حديث الرسول ﷺ English أحاديث نبوية الإجازة تواصل معنا
الحديث النبوي

اللهم إني أعوذ بك من الهدم وأعوذ بك من التردي - سنن أبي داود

سنن أبي داود | باب تفريع أبواب الوتر  باب في الاستعاذة (حديث رقم: 1552 )


1552- عن أبي اليسر، أن رسول صلى عليه وسلم كان يدعو: «اللهم إني أعوذ بك من الهدم، وأعوذ بك من التردي، وأعوذ بك من الغرق، والحرق، والهرم، وأعوذ بك أن يتخبطني الشيطان عند الموت، وأعوذ بك أن أموت في سبيلك مدبرا، وأعوذ بك أن أموت لديغا» (1) 1553- عن عبد الله بن سعيد، حدثني مولى لأبي أيوب، عن أبي اليسر، زاد فيه والغم (2)


(١) ضعيف لاضطرابه كما هو مبين في شرحنا للمسند.
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (7917) من طريق الفضل بن موسى عن عبد الله ابن سعيد، بهذا الإسناد.
وهو في "مسند أحمد" (15523).
وانظر ما سيأتي بعده.
قال السندي: قوله: من الهدم، بفتح فسكون: مصدر هدم البناء: نقضه، والمراد من أن يهدم على البناء على بناء المصدر للمفعول، أو من أن أهدم البناء على أحد على أنه مصدر للفاعل.
وقوله: من التردي: هو السقوط من العالي إلى السافل.
قوله: والغرق بفتحتين وكذا الحرق والهرم، والمراد بالهرم: أقصى الكبر الذي هو أرذل العمر.
وقوله: أن يتخبطني الشيطان عند الموت.
فسره الخطابي بأن يستولي عليه عند مفارقة الدنيا فيضله، ويحول بينه وبين التوبة، أو يعوقه عن صلاح شأنه، والخروج عن مظلمة تكون قبله، أو يؤيسه من رحمة الله، أو يكره له الموت، أو يؤسفه على حياة الدنيا فلا يرضي بما قضاه الله عليه من الفناء والنقلة إلى الدار الآخرة، فيختم له بالسوء، ويلقى الله وهو ساخط عليه.
وقوله: مدبرا: هذا القيد هو مدار الاستعاذة.
(٢) ضعيف لاضطرابه كسابقه.
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (٧٩١٨) من طريق أنس بن عياض عن عبد الله بن سعيد، بهذا الإسناد، ومولى لأبي أيوب هو صيفي كما في رواية النسائي (٧٩١٧) وأحمد.
وهو في "مسند أحمد" (١٥٥٢٣).
وانظر ما سلف قبله.

شرح حديث (اللهم إني أعوذ بك من الهدم وأعوذ بك من التردي)

