15953-
عن الحارث بن حسان قال: مررت بعجوز بالربذة منقطع بها، من بني تميم، قال: فقالت: أين تريدون؟ قال: فقلت: نريد رسول الله صلى الله عليه وسلم، قالت: فاحملوني معكم فإن لي إليه حاجة.
قال: فدخلت المسجد فإذا هو غاص بالناس، وإذا راية سوداء تخفق، فقلت: ما شأن الناس اليوم؟ قالوا: هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم يريد أن يبعث عمرو بن العاص وجها، قال: فقلت: يا رسول الله، إن رأيت أن تجعل الدهناء حجازا بيننا، وبين بني تميم، فافعل فإنها كانت لنا مرة، قال: فاستوفزت العجوز، وأخذتها الحمية، فقالت: يا رسول الله، أين تضطر مضرك؟ قلت: يا رسول الله، حملت هذه ولا أشعر أنها كائنة لي خصما، قال: قلت: أعوذ بالله أن أكون كما قال الأول، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "وما قال الأول؟ " قال: على الخبير سقطت - يقول سلام: هذا أحمق، يقول لرسول الله صلى الله عليه وسلم: على الخبير سقطت - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " هيه " يستطعمه الحديث، قال: إن عادا أرسلوا وافدهم قيلا، فنزل على معاوية بن بكر شهرا يسقيه الخمر، وتغنيه الجرادتان، فانطلق حتى أتى جبال مهرة، فقال: اللهم إني لم آت لأسير أفاديه، ولا لمريض فأداويه، فاسق عبدك ما كنت ساقيه ، واسق معاوية بن بكر شهرا - يشكر له الخمر التي شربها عنده - قال: فمرت سحابات سود فنودي أن خذها رمادا، رمددا لا تذر من عاد أحدا قال أبو وائل: " فبلغني أن ما أرسل عليهم من الريح كقدر ما يجري في الخاتم "
إسناده حسن من أجل سلام أبي المنذر- وهو ابن سليمان النحوي القارىء-، وعاصم بن أبي النجود، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين، عفان: هو ابن مسلم الصفار، وأبو وائل: هو شقيق بن سلمة الأسدي.
وأخرجه ابن الأثير في "أسد الغابة" ١/٣٨٦، ٣٨٧ من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.
وسياقه أتم.
وأخرجه مختصرا بذكر دخول مسجد النبي صلى الله عليه وسلم ابن سعد في "الطبقات" ٦/٣٥، والنسائي في "الكبرى" (٨٦٠٧) ، ومطولا الطبراