5018- عن عبادة بن الصامت، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: «رؤيا المؤمن جزء، من ستة وأربعين جزءا من النبوة»
إسناده صحيح.
وأخرجه البخاري (٦٩٨٧)، ومسلم (٢٢٦٤)، والترمذي (٢٤٢٤)، والنسائي في "الكبرى" (٧٥٧٨) من طرق عن شعبة، بهذا الإسناد.
وهو في "مسند أحمد" (١٢٩٣٠) و (٢٢٦٩٧).
قال البغوي في "شرح السنة" ١٢/ ٢٠٣ - ٢٠٤: قوله: "جزء من النبوة": أراد تحقيق أمر الرؤيا وتأكيده، وإنما كانت جزءا من النبوة في حق الأنبياء دون غيرهم، قال عيد بن عمير: رؤيا الأنبياء وحي.
وقرأ: {إني أرى في المنام أني أذبحك فانظر ماذا ترى قال يا أبت افعل ما تؤمر} [الصافات: ١٠٢].
وقيل: معناه: أنها جزء من أجزاء علم النبوات، وعلم النبوة باق، والنبوة غير باقية، أو أراد به أنه كالنبوة في الحكم بالصحة، كما قال عليه الصلاة والسلام: "الهدي الصالح والسمت الصالح والاقتصاد جزء من خمسة وعشرين جزءا من النبوة" أي: هذه الخصال في الحسن والاستحباب كجزء من أجزاء فضائلهم، فاقتدوا فيها بهم، لا أنها حقيقة نبوة، لأن النبوة لا تتجزأ، ولا نبوة بعد الرسول - صلى الله عليه وسلم -.
عون المعبود على شرح سنن أبي داود: أبي الطيب محمد شمس الحق العظيم آبادي
( رُؤْيَا الْمُؤْمِن جُزْء مِنْ سِتَّة وَأَرْبَعِينَ جُزْءًا مِنْ النُّبُوَّة ) : يَعْنِي مِنْ أَجْزَاء عِلْم النُّبُوَّة مِنْ حَيْثُ إنَّ فِيهَا إِخْبَارًا عَنْ الْغَيْب , وَالنُّبُوَّة غَيْر بَاقِيَة لَكِنْ عِلْمهَا بَاقٍ وَقِيلَ مَعْنَاهُ تَعْبِير الرُّؤْيَا كَمَا أُوتِيَ ذَلِكَ يُوسُف عَلَيْهِ السَّلَام.
وَاعْلَمْ أَنَّ رِوَايَات الْعَدَد مُخْتَلِفَة فِي صَحِيح مُسْلِم وَالْمَشْهُور مِنْهَا مِنْ سِتَّة وَأَرْبَعِينَ وَفِي رِوَايَة خَمْسَة وَأَرْبَعِينَ , وَفِي رِوَايَة مِنْ سَبْعِينَ , وَكَذَا فِي غَيْر مُسْلِم مُخْتَلِفَة فِي رِوَايَة الْعَبَّاس مِنْ خَمْسِينَ , وَفِي رِوَايَة عُبَادَةَ أَرْبَعَة وَأَرْبَعِينَ , وَفِي رِوَايَة اِبْن عَبَّاس مِنْ أَرْبَعِينَ جُزْء وَفِي رِوَايَة لَهُ مِنْ تِسْعَة وَأَرْبَعِينَ وَفِي رِوَايَة اِبْن عُمَر مِنْ سِتَّة وَعِشْرِينَ قَالَ الطَّبَرِيُّ هَذَا الِاخْتِلَاف رَاجِع إِلَى اِخْتِلَاف حَال الرَّائِي فَرُؤْيَا النَّاس تَكُون مِنْ سَبْعِينَ وَرُؤْيَا الصَّالِح تَكُون مِنْ سِتَّة وَأَرْبَعِينَ وَهَكَذَا تَتَفَاوَت عَلَى مَرَاتِب الصَّلَاح كَذَا فِي شَرْح مُسْلِم وَالْمَبَارِق شَرْح الْمَشَارِق.
وَفِي مِرْقَاة الصُّعُود قَالَ الْخَطَّابِيُّ : مَعْنَى هَذَا الْكَلَام تَحْقِيق أَمْر الرُّؤْيَا وَتَأْكِيده وَقَالَ بَعْضهمْ مَعْنَاهُ أَنَّ الرُّؤْيَا تَجِيء عَلَى مُوَافَقَة النُّبُوَّة لِأَنَّهَا جُزْء بَاقٍ مِنْ النُّبُوَّة.
وَقَالَ آخَر مَعْنَاهُ أَنَّهَا جُزْء مِنْ أَجْزَاء عِلْم النُّبُوَّة وَعِلْم النُّبُوَّة بَاقٍ وَالنُّبُوَّة غَيْر بَاقِيَة بَعْد رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَهَبَتْ النُّبُوَّة وَبَقِيَتْ الْمُبَشِّرَات الرُّؤْيَا الصَّالِحَة اِنْتَهَى.