عون المعبود على شرح سنن أبي داود: أبي الطيب محمد شمس الحق العظيم آبادي

‏ ‏( صَيْفِيّ ) ‏ ‏: بْن زِيَاد هُوَ مَوْلَى أَفْلَحَ وَأَفْلَحُ هُوَ مُخَضْرَم مَوْلَى أَبِي أَيُّوب ‏ ‏( عَنْ أَبِي الْيَسْر ) ‏ ‏: بِفَتْحِ التَّحْتِيَّة وَالسِّين الْمُهْمَلَة ‏ ‏( مِنْ الْهَدْم ) ‏ ‏: بِسُكُونِ الدَّال وَهُوَ سُقُوطُ الْبِنَاء وَوُقُوعُهُ عَلَى الشَّيْء.
وَرُوِيَ بِالْفَتْحِ وَهُوَ اِسْم مَا اِنْهَدَمَ مِنْهُ ذَكَرَهُ الطِّيبِيُّ ‏ ‏( مِنْ التَّرَدِّي ) ‏ ‏: أَيْ السُّقُوط مِنْ مَكَان عَالٍ كَالْجَبَلِ وَالسَّطْح أَوْ الْوُقُوع فِي مَكَان سَافِل كَالْبِئْرِ ‏ ‏( مِنْ الْغَرَق ) ‏ ‏: بِفَتْحَتَيْنِ مَصْدَر غَرِقَ فِي الْمَاء ‏ ‏( وَالْحَرَق ) ‏ ‏: بِالتَّحْرِيكِ أَيْضًا أَيْ بِالنَّارِ , وَإِنَّمَا اِسْتَعَاذَ مِنْ الْهَلَاك بِهَذِهِ الْأَسْبَاب مَعَ مَا فِيهِ مِنْ نَيْل الشَّهَادَة لِأَنَّهَا مِحَنٌ مُجْهِدَة مُقْلِقَة لَا يَكَادُ الْإِنْسَان يَصْبِرُ عَلَيْهَا وَيَثْبُتُ عِنْدهَا ‏ ‏( وَالْهَرِم ) ‏ ‏: أَيْ سُوء الْكِبَر الْمُعَبَّر عَنْهُ بِالْخَرَفِ وَأَرْذَل الْعُمُر لَكَيْلًا يَعْلَمَ بَعْد عِلْم شَيْئًا ‏ ‏( أَنْ يَتَخَبَّطَنِي الشَّيْطَان ) ‏ ‏: أَيْ إِبْلِيس أَوْ أَحَد أَعْوَانه.
قِيلَ التَّخَبُّطُ الْإِفْسَادُ وَالْمُرَاد إِفْسَاد الْعَقْل وَالدِّين , وَتَخْصِيصه بِقَوْلِهِ ‏ ‏( عِنْد الْمَوْت ) ‏ ‏: لِأَنَّ الْمَدَار عَلَى الْخَاتِمَة.
‏ ‏وَقَالَ الْقَاضِي : أَيْ مِنْ أَنْ يَمَسَّنِي الشَّيْطَان بِنَزَغَاتِهِ الَّتِي تَزِلُّ الْأَقْدَام وَتُصَارِعُ الْعُقُول وَالْأَوْهَام.
وَأَصْل التَّخَبُّط أَنْ يَضْرِبَ الْبَعِير الشَّيْء بِخُفِّ يَده فَيَسْقُطُ.
قَالَ الْخَطَّابِيُّ : اِسْتِعَاذَتُهُ مِنْ تَخَبُّطِ الشَّيْطَانِ عِنْد الْمَوْت هُوَ أَنْ يَسْتَوْلِيَ عَلَيْهِ الشَّيْطَان عِنْد مُفَارَقَته الدُّنْيَا فَيَضِلَّهُ وَيَحُولُ بَيْنه وَبَيْن التَّوْبَة أَوْ يُعَوِّقُهُ عَنْ إِصْلَاح شَأْنه وَالْخُرُوج مِنْ مَظْلِمَة تَكُونُ قَبْله أَوْ يُؤَيِّسُهُ مِنْ رَحْمَة اللَّه تَعَالَى أَوْ يَكْرَهُ الْمَوْت وَيَتَأَسَّفُ عَلَى حَيَاة الدُّنْيَا فَلَا يَرْضَى بِمَا قَضَاهُ اللَّه مِنْ الْفَنَاء وَالنَّقْلَة إِلَى دَار الْآخِرَة فَيُخْتَمُ لَهُ بِسُوءٍ وَيَلْقَى اللَّه وَهُوَ سَاخِطٌ عَلَيْهِ.
وَقَدْ رُوِيَ أَنَّ الشَّيْطَانَ لَا يَكُونُ فِي حَال أَشَدّ عَلَى اِبْن آدَم مِنْهُ فِي حَال الْمَوْت يَقُولُ لِأَعْوَانِهِ دُونَكُمْ هَذَا فَإِنَّهُ إِنْ فَاتَكُمْ الْيَوْم لَمْ تَلْحَقُوهُ بَعْد الْيَوْم.
