5157- عن المعرور بن سويد، قال: رأيت أبا ذر بالربذة وعليه برد غليظ وعلى غلامه مثله، قال: فقال القوم: يا أبا ذر، لو كنت أخذت الذي على غلامك فجعلته مع هذا فكانت حلة وكسوت غلامك ثوبا غيره، قال: فقال أبو ذر إني كنت ساببت رجلا وكانت أمه أعجمية، فعيرته بأمه، فشكاني إلى رسول الله فقال: «يا أبا ذر إنك امرؤ فيك جاهلية» قال: «إنهم إخوانكم فضلكم الله عليهم، فمن لم يلائمكم فبيعوه ولا تعذبوا خلق الله»
إسناده صحيح.
جرير: هو ابن عبد الحميد الضبي، والأعمش: هو سيمان ابن مهران.
وأخرجه البخاري (٣٠)، ومسلم (١٦٦١)، والترمذي (٢٠٥٩) من طريق واصل الأحدب عن المعرور بن سويد، بمعناه.
قال المنذري: وليس في حديث جميعهم: "فمن لم يلائمكم فبيعوه ولا تعذبوا خلق الله".
وهذه الزيادة سترد عند المؤلف برقم (٥١٦١).
وانظر ما بعده.
الربذة، بفتح الراء والباء والذال: موضع بالبادية، بينه وبين المدينة ثلاث مراحل، قريب من ذات عرق.
وفي الحديث النهي عن سب العبيد وتعييرهم بوالديهم، والحث على الإحسان إليهم، والرفق بهم، فلا يجوز لأحد تعيير أحد بشيء من المكروه يعرفه في آبائه وخاصة نفسه، كما نهى عن الفخر بالآباء، ويلحق بالعبد من في معناه من أجير وخادم وضعيف، وكذا الدواب ينبغى أن يحسن إليها, ولا تكلف من العمل ما لا تطيق الدواب عليه، فإن كلفه ذلك، لزمه إعانته بنفسه أو بغيره.
وفيه عدم الترفع على المسلم وإن كان عبدا ونحوه من الضعفة؛ لأن الله تعالى قال: {إن أكرمكم عند الله أتقاكم} [الحجرات: ١٣]، وقد تظاهرت الأدلة على الأمر باللطف بالضعفة وخفض الجناح لهم، وعلى النهي عن احتقارهم والترفع عليهم.
وفيه منع تكليفه من العمل ما لا يطيق أصلا، أو لا يطيق الدوام عليه؛ لأن النهي للتحريم بلا خلاف، فإن كلفه ذلك أعانه بنفسه أو بغيره.
قاله العيني في "عمدته " ١/ ٢٠٨.
عون المعبود على شرح سنن أبي داود: أبي الطيب محمد شمس الحق العظيم آبادي
( عَنْ الْمَعْرُور ) : بِالْعَيْنِ الْمُهْمَلَة وَالرَّاء الْمُكَرَّرَة ( بِالرَّبَذَةِ ) : بِالْفَتَحَاتِ مَوْضِع بِقُرْبِ الْمَدِينَة فِيهِ قَبْر أَبِي ذَرّ رَضِيَ اللَّه عَنْهُ ( فَجَعَلْته مَعَ هَذَا ) : أَيْ جَمَعْت بَيْنهمَا ( فَكَانَتْ حُلَّة ) : لِأَنَّ الْحُلَّة عِنْد الْعَرَب ثَوْبَانِ وَلَا يُطْلَق عَلَى ثَوْب وَاحِد ( إِنِّي كُنْت سَابَبْت ) : بِصِيغَةِ الْمُتَكَلِّم مِنْ السَّبّ ( رَجُلًا ) : هُوَ بِلَال الْمُؤَذِّن كَمَا سَيَظْهَرُ لَك مِنْ كَلَام الْمُنْذِرِيِّ ( وَكَانَتْ أُمّه أَعْجَمِيَّة ) : أَيْ غَيْر عَرَبِيَّة ( إِنَّك اِمْرُؤٌ فِيك جَاهِلِيَّة ) : أَيْ هَذَا التَّعْبِير مِنْ أَخْلَاق الْجَاهِلِيَّة , فَفِيك خُلُق مِنْ أَخْلَاقهمْ , وَيَنْبَغِي لِلْمُسْلِمِ أَنْ لَا يَكُون فِيهِ شَيْء مِنْ أَخْلَاقهمْ , فَفِيهِ النَّهْي عَنْ التَّعْيِير وَتَنْقِيص الْآبَاء وَالْأُمَّهَات وَأَنَّهُ مِنْ أَخْلَاق الْجَاهِلِيَّة ( إِنَّهُمْ ) : أَيْ مَمَالِيككُمْ ( إِخْوَانكُمْ ) : أَيْ مِنْ جِهَة الدِّين , قَالَ اللَّه تَعَالَى : { إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَة } أَوْ مِنْ جِهَة آدَم أَيْ أَنَّكُمْ مُتَفَرِّعُونَ مِنْ أَصْل وَاحِد ( فَضَّلَكُمْ اللَّه عَلَيْهِمْ ) : بِأَنْ مَلَّكَكُمْ عَلَيْهِمْ ( فَمَنْ لَمْ يُلَائِمكُمْ ) : أَيْ لَمْ يُوَافِقكُمْ مِنْ مَمَالِيككُمْ وَلَمْ يُصَالِحكُمْ.
