حديث الرسول ﷺ English الإجازة تواصل معنا
الحديث النبوي

كان أصحاب رسول الله ﷺ ينتظرون العشاء الآخرة حتى تخفق رءوسهم ثم يصلون ولا يتوضئون - سنن أبي داود

سنن أبي داود | كتاب الطهارة باب في الوضوء من النوم (حديث رقم: 200 )


200- عن أنس، قال: «كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ينتظرون العشاء الآخرة حتى تخفق رءوسهم، ثم يصلون ولا يتوضئون»

أخرجه أبو داوود


إسناده صحيح.
هشام الدستوائى: هو ابن أبي عبد الله، وقتادة: هو ابن دعامة السدوسي.
وأخرجه مسلم (376) (125)، والترمذي (78) من طريق شعبة، عن قتادة، بهذا الإسناد.
وهو فى "مسند أحمد" (13941)، و"شرح مشكل الآثار" (3448).
وانظر ما بعده، وما سيأتى برقم (542) و (544).
وقوله: تخفق رؤوسهم.
خفق يخفق، وخفق برأسه خفقة أو خفقتين: إذا أخذته سنة من النعاس، فمال رأسه دون جسده.
قال الخطابي في "معالم السنن" 1/ 71: في هذا الحديث من الفقه أن عين النوم ليس بحدث ولو كان حدثا، لكان على أي حال وجد ناقضا للطهارة كسائر الأحداث التي قليلها وكثيرها وعمدها وخطؤها سواء في نقض الطهارة، وإنما هو مظنة للحدث موهم لوقوعه من النائم غالبا، فإذا كان بحال من التماسك والاستواء في القعود المانع من خروج الحدث منه كان محكوما له بالسلامة وبقاء الطهارة المتقدمة .
وانظر: "شرح مشكل الآثار" 9/ 55 - 71، و "شرح السنة" 1/ 337 - 339 بتحقيقنا.

شرح حديث (كان أصحاب رسول الله ﷺ ينتظرون العشاء الآخرة حتى تخفق رءوسهم ثم يصلون ولا يتوضئون)

عون المعبود على شرح سنن أبي داود: أبي الطيب محمد شمس الحق العظيم آبادي

‏ ‏( حَدَّثَنَا شَاذّ ) ‏ ‏: بِالشِّينِ الْمُعْجَمَة وَالذَّال الْمُعْجَمَة الْمُشَدَّدَة ‏ ‏( بْن فَيَّاض ) ‏ ‏: بِالْفَاءِ وَالْيَاء الْمُشَدَّدَة اِسْمه هِلَال وَلَقَبه شَاذّ أَبُو عُبَيْدَة الْبَصْرِيّ.
قَالَ أَبُو حَاتِم ثِقَة ‏ ‏( الدَّسْتُوَائِيُّ ) ‏ ‏: بِفَتْحِ الدَّال مَنْسُوب إِلَى الدَّسْتُوَاء وَهِيَ كُورَة مِنْ كُوَر الْأَهْوَاز أَوْ قَرْيَة , وَقِيلَ هُوَ مَنْسُوب إِلَى بَيْع الثِّيَاب الدَّسْتُوَائِيَّة الَّتِي تُجْلَب مِنْهَا قَالَهُ اِبْن الْأَثِير ‏ ‏( الْعِشَاء الْآخِرَة ) ‏ ‏: الْعَشِيّ وَالْعَشِيَّة مِنْ صَلَاة الْمَغْرِب إِلَى الْعَتَمَة , تَقُول : أَتَيْته عَشِيَّة أَمْس وَعَشِيّ أَمْس , وَالْعِشَاء بِالْكَسْرِ وَالْمَدّ , وَالْعِشَاءَانِ الْمَغْرِب وَالْعَتَمَة , وَزَعَمَ قَوْم أَنَّ الْعِشَاء مِنْ زَوَال الشَّمْس إِلَى طُلُوع الْفَجْر , وَأَنْشَدُوا : ‏ ‏غَدَوْنَا غَدْوَة سَحَرًا بِلَيْلٍ ‏ ‏بَعْدَ مَا اِنْتَصَفَ النَّهَار ‏ ‏وَالْعَشَاء بِالْفَتْحِ وَالْمَدّ : الطَّعَام بِعَيْنِهِ وَهُوَ خِلَاف الْغَدَاء كَذَا فِي الصِّحَاح ‏ ‏( حَتَّى تَخْفِق رُءُوسهمْ ) ‏ ‏: خَفَقَ يَخْفِق مِنْ بَاب ضَرَبَ يَضْرِب يُقَال : خَفَقَ بِرَأْسِهِ خَفْقَة أَوْ خَفْقَتَيْنِ : إِذَا أَخَذَتْهُ سِنَة مِنْ النُّعَاس فَمَال رَأْسه دُون جَسَده كَذَا فِي الْمِصْبَاح.
قَالَ الْخَطَّابِيُّ : مَعْنَاهُ تَسْقُط أَذْقَانهمْ عَلَى صُدُورهمْ ‏ ‏( ثُمَّ لَا يُصَلُّونَ وَلَا يَتَوَضَّئُونَ ) ‏ ‏: قَالَ الْخَطَّابِيُّ فِي هَذَا الْحَدِيث مِنْ الْفِقْه أَنَّ عَيْن النَّوْم لَيْسَ بِحَدَثٍ وَلَوْ كَانَ حَدَثًا لَكَانَ أَيّ حَال وُجِدَ نَاقِضًا لِلطَّهَارَةِ كَسَائِرِ الْأَحْدَاث الَّتِي قَلِيلهَا وَكَثِيرهَا وَعَمْدهَا وَخَطَؤُهَا سَوَاء فِي نَقْضِ الطَّهَارَة , وَإِنَّمَا هُوَ مَظِنَّة لِلْحَدَثِ مُوهِم لِوُقُوعِهِ مِنْ النَّائِم غَالِبًا فَإِذَا كَانَ بِحَالٍ مِنْ التَّمَاسُك فِي الِاسْتِوَاء فِي الْقُعُود الْمَانِع مِنْ خُرُوج الْحَدَث مِنْهُ كَانَ مَحْكُومًا بِبَقَاءِ الطَّهَارَة الْمُتَقَدِّمَة , وَإِذَا لَمْ يَكُنْ كَذَلِكَ بَلْ يَكُون مُضْطَجِعًا أَوْ سَاجِدًا أَوْ قَائِمًا أَوْ مَائِلًا إِلَى أَحَد شِقَّيْهِ أَوْ عَلَى حَالَة يَسْهُل مَعَهَا خُرُوج الْحَدَث مِنْ حَيْثُ لَا يَشْعُر بِذَلِكَ كَانَ أَمْره مَحْمُولًا عَلَى أَنَّهُ قَدْ أَحْدَثَ , لِأَنَّهُ قَدْ يَكُون مِنْهُ الْحَدَث فِي تِلْكَ الْحَال غَالِبًا , وَلَوْ كَانَ نَوْم الْقَاعِد نَاقِضًا لِلطَّهَارَةِ لَمْ يَجُزْ عَلَى عَامَّة أَصْحَاب رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ بَيْن أَظْهُرهمْ وَالْوَحْي يَنْزِل عَلَيْهِ أَنْ يُصَلُّوا مُحْدِثِينَ بِحَضْرَتِهِ , فَدَلَّ أَنَّ النَّوْم إِذَا كَانَ بِهَذِهِ الصِّفَة غَيْر نَاقِض لِلطُّهْرِ.
وَفِي قَوْله : كَانَ أَصْحَاب رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَنْتَظِرُونَ إِلَخْ دَلِيل عَلَى أَنَّ ذَلِكَ أَمْر كَانَ يَتَوَاتَر مِنْهُمْ وَأَنَّهُ قَدْ كَثُرَ حَتَّى صَارَ كَالْعَادَةِ لَهُمْ وَأَنَّهُ لَمْ يَكُنْ نَادِرًا فِي بَعْض الْأَحْوَال , وَذَلِكَ يُؤَكِّد مَا قُلْنَاهُ مِنْ أَنَّ عَيْن النَّوْم لَيْسَ بِحَدَثٍ.
اِنْتَهَى كَلَامه.
قَالَ الْمُنْذِرِيُّ : وَأَخْرَجَ مُسْلِم مِنْ وَجْه آخَر عَنْ أَنَس قَالَ : " كَانَ أَصْحَاب رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَنَامُونَ ثُمَّ يُصَلُّونَ وَلَا يَتَوَضَّئُونَ ".
اِنْتَهَى ‏ ‏( اِبْن عَرُوبَة ) ‏ ‏: بِفَتْحِ الْعَيْن وَبِضَمِّ الرَّاء الْمُخَفَّقَة : هُوَ سَعِيد بْن أَبِي عَرُوبَة ‏ ‏( عَنْ قَتَادَةَ بِلَفْظٍ آخَر ) ‏ ‏: لَعَلَّهُ يُشِير إِلَى مَا أَخْرَجَهُ فِي أَبْوَاب قِيَام اللَّيْل حَدَّثَنَا أَبُو كَامِل أَخْبَرَنَا يَزِيد بْن زُرَيْعٍ أَخْبَرَنَا سَعِيد عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَنَس بْن مَالِك فِي هَذِهِ الْآيَة : { تَتَجَافَى جَنُوبُهُمْ عَنْ الْمَضَاجِع يَدْعُونَ رَبَّهُمْ } قَالَ : كَانُوا يَتَيَقَّظُونَ مَا بَيْن الْمَغْرِب وَالْعِشَاء يُصَلُّونَ.
قَالَ اِبْن كَثِير فِي تَفْسِيره عَنْ أَنَس وَعِكْرِمَة وَمُحَمَّد بْن الْمُنْكَدِر وَأَبِي حَازِم وَقَتَادَةَ هُوَ الصَّلَاة بَيْن الْعِشَاءَيْنِ.
وَعَنْ أَنَس أَيْضًا هُوَ اِنْتِظَار صَلَاة الْعَتَمَة.
رَوَاهُ اِبْن جَرِير بِإِسْنَادٍ جَيِّد.
اِنْتَهَى.


حديث كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ينتظرون العشاء الآخرة حتى تخفق رءوسهم ثم

الحديث بالسند الكامل مع التشكيل

‏ ‏حَدَّثَنَا ‏ ‏شَاذُّ بْنُ فَيَّاضٍ ‏ ‏حَدَّثَنَا ‏ ‏هِشَامٌ الدَّسْتُوَائِيُّ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏قَتَادَةَ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏أَنَسٍ ‏ ‏قَالَ ‏ ‏كَانَ ‏ ‏أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏يَنْتَظِرُونَ الْعِشَاءَ الْآخِرَةَ حَتَّى ‏ ‏تَخْفِقَ ‏ ‏رُءُوسُهُمْ ثُمَّ يُصَلُّونَ وَلَا يَتَوَضَّئُونَ ‏ ‏قَالَ ‏ ‏أَبُو دَاوُد ‏ ‏زَادَ فِيهِ ‏ ‏شُعْبَةُ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏قَتَادَةَ ‏ ‏قَالَ ‏ ‏كُنَّا ‏ ‏نَخْفِقُ ‏ ‏عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏وَرَوَاهُ ‏ ‏ابْنُ أَبِي عَرُوبَةَ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏قَتَادَةَ ‏ ‏بِلَفْظٍ آخَرَ ‏

كتب الحديث النبوي الشريف

المزيد من أحاديث سنن أبي داود

قام يناجيه حتى نعس القوم ثم صلى بهم ولم يذكر وضوءا

عن أنس بن مالك، قال: أقيمت صلاة العشاء، فقام رجل، فقال: يا رسول الله إن لي حاجة، «فقام يناجيه حتى نعس القوم، أو بعض القوم، ثم صلى بهم ولم يذكر وضوءا»...

الوضوء على من نام مضطجعا

عن ابن عباس، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يسجد وينام وينفخ، ثم يقوم فيصلي ولا يتوضأ، قال: فقلت له: صليت ولم تتوضأ وقد نمت، فقال: «إنما الوضوء ع...

وكاء السه العينان فمن نام فليتوضأ

عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «وكاء السه العينان، فمن نام فليتوضأ»

كنا لا نتوضأ من موطئ ولا نكف شعرا ولا ثوبا

قال عبد الله: «كنا لا نتوضأ من موطئ ولا نكف شعرا ولا ثوبا»

إذا فسا أحدكم في الصلاة فلينصرف فليتوضأ وليعد الصل...

عن علي بن طلق، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا فسا أحدكم في الصلاة، فلينصرف فليتوضأ وليعد الصلاة»

إذا رأيت المذي فاغسل ذكرك وتوضأ وضوءك للصلاة

عن علي رضي الله عنه، قال: كنت رجلا مذاء فجعلت أغتسل حتى تشقق ظهري، فذكرت ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم - أو ذكر له - فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:...

إذا وجد أحدكم المذي فلينضح فرجه

عن المقداد بن الأسود أن علي بن أبي طالب رضي الله عنه، أمره أن يسأل له رسول الله صلى الله عليه وسلم، عن الرجل إذا دنا من أهله فخرج منه المذي، ماذا عل...

إذا أصابك المذي فعليك بالوضوء

عن سهل بن حنيف، قال: كنت ألقى من المذي شدة، وكنت أكثر من الاغتسال، فسألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك، فقال: «إنما يجزيك من ذلك الوضوء»، قلت: ي...

ذاك المذي وكل فحل يمذي فتغسل من ذلك فرجك وأنثييك و...

عن عبد الله بن سعد الأنصاري، قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عما يوجب الغسل ، وعن الماء يكون بعد الماء، فقال: «ذاك المذي، وكل فحل يمذي، فتغسل م...