حديث الرسول ﷺ English الإجازة تواصل معنا
الحديث النبوي

أنا وامرأة سفعاء الخدين كهاتين يوم القيامة أي الوسطى والسبابة - سنن أبي داود

سنن أبي داود | أبواب النوم  باب في فضل من عال يتيما (حديث رقم: 5149 )


5149- عن عوف بن مالك الأشجعي، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أنا وامرأة سفعاء الخدين كهاتين يوم القيامة» وأومأ يزيد بالوسطى والسبابة «امرأة آمت من زوجها ذات منصب، وجمال، حبست نفسها على يتاماها حتى بانوا أو ماتوا»

أخرجه أبو داوود


حسن لغيره إن شاء الله، وهذا إسناد ضعيف لضعف النهاس بن قهم، ولانقطاعه بين شداد أبي عمار وعوف بن مالك.
مسدد: هو ابن مسرهد الأسدي.
وأخرجه أحمد في "مسنده" (٢٤٠٠٦) و (٢٤٠٥٨)، وابن أبي الدنيا في "العيال" (٨٦)، والطبراني في "الكبير" ١٨/ (١٠٣)، والبيهقي في "شعب الإيمان " (٨٣١٢) و (٨٣١٣) من طرق عن النهاس بن قهم، بهذا الإسناد.
وأخرجه عبد الرزاق (٢٠٥٩١) عن معمر، عن قتادة، قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فذكره.
وهو مرسل رجاله ثقات.
وفي الباب عن أبي هريرة عند أبي يعلى (٦٦٥١)، وسنده حسن في المتابعات والشواهد.
ويشهد لكافل اليتيم حديث أبي هريرة عند أحمد في "مسنده" (٨٨٨١)، ومسلم (٢٩٨٣).
وآخر من حديث سهل بن سعد سيأتي بعده.
السفعاء: هي التي تغير لونها إلى الكمودة والسواد من طول الإيمة وترك التزين، يريد بذلك أن هذه المرأة قد حبست نفسها على أولادها, ولم تتزوج فتحتاج إلى الزينة والتصنع للزوج.
وقوله: "بانوا": البين: البعد والانفصال، أراد: حتى تفرقوا.

شرح حديث (أنا وامرأة سفعاء الخدين كهاتين يوم القيامة أي الوسطى والسبابة)

عون المعبود على شرح سنن أبي داود: أبي الطيب محمد شمس الحق العظيم آبادي

‏ ‏( أَخْبَرَنَا النَّهَّاس ) ‏ ‏: بِفَتْحِ النُّون وَتَشْدِيد الْهَاء ثُمَّ مُهْمَلَة ‏ ‏( اِبْن قَهْمٍ ) ‏ ‏: بِفَتْحِ الْقَاف وَسُكُون الْهَاء ‏ ‏( أَنَا وَامْرَأَة سَفْعَاء الْخَدَّيْنِ ) ‏ ‏: أَيْ مُتَغَيِّرَة لَوْن الْخَدَّيْنِ لِمَا يُكَابِدهَا مِنْ الْمَشَقَّة وَالضَّنْك.
قَالَ الْخَطَّابِيُّ : السَّفْعَاء هِيَ الَّتِي تَغَيَّرَ لَوْنهَا إِلَى الْكُمُودَة وَالسَّوَاد مِنْ طُول الْأَيْمَة كَأَنَّهُ مَأْخُوذ مِنْ سَفْع النَّار وَهُوَ أَنْ يُصِيب لَفْحهَا سَيِّئًا فَيَسْوَدّ مَكَانه , يُرِيد بِذَلِكَ عَلَيْهِ السَّلَام أَنَّ هَذِهِ الْمَرْأَة قَدْ حَبَسَتْ نَفْسهَا عَلَى أَوْلَادهَا وَلَمْ تَتَزَوَّج فَتَحْتَاج إِلَى أَنْ تَتَزَيَّن وَتَصْنَع نَفْسهَا لِزَوْجِهَا اِنْتَهَى.
‏ ‏وَقَالَ الشَّيْخ عَبْد الْحَقّ الدَّهْلَوِيُّ : السَّفْعَة بِضَمِّ الْمُهْمَلَة نَوْع مِنْ السَّوَاد لَيْسَ بِالْكَثِيرِ , وَقِيلَ هُوَ سَوَاد مَعَ لَوْن آخَر.
وَفِي الصِّحَاح سَوَاد مُشْرَب بِالْحُمْرَةِ أَرَادَ أَنَّهَا بَذَلَتْ نَفْسهَا لِأَوْلَادِهَا وَتَرَكَتْ الزِّينَة وَالتَّرَفُّه حَتَّى تَغَيَّرَ لَوْنهَا مِنْ الْمَشَقَّة إِقَامَة عَلَى وَلَدهَا بَعْد وَفَاة زَوْجهَا , وَلَمْ يُرِدْ أَنَّهَا كَانَتْ مِنْ أَهْل الْخِلْقَة كَذَلِكَ لِقَوْلِهِ ذَات مَنْصِب وَجَمَال ‏ ‏( كَهَاتَيْنِ ) ‏ ‏: أَيْ مِنْ الْأُصْبُعَيْنِ فَإِنْ قُلْت دَرَجَات الْأَنْبِيَاء أَعْلَى مِنْ دَرَجَات سَائِر الْخَلْق لَا سِيَّمَا دَرَجَة نَبِيّنَا صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا يَنَالهَا أَحَد , قُلْت : الْغَرَض مِنْهُ الْمُبَالَغَة فِي رَفْع دَرَجَته فِي الْجَنَّة وَإِنَّمَا فَرَّقَ بَيْن الْأُصْبُعَيْنِ إِشَارَة إِلَى التَّفَاوُت بَيْن دَرَجَة الْأَنْبِيَاء عَلَيْهِمْ السَّلَام وَآحَاد الْأُمَّة قَالَهُ السُّيُوطِيُّ فِي مِرْقَاة الصُّعُود قُلْت : وَفِي رِوَايَة لِلْبُخَارِيِّ وَفَرَّجَ بَيْنهمَا كَمَا سَيَجِيءُ ‏ ‏( وَأَوْمَأَ يَزِيد ) ‏ ‏: هُوَ اِبْن زُرَيْعٍ أَيْ أَشَارَ بَيَانًا لِهَاتَيْنِ ‏ ‏( اِمْرَأَة ) ‏ ‏: عَطْف بَيَان لِامْرَأَةٍ سَعْفَاء الْخَدَّيْنِ أَوْ بَدَل مِنْهَا أَوْ خَبَر مُبْتَدَأ مَحْذُوف أَيْ هَذِهِ اِمْرَأَة ‏ ‏( آمَتْ مِنْ زَوْجهَا ) ‏ ‏: بِمَدِّ الْهَمْزَة وَتَخْفِيف الْمِيم أَيْ صَارَتْ أَيِّمًا لَا زَوْج لَهَا ‏ ‏( ذَات مَنْصِب ) ‏ ‏: بِكَسْرِ الصَّاد أَيْ صَاحِبَة نَسَب أَوْ حَسَب قَالَهُ الْقَارِي ‏ ‏( وَجَمَال ) ‏ ‏: أَيْ كَمَالِ صُورَة وَسِيرَة وَهِيَ صِفَة لِامْرَأَةٍ وَأُرِيدَ بِهَا كَمَال الثَّوَاب وَلَيْسَتْ لِلِاحْتِرَازِ.
