حديث الرسول ﷺ الإجازة تواصل معنا
الحديث النبوي

أمرنا أن نسبغ الوضوء، وأن لا نأكل الصدقة، وأن لا ننزي الحمار على الفرس - سنن أبي داود

سنن أبي داود | أبواب تفريع استفتاح الصلاة باب قدر القراءة في صلاة الظهر والعصر (حديث رقم: 808 )


808- حدثنا عبد الله بن عبيد الله، قال: دخلت على ابن عباس، في شباب من بني هاشم فقلنا لشاب منا: سل ابن عباس أكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ في الظهر والعصر؟ فقال: لا، لا، فقيل له: فلعله كان يقرأ في نفسه، فقال: خمشا هذه شر من الأولى، كان عبدا مأمورا بلغ ما أرسل به وما اختصنا دون الناس بشيء إلا بثلاث خصال «أمرنا أن نسبغ الوضوء، وأن لا نأكل الصدقة، وأن لا ننزي الحمار على الفرس»



إسناده صحيح.
عبد الوارث: هو ابن سيد العنبرى.
وأخرجه الترمذي (1796)، والنسائي في "الكبرى" (137) و (4406)، وابن ماجه (426) من طريقين عن أبي جهضم موسي بن سالم، بهذا الإسناد.
ولم يذكر قصة القراءة في الظهر والعصر إلا النسائي في الموضع الثاني، ورواية ابن ماجه مختصرة بالأمر بإسباغ الوضوء.
وهو في "مسند أحمد" (1977) و (2238).
قوله: "خمشا" قال الخطابي: دعاء عليه بان يخمش وجهه أو جلده.
وقوله: "وأن لا ننزي الحمار على الفرس" أي: لا نحمله عليها للنسل، لأنه بذلك يقل عددها وينقطع نماؤها وتتعطل منافعها كالركوب والركض والجهاد وإحراز الغنائم وغيرها من المنافع مما ليس في البغل.

شرح حديث (أمرنا أن نسبغ الوضوء، وأن لا نأكل الصدقة، وأن لا ننزي الحمار على الفرس)

