792- عن أبي صالح، عن بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم لرجل: «كيف تقول في الصلاة»، قال: أتشهد وأقول: اللهم إني أسألك الجنة، وأعوذ بك من النار أما إني لا أحسن دندنتك ولا دندنة معاذ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «حولها ندندن» (1) 793- عن جابر - ذكر قصة معاذ - قال: وقال يعني النبي صلى الله عليه وسلم للفتى: «كيف تصنع يا ابن أخي إذا صليت؟» قال: أقرأ بفاتحة الكتاب وأسأل الله الجنة، وأعوذ به من النار وإني لا أدري ما دندنتك ولا دندنة معاذ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إني ومعاذا حول هاتين» أو نحو هذا (2)
(١) إسناده صحيح.
حسين بن علي: هو الجعفي، وزائدة: هو ابن قدامة،
وسليمان: هو ابن مهران الأعمش، وأبو صالح: هو ذكوان السمان.
وهو في "مسند أحمد" (15898).
وأخرجه ابن ماجه (910) و (3847) من طريق جرير بن عبد الحميد، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة.
قوله: "دندنتك" قال الخطابي: الدندنة قراءة مبهمة غير مفهومة، والهينمة مثلها أو نحوها.
أي: مسألتك الخفية وكلامك الخفي الذي أسمع نغمته ولا أفهمه، وضمير "حولها" للجنة، أي: حول تحصيلها، أو للنار، أي: حول التعوذ منها، أو لهما بتأويل كل واحدة، ويؤيده الرواية الآتية بعد هذه: "حول هاتين".
(٢)صحيح لغيره، وهذا إسناد قوي من أجل محمد بن عجلان، وباقي رجاله ثقات.
وأخرجه البغوي في "شرح السنة" (٦٠١) من طريق المصنف، بهذا الإسناد.
وأخرجه مطولا ابن خزيمة (١٦٣٤) والبيهقى٣/ ١١٦ - ١١٧ عن يحيى بن حبيب، به.
وقصة معاذ سلفت برقم (٧٩٠)، ومختصرة برقم (٥٩٩) و (٦٠٠).
عون المعبود على شرح سنن أبي داود: أبي الطيب محمد شمس الحق العظيم آبادي
( كَيْف تَقُول فِي الصَّلَاة ) : أَيْ مَا تَدْعُو فِي صَلَاتك ( قَالَ ) : الرَّجُل ( أَتَشَهَّد ) : هُوَ تَفَعُّل مِنْ الشَّهَادَة يُرِيد تَشَهُّد الصَّلَاة وَهُوَ التَّحِيَّات , سُمِّيَ تَشَهُّدًا لِأَنَّ فِيهِ شَهَادَة أَنْ لَا إِلَه إِلَّا اللَّه وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُول اللَّه ( أَمَّا ) : فَتْح الْهَمْزَة وَتَشْدِيد الْمِيم ( إِنِّي لَا أُحْسِن ) : مِنْ الْإِحْسَان أَيْ لَا أَعْرِف وَلَا أَدْرِي وَلَا أَعْمَل قَالَ الْجَوْهَرِيّ : هُوَ يُحْسِن الشَّيْء أَيْ يَعْمَلهُ اِنْتَهَى ( دَنْدَنَتك ) : بِدَالَيْنِ مَفْتُوحَيْنِ وَنُونَيْنِ هِيَ أَنْ يَتَكَلَّم الرَّجُل بِالْكَلَامِ تُسْمَع نَغْمَته وَلَا يُفْهَم وَهِيَ أَرْفَع مِنْ الْهَيْنَمَة قَلِيلًا.
قَالَهُ فِي النِّهَايَة.
وَقَالَ الْخَطَّابِيُّ : الدَّنْدَنَة قِرَاءَة مُبْهَمَة غَيْر مَفْهُومَة وَالْهَيْنَمَة مِثْلهَا أَوْ نَحْوهَا.