‏ ‏وَالْمَعْنَى أَنَّهَا مَعَ هَذِهِ الصِّفَة الْمَرْغُوبَة الْمَطْلُوبَة لِكُلِّ أَحَد ‏ ‏( حَبَسَتْ نَفْسهَا ) ‏ ‏: فَالْجُمْلَة اِسْتِئْنَاف أَوْ صِفَة أُخْرَى أَوْ حَال بِتَقْدِيرِ قَدْ أَوْ بِدُونِهِ أَيْ مَنَعَتْهَا عَنْ الزَّوَاج صَابِرَة أَوْ شَفَقَة ‏ ‏( عَلَى يَتَامَاهَا ) ‏ ‏: وَقَالَ شَارِح أَيْ اِشْتَغَلَتْ بِخِدْمَةِ الْأَوْلَاد وَعَمِلَتْ لَهُمْ فَكَأَنَّهَا حَبَسَتْ نَفْسهَا أَيْ وَقَعَتْ عَلَيْهِمْ قَالَهُ الْقَارِي.
‏ ‏وَقَالَ الْحَافِظ بْن الْأَثِير فِي النِّهَايَة الْيُتْم فِي النَّاس فَقْد الصَّبِيّ أَبَاهُ قَبْل الْبُلُوغ وَفِي الدَّوَابّ فَقْد الْأُمّ وَأَصْل الْيُتْم بِالضَّمِّ وَالْفَتْح الِانْفِرَادِيّ اِنْتَهَى.
‏ ‏وَفِي التَّعْرِيفَات لِلسَّيِّدِ : هُوَ الْمُنْفَرِد عَنْ الْأَب لِأَنَّ نَفَقَته عَلَيْهِ لَا عَلَى الْأُمّ , وَفِي الْبَهَائِم الْيُتْم هُوَ الْمُنْفَرِد عَنْ الْأُمّ لِأَنَّ اللَّبَن وَالْأَطْعِمَة مِنْهَا اِنْتَهَى.
وَفِي الْمِصْبَاح الْيُتْم فِي النَّاس مِنْ قِبَل الْأَب فَيُقَال صَغِير يَتِيم وَالْجَمْع أَيْتَام وَيَتَامَى وَفِي غَيْر النَّاس مِنْ قِبَل الْأُمّ , فَإِنْ مَاتَ الْأَبَوَانِ فَالصَّغِير لَطِيم , وَإِنْ مَاتَتْ أُمّه فَقَطْ فَهُوَ عَجِيّ اِنْتَهَى.
‏ ‏( حَتَّى بَانُوا ) ‏ ‏: أَيْ إِلَى أَنْ كَبِرُوا وَحَصَلَتْ لَهُمْ الْإِبَانَة أَوْ وَصَلُوا إِلَى مَرْتَبَة كَمَالِهِمْ , فَإِنَّ الْبَيْن مِنْ الْأَضْدَاد بِمَعْنَى الْفَصْل وَالْوَصْل.
‏ ‏وَقَالَ شَارِح أَيْ حَتَّى فَضَلُوا وَزَادُوا قُوَّة وَعَقْلًا وَاسْتَقَلُّوا بِأَمْرِهِمْ مِنْ الْبَوْن وَهُوَ الْفَضْل وَالْمَزِيَّة كَذَا قَالَ الْقَارِي وَقَالَ فِي النِّهَايَة فِي مَادَّة بَيْن مَنْ عَالَ ثَلَاث بَنَات حَتَّى يَبِنَّ أَوْ يَمُتْنَ يَبِنَّ بِفَتْحِ الْيَاء أَيْ يَتَزَوَّجْنَ يُقَال أَبَانَ فُلَان بِنْته وَبَيَّنَهَا إِذَا زَوَّجَهَا , وَبَانَتْ هِيَ إِذَا تَزَوَّجَتْ وَكَأَنَّهُ مِنْ الْبَيْن الْبُعْد أَيْ بَعُدَتْ عَنْ بَيْت أَبِيهَا اِنْتَهَى ‏ ‏( أَوْ مَاتُوا ) ‏ ‏: أَيْ أَوْ مَاتَتْ , فَأَوْ لِلتَّنْوِيعِ كَذَا فِي الْمِرْقَاة.
وَقَالَ الطِّيبِيُّ التَّنْكِير فِي اِمْرَأَة لِلتَّعْظِيمِ وَقَوْله سَفْعَاء الْخَدَّيْنِ نُصِبَ أَوْ رُفِعَ عَلَى الْمَدْح وَهُوَ مُعْتَرِض بَيْن الْمُبْتَدَأ وَالْخَبَر.
قَالَ الْمُنْذِرِيُّ فِي إِسْنَاده النَّهَّاس بْن قَهْمٍ أَبُو الْخَطَّاب الْبَصْرِيّ الْقَاضِي وَلَا يُحْتَجّ بِحَدِيثِهِ وَهُوَ بِالنُّونِ وَبَعْد الْأَلِف سِين مُهْمَلَة وَقَهْم بِالْقَافِ آخِره مِيم.


حديث أنا وامرأة سفعاء الخدين كهاتين يوم القيامة وأومأ يزيد بالوسطى والسبابة امرأة آمت من زوجها

الحديث بالسند الكامل مع التشكيل

‏ ‏حَدَّثَنَا ‏ ‏مُسَدَّدٌ ‏ ‏حَدَّثَنَا ‏ ‏يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ ‏ ‏حَدَّثَنَا ‏ ‏النَّهَّاسُ بْنُ قَهْمٍ ‏ ‏قَالَ حَدَّثَنِي ‏ ‏شَدَّادٌ أَبُو عَمَّارٍ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ الْأَشْجَعِيِّ ‏ ‏قَالَ ‏ ‏قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ‏ ‏أَنَا وَامْرَأَةٌ ‏ ‏سَفْعَاءُ ‏ ‏الْخَدَّيْنِ كَهَاتَيْنِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَأَوْمَأَ ‏ ‏يَزِيدُ ‏ ‏بِالْوُسْطَى وَالسَّبَّابَةِ امْرَأَةٌ ‏ ‏آمَتْ ‏ ‏مِنْ زَوْجِهَا ذَاتُ مَنْصِبٍ وَجَمَالٍ حَبَسَتْ نَفْسَهَا عَلَى يَتَامَاهَا حَتَّى ‏ ‏بَانُوا ‏ ‏أَوْ مَاتُوا ‏

كتب الحديث النبوي الشريف

المزيد من أحاديث سنن أبي داود

أنا وكافل اليتيم كهاتين في الجنة

عن سهل، أن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: «أنا وكافل اليتيم كهاتين في الجنة» وقرن بين أصبعيه الوسطى والتي تلي الإبهام

ما زال جبريل يوصيني بالجار حتى قلت ليورثنه

عن عائشة رضي الله عنها، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «ما زال جبريل يوصيني بالجار حتى قلت ليورثنه»

ما زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه

عن عبد الله بن عمرو، أنه ذبح شاة فقال: أهديتم لجاري اليهودي، فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «ما زال جبريل يوصيني بالجار، حتى ظننت أنه سي...

جاءه يشكو جاره فقال اذهب فاصبر

عن أبي هريرة، قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم يشكو جاره، فقال: «اذهب فاصبر» فأتاه مرتين أو ثلاثا، فقال: «اذهب فاطرح متاعك في الطريق» فطرح مت...

من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يؤذ جاره

عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من كان يؤمن بالله، واليوم الآخر، فليكرم ضيفه، ومن كان يؤمن بالله، واليوم الآخر، فلا يؤذ جاره، وم...

إن لي جارين بأيهما أبدأ قال بأدناهما بابا

عن عائشة رضي الله عنها، قالت: قلت يا رسول الله: إن لي جارين بأيهما أبدأ، قال: «بأدناهما بابا» قال أبو داود: «قال شعبة في هذا الحديث طلحة رجل من قريش»...

الصلاة الصلاة اتقوا الله فيما ملكت أيمانكم

عن علي عليه السلام، قال: كان آخر كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم، «الصلاة الصلاة، اتقوا الله فيما ملكت أيمانكم»

إنهم إخوانكم فضلكم الله عليهم فمن لم يلائمكم فبيع...

عن المعرور بن سويد، قال: رأيت أبا ذر بالربذة وعليه برد غليظ وعلى غلامه مثله، قال: فقال القوم: يا أبا ذر، لو كنت أخذت الذي على غلامك فجعلته مع هذا فكان...

إخوانكم جعلهم الله تحت أيديكم

عن المعرور بن سويد، قال: دخلنا على أبي ذر بالربذة فإذا عليه برد وعلى غلامه مثله، فقلنا يا أبا ذر لو أخذت برد غلامك إلى بردك فكانت حلة وكسوته ثوبا غيره...