نَعُوذُ بِاَللَّهِ مِنْ شَرّه وَنَسْأَلُهُ أَنْ يُبَارِكَ لَنَا فِي ذَلِكَ الْمَصْرَع وَأَنْ يَخْتِمَ لَنَا وَلِكَافَّةِ الْمُسْلِمِينَ وَأَنْ يَجْعَلَ خَيْر أَيَّامِنَا لِقَاءَهُ اِنْتَهَى.
‏ ‏( أَنْ أَمُوتَ فِي سَبِيلك مُدْبِرًا ) ‏ ‏: أَيْ مُرْتَدًّا أَوْ مُدْبِرًا عَنْ ذِكْرِك وَمُقْبِلًا عَلَى غَيْرِك.
وَقَالَ الطِّيبِيُّ : أَيْ فَارًّا , وَتَبِعَهُ اِبْنُ حُجْرٍ الْمَكِّيُّ وَقَالَ إِدْبَارًا مُحَرَّمًا أَوْ مُطْلَقًا.
قِيلَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ بَاب تَعْلِيم الْأُمَّة وَإِلَّا فَرَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا يَجُوزُ عَلَيْهِ التَّخَبُّطُ وَالْفِرَار مِنْ الزَّحْف وَغَيْر ذَلِكَ مِنْ الْأَمْرَاض الْمُزْمِنَة ‏ ‏( أَنْ أَمُوتَ لَدِيغًا ) ‏ ‏: فَعِيلَ بِمَعْنَى مَفْعُول مِنْ اللَّدْغ وَهُوَ يُسْتَعْمَلُ فِي ذَوَاتِ السُّمِّ مِنْ الْعَقْرَب وَالْحَيَّة وَنَحْوِهِمَا.
وَقَيَّدَ بِالْمَوْتِ مِنْ اللَّدْغ فَلَا يُنَافِيهِ مَا رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي الصَّغِير عَنْ عَلِيّ : " أَنَّهُ لَدَغَتْ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَقْرَب وَهُوَ يُصَلِّي فَلَمَّا فَرَغَ قَالَ لَعَنَ اللَّهُ الْعَقْرَب لَا تَدَعُ مُصَلِّيًا وَلَا غَيْرَهُ , ثُمَّ دَعَا بِمَاء وَمِلْح فَحَمَلَ يَمْسَحُ عَلَيْهَا أَيْ عَلَى مَوْضِع لَدْغِهَا وَيَقْرَأُ قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ , وَقُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَق , وَقُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاس " قَالَ الْمُنْذِرِيُّ : وَأَخْرَجَهُ النَّسَائِيُّ.
وَأَبُو الْيَسْر كَعْب بْن عَمْرو الْأَنْصَارِيّ السُّلَمِيّ لَهُ صُحْبَة وَهُوَ بِفَتْحِ الْيَاء آخِر الْحُرُوف وَبَعْدهَا سِين مُهْمَلَة مَفْتُوحَة وَرَاء مُهْمَلَة.
‏ ‏( مَوْلَى لِأَبِي أَيُّوب ) ‏ ‏: هُوَ صَيْفِيّ مَوْلَى أَفْلَحَ وَإِسْنَاد مَوْلَى إِلَى أَبِي أَيُّوب عَلَى سَبِيل الْمَجَاز لِأَنَّ الصَّيْفِيّ مَوْلَى أَفْلَحَ لَا مَوْلَى أَبِي أَيُّوب , وَإِنَّمَا مَوْلَى أَبِي أَيُّوب هُوَ أَفْلَحُ كَمَا فِي كُتُب الرِّجَالِ , لَكِنْ هَذَا يُخَالِفُ مَا فِي رِوَايَة النَّسَائِيِّ فَإِنَّهُ رُوِيَ مِنْ طَرِيقِ الْفَضْل بْن مُوسَى وَمُحَمَّد بْن جَعْفَر كِلَاهُمَا عَنْ عَبْد اللَّه بْن سَعِيد بِلَفْظٍ عَنْ صَيْفِيّ مَوْلَى أَبِي أَيُّوب كَذَا فِي غَايَة الْمَقْصُود.


