1337- عن عبد الرحمن بن السائب، قال: قدم علينا سعد بن أبي وقاص، وقد كف بصره، فسلمت عليه، فقال: من أنت؟ فأخبرته، فقال: مرحبا بابن أخي، بلغني أنك حسن الصوت بالقرآن، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إن هذا القرآن نزل بحزن، فإذا قرأتموه فابكوا، فإن لم تبكوا فتباكوا، وتغنوا به فمن لم يتغن به فليس منا»
إسناده ضعيف لضعف أبي رافع: واسمه إسماعيل بن رافع بن عويمر الأنصاري.
ابن أبي مليكة: هو عبد الله بن عبيد الله.
وأخرجه أبو يعلى (٦٨٩)، والآجري في "أخلاق أهل القرآن" (٨٥)، والبيهقي ١٠/ ٢٣١ من طريق أبي رافع، بهذا الإسناد.
وأخرجه مختصرا أبو داود (١٤٦٩) و (١٤٧٠) من طريقين عن ابن أبي مليكة، عن عبد الله -أو عبيد الله- بن أبي نهيك، عن سعد بن أبي وقاص رفعه: "ليس منا من لم يتغن بالقرآن"، وهو في "مسند أحمد" (١٤٧٦)، و"صحيح ابن حبان" (١٢٠).
وابن أبي نهيك لم يرو عنه غير ابن أبي مليكة، لكن وثقه النسائي والعجلي، وذكره ابن حبان في "الثقات".
ولهذه القطعة من الحديث شاهد من حديث أبي هريرة عند البخاري (٧٥٢٧).
وسيأتي برقم (٤١٩٦) مختصرا بقصة التباكي عند القراءة.
والتغني بالقرآن، قال الخطابي في "معالم السنن": هذا يتأول على وجوه: أحدها: تحسين الصوت، والوجه الثاني: الاستغناء بالقرآن عن غيره، وإليه ذهب سفيان بن عيينة، ويقال: تغنى الرجل، بمعنى استغنى، قال الأعشى:
وكنت امرأ زمنا بالعراق .
عفيف المناخ طويل التغن
أي: الاستغناء.
وفيه وجه ثالث، قاله ابن الأعرابي صاحبنا، أخبرني إبراهيم بن فارس قال: سألت ابن الأعرابي عن هذا، فقال: إن العرب كانت تتغنى بالركبان إذا ركبت الإبل، وإذا جلست في الأفنية، وعلى أكثر أحوالها، فلما نزل القرآن أحب النبي - صلى الله عليه وسلم - أن يكون القرآن هجيراهم مكان التغني بالركبان.
وقال الحافظ في "الفتح" ٩/ ٧٢: والذي يتحصل من الأدلة أن حسن الصوت بالقرآن مطلوب، فإن لم يكن حسنا فليحسنه ما استطاع كما قال ابن أبي مليكة أحد رواة الحديث، وقد أخرج ذلك عنه أبو داود بإسناد صحيح.
ومن جملة تحسينه أن يراعي فيه قوانين النغم، فإن الحسن الصوت يزداد حسنا بذلك، وإن خرج عنها أثر ذلك في حسنه، وغير الحسن ربما انجبر بمراعاتها ما لم يخرج عن شرط الأداء المعتبر عند أهل القرآن، فإن خرج عنها لم يف تحسين الصوت بقبح الأداء.
حاشية السندي على سنن ابن ماجه: أبو الحسن، محمد بن عبد الهادي نور الدين السندي (المتوفى: 1138هـ)
قَوْله ( وَقَدْ كُفَّ بَصَره ) عَلَى بِنَاء الْمَفْعُول أَيْ عَنْ الْإِبْصَار أَيْ قَدْ عُمِيَ قَوْله ( بِحَزَنٍ ) فَتْحَتَيْنِ أَوْ بِضَمٍّ فَسُكُون أَيْ نَزَلَ مَصْحُوبًا بِمَا يَجْعَل الْقَلْب حَزِينًا وَالْعَيْن بَاكِيَة إِذَا تَأَمَّلَ الْقَارِئ فِيهِ وَتَدَبَّرَ قَوْله ( فَإِذَا قَرَأْتُمُوهُ فَابْكُوا ) أَيْ تَأَمَّلُوا فِيمَا فِيهِ وَابْكُوا عَلَى مُقْتَضَى ذَلِكَ ( فَتَبَاكَوْا ) بِفَتْحِ كَافٍ وَسُكُون وَاو أَصْلِيَّة لِالْتِقَاءِ السَّاكِنَيْنِ أَيْ تَكَلَّفُوا الْبُكَاء وَمِثْله قَوْله وَتَغَنَّوْا بِهِ قِيلَ الْمُرَاد بِالتَّغَنِّي بِهِ هُوَ تَحْسِين الصَّوْت وَتَزْيِينه وَالِاسْتِغْنَاء بِهِ مِنْ غَيْر اللَّه وَعَنْ سُؤَاله وَعَنْ سَائِر الْكُتُب وَإِكْثَار قِرَاءَته كَمَا تُكْثِر الْعَرَب التَّغَنِّي عِنْد الرُّكُوب عَلَى الْإِبِل وَعِنْد النُّزُول وَحَال الْمَشْي أَوْ رَفْع الصَّوْت بِهِ وَالْإِعْلَان أَوْ التَّحَزُّن بِهِ وَلَيْسَ التَّحَزُّن طِيب الصَّوْت بِأَنْوَاعِ النَّغَم وَلَكِنْ هُوَ أَنْ يَقْرَأ الْقُرْآن مُتَأَسِّفًا عَلَى مَا وَقَعَ مِنْ التَّقْصِير مُتَلَهِّفًا عَلَى مَا يُؤَمِّل مِنْ التَّوْقِير فَإِذَا تَأَلَّمَ الْقَلْب وَتَوَجَّعَ حُزْن الصَّوْت وَسَالَ الْعَيْن بِالدُّمُوعِ فَيَسْتَلِذّ الْقَارِئ وَيَقْرَب مِنْ الْخَلْق إِلَى جَنَاب الرَّبّ تَبَارَكَ وَتَعَالَى وَقِيلَ الْوَجْه تَفْسِير التَّغَنِّي بِهِ فِي الْحَدِيث بِالِاسْتِغْنَاءِ بِهِ لِأَنَّ قَوْله فَمَنْ لَمْ يَتَغَنَّ بِهِ فَلَيْسَ مِنَّا وَعِيد عَلَى تَرْك التَّغَنِّي وَلَوْ تَرَكَ سَائِر الْمَعَانِي أُجِيب بِأَنَّ الْمُرَاد بِقَوْلِهِ لَيْسَ مِنَّا أَيْ لَيْسَ مِنْ الَّذِينَ قِرَاءَتهمْ كَقِرَاءَةِ الْأَنْبِيَاء فَهُوَ بَيَان أَنَّهُ مَحْرُوم مِنْ هَذَا الْفَضْل وَلَيْسَ هُوَ مِنْ بَاب الْوَعِيد ا ه وَفِي الزَّوَائِد فِي إِسْنَاده أَبُو رَافِع اِسْمه إِسْمَاعِيل بْن رَافِع ضَعِيف مَتْرُوك
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ بَشِيرِ بْنِ ذَكْوَانَ الدِّمَشْقِيُّ حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ حَدَّثَنَا أَبُو رَافِعٍ عَنْ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ السَّائِبِ قَالَ قَدِمَ عَلَيْنَا سَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ وَقَدْ كُفَّ بَصَرُهُ فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ فَقَالَ مَنْ أَنْتَ فَأَخْبَرْتُهُ فَقَالَ مَرْحَبًا بِابْنِ أَخِي بَلَغَنِي أَنَّكَ حَسَنُ الصَّوْتِ بِالْقُرْآنِ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ نَزَلَ بِحُزْنٍ فَإِذَا قَرَأْتُمُوهُ فَابْكُوا فَإِنْ لَمْ تَبْكُوا فَتَبَاكَوْا وَتَغَنَّوْا بِهِ فَمَنْ لَمْ يَتَغَنَّ بِهِ فَلَيْسَ مِنَّا
عن عائشة، زوج النبي صلى الله عليه وسلم، قالت: أبطأت على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة بعد العشاء، ثم جئت فقال: «أين كنت؟» قلت: كنت أستمع قراء...
عن جابر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن من أحسن الناس صوتا بالقرآن، الذي إذا سمعتموه يقرأ، حسبتموه يخشى الله»
عن فضالة بن عبيد، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لله أشد أذنا إلى الرجل الحسن الصوت بالقرآن يجهر به، من صاحب القينة إلى قينته»
عن أبي هريرة، قال: دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم المسجد فسمع قراءة رجل فقال: «من هذا؟» فقيل: عبد الله بن قيس، فقال: «لقد أوتي هذا من مزامير آل داود...
عن البراء بن عازب، يحدث قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «زينوا القرآن بأصواتكم»
مر بن الخطاب، يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من نام عن حزبه، أو عن شيء منه، فقرأه فيما بين صلاة الفجر وصلاة الظهر، كتب له كأنما قرأه من اللي...
عن أبي الدرداء، يبلغ به النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من أتى فراشه، وهو ينوي أن يقوم فيصلي من الليل، فغلبته عينه حتى يصبح، كتب له ما نوى، وكان نومه ص...
عن أوس بن حذيفة، قال: قدمنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم في وفد ثقيف، فنزلوا الأحلاف على المغيرة بن شعبة، وأنزل رسول الله صلى الله عليه وسلم بني...
عن عبد الله بن عمرو، قال: جمعت القرآن فقرأته كله في ليلة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إني أخشى أن يطول عليك الزمان، وأن تمل، فاقرأه في شهر» .<...