حديث الرسول ﷺ English الإجازة تواصل معنا
الحديث النبوي

نهى رسول الله ﷺ عن التزعفر للرجال - سنن الترمذي

سنن الترمذي | أبواب الأدب باب ما جاء في كراهية التزعفر والخلوق للرجال (حديث رقم: 2815 )


2815- عن أنس بن مالك، قال: «نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن التزعفر للرجال»: «هذا حديث حسن صحيح» وروى شعبة، هذا الحديث عن إسماعيل ابن علية، عن عبد العزيز بن صهيب، عن أنس، «أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن التزعفر» حدثنا بذلك عبد الله بن عبد الرحمن قال: حدثنا آدم، عن شعبة،: " ومعنى كراهية التزعفر للرجال: أن يتزعفر الرجل، يعني أن يتطيب به "

أخرجه الترمذي


صحيح

شرح حديث (نهى رسول الله ﷺ عن التزعفر للرجال)

تحفة الأحوذي بشرح جامع الترمذي: أبو العلا محمد عبد الرحمن المباركفورى (المتوفى: 1353هـ)

قَوْلُهُ : ‏ ‏( نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ التَّزَعْفُرِ لِلرِّجَالِ ) ‏ ‏أَيْ عَنْ اِسْتِعْمَالِ الزَّعْفَرَانِ فِي الثَّوْبِ وَالْبَدَنِ , وَالْحَدِيثُ دَلِيلٌ لِأَبِي حَنِيفَةَ وَالشَّافِعِيِّ وَمَنْ تَبِعَهُمَا فِي تَحْرِيمِ اِسْتِعْمَالِ الرَّجُلِ الزَّعْفَرَانَ فِي ثَوْبِهِ وَبَدَنِهِ , وَلَهُمَا أَحَادِيثُ أُخْرَى صَحِيحَةٌ وَمَذْهَبُ الْمَالِكِيَّةِ أَنَّ الْمَمْنُوعَ إِنَّمَا هُوَ اِسْتِعْمَالُهُ فِي الْبَدَنِ دُونَ الثَّوْبِ , وَدَلِيلُهُمْ مَا أَخْرَجَهُ أَبُو دَاوُدَ.
وَعَنْ أَبِي مُوسَى مَرْفُوعًا : " لَا يَقْبَلُ اللَّهُ صَلَاةَ رَجُلٍ فِي جَسَدِهِ شَيْءٌ مِنْ خَلُوقٍ " فَإِنَّ مَفْهُومَهُ أَنَّ مَا عَدَا الْجَسَدَ لَا يَتَنَاوَلُهُ الْوَعِيدُ.
وَأُجِيبَ عَنْ حَدِيثِ أَبِي مُوسَى هَذَا بِأَنَّ فِي سَنَدِهِ أَبَا جَعْفَرٍ الرَّازِيَّ وَهُوَ مُتَكَلَّمٌ فِيهِ وَأَحَادِيثُ النَّهْيِ عَنْ التَّزَعْفُرِ مُطْلَقًا أَصَحُّ وَأَرْجَحُ.
‏ ‏فَإِنْ قُلْت : قَدْ ثَبَتَ فِي الصَّحِيحَيْنِ مِنْ حَدِيثِ أَنَسٍ أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَوْفٍ جَاءَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَبِهِ أَثَرُ صُفْرَةٍ , فَسَأَلَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , فَأَخْبَرَهُ أَنَّهُ تَزَوَّجَ اِمْرَأَةً الْحَدِيثَ.
وَفِي رِوَايَةٍ وَعَلَيْهِ رَدْعُ زَعْفَرَانٍ , فَهَذَا الْحَدِيثُ يَدُلُّ عَلَى جَوَازِ التَّزَعْفُرِ , فَإِنَّهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمْ يُنْكِرْ عَلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ , فَكَيْفَ التَّوْفِيقُ بَيْنَ حَدِيثِ أَنَسٍ هَذَا وَبَيْنَ حَدِيثِهِ الْمَذْكُورِ فِي الْبَابِ وَمَا فِي مَعْنَاهُ.
‏ ‏قُلْت : أَشَارَ الْبُخَارِيُّ إِلَى الْجَمْعِ بِأَنَّ حَدِيثَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ لِلْمُتَزَوِّجِ وَأَحَادِيثَ النَّهْيِ لِغَيْرِهِ حَيْثُ تَرْجَمَ بِقَوْلِهِ بَابُ الصُّفْرَةِ لِلْمُتَزَوِّجِ.
