8277-
عن سليمان بن يسار، قال: تفرج الناس عن أبي هريرة، فقال له ناتل الشامي: أيها الشيخ، حدثنا حديثا سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم.
قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " إن أول الناس يقضى فيه يوم القيامة ثلاثة: رجل استشهد، فأتي به فعرفه نعمه، فعرفها، فقال: فما عملت فيها؟ قال: قاتلت فيك حتى قتلت.
قال: كذبت، ولكنك قاتلت ليقال: هو جريء، فقد قيل.
ثم أمر به فسحب على وجهه حتى ألقي في النار.
ورجل تعلم العلم وعلمه وقرأ القرآن، فأتي به فعرفه نعمه، فعرفها، فقال: ما عملت فيها؟ قال: تعلمت فيك العلم وعلمته، وقرأت فيك القرآن.
فقال: كذبت، ولكنك تعلمت ليقال:
هو عالم، فقد قيل، وقرأت القرآن ليقال: هو قارئ، فقد قيل.
ثم أمر به، فسحب على وجهه حتى ألقي في النار.
ورجل وسع الله عليه وأعطاه من أصناف المال كله، فأتي به فعرفه نعمه فعرفها، فقال: ما عملت فيها؟ قال: ما تركت من سبيل تحب أن ينفق فيها إلا أنفقت فيها لك.
قال: كذبت، ولكنك فعلت ليقال: هو جواد، فقد قيل.
ثم أمر به فسحب على وجهه حتى ألقي في النار "
إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير يونس بن يوسف، فمن رجال مسلم.
وأخرجه مسلم (١٩٠٥) من طريق الحجاج بن محمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه مسلم (١٩٠٥) ، والنسائي في "المجتبى" ٦/٢٣-٢٤، وفي "الكبرى" (٨٠٨٣) ، والبيهقي ٩/١٦٨ من طرق، عن ابن جريج، به.
وأخرجه بأطول مما هنا عبد الله بن المبارك في "الزهد" (٤٦٩) ، ومن طريقه البخاري في "خلق أفعال العباد" (٣٣٥) ، والترمذي (٢٣٨٢) ، والنسائي في الرقاق من "الكبرى" كما في "التحفة" ١٠/١١١، والطبري في "تفسيره" ١٢/١٣، وابن خزيمة (٢٤٨٢) ، وابن حبان (٤٠٨) ، والحاكم ١/٤١٨-٤١٩، وأبو نعيم في "الحلية" ٥/١٦٩، والبغوي (٤١٤٣) عن حيوة بن شريح، وأبو نعيم في "الحلية" من طريق الليث بن سعد، كلاهما عن الوليد بن أبي الوليد، عن عقبة بن مسلم، عن شفي، عن أبي هريرة.
قال الترمذي: حسن غريب، وصححه الحاكم، ووافقه الذهبي.
ورواية البخاري مختصرة.
ناتل الشامي الذي سأل أبا هريرة: هو ناتل بن قيس بن زيد الجذامي الشامي الفلسطيني، سيد جذام بالشام، كان أبوه قيس بن زيد ممن وفد على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وشهد ناتل صفين مع معاوية بن أبي سفيان، وكان يومئذ على لخم وجذام، خرج على عبد الملك بن مروان فبعث إليه عبد الملك عمرو بن سعيد الأشدق فقتله في سنة ست وستين.
انظر ترجمته في "تهذيب الكمال" ٢٩/٢٥٠.
حاشية السندي على مسند الإمام أحمد بن حنبل: أبي الحسن نور الدين محمد بن عبد الهادي
" إن أول الناس ": أي: المسلمين، ولا يخفى أنه قد جاء أنه يقضى أولا في الدماء، أو الصلاة، فلعل المراد أنهم أول من يقضى فيه من بين المرأتين، والمراد: أن أول أنواع الناس المسلمين ثلاثة أنواع .
" يقضى فيه ": في شأنه بالنار، والمراد: بيان استحقاقه لذلك، وإلا فقد جاء: ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء [النساء: 48]، وهذه الجملة قيل: صفة; لأن "الناس" نكرة معنى .
" فأتي به ": للحساب .
" فعرفه ": من التعريف.
" فعرفها ": من المعرفة .
" فيها ": أي: في شأنها وأداء شكرها .
" فيك ": أي: في رضاك، أو لأجل أمرك وإعلاء دينك .
" كذبت ": أي: في دعوى الإخلاص .
" ولكنك ": أي: وما قاتلت لذلك، ولكنك قاتلت ليقال: هو جريء، من الجرأة .
" نعمه ": قيل: لفظ النعمة بالإفراد أولا، وبالجمع في الأخيرين في "صحيح مسلم " وغيره، والله تعالى أعلم .
" تعلمت فيك ": أي: من أجلك .
حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ حَدَّثَنِي يُونُسُ بْنُ يُوسُفَ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ قَالَ تَفَرَّجَ النَّاسُ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ فَقَالَ لَهُ نَاتِلٌ الشَّامِيُّ أَيُّهَا الشَّيْخُ حَدِّثْنَا حَدِيثًا سَمِعْتَهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ إِنَّ أَوَّلَ النَّاسِ يُقْضَى فِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ثَلَاثَةٌ رَجُلٌ اسْتُشْهِدَ فَأُتِيَ بِهِ فَعَرَّفَهُ نِعَمَهُ فَعَرَفَهَا فَقَالَ وَمَا عَمِلْتَ فِيهَا قَالَ قَاتَلْتُ فِيكَ حَتَّى قُتِلْتُ قَالَ كَذَبْتَ وَلَكِنَّكَ قَاتَلْتَ لِيُقَالَ هُوَ جَرِيءٌ فَقَدْ قِيلَ ثُمَّ أَمَرَ بِهِ فَيُسْحَبُ عَلَى وَجْهِهِ حَتَّى أُلْقِيَ فِي النَّارِ وَرَجُلٌ تَعَلَّمَ الْعِلْمَ وَعَلَّمَهُ وَقَرَأَ الْقُرْآنَ فَأُتِيَ بِهِ لِيُعَرِّفَهُ نِعَمَهُ فَعَرَفَهَا فَقَالَ مَا عَمِلْتَ فِيهَا قَالَ تَعَلَّمْتُ فِيكَ الْعِلْمَ وَعَلَّمْتُهُ وَقَرَأْتُ فِيكَ الْقُرْآنَ فَقَالَ كَذَبْتَ وَلَكِنَّكَ تَعَلَّمْتَ لِيُقَالَ هُوَ عَالِمٌ فَقَدْ قِيلَ وَقَرَأْتَ الْقُرْآنَ لِيُقَالَ هُوَ قَارِئٌ فَقَدْ قِيلَ ثُمَّ أَمَرَ بِهِ فَيُسْحَبُ عَلَى وَجْهِهِ حَتَّى أُلْقِيَ فِي النَّارِ وَرَجُلٌ وَسَّعَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَعْطَاهُ مِنْ أَصْنَافِ الْمَالِ كُلِّهِ فَأُتِيَ بِهِ فَعَرَّفَهُ نِعَمَهُ فَعَرَفَهَا فَقَالَ مَا عَمِلْتَ فِيهَا قَالَ مَا تَرَكْتُ مِنْ سَبِيلٍ تُحِبُّ أَنْ يُنْفَقَ فِيهَا إِلَّا أَنْفَقْتُ فِيهَا لَكَ قَالَ كَذَبْتَ وَلَكِنَّكَ فَعَلْتَ ذَلِكَ لِيُقَالَ هُوَ جَوَّادٌ فَقَدْ قِيلَ ثُمَّ أَمَرَ بِهِ فَيُسْحَبُ عَلَى وَجْهِهِ حَتَّى أُلْقِيَ فِي النَّارِ
عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " منزلنا غدا إن شاء الله - إذا فتح الله - الخيف حيث تقاسموا على الكفر "
عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " يغفر الله للوط، إنه أوى إلى ركن شديد "
عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " بينما امرأتان معهما ابنان لهما، جاء الذئب فأخذ أحد الابنين، فتحاكمتا إلى داود، فقضى به للكبرى،...
عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " اختتن إبراهيم خليل الرحمن بعدما أتت عليه ثمانون سنة، واختتن بالقدوم " مخففة
عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " قال رجل: لأتصدقن الليلة بصدقة، فأخرج صدقته، فوضعها في يد زانية، فأصبحوا يتحدثون: تصدق الليلة عل...
عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " كل ابن آدم تأكله الأرض، إلا عجب الذنب، فإنه منه خلق، وفيه يركب "
عن أبي هريرة، قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم عمر على الصدقة، فقيل: منع ابن جميل وخالد بن الوليد والعباس عم النبي صلى الله عليه وسلم.<br> فقال ا...
عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " ما من خارج يخرج - يعني من بيته - إلا ببابه رايتان: راية بيد ملك، وراية بيد شيطان، فإن خرج لما يحب الل...
عن أبي هريرة، قال: " لعن رسول الله المحل، والمحلل له "