b...

كنا إذا أتينا النبي ﷺ جلس أحدنا حيث ينتهي

عن جابر بن سمرة، قال: «كنا إذا أتينا النبي صلى الله عليه وسلم، جلس أحدنا حيث ينتهي»

لعن من جلس وسط الحلقة

عن حذيفة: " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم: لعن من جلس وسط الحلقة "

نهى عن الرجل يقوم للرجل من مجلسه

عن سعيد بن أبي الحسن، قال: جاءنا أبو بكرة في شهادة فقام له رجل من مجلسه فأبى أن يجلس فيه وقال إن النبي صلى الله عليه وسلم: «نهى عن ذا، ونهى النبي صلى...

قام له رجل من مجلسه فذهب ليجلس فيه فنهاه عن ذلك

عن ابن عمر، قال: «جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقام له رجل من مجلسه، فذهب ليجلس فيه فنهاه رسول الله صلى الله عليه وسلم»، قال أبو داود: "...