‏ ‏وَقَالَ الْحَافِظُ : إِنَّ أَثَرَ الصُّفْرَةِ الَّتِي كَانَتْ عَلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ تَعَلَّقَتْ بِهِ مِنْ جِهَةِ زَوْجَتِهِ , فَكَانَ ذَلِكَ غَيْرَ مَقْصُودٍ لَهُ , قَالَ وَرَجَّحَهُ النَّوَوِيُّ , وَأُجِيبَ عَنْ حَدِيثِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بِوُجُوهٍ أُخْرَى ذَكَرَهَا الْحَافِظُ فِي الْفَتْحِ فِي بَابِ الْوَلِيمَةِ وَلَوْ بِشَاةٍ مِنْ كِتَابِ النِّكَاحِ.
‏ ‏فَإِنْ قُلْت : رَوَى الشَّيْخَانِ عَنْ اِبْنِ عُمَرَ : أَنَّ رَجُلًا قَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا يَلْبَسُ الْمُحْرِمُ مِنْ الثِّيَابِ ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " لَا يَلْبَسُ الْقُمُصَ وَلَا الْعَمَائِمَ وَلَا السَّرَاوِيلَاتِ وَلَا الْبَرَانِسَ وَلَا الْخِفَافَ إِلَّا أَحَدٌ لَا يَجِدُ نَعْلَيْنِ فَلْيَلْبَسْ خُفَّيْنِ فَلْيَقْطَعْهُمَا أَسْفَلَ مِنْ الْكَعْبَيْنِ , وَلَا تَلْبَسُوا مِنْ الثِّيَابِ شَيْئًا مَسَّهُ الزَّعْفَرَانُ أَوْ وَرْسٌ ".
فَيُسْتَفَادُ مِنْ ظَاهِرِ هَذَا الْحَدِيثِ جَوَازُ لُبْسِ الْمُزَعْفَرِ لِغَيْرِ الرَّجُلِ الْمُحْرِمِ لِأَنَّهُ قَالَ ذَلِكَ فِي جَوَابِ السُّؤَالِ عَمَّا يَلْبَسُ الْمُحْرِمُ , فَدَلَّ عَلَى جَوَازِهِ لِغَيْرِهِ.
‏ ‏قُلْت : قَالَ الْعِرَاقِيُّ : الْجَمْعُ بَيْنَ الْحَدِيثَيْنِ أَنَّهُ يُحْتَمَلُ أَنْ يُقَالَ إِنَّ جَوَابَ سُؤَالِهِمْ اِنْتَهَى عِنْدَ قَوْلِهِ " أَسْفَلُ مِنْ الْكَعْبَيْنِ " ثُمَّ اِسْتَأْنَفَ بِهَذَا ; لَا تَعَلُّقَ لَهُ بِالْمَسْئُولِ عَنْهُ فَقَالَ وَلَا تَلْبَسُوا شَيْئًا مِنْ الثِّيَابِ إِلَى آخِرِهِ اِنْتَهَى.
‏ ‏قُلْت : وَالْأَوْلَى فِي الْجَوَابِ أَنْ يُقَالَ إِنَّ الْجَوَابَ لِلْحَلَالِ مُسْتَفَادٌ مِنْ حَدِيثِ اِبْنِ عُمَرَ بِالْمَفْهُومِ , وَالنَّهْيُ ثَابِتٌ مِنْ حَدِيثِ أَنَسٍ بِالْمَنْطُوقِ , وَقَدْ تَقَرَّرَ أَنَّ الْمَنْطُوقَ مُقَدَّمٌ عَلَى الْمَفْهُومِ فَإِنْ قُلْت : رَوَى النَّسَائِيُّ مِنْ طَرِيقِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زَيْدٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ اِبْنِ عُمَرَ كَانَ يَصْبُغُ ثِيَابَهُ بِالزَّعْفَرَانِ , فَقِيلَ لَهُ , فَقَالَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَصْبُغُ.
قُلْت : عَبْدُ اللَّهِ بْنُ زَيْدٍ صَدُوقٌ فِيهِ لِينٌ وَأَصْلُهُ فِي الصَّحِيحِ , وَلَيْسَ فِيهِ ذِكْرُ الصُّفْرَةِ.
‏ ‏قَوْلُهُ : ( هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ ) ‏ ‏وَأَخْرَجَهُ الشَّيْخَانِ وَأَبُو دَاوُدَ وَالنَّسَائِيُّ.
‏ ‏( قَالَ وَمَعْنَى كَرَاهِيَةِ التَّزَعْفُرِ لِلرِّجَالِ أَنْ يَتَزَعْفَرَ الرَّجُلُ يَعْنِي أَنْ يَتَطَيَّبَ بِهِ ) ‏ ‏كَذَا قَالَ التِّرْمِذِيُّ.
‏ ‏وَالظَّاهِرُ مِنْ قَوْلِهِ نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ التَّزَعْفُرِ لِلرِّجَالِ , هُوَ النَّهْيُ عَنْ اِسْتِعْمَالِ الزَّعْفَرَانِ مُطْلَقًا قَلِيلًا كَانَ أَوْ كَثِيرًا , وَفِي الْبَدَنِ كَانَ أَوْ فِي الثَّوْبِ.


