5215- عن أبي سعيد الخدري، أن أهل قريظة لما نزلوا على حكم سعد أرسل إليه النبي صلى الله عليه وسلم فجاء على حمار أقمر فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «قوموا إلى سيدكم أو إلى خيركم»، فجاء حتى قعد إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم (1) 5216- عن شعبة بهذا الحديث، قال: فلما كان قريبا من المسجد قال للأنصار «قوموا إلى سيدكم» (2)
(١)إسناده صحيح.
حفص بن عمر: هو ابن الحارث الحوضي.
وأخرجه البخاري (٣٠٤٣) و (٦٢٦٢)، والنسائي في "الكبرى" (٥٩٠٥) من طريق شعبة بن الحجاج، بهذا الإسناد.
وهو في "مسند أحمد" (١١١٦٨)، و"صحيح ابن حبان" (٧٠٢٦).
وانظر ما بعده.
وقوله: على حمار أقمر: هو الشديد البياض، والأنثى قمراء.
قال الخطابي: فيه من العلم أن قول الرجل لصاحبه: يا سيدي غير محظور إذا كان صاحبه خيرا فاضلا، وإنما جاءت الكراهة في تسويد الرجل الفاجر.
وفيه أن قيام المرؤوس للرئيس الفاضل، وللوالي العادل، وقيام المتعلم للعالم، مستحب غير مكروه، وإنما جاءت الكراهة فيمن كان بخلاف أهل هذه الصفات، ومعنى ما روي من قوله: "من أحب أن يستجم له الرجال صفوفا" هو أن يأمرهم بذلك، ويلزمهم إياه، على مذهب الكبر والنخوة.
ومعنى "يستجم" أي: يجتمعون له في التي م عنده، ويحبسون أنفسهم عليه.
وقوله: "من أحب أن يستجم" حديث صحيح سيأتي عند المصنف برقم (٥٢٢٩).
وقال الإمام النووي في "الأذكار": وأما إكرام الداخل بالقيام فالذي نختاره أنه مستحب لمن كان فيه فضيلة ظاهرة من علم أو صلاح أو شرف أو ولاية ونحو ذلك، ويكون هذا القيم للبر والاكرام والاحترام، لا للرياء والأعظام، وعلى هذا استمر عمل السلف والخلف.
وفي الحديث دليل على أن من حكم رجلا في حكومة بينه وبين غيره، فرضيا بحكمه: كان ما حكم به ماضيا عليهما إذا وافق الحق.
(٢) إسناده صحيح.
محمد بن جعفر: هو الهذلي المعروف بغندر.
وأخرجه البخاري (٤١٢١)، ومسلم (١٧٦٨) عن محمد بن بشار، بهذا الاسناد.
وأخرجه مسلم (١٧٦٨)، والنسائي في "الكبرى" (٨١٦٥) من طرق عن محمد ابن جعفر، به.
وأخرجه البخاري (٣٨٠٤)، ومسلم بإثر (١٧٦٨) (٦٤) من طريقين عن شعبة، به.
وانظر ما قبله.
عون المعبود على شرح سنن أبي داود: أبي الطيب محمد شمس الحق العظيم آبادي
( أَنَّ أَهْل قُرَيْظَةَ ) : بِالتَّصْغِيرِ وَهُمْ جَمَاعَةٌ مِنْ الْيَهُودِ ( عَلَى حُكْمِ سَعْدٍ ) : أَيْ اِبْن مُعَاذ لِكَوْنِهِمْ مِنْ حُلَفَاءِ قَوْمِهِ ( أَرْسَلَ إِلَيْهِ ) : أَيْ رَسُولًا ( أَقَمَرَ ) : أَيْ أَبْيَض ( فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ) : أَيْ لِلْأَنْصَارِ كَمَا فِي رِوَايَة الشَّيْخَيْنِ ( قُومُوا إِلَى سَيِّدِكُمْ أَوْ إِلَى خَيْرِكُمْ ) : شَكٌّ مِنْ الرَّاوِي.
قَالَ الْقَارِي فِي الْمِرْقَاة : قِيلَ أَيْ لِتَعْظِيمِهِ , وَيُسْتَدَلّ بِهِ عَلَى عَدَم كَرَاهَته فَيَكُون الْأَمْر لِلْإِبَاحَةِ وَلِبَيَانِ الْجَوَاز , وَقِيلَ مَعْنَاهُ قُومُوا لِإِعَانَتِهِ فِي النُّزُول عَنْ الْحِمَار إِذْ كَانَ بِهِ مَرَضٌ وَأَثَرُ جُرْحٍ أَصَابَ أَكْحَلَهُ يَوْمَ الْأَحْزَابِ , وَلَوْ أَرَادَ تَعْظِيمَهُ لَقَالَ قُومُوا لِسَيِّدِكُمْ وَمِمَّا يُؤَيِّدهُ تَخْصِيص الْأَنْصَار وَالتَّنْصِيص عَلَى السِّيَادَة الْمُضَافَة وَأَنَّ الصَّحَابَة رَضِيَ اللَّه عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَقُومُونَ لَهُ تَعْظِيمًا لَهُ مَعَ أَنَّهُ سَيِّدُ الْخَلْقِ لِمَا يَعْلَمُونَ مِنْ كَرَاهِيَتِهِ لِذَلِكَ عَلَى مَا سَيَأْتِي.
اِنْتَهَى كَلَام الْقَارِي.
قُلْت : أَرَادَ بِمَا سَيَأْتِي حَدِيث أَنَس قَالَ " لَمْ يَكُنْ شَخْصٌ أَحَبَّ إِلَيْهِمْ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَكَانُوا إِذَا رَأَوْهُ لَمْ يَقُومُوا لِمَا يَعْلَمُونَ مِنْ كَرَاهِيَتِهِ لِذَلِكَ " رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ وَقَالَ هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ.
وَلَقَدْ أَصَابَ مَنْ قَالَ إِنَّ مَعْنَاهُ قُومُوا لِإِعَانَتِهِ فِي النُّزُول عَنْ الْحِمَار , فَقَدْ وَقَعَ فِي مُسْنَد عَائِشَة عِنْد أَحْمَد بِلَفْظِ " قُومُوا إِلَى سَيِّدِكُمْ فَأَنْزِلُوهُ " قَالَ الْحَافِظ سَنَدُهُ حَسَنٌ , قَالَ وَهَذِهِ الزِّيَادَةُ تَخْدِشُ فِي الِاسْتِدْلَالِ بِقِصَّةِ سَعْدٍ عَلَى مَشْرُوعِيَّةِ الْقِيَامِ الْمُتَنَازَعِ فِيهِ اِنْتَهَى كَلَام الْحَافِظ.
وَالْمُرَاد بِالْقِيَامِ الْمُتَنَازَع فِيهِ الْقِيَام لِلتَّعْظِيمِ.
قَالَ الْمُنْذِرِيُّ : وَأَخْرَجَهُ الْبُخَارِيّ وَالنَّسَائِيُّ.
وَالْأَقْمَر هُوَ الشَّدِيد الْبَيَاض وَالْأُنْثَى قَمْرَاء اِنْتَهَى كَلَام الْمُنْذِرِيِّ.
حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ عُمَرَ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ عَنْ أَبِي أُمَامَةَ بْنِ سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ أَنَّ أَهْلَ قُرَيْظَةَ لَمَّا نَزَلُوا عَلَى حُكْمِ سَعْدٍ أَرْسَلَ إِلَيْهِ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَجَاءَ عَلَى حِمَارٍ أَقْمَرَ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: قُومُوا إِلَى سَيِّدِكُمْ أَوْ إِلَى خَيْرِكُمْ فَجَاءَ حَتَّى قَعَدَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ عَنْ شُعْبَةَ بِهَذَا الْحَدِيثِ قَالَ فَلَمَّا كَانَ قَرِيبًا مِنْ الْمَسْجِدِ قَالَ لِلْأَنْصَارِ قُومُوا إِلَى سَيِّدِكُمْ
عن أم المؤمنين، عائشة رضي الله عنها، أنها قالت: ما رأيت أحدا كان أشبه سمتا وهديا ودلا - وقال الحسن: حديثا، وكلاما، ولم يذكر الحسن السمت، والهدي، والدل...
عن أبي هريرة، أن الأقرع بن حابس، أبصر النبي صلى الله عليه وسلم وهو يقبل حسينا فقال: إن لي عشرة من الولد ما فعلت هذا بواحد منهم، فقال رسول الله صلى الل...
عن عروة، أن عائشة، قالت: ثم قال - تعني النبي صلى الله عليه وسلم « أبشري يا عائشة فإن الله قد أنزل عذرك» وقرأ عليها القرآن، فقال أبواي: قومي فقبلي رأس...
عن الشعبي، أن النبي صلى الله عليه وسلم: «تلقى جعفر بن أبي طالب فالتزمه، وقبل ما بين عينيه»
عن إياس بن دغفل، قال: «رأيت أبا نضرة قبل خد الحسن بن علي عليهما السلام»
عن البراء، قال: دخلت مع أبي بكر أول ما قدم المدينة فإذا عائشة ابنته مضطجعة قد أصابتها حمى، فأتاها أبو بكر فقال لها: «كيف أنت يا بنية؟ وقبل خدها»
عن عبد الله بن عمر، حدثه وذكر، قصة قال: «فدنونا يعني من النبي صلى الله عليه وسلم فقبلنا يده»
عن أسيد بن حضير، رجل من الأنصار قال: بينما هو يحدث القوم وكان فيه مزاح بينا يضحكهم فطعنه النبي صلى الله عليه وسلم في خاصرته بعود فقال: أصبرني فقال: «...
عن أم أبان بنت الوازع بن زارع، عن جدها، زارع وكان في وفد عبد القيس قال: لما قدمنا المدينة فجعلنا نتبادر من رواحلنا، فنقبل يد النبي صلى الله عليه وسلم...