1206- أن معاذ بن جبل، أخبرهم، «أنهم خرجوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك، فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجمع بين الظهر والعصر، والمغرب والعشاء، فأخر الصلاة يوما، ثم خرج فصلى الظهر والعصر جميعا، ثم دخل، ثم خرج، فصلى المغرب والعشاء جميعا»
إسناده صحيح.
القعنبي: هو عبد الله بن مسلمة.
وهو في "موطأ مالك" 1/ 143 - 144، ومن طريقه أخرجه مسلم بإثر الحديث (2281/ 10)، والنسائي في "الكبرى" (1576)، وأخرجه مسلم (706) من طريق زهير وقرة بن خالد، وابن ماجه (1070) من طريق سفيان الثوري، أربعتهم (مالك وزهير وقرة والثوري) عن أبي الزبير، بهذا الإسناد.
وهو في "مسند أحمد" (22070)، و"صحيح ابن حبان" (1595).
وسيأتى بنحوه برقمي (1208) و (1220).
قال الإمام الخطابي في "معالم السنن" 1/ 262 - 263: في هذا بيان أن الجمع بين الصلاتين في غير يوم عرفة وغير المزدلفة جائز، وفيه أن الجمع بين الصلاتين لمن كان نازلا في السفر غير سائر جائز.
وقد اختلف الناس في الجمع بين الصلاتين في غير يوم عرفة بعرفة وبالمزدلفة فقال قوم: لا يجمع بين صلاتين، ويصلي كل واحدة منهما في وقتها، يروى ذلك عن إبراهيم النخعي، وحكاه عن أصحاب عبد الله بن مسعود، وكان الحسن ومكحول يكرهان الجمع في السفر بين الصلاتين.
وقال أصحاب الرأي: إذا جمع بين الصلاتين في السفر، أخر الظهر إلى آخر وقتها، وعجل العصر في أول وقتها، ولا يجمع بين الصلاتين في وقت إحداهما، ورووا عن سعد بن أبي وقاص: أنه كان يجمع بينهما كذلك.
وقال كثير من أهل العلم: يجمع بين الصلاتين في وقت إحداهما، إن شاء قدم العصر، وإن شاء أخر الظهر على ظاهر الأخبار المروية في هذا الباب، هذا قول ابن عباس وعطاء بن أبي رباح، وسالم بن عبد الله وطاووس ومجاهد، وبه قال من الفقهاء الشافعي وإسحاق بن راهويه، وقال أحمد بن حنبل: إن فعل لم يكن به بأس.
عون المعبود على شرح سنن أبي داود: أبي الطيب محمد شمس الحق العظيم آبادي
( فَكَانَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَجْمَع بَيْن الظُّهْر وَالْعَصْر ) إِلَخْ : قَالَ الْخَطَّابِيُّ : فِي هَذَا بَيَان وَاضِح أَنَّ الْجَمْع بَيْن الصَّلَاتَيْنِ فِي غَيْر يَوْم عَرَفَة , وَبِغَيْرِ الْمُزْدَلِفَة جَائِز , وَفِيهِ أَنَّ الْجَمْع بَيْن الصَّلَاتَيْنِ لِمَنْ كَانَ نَازِلًا فِي السَّفَر غَيْر سَائِر جَائِز.
وَقَدْ اِخْتَلَفَ النَّاس فِي الْجَمْع بَيْن الصَّلَاتَيْنِ فِي غَيْر يَوْم عَرَفَة بِعَرَفَة وَالْمُزْدَلِفَة فَقَالَ قَوْم لَا يَجْمَع بَيْن الصَّلَاتَيْنِ فَيُصَلِّي كُلّ وَاحِدَة مِنْهُمَا فِي وَقْتهَا , رَوَى ذَلِكَ عَنْ إِبْرَاهِيم النَّخَعِيِّ وَحَكَاهُ عَنْ أَصْحَاب عَبْد اللَّه , وَكَانَ الْحَسَن وَمَكْحُول يَكْرَهَانِ الْجَمْع فِي السَّفَر بَيْن الصَّلَاتَيْنِ.
وَقَالَ أَصْحَاب الرَّأْي إِذَا جَمَعَ بَيْن الصَّلَاتَيْنِ فِي السَّفَر أَخَّرَ الظُّهْر إِلَى آخِر وَقْتهَا وَعَجَّلَ الْعَصْر فِي أَوَّل وَقْتهَا , فَلَا يَجْمَع بَيْن الصَّلَاتَيْنِ فِي وَقْت إِحْدَاهُمَا.
وَرُوِيَ عَنْ سَعْد بْن أَبِي وَقَّاص أَنَّهُ كَانَ يَجْمَع بَيْنهمَا كَذَلِكَ.
وَقَالَ كَثِير مِنْ أَهْل الْعِلْم يَجْمَع بَيْن الصَّلَاتَيْنِ فِي وَقْت إِحْدَاهُمَا إِنْ شَاءَ قَدَّمَ الْعَصْر وَإِنْ شَاءَ أَخَّرَ الظُّهْر عَلَى ظَاهِر الْأَخْبَار الْمَرْوِيَّة فِي هَذَا الْبَاب.
هَذَا قَوْل اِبْن عَبَّاس وَعَطَاء بْن أَبِي رَبَاح وَسَالِم بْن عَبْد اللَّه وَطَاوُس وَمُجَاهِد , وَبِهِ قَالَ الشَّافِعِيّ وَإِسْحَاق بْن رَاهْوَيْهِ.
وَقَالَ أَحْمَد بْن حَنْبَل : إِنْ فَعَلَ ذَلِكَ لَمْ يَكُنْ بِهِ بَأْس.
قَالَ الْخَطَّابِيُّ : فَدَلَّ عَلَى صِحَّة مَا ذَهَبَ إِلَيْهِ هَؤُلَاءِ حَدِيث اِبْن عُمَر وَأَنَس عَنْ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , وَقَدْ ذَكَرَهُمَا أَبُو دَاوُدَ فِي هَذَا الْبَاب اِنْتَهَى قَالَ الْمُنْذِرِيُّ : وَأَخْرَجَهُ مُسْلِم وَالنَّسَائِيّ وَابْن مَاجَهْ.
حَدَّثَنَا الْقَعْنَبِيُّ عَنْ مَالِكٍ عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ الْمَكِّيِّ عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ عَامِرِ بْنِ وَاثِلَةَ أَنَّ مُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ أَخْبَرَهُمْ أَنَّهُمْ خَرَجُوا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي غَزْوَةِ تَبُوكَ فَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَجْمَعُ بَيْنَ الظُّهْرِ وَالْعَصْرِ وَالْمَغْرِبِ وَالْعِشَاءِ فَأَخَّرَ الصَّلَاةَ يَوْمًا ثُمَّ خَرَجَ فَصَلَّى الظُّهْرَ وَالْعَصْرَ جَمِيعًا ثُمَّ دَخَلَ ثُمَّ خَرَجَ فَصَلَّى الْمَغْرِبَ وَالْعِشَاءَ جَمِيعًا
أن ابن عمر، استصرخ على صفية وهو بمكة، فسار حتى غربت الشمس، وبدت النجوم، فقال: «إن النبي صلى الله عليه وسلم، كان إذا عجل به أمر في سفر، جمع بين هاتين ا...
عن معاذ بن جبل، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان في غزوة تبوك إذا زاغت الشمس قبل أن يرتحل، جمع بين الظهر والعصر، وإن يرتحل قبل أن تزيغ الشمس، أخر ا...
عن ابن عمر، قال: «ما جمع رسول الله صلى الله عليه وسلم بين المغرب والعشاء قط في السفر إلا مرة»
عن عبد الله بن عباس، قال: «صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم الظهر والعصر جميعا، والمغرب والعشاء جميعا، في غير خوف، ولا سفر» قال: قال مالك: «أرى ذلك كا...
عن ابن عباس، قال: «جمع رسول الله صلى الله عليه وسلم بين الظهر والعصر، والمغرب والعشاء بالمدينة من غير خوف، ولا مطر»
عن نافع، وعبد الله بن واقد، أن مؤذن ابن عمر، قال: الصلاة، قال: سر سر، حتى إذا كان قبل غيوب الشفق نزل فصلى المغرب، ثم انتظر حتى غاب الشفق وصلى العشاء،...
عن ابن عباس، قال: «صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمدينة ثمانيا وسبعا، الظهر والعصر، والمغرب والعشاء»
عن جابر، «أن رسول الله صلى الله عليه وسلم غابت له الشمس بمكة، فجمع بينهما بسرف» (1) 1216- عن هشام بن سعد، قال: بينهما عشرة أميال يعني بين م...
عن الليث، قال: قال ربيعة: يعني كتب إليه، حدثني عبد الله بن دينار، قال: غابت الشمس وأنا عند عبد الله بن عمر، فسرنا، فلما رأيناه قد أمسى، قلنا: الصلاة،...