قَالَ فِي الْمِصْبَاح : يُقَال وَلَاءَمْت بَيْن الْقَوْم مُلَاءَمَة مِثْل صَالَحْت مُصَالَحَة وَزْنًا وَمَعْنًى.
قَالَ الْمُنْذِرِيُّ : وَأَخْرَجَهُ الْبُخَارِيّ وَمُسْلِم وَالتِّرْمِذِيّ بِمَعْنَاهُ.
وَأَخْرَجَهُ اِبْن مَاجَهْ مُخْتَصَرًا , وَلَيْسَ فِي حَدِيث جَمِيعهمْ : فَمَنْ لَا يُلَائِمكُمْ إِلَى آخِره , وَالرَّجُل الَّذِي عَيَّرَهُ أَبُو ذَرّ هُوَ بِلَال بْن رَبَاح مُؤَذِّن رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وَقَالَ بَعْضهمْ : الْفَصِيح عَيَّرْت فُلَانًا أُمّه , وَقَدْ جَاءَ فِي شِعْر عَدِيّ بْن زَيْد : أَيّهَا الشَّامِت الْمُعَيِّر بِالدَّهْرِ وَاعْتُذِرَ عَنْهُ بِأَنَّهُ كَانَ عَبَّادِيًّا وَلَمْ يَكُنْ فَصِيحًا , غَيْر أَنَّهُ قَدْ صَحَّ عَنْ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ : أَعَيَّرْته بِأُمِّهِ , وَأَبُو ذَرّ يَذْكُر ذَلِكَ عَنْ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعَنْ نَفْسه فَلَا نَكِير عَلَيْهِ فَلَا مَعْنَى لِإِنْكَارِ ذَلِكَ.
اِنْتَهَى كَلَام الْمُنْذِرِيِّ.
حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ حَدَّثَنَا جَرِيرٌ عَنْ الْأَعْمَشِ عَنْ الْمَعْرُورِ بْنِ سُوَيْدٍ قَالَ رَأَيْتُ أَبَا ذَرٍّ بِالرَّبَذَةِ وَعَلَيْهِ بُرْدٌ غَلِيظٌ وَعَلَى غُلَامِهِ مِثْلُهُ قَالَ فَقَالَ الْقَوْمُ يَا أَبَا ذَرٍّ لَوْ كُنْتَ أَخَذْتَ الَّذِي عَلَى غُلَامِكَ فَجَعَلْتَهُ مَعَ هَذَا فَكَانَتْ حُلَّةً وَكَسَوْتَ غُلَامَكَ ثَوْبًا غَيْرَهُ قَالَ فَقَالَ أَبُو ذَرٍّ إِنِّي كُنْتُ سَابَبْتُ رَجُلًا وَكَانَتْ أُمُّهُ أَعْجَمِيَّةً فَعَيَّرْتُهُ بِأُمِّهِ فَشَكَانِي إِلَى رَسُولِ اللَّهِ فَقَالَ يَا أَبَا ذَرٍّ إِنَّكَ امْرُؤٌ فِيكَ جَاهِلِيَّةٌ قَالَ إِنَّهُمْ إِخْوَانُكُمْ فَضَّلَكُمْ اللَّهُ عَلَيْهِمْ فَمَنْ لَمْ يُلَائِمْكُمْ فَبِيعُوهُ وَلَا تُعَذِّبُوا خَلْقَ اللَّهِ
عن المعرور بن سويد، قال: دخلنا على أبي ذر بالربذة فإذا عليه برد وعلى غلامه مثله، فقلنا يا أبا ذر لو أخذت برد غلامك إلى بردك فكانت حلة وكسوته ثوبا غيره...
عن أبي مسعود الأنصاري، قال: كنت أضرب غلاما لي، فسمعت من خلفي صوتا «اعلم أبا مسعود» قال ابن المثنى: مرتين «لله أقدر عليك منك عليه» فالتفت فإذا هو النبي...
عن أبي ذر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من لاءمكم من مملوكيكم، فأطعموه مما تأكلون، واكسوه مما تلبسون، ومن لم يلائمكم منهم، فبيعوه، ولا تعذب...
عن رافع بن مكيث، وكان ممن شهد الحديبية مع النبي صلى الله عليه وسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: «حسن الملكة يمن، وسوء الخلق شؤم»
عن الحارث بن رافع بن مكيث، وكان رافع، من جهينة قد شهد الحديبية مع رسول الله صلى الله عليه وسلم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: «حسن الملكة يمن،...
عن العباس بن جليد الحجري، قال: سمعت عبد الله بن عمر يقول: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله، كم نعفو عن الخادم؟ فصمت، ثم أعاد ع...
عن أبي هريرة، قال: حدثني أبو القاسم نبي التوبة صلى الله عليه وسلم، قال: «من قذف مملوكه وهو بريء مما قال جلد له يوم القيامة حدا» قال مؤمل: حدثنا عيسى،...
عن هلال بن يساف، قال: كنا نزولا في دار سويد بن مقرن وفينا شيخ فيه حدة ومعه جارية له، فلطم وجهها؟ فما رأيت سويدا أشد غضبا منه ذاك اليوم، قال: عجز عليك...
عن معاوية بن سويد بن مقرن، قال: لطمت مولى لنا فدعاه أبي ودعاني، فقال: اقتص منه، فإنا معشر بني مقرن كنا سبعة على عهد النبي صلى الله عليه وسلم وليس لنا...