76-
عن زيد بن ثابت: أن أبا بكر أرسل إليه مقتل أهل اليمامة، فإذا عمر عنده، فقال أبو بكر: إن عمر أتاني، فقال: إن القتل قد استحر بأهل اليمامة من قراء القرآن من المسلمين، وأنا أخشى أن يستحر القتل بالقراء في المواطن فيذهب قرآن كثير لا يوعى، وإني أرى أن تأمر بجمع القرآن، فقلت لعمر: وكيف أفعل شيئا لم يفعله رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقال: هو والله خير، فلم يزل يراجعني في ذلك حتى شرح الله بذلك صدري، ورأيت فيه الذي رأى عمر، قال زيد: وعمر عنده جالس لا يتكلم.
فقال أبو بكر: إنك شاب عاقل لا نتهمك، وقد كنت تكتب الوحي لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فاجمعه.
قال زيد: فوالله لو كلفوني نقل جبل من الجبال ما كان بأثقل علي مما أمرني به من جمع القرآن، فقلت: كيف تفعلون شيئا لم يفعله رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ "
إسناده صحيح على شرط الشيخين.
عثمان بن عمر: هو ابن فارس العبدي، ويونس: هو ابن يزيد الأيلي، وابن السباق: هو عبيد.
وقد تقدم الحديث برقم (٥٧) .
حاشية السندي على مسند الإمام أحمد بن حنبل: أبي الحسن نور الدين محمد بن عبد الهادي
قوله: "فإذا عمر عنده" : أي: فدخلت عليه، فإذا عمر عنده، والمفاجأة في مثله باعتبار ما وجده، وإلا فعمر كان عنده من قبل.
"قد استحر" : أي: اشتد وكثر، استفعال من الحر بمعنى الشدة، والمراد بأهل اليمامة: المسلمون الذين قاتلوا مسيلمة، قيل: بعث أبو بكر خالد بن الوليد مع جيش إلى اليمامة، فقاتلهم بنو حنيفة قتالا شديدا، وقتل من القراء سبع مئة، ومن غيرهم خمس مئة، ثم فتح، وقتل مسيلمة.
"أن يستحر" : قيل: يحتمل أن تكون "أن" شرطية، ومفعول أخشى محذوف، أو مصدرية، فهو مفعوله، قلت: وهو الظاهر.
"لا يوعى" : على بناء المفعول; أي: لا يحفظ.
فإن قلت: كيف يكون ذاك، أو يخاف من ذاك مع قوله - تعالى - : وإنا له لحافظون [الحجر: 9]؟ قلت: الكلام بالنظر إلى الأسباب ومراعاتها لا ينافي اعتقاد أنه لا بد من تحقق الحفظ; إذ قد يكون الحفظ منه - تعالى - بأن يوفق عباده لأسبابه.
"كيف أفعل شيئا" : كأنه رأى أنه بدعة، وهي منكرة مطلقا، ثم رأى أن ما له مدخل في حفظ الدين، فهو حسن، وإن كان بدعة.
"لو كلفوني" : من التكليف.
وفي الحديث اختصار; أي: ثم اتفق رأيهما على ذلك، فجمعت.
حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ قَالَ أَخْبَرَنَا يُونُسُ عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ أَخْبَرَنِي ابْنُ السَّبَّاقِ قَالَ أَخْبَرَنِي زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ أَنَّ أَبَا بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَرْسَلَ إِلَيْهِ مَقْتَلَ أَهْلِ الْيَمَامَةِ فَإِذَا عُمَرُ عِنْدَهُ فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ إِنَّ عُمَرَ أَتَانِي فَقَالَ إِنَّ الْقَتْلَ قَدْ اسْتَحَرَّ بِأَهْلِ الْيَمَامَةِ مِنْ قُرَّاءِ الْقُرْآنِ مِنْ الْمُسْلِمِينَ وَأَنَا أَخْشَى أَنْ يَسْتَحِرَّ الْقَتْلُ بِالْقُرَّاءِ فِي الْمَوَاطِنِ فَيَذْهَبَ قُرْآنٌ كَثِيرٌ لَا يُوعَى وَإِنِّي أَرَى أَنْ تَأْمُرَ بِجَمْعِ الْقُرْآنِ فَقُلْتُ لِعُمَرَ وَكَيْفَ أَفْعَلُ شَيْئًا لَمْ يَفْعَلْهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ هُوَ وَاللَّهِ خَيْرٌ فَلَمْ يَزَلْ يُرَاجِعُنِي فِي ذَلِكَ حَتَّى شَرَحَ اللَّهُ بِذَلِكَ صَدْرِي وَرَأَيْتُ فِيهِ الَّذِي رَأَى عُمَرُ قَالَ زَيْدٌ وَعُمَرُ عِنْدَهُ جَالِسٌ لَا يَتَكَلَّمُ فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ إِنَّكَ شَابٌّ عَاقِلٌ لَا نَتَّهِمُكَ وَقَدْ كُنْتَ تَكْتُبُ الْوَحْيَ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَاجْمَعْهُ قَالَ زَيْدٌ فَوَاللَّهِ لَوْ كَلَّفُونِي نَقْلَ جَبَلٍ مِنْ الْجِبَالِ مَا كَانَ بِأَثْقَلَ عَلَيَّ مِمَّا أَمَرَنِي بِهِ مِنْ جَمْعِ الْقُرْآنِ فَقُلْتُ كَيْفَ تَفْعَلُونَ شَيْئًا لَمْ يَفْعَلْهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
عن ابن عباس، قال: لما قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم، واستخلف أبو بكر، خاصم العباس عليا في أشياء تركها رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال أبو بكر: ش...
عن عبد الله بن الزبير، قال:بينا نحن جلوس عند عمر إذ دخل علي والعباس، قد ارتفعت أصواتهما، فقال عمر: مه يا عباس، قد علمت ما تقول، تقول: ابن أخي، ولي شطر...
عن أبي هريرة: أن فاطمة رضي الله عنها جاءت أبا بكر، وعمر رضي الله عنهما، تطلب ميراثها من رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالا: إنا سمعنا رسول الله صلى ا...
عن قيس بن أبي حازم، قال: إني لجالس عند أبي بكر الصديق خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم، بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم بشهر، فذكر قصة، فنودي في ا...
عن مجاهد، قال:قال أبو بكر الصديق: أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أقول إذا أصبحت، وإذا أمسيت، وإذا أخذت مضجعي من الليل: " اللهم فاطر السماوات و...
عن حارثة، قال:جاء ناس من أهل الشام إلى عمر، فقالوا: إنا قد أصبنا أموالا وخيلا ورقيقا نحب أن يكون لنا فيها زكاة وطهور، قال: ما فعله صاحباي قبلي فأفعله....
عن أبي وائل:أن الصبي بن معبد، كان نصرانيا تغلبيا أعرابيا فأسلم، فسأل: أي العمل أفضل؟ فقيل له: الجهاد في سبيل الله عز وجل.<br> فأراد أن يجاهد، فقيل له:...
عن عمرو بن ميمون، قال:صلى بنا عمر بجمع الصبح، ثم وقف وقال: إن المشركين كانوا لا يفيضون حتى تطلع الشمس، وإن رسول الله صلى الله عليه وسلم خالفهم، ثم أف...
حدثنا عاصم بن كليب، قال:قال أبي: فحدثت به ابن عباس، قال: وما أعجبك من ذلك؟ كان عمر رضي الله عنه إذا دعا الأشياخ من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم دعاني...