اِنْتَهَى ( وَلَا ) : أَعْرِف وَلَا أَدْرِي ( دَنْدَنَة مُعَاذ ) : أَيْ لَا أَدْرِي مَا تَدْعُو بِهِ أَنْتَ يَا رَسُول اللَّه وَمَا يَدْعُو بِهِ مُعَاذ إِمَامنَا وَلَا أَعْرِف دُعَاءَك الْخَفِيّ الَّذِي تَدْعُو بِهِ فِي الصَّلَاة وَلَا صَوْت مُعَاذ وَلَا أَقْدِر عَلَى نَظْم أَلْفَاظ الْمُنَاحَاة مِثْلك وَمِثْل مُعَاذ.
وَإِنَّمَا ذَكَرَ الرَّجُل الصَّحَابِيّ مُعَاذًا وَاَللَّه أَعْلَم لِأَنَّهُ كَانَ مِنْ قَوْم مُعَاذ أَوْ هُوَ مِمَّنْ كَانَ يُصَلِّي خَلْف مُعَاذ.
وَيَدُلّ عَلَيْهِ أَنَّ جَابِر بْن عَبْد اللَّه ذَكَرَ قِصَّة الرَّجُل مَعَ قِصَّة إِمَامَة مُعَاذ كَمَا يَأْتِي بَعْد ذَلِكَ.
وَالْحَاصِل أَيْ إِنِّي أَسْمَع صَوْتك وَصَوْت مُعَاذ وَلَكِنْ لَا أَفْهَم ( حَوْلهَا ) : بِالْإِفْرَادِ , هَكَذَا فِي نُسَخ الْكِتَاب , وَهَكَذَا فِي سُنَن اِبْن مَاجَهْ فِي الْمَوْضِعَيْنِ.
وَقَالَ الْمُنَاوِيّ فِي فَتْح الْقَدِير : حَوْلهَا يَعْنِي الْجَنَّة.
كَذَا هُوَ بِخَطِّ السُّيُوطِيّ , وَمَا فِي نُسَخ الْجَامِع الصَّغِير مِنْ أَنَّهُ حَوْلهمَا تَحْرِيف , وَإِنْ كَانَ رِوَايَة.
اِنْتَهَى.
( نُدَنْدِن ) : وَفِي الرِّوَايَة الْآتِيَة " حَوْل هَاتَيْنِ " قَالَ اِبْن الْأَثِير حَوْلهمَا نُدَنْدِن , وَالضَّمِير فِي حَوْلهمَا لِلْجَنَّةِ وَالنَّار أَيْ حَوْلهمَا نُدَنْدِن وَفِي طَلَبهمَا , وَمِنْهُ دَنْدَنَ الرَّجُل إِذَا اِخْتَلَفَ فِي مَكَان وَاحِد مَجِيئًا وَذَهَابًا.
وَأَمَّا عَنْهُمَا نُدَنْدِن فَمَعْنَاهُ أَنَّ دَنْدَنَتنَا صَادِرَة عَنْهُمَا وَكَائِنَة بِسَبَبِهِمَا.
اِنْتَهَى.
وَقَالَ الْمُنَاوِيُّ فِي فَتْح الْقَدِير : أَيْ مَا نُدَنْدِن إِلَّا حَوْل طَلَب الْجَنَّة وَالتَّعَوُّذ مِنْ النَّار , وَضَمِير حَوْلهمَا لِلْجَنَّةِ وَالنَّار , فَالْمُرَاد مَا نُدَنْدِن إِلَّا لِأَجْلِهِمَا.
فَالْحَقِيقَة لَا مُبَايَنَة بَيْن مَا نَدْعُو بِهِ وَبَيْن دُعَائِك اِنْتَهَى.
قَالَ السُّيُوطِيُّ : أَيْ حَوْل الْجَنَّة وَالنَّار نُدَنْدِن , وَإِنَّمَا نَسْأَل الْجَنَّة وَنَتَعَوَّذ مِنْ النَّار كَمَا تَفْعَل.
قَالَهُ تَوَاضُعًا وَتَأْنِيسًا لَهُ.
( ذَكَرَ قِصَّة مُعَاذ ) : أَيْ ذَكَرَ جَابِر قِصَّة مُعَاذ الْمَذْكُورَة آنِفًا ( حَوْل هَاتَيْنِ أَوْ نَحْو هَذَا ) : شَكّ مِنْ الرَّاوِي أَيْ قَالَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَفْظ " حَوْل هَاتَيْنِ " أَوْ لَفْظًا آخَر فِي مَعْنَاهُ , وَالْمَعْنَى أَنِّي وَمُعَاذ حَوْل هَاتَيْنِ أَيْ الْجَنَّة وَالنَّار نُدَنْدِن أَيْ نَحْنُ أَيْضًا نَدْعُو اللَّه بِدُخُولِ الْجَنَّة وَنَعُوذ بِهِ مِنْ النَّار.
وَمَا فِي إِنْجَاح الْحَاجَة حَوْلهمَا نُدَنْدِن أَيْ حَوْل هَذَيْنِ الدُّعَائَيْنِ مِنْ طَلَب الْجَنَّة وَالِاسْتِعَاذَة مِنْ النَّار , فَهَذِهِ الرِّوَايَة تَدْفَع هَذَا التَّأْوِيل وَاَللَّه أَعْلَم.
حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ عَنْ زَائِدَةَ عَنْ سُلَيْمَانَ عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ, قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لِرَجُلٍ كَيْفَ تَقُولُ فِي الصَّلَاةِ قَالَ أَتَشَهَّدُ وَأَقُولُ اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْجَنَّةَ وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ النَّارِ أَمَا إِنِّي لَا أُحْسِنُ دَنْدَنَتَكَ وَلَا دَنْدَنَةَ مُعَاذٍ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: حَوْلَهَا نُدَنْدِنُ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ حَبِيبٍ حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ الْحَارِثِ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَجْلَانَ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ مِقْسَمٍ عَنْ جَابِرٍ ذَكَرَ قِصَّةَ مُعَاذٍ قَالَ وَقَالَ يَعْنِي النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِلْفَتَى كَيْفَ تَصْنَعُ يَا ابْنَ أَخِي إِذَا صَلَّيْتَ قَالَ أَقْرَأُ بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ وَأَسْأَلُ اللَّهَ الْجَنَّةَ وَأَعُوذُ بِهِ مِنْ النَّارِ وَإِنِّي لَا أَدْرِي مَا دَنْدَنَتُكَ وَلَا دَنْدَنَةُ مُعَاذٍ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنِّي وَمُعَاذًا حَوْلَ هَاتَيْنِ أَوْ نَحْوَ هَذَا
عن أبي هريرة، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إذا صلى أحدكم للناس فليخفف فإن فيهم الضعيف والسقيم والكبير، وإذا صلى لنفسه فليطول ما شاء»
عن أبي هريرة، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إذا صلى أحدكم للناس فليخفف فإن فيهم السقيم والشيخ الكبير وذا الحاجة»
عن عمار بن ياسر، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إن الرجل لينصرف وما كتب له إلا عشر صلاته تسعها ثمنها سبعها سدسها خمسها ربعها ثلثها نصفه...
أن أبا هريرة، قال: «في كل صلاة يقرأ فما أسمعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أسمعناكم وما أخفى علينا أخفينا عليكم»
عن أبي قتادة، قال: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي بنا فيقرأ في الظهر والعصر في الركعتين الأوليين بفاتحة الكتاب وسورتين، ويسمعنا الآية أحيانا و...
عن أبي معمر، قال: قلنا لخباب، هل كان رسول الله صلى الله عليه وسلم: يقرأ في الظهر والعصر؟ قال: نعم، قلنا بم كنتم تعرفون ذاك؟ قال: «باضطراب لحيته»
عن عبد الله بن أبي أوفى، أن النبي صلى الله عليه وسلم «كان يقوم في الركعة الأولى من صلاة الظهر حتى لا يسمع وقع قدم»
عن جابر بن سمرة، قال: قال عمر لسعد: قد شكاك الناس في كل شيء حتى في الصلاة قال: أما أنا «فأمد في الأوليين، وأحذف في الأخريين، ولا آلو ما اقتديت به من...
عن أبي سعيد الخدري، قال: «حزرنا قيام رسول الله صلى الله عليه وسلم في الظهر والعصر فحزرنا قيامه في الركعتين الأوليين من الظهر قدر ثلاثين آية قدر الم تن...