عون المعبود على شرح سنن أبي داود: أبي الطيب محمد شمس الحق العظيم آبادي

‏ ‏( فِي شَبَاب ) ‏ ‏: جَمْع شَابّ وَهُوَ مَنْ بَلَغَ إِلَى ثَلَاثِينَ سَنَة وَلَا يُجْمَع فَاعِل عَلَى فَعَال غَيْره ‏ ‏( سَلْ ) ‏ ‏: أَمْر مِنْ السُّؤَال ‏ ‏( فَقَالَ لَا ) ‏ ‏: أَعْلَم أَنَّ اِبْن عَبَّاس رَضِيَ اللَّه عَنْهُ كَانَ يَشُكّ فِي الْقِرَاءَة فِي السِّرِّيَّة تَارَة وَيَنْفِيهَا أُخْرَى وَرُبَّمَا أَثْبَتَهَا.
أَمَّا نَفْيه فَفِي هَذِهِ الرِّوَايَة وَأَمَّا شَكّه فَفِي الرِّوَايَة الْآتِيَة وَأَمَّا إِثْبَاتهَا فَمَا رَوَاهُ أَيُّوب عَنْ أَبِي الْعَالِيَة الْبَرَاء قَالَ سَأَلْت اِبْن عَبَّاس أَقْرَأ فِي الظُّهْر وَالْعَصْر ؟ قَالَ هُوَ إِمَامك اِقْرَأْ مِنْهُ بِأَقَلّ أَوْ أَكْثَر أَخْرَجَهُ اِبْن الْمُنْذِر وَالطَّحَاوِيّ وَغَيْرهمَا.
وَقَدْ أَثْبَتَ قِرَاءَته فِيهِمَا خَبَّاب وَأَبُو قَتَادَة فَرِوَايَتهمْ مُقَدَّمَة عَلَى مَنْ نَفَى فَضْلًا عَلَى مَنْ شَكَّ ‏ ‏( فَقَالَ خَمْشًا ) ‏ ‏قَالَ الْخَطَّابِيُّ دُعَاء عَلَيْهِ أَنْ يُخْمَش وَجْهه أَوْ جِلْده كَمَا قَالَ جَدْعًا لَهُ وَصَلْبًا وَطَعْنًا وَنَحْو ذَلِكَ مِنْ الدُّعَاء بِالسُّوءِ اِنْتَهَى.
‏ ‏قُلْت : وَهُوَ مَنْصُوب بِفِعْلِ لَا يَظْهَر قَالَهُ فِي النِّهَايَة.
وَالْخَمْش مَعْنَاهُ بِالْفَارِسِيَّةِ خراشيدن ‏ ‏( أَنْ نُسْبِغ الْوُضُوء ) ‏ ‏: مِنْ الْإِسْبَاغ وَهُوَ فِي اللُّغَة الْإِتْمَام وَمِنْهُ دِرْع سَابِغ أَيْ أَنْ نُتِمّهُ وَلَا نَتْرُك شَيْئًا مِنْ فَرَائِضه وَسُنَنه ‏ ‏( وَأَنْ لَا نَأْكُل الصَّدَقَة ) ‏ ‏: لِأَنَّهَا لَا تَحِلّ لِآلِ مُحَمَّد صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏( وَأَنْ لَا نُنْزِي الْحِمَار عَلَى الْفَرَس ) ‏ ‏: أَيْ لِأَنَّهَا لَا نَحْمِلهَا عَلَيْهَا لِلنَّسْلِ , يُقَال نَزَا الذَّكَر عَلَى الْأُنْثَى رَكِبَهُ وَأَنْزَيْته أَنَا , وَلَعَلَّ الْمَعْنَى فِيهِ أَنَّهُ يَقِلّ عَدَدهَا وَانْقَطَعَ نَمَاؤُهَا وَتَعَطَّلَتْ مَنَافِعهَا , وَالْخَيْل لِلرُّكُوبِ وَالرَّكْض وَالطَّلَب وَالْجِهَاد وَإِحْرَاز الْغَنَائِم وَالْأَكْل وَغَيْرهَا مِنْ الْمَنَافِع مِمَّا لَيْسَ فِي الْبَغْل.
وَاعْلَمْ أَنَّهُ يُشْكِل الِاخْتِصَاص فِي الْإِسْبَاغ وَالْإِنْزَاء فَإِنَّ الْأَوَّل : مُسْتَحَبّ أُمِرَ بِهِ كُلّ وَاحِد وَالثَّانِي : مَكْرُوه نُهِيَ عَنْهُ كُلّ وَاحِد , نَعَمْ حُرْمَة أَكْل الصَّدَقَة مَخْصُوص بِأَهْلِ الْبَيْت وَيُجَاب بِأَنَّ الْمُرَاد الْإِيجَاب وَهُوَ مُخْتَصّ بِهِمْ أَوْ الْمُرَاد الْحَثّ عَلَى الْمُبَالَغَة وَالتَّأْكِيد فِي ذَلِكَ , وَقِيلَ هَذَا كَقَوْلِ عَلِيّ رَضِيَ اللَّه عَنْهُ إِلَّا فِي هَذِهِ الصَّحِيفَة فَالْمَقْصُود نَفْي الِاخْتِصَاص وَالِاسْتِيثَار بِشَيْءٍ مِنْ الْأَحْكَام لِأَنَّ هَذِهِ الْأَشْيَاء لَيْسَتْ مَخْصُوصَة بِهِمْ.
كَذَا فِي اللُّمَعَاتِ.
قَالَ الْمُنْذِرِيُّ : وَأَخْرَجَهُ النَّسَائِيُّ.
‏ ‏قُلْت : وَالتِّرْمِذِيّ أَيْضًا مُخْتَصَرًا وَقَالَ هَذَا حَدِيث حَسَن صَحِيح.


الحديث بالسند الكامل مع التشكيل

‏ ‏حَدَّثَنَا ‏ ‏مُسَدَّدٌ ‏ ‏حَدَّثَنَا ‏ ‏عَبْدُ الْوَارِثِ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏مُوسَى بْنِ سَالِمٍ ‏ ‏حَدَّثَنَا ‏ ‏عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ ‏ ‏قَالَ ‏ ‏دَخَلْتُ عَلَى ‏ ‏ابْنِ عَبَّاسٍ ‏ ‏فِي شَبَابٍ مِنْ ‏ ‏بَنِي هَاشِمٍ ‏ ‏فَقُلْنَا لِشَابٍّ مِنَّا سَلْ ‏ ‏ابْنَ عَبَّاسٍ ‏ ‏أَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏يَقْرَأُ فِي الظُّهْرِ وَالْعَصْرِ فَقَالَ لَا لَا فَقِيلَ لَهُ فَلَعَلَّهُ كَانَ يَقْرَأُ فِي نَفْسِهِ فَقَالَ ‏ ‏خَمْشًا ‏ ‏هَذِهِ شَرٌّ مِنْ الْأُولَى كَانَ عَبْدًا مَأْمُورًا بَلَّغَ مَا أُرْسِلَ بِهِ وَمَا اخْتَصَّنَا دُونَ النَّاسِ بِشَيْءٍ إِلَّا بِثَلَاثِ خِصَالٍ ‏ ‏أَمَرَنَا أَنْ ‏ ‏نُسْبِغَ الْوُضُوءَ ‏ ‏وَأَنْ لَا نَأْكُلَ الصَّدَقَةَ وَأَنْ لَا ‏ ‏نُنْزِيَ ‏ ‏الْحِمَارَ عَلَى الْفَرَسِ ‏

كتب الحديث النبوي الشريف

أحاديث أخرى من سنن أبي داود

كان عمر ينهى أن يدخل من باب النساء

عن نافع، أن عمر بن الخطاب، «كان ينهى أن يدخل من باب النساء»

فأرة وقعت في سمن فقال ألقوا ما حولها وكلوا

عن ميمونة، أن فأرة، وقعت، في سمن فأخبر النبي صلى الله عليه وسلم فقال: «ألقوا ما حولها وكلوا»

إذا كان الدرع سابغا يغطي ظهور قدميها

عن أم سلمة، أنها سألت النبي صلى الله عليه وسلم: أتصلي المرأة في درع وخمار ليس عليها إزار؟، قال: «إذا كان الدرع سابغا يغطي ظهور قدميها»

يا رسول الله كيف نصلي عليك؟

عن عمرو بن سليم الزرقي، أنه قال: أخبرني أبو حميد الساعدي، أنهم قالوا: يا رسول الله، كيف نصلي عليك؟ قال: " قولوا: اللهم صل على محمد، وأزواجه، وذريته،...

إذا انصرفت من صلاة المغرب فقل اللهم أجرني من النار...

عن مسلم بن الحارث التميمي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، أنه أسر إليه فقال: " إذا انصرفت من صلاة المغرب فقل: اللهم أجرني من النار سبع مرات، فإنك إذا...

المراء في القرآن كفر

عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «المراء في القرآن كفر»

اعتزلها حتى تكفر عنك

حدثنا إسحق بن إسمعيل الطالقاني حدثنا سفيان حدثنا الحكم بن أبان عن عكرمة أن رجلا ظاهر من امرأته ثم واقعها قبل أن يكفر فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فأ...

ما من رجل يكون في قوم يعمل فيهم بالمعاصي

عن جرير، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «ما من رجل يكون في قوم يعمل فيهم بالمعاصي، يقدرون على أن يغيروا عليه، فلا يغيروا، إلا أصابهم الل...

أتاه وهو في مشربة له فقال السلام عليك يا رسول الله

عن عمر، أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم وهو في مشربة له فقال: «السلام عليك يا رسول الله السلام عليكم أيدخل عمر»