وَقَالَ الْإِمَام اِبْن الْأَثِير فِي النِّهَايَة : الرُّؤْيَا الصَّالِحَة جُزْء مِنْ سِتَّة وَأَرْبَعِينَ جُزْء مِنْ النُّبُوَّة وَإِنَّمَا خُصَّ هَذَا الْعَدَد لِأَنَّ عُمْر النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي أَكْثَر الرِّوَايَات الصَّحِيحَة كَانَ ثَلَاثًا وَسِتِّينَ سَنَة , وَكَانَتْ مُدَّة نُبُوَّته مِنْهَا ثَلَاثًا وَعِشْرِينَ سَنَة , لِأَنَّهُ بُعِثَ عِنْد اِسْتِيفَاء الْأَرْبَعِينَ , وَكَانَ فِي أَوَّل الْأَمْر يَرَى الْوَحْي فِي الْمَنَام وَدَامَ ذَلِكَ نِصْف سَنَة ثُمَّ رَأَى الْمَلَك فِي الْيَقِظَة فَإِذَا نُسِبَتْ مُدَّة الْوَحْي فِي النَّوْم وَهِيَ نِصْف سَنَة إِلَى مُدَّة نُبُوَّته وَهِيَ ثَلَاث وَعِشْرُونَ سَنَة كَانَتْ نِصْف جُزْء مِنْ ثَلَاثَة وَعِشْرِينَ جُزْء وَذَلِكَ جُزْء وَاحِد مِنْ سِتَّة وَأَرْبَعِينَ جُزْء وَقَدْ تَعَاضَدَتْ الرِّوَايَات فِي أَحَادِيث الرُّؤْيَا بِهَذَا الْعَدَد وَجَاءَ فِي بَعْضهَا جُزْء مِنْ خَمْسَة وَأَرْبَعِينَ جُزْء , وَوَجْه ذَلِكَ أَنَّ عُمْره صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمْ يَكُنْ قَدْ اِسْتَكْمَلَ ثَلَاثًا وَسِتِّينَ وَمَاتَ فِي أَثْنَاء السَّنَة الثَّالِثَة وَالسِّتِّينَ وَنِسْبَة نِصْف السَّنَة إِلَى اِثْنَتَيْنِ وَعِشْرِينَ سَنَة وَبَعْض الْأُخْرَى نِسْبَة جُزْء مِنْ خَمْسَة وَأَرْبَعِينَ جُزْءًا , وَفِي بَعْض الرِّوَايَات جُزْء مِنْ أَرْبَعِينَ وَيَكُون مَحْمُولًا عَلَى مَنْ رَوَى أَنَّ عُمْره كَانَ سِتِّينَ سَنَة فَيَكُون نِسْبَة نِصْف سَنَة إِلَى عِشْرِينَ سَنَة كَنِسْبَةِ جُزْء إِلَى أَرْبَعِينَ , وَمِنْهُ الْحَدِيث " الْهَدْيُ الصَّالِح جُزْء مِنْ خَمْسَة وَعِشْرِينَ جُزْءًا مِنْ النُّبُوَّة ".
أَيْ إِنَّ هَذِهِ الْخِلَال مِنْ شَمَائِل الْأَنْبِيَاء وَمِنْ جُمْلَة الْخِصَال الْمَعْدُودَة مِنْ خِصَالهمْ وَأَنَّهَا جُزْء مَعْلُوم مِنْ أَجْزَاء أَفْعَالهمْ فَاقْتَدُوا بِهِمْ فِيهَا , وَلَيْسَ الْمَعْنَى أَنَّ النُّبُوَّة تَتَجَزَّأ وَلَا أَنَّ مَنْ جَمَعَ هَذِهِ الْخِلَال كَانَ فِيهِ جُزْء مِنْ النُّبُوَّة وَيَجُوز أَنْ يَكُون أَرَادَ بِالنُّبُوَّةِ هَا هُنَا مَا جَاءَتْ بِهِ النُّبُوَّة وَدَعَتْ إِلَيْهِ مِنْ الْخَيْرَات أَيْ أَنَّ هَذِهِ الْخِلَال جُزْء مِنْ خَمْسَة وَعِشْرِينَ مِمَّا جَاءَتْ بِهِ النُّبُوَّة وَدَعَا إِلَيْهِ الْأَنْبِيَاء اِنْتَهَى.
قَالَ الْمُنْذِرِيُّ : وَأَخْرَجَهُ الْبُخَارِيّ وَمُسْلِم وَالتِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيُّ.
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَنَسٍ عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ رُؤْيَا الْمُؤْمِنِ جُزْءٌ مِنْ سِتَّةٍ وَأَرْبَعِينَ جُزْءًا مِنْ النُّبُوَّةِ
عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: " إذا اقترب الزمان لم تكد رؤيا المؤمن أن تكذب، وأصدقهم رؤيا أصدقهم حديثا، والرؤيا ثلاث: فالرؤيا الصالح...
عن أبي رزين، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الرؤيا على رجل طائر، ما لم تعبر فإذا عبرت وقعت» قال: وأحسبه قال: «ولا تقصها إلا على واد، أو ذي رأ...
عن أبي قتادة، يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول: «الرؤيا من الله، والحلم من الشيطان، فإذا رأى أحدكم شيئا يكرهه فلينفث عن يساره ثلاث مرات،...
عن جابر، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: «إذا رأى أحدكم الرؤيا يكرهها فليبصق عن يساره، وليتعوذ بالله من الشيطان ثلاثا، ويتحول عن جنبه الذي كا...
عن أبي هريرة، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول: «من رآني في المنام، فسيراني في اليقظة، أو لكأنما رآني في اليقظة، ولا يتمثل الشيطان بي»
عن ابن عباس، أن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: «من صور صورة عذبه الله بها يوم القيامة، حتى ينفخ فيها، وليس بنافخ، ومن تحلم كلف أن يعقد شعيرة، ومن استم...
عن أنس بن مالك، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: «رأيت الليلة كأنا في دار عقبة بن رافع، وأتينا برطب من رطب ابن طاب فأولت أن الرفعة لنا في الدنيا...
عن ابن أبى سعيد الخدري، عن أبيه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا تثاءب أحدكم فليمسك على فيه، فإن الشيطان يدخل» (1) 5027- عن سه...
عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الله يحب العطاس، ويكره التثاؤب، فإذا تثاءب أحدكم فليرده ما استطاع، ولا يقل هاه هاه، فإنما ذلك...