حديث نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن التزعفر للرجال هذا حديث حسن صحيح وروى

الحديث بالسند الكامل مع التشكيل

‏ ‏حَدَّثَنَا ‏ ‏قُتَيْبَةُ ‏ ‏حَدَّثَنَا ‏ ‏حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ ‏ ‏قَالَ ‏ ‏ح ‏ ‏و حَدَّثَنَا ‏ ‏إِسْحَقُ بْنُ مَنْصُورٍ ‏ ‏حَدَّثَنَا ‏ ‏عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏حَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ صُهَيْبٍ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ‏ ‏قَالَ ‏ ‏نَهَى رَسُولُ اللَّهِ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏عَنْ التَّزَعْفُرِ لِلرِّجَالِ ‏ ‏قَالَ ‏ ‏أَبُو عِيسَى ‏ ‏هَذَا ‏ ‏حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ ‏ ‏وَرَوَى ‏ ‏شُعْبَةُ ‏ ‏هَذَا الْحَدِيثَ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏إِسْمَعِيلَ ابْنِ عُلَيَّةَ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ صُهَيْبٍ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏أَنَسٍ ‏ ‏أَنَّ النَّبِيَّ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏نَهَى عَنْ التَّزَعْفُرِ ‏ ‏حَدَّثَنَا ‏ ‏بِذَلِكَ ‏ ‏عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ‏ ‏حَدَّثَنَا ‏ ‏آدَمُ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏شُعْبَةَ ‏ ‏قَالَ ‏ ‏أَبُو عِيسَى ‏ ‏وَمَعْنَى كَرَاهِيَةِ التَّزَعْفُرِ لِلرِّجَالِ أَنْ يَتَزَعْفَرَ الرَّجُلُ ‏ ‏يَعْنِي أَنْ يَتَطَيَّبَ بِهِ ‏

كتب الحديث النبوي الشريف

المزيد من أحاديث سنن الترمذي

اذهب فاغسله ثم اغسله ثم لا تعد

عن يعلى بن مرة، أن النبي صلى الله عليه وسلم أبصر رجلا متخلقا قال: «اذهب فاغسله، ثم اغسله ثم لا تعد». هذا حديث حسن، وقد اختلف بعضهم في هذا الإسناد عن ع...

من لبس الحرير في الدنيا لم يلبسه في الآخرة

عن ابن عمر، قال: سمعت عمر، يذكر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من لبس الحرير في الدنيا لم يلبسه في الآخرة» وفي الباب عن علي، وحذيفة، وأنس وغير واحد...

سلم قسم أقبية ولم يعط مخرمة شيئا

عن المسور بن مخرمة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قسم أقبية ولم يعط مخرمة شيئا، فقال مخرمة: يا بني انطلق بنا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فانطل...

إن الله يحب أن يرى أثر نعمته على عبده

عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الله يحب أن يرى أثر نعمته على عبده» وفي الباب عن أبي الأحوص، عن أبيه، وعم...

خفين أسودين ساذجين فلبسهما ثم توضأ ومسح عليهما

عن ابن بريدة، عن أبيه، «أن النجاشي أهدى إلى النبي صلى الله عليه وسلم خفين أسودين ساذجين فلبسهما ثم توضأ ومسح عليهما» هذا حديث حسن، إنما نعرفه من حديث...

نهى عن نتف الشيب وقال إنه نور المسلم

عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده، أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن نتف الشيب، وقال: «إنه نور المسلم» هذا حديث حسن " قد روي عن عبد الرحمن بن الحارث،...

قال المستشار مؤتمن

عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «المستشار مؤتمن».<br> «هذا حديث حسن، وقد روى غير واحد عن شيبان بن عبد الرحمن النحوي، وشيبان هو صا...

قال رسول الله ﷺ المستشار مؤتمن

عن أم سلمة، قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «المستشار مؤتمن» وفي الباب عن ابن مسعود، وأبي هريرة، وابن عمر: «هذا حديث غريب من حديث أم سلمة»

إن كان الشؤم في شيء ففي المرأة والدابة والمسكن

عن سالم، وحمزة، ابني عبد الله بن عمر عن أبيهما، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «الشؤم في ثلاثة، في المرأة، والمسكن، والدابة». هذا حديث حسن صحيح...