1045- عن أنس، " أن النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه كانوا يصلون نحو بيت المقدس، فلما نزلت هذه الآية: {فول وجهك شطر المسجد الحرام وحيث ما كنتم فولوا وجوهكم شطره} [البقرة: 144]، فمر رجل من بني سلمة، فناداهم وهم ركوع في صلاة الفجر نحو بيت المقدس: ألا إن القبلة قد حولت إلى الكعبة، مرتين، فمالوا كما هم ركوع إلى الكعبة "
إسناده صحيح.
ثابت: هو ابن أسلم البناني، وحميد: هو ابن أبي حميد الطويل، وحماد: هو ابن سلمة.
وأخرجه مسلم (527)، والنسائي في "الكبرى" (10941) من طريق حماد بن سلمة، عن ثابت وحده، عن أنس.
وهو في "مسند أحمد" (14034).
قال الخطابي: فيه من العلم أن ما مضى من صلاتهم كان جائزا ولولا جوازه لم يجز البناء عليه.
وفيه دليل على أن كل شيء له أصل صحيح في التعبد ثم طرأ عليه الفساد قبل أن يعلم صاحبه به فإن الماضي منه صحيح، وذلك مثل أن يجد المصلي بثوبه نجاسة لم يكن علمها حتى صلى ركعة، فإنه إذا رأى الخاسة ألقاها عن نفسه وبنى على ما مضى من صلاته، وكذلك هذا في المعاملات، فلو وكل رجل رجلا فباع الوكيل واشترى ثم عزله بعد أيام، فإن عقوده التي عقدها قبل بلوغ الخبر إليه صحيحة.
وفيه دليل على وجوب قبول أخبار.
الآحاد.
عون المعبود على شرح سنن أبي داود: أبي الطيب محمد شمس الحق العظيم آبادي
( كَانُوا يُصَلُّونَ ) : قَالَ الْبَغَوِيُّ فِي الْمَعَالِم : إِنَّ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ أَوَّل مَا قَدِمَ الْمَدِينَة نَزَلَ عَلَى أَجْدَاده أَوْ أَخْوَاله مِنْ الْأَنْصَار وَأَنَّهُ صَلَّى قِبَل بَيْت الْمَقْدِس سِتَّة عَشَر أَوْ سَبْعَة عَشَر شَهْرًا , وَكَانَ يُعْجِبهُ أَنْ يَكُون قِبْلَته قِبَل الْبَيْت وَأَنَّهُ صَلَّى أَوَّل صَلَاة صَلَّاهَا صَلَاة الْعَصْر وَصَلَّى مَعَهُ قَوْم فَخَرَجَ رَجُل مِمَّنْ صَلَّى مَعَهُ فَمَرَّ عَلَى أَهْل مَسْجِد وَهُمْ رَاكِعُونَ فَقَالَ أَشْهَد بِاَللَّهِ لَقَدْ صَلَّيْت مَعَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قِبَل مَكَّة فَدَارُوا كَمَا هُمْ قِبَل الْبَيْت.
وَكَانَ تَحْوِيل الْقِبْلَة فِي رَجَب بَعْد زَوَال الشَّمْس قَبْل قِتَال بَدْر بِشَهْرَيْنِ ( مِنْ بَنِي سَلِمَة ) : بِكَسْرِ اللَّام غَيْر هَذَا ( وَهُمْ رُكُوع ) : جَمْع رَاكِع ( فَمَالُوا كَمَا هُمْ ) : أَيْ اِنْصَرَفُوا كَمَا كَانُوا رَاكِعِينَ.
قَالَ الْخَطَّابِيُّ : فِيهِ مِنْ الْعِلْم أَنَّ مَا مَضَى مِنْ صَلَاتهمْ كَانَ جَائِزًا وَلَوْلَا جَوَازه لَمْ يَجُزْ الْبِنَاء عَلَيْهِ , وَفِيهِ دَلِيل عَلَى أَنَّ كُلّ شَيْء لَهُ أَصْل صَحِيح فِي التَّعَبُّد ثُمَّ طَرَأَ عَلَيْهِ الْفَسَاد قَبْل أَنْ يَعْلَم صَاحِبه فَإِنَّ الْمَاضِي مِنْهُ صَحِيح , وَذَلِكَ مِثْل أَنْ يَجِد الْمُصَلِّي نَجَاسَة بِثَوْبِهِ لَمْ يَكُنْ عَلِمَهَا حَتَّى صَلَّى رَكْعَة فَإِنَّهُ إِذَا رَأَى النَّجَاسَة أَلْقَاهَا عَلَى نَفْسه وَبَنَى عَلَى مَا مَضَى مِنْ صَلَاته , وَكَذَلِكَ فِي الْمُعَامَلَات , فَلَوْ وَكَّلَ وَكِيلًا فَبَاعَ الْوَكِيل وَاشْتَرَى ثُمَّ عَزَلَهُ بَعْد أَيَّام فَإِنَّ عُقُوده الَّتِي عَقَدَهَا قَبْل بُلُوغ الْخَبَر إِيَّاهُ صَحِيحَة.
وَفِيهِ دَلِيل عَلَى وُجُوب قَبُول أَخْبَارِ الْآحَاد.
وَقَالَ النَّوَوِيُّ : فِيهِ دَلِيل عَلَى جَوَاز النَّسْخ وَوُقُوعه.
وَفِيهِ قَبُول خَبَر الْوَاحِد وَأَنَّ النَّسْخ لَا يَثْبُت فِي حَقّ الْمُكَلَّف حَتَّى يَبْلُغَهُ.
وَقَوْله بِبَيْتِ الْمَقْدِس فِيهِ لُغَتَانِ مَشْهُورَتَانِ.
إِحْدَاهُمَا فَتْح الْمِيم وَإِسْكَان الْقَاف , وَالثَّانِيَة ضَمُّ الْمِيم وَفَتْح الْقَاف.
وَأَصْل الْمَقْدِس التَّقْدِيس مِنْ التَّطْهِيرِ اِنْتَهَى.
قَالَ الْمُنْذِرِيُّ : وَأَخْرَجَهُ مُسْلِم وَالنَّسَائِيُّ وَاللَّهُ أَعْلَمُ.
حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَعِيلَ حَدَّثَنَا حَمَّادٌ عَنْ ثَابِتٍ وَحُمَيْدٍ عَنْ أَنَسٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَصْحَابَهُ كَانُوا يُصَلُّونَ نَحْوَ بَيْتِ الْمَقْدِسِ فَلَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ { فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ } فَمَرَّ رَجُلٌ مِنْ بَنِي سَلَمَةَ فَنَادَاهُمْ وَهُمْ رُكُوعٌ فِي صَلَاةِ الْفَجْرِ نَحْوَ بَيْتِ الْمَقْدِسِ أَلَا إِنَّ الْقِبْلَةَ قَدْ حُوِّلَتْ إِلَى الْكَعْبَةِ مَرَّتَيْنِ فَمَالُوا كَمَا هُمْ رُكُوعٌ إِلَى الْكَعْبَةِ
عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «خير يوم طلعت فيه الشمس يوم الجمعة، فيه خلق آدم، وفيه أهبط، وفيه تيب عليه، وفيه مات، وفيه تقوم ال...
عن أوس بن أوس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن من أفضل أيامكم يوم الجمعة، فيه خلق آدم، وفيه قبض، وفيه النفخة، وفيه الصعقة، فأكثروا علي من ا...
عن جابر بن عبد الله، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: «يوم الجمعة ثنتا عشرة - يريد - ساعة، لا يوجد مسلم يسأل الله عز وجل شيئا، إلا أتاه الله ع...
عن أبي بردة بن أبي موسى الأشعري، قال: قال لي عبد الله بن عمر: أسمعت أباك يحدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في شأن الجمعة - يعني الساعة -؟ قال: قلت:...
عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من توضأ فأحسن الوضوء، ثم أتى الجمعة فاستمع وأنصت غفر له ما بين الجمعة، إلى الجمعة، وزيادة ثلاثة...
حدثني عطاء الخراساني، عن مولى امرأته أم عثمان، قال: سمعت عليا، رضي الله عنه على منبر الكوفة يقول: " إذا كان يوم الجمعة، غدت الشياطين براياتها إلى الأس...
عن أبي الجعد الضمري، وكانت له صحبة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «من ترك ثلاث جمع تهاونا بها، طبع الله على قلبه»
عن سمرة بن جندب، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من ترك الجمعة من غير عذر، فليتصدق بدينار، فإن لم يجد فبنصف دينار»
عن قدامة بن وبرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من فاته الجمعة من غير عذر فليتصدق بدرهم، أو نصف درهم، أو صاع حنطة، أو نصف صاع»