حديث اللهم إني أعوذ بك من الهدم وأعوذ بك من التردي وأعوذ بك من الغرق والحرق

الحديث بالسند الكامل مع التشكيل

‏ ‏حَدَّثَنَا ‏ ‏عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ ‏ ‏حَدَّثَنَا ‏ ‏مَكِّيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ‏ ‏حَدَّثَنِي ‏ ‏عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَعِيدٍ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏صَيْفِيٍّ ‏ ‏مَوْلَى ‏ ‏أَفْلَحَ ‏ ‏مَوْلَى ‏ ‏أَبِي أَيُّوبَ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏أَبِي الْيَسَرِ ‏ ‏أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏كَانَ يَدْعُو ‏ ‏اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ الْهَدْمِ وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ ‏ ‏التَّرَدِّي ‏ ‏وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ الْغَرَقِ وَالْحَرَقِ وَالْهَرَمِ وَأَعُوذُ بِكَ أَنْ يَتَخَبَّطَنِي الشَّيْطَانُ عِنْدَ الْمَوْتِ وَأَعُوذُ بِكَ أَنْ أَمُوتَ فِي سَبِيلِكَ ‏ ‏مُدْبِرًا ‏ ‏وَأَعُوذُ بِكَ أَنْ أَمُوتَ لَدِيغًا ‏ ‏حَدَّثَنَا ‏ ‏إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى الرَّازِيُّ ‏ ‏أَخْبَرَنَا ‏ ‏عِيسَى ‏ ‏عَنْ ‏ ‏عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَعِيدٍ ‏ ‏حَدَّثَنِي ‏ ‏مَوْلًى لِأَبِي أَيُّوبَ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏أَبِي الْيَسَرِ ‏ ‏زَادَ فِيهِ وَالْغَمِّ ‏

كتب الحديث النبوي الشريف

أحاديث أخرى من سنن أبي داود

شكت عليها ثيابها ثم أمر بها فرجمت ثم أمرهم فصلوا ع...

عن عمران بن حصين، أن امرأة، - قال في حديث أبان: من جهينة -، أتت النبي صلى الله عليه وسلم، فقالت إنها زنت، وهي حبلى، فدعا النبي صلى الله عليه وسلم وليا...

رأى على رسول الله ﷺ بردين أخضرين

عن أبي رمثة، قال: انطلقت مع أبي نحو النبي صلى الله عليه وسلم: «فرأيت عليه بردين أخضرين»

لا صرورة في الإسلام

عن ابن عباس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا صرورة في الإسلام»

يعجب ربكم من راعي غنم في رأس شظية بجبل يؤذن بالصل...

عن عقبة بن عامر، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " يعجب ربكم من راعي غنم في رأس شظية بجبل، يؤذن بالصلاة، ويصلي، فيقول الله عز وجل: انظروا...

لا يقولن أحدكم عبدي وأمتي ولا يقولن المملوك ربي و...

عن أبي هريرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: «لا يقولن أحدكم عبدي وأمتي، ولا يقولن المملوك ربي وربتي، وليقل المالك فتاي وفتاتي، وليقل المملوك س...

أمرنا بالعيدين أن نخرج فيهما الحيض والعتق ولا جمعة...

عن أم عطية أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما قدم المدينة، جمع نساء الأنصار في بيت، فأرسل إلينا عمر بن الخطاب، فقام على الباب فسلم علينا، فرددنا عليه...

أمرهم ألا يرموا الجمرة حتى تطلع الشمس

عن ابن عباس، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم «يقدم ضعفاء أهله بغلس، ويأمرهم يعني لا يرمون الجمرة حتى تطلع الشمس»

لا يزال هذا الدين عزيزا إلى اثني عشر خليفة

عن جابر بن سمرة، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «لا يزال هذا الدين عزيزا إلى اثني عشر خليفة»، قال: فكبر الناس وضجوا، ثم قال كلمة خفيفة،...

من قتل قتيلا له عليه بينة فله سلبه

عن أبي قتادة، قال: خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في عام حنين، فلما التقينا كانت للمسلمين جولة قال: فرأيت رجلا من المشركين قد علا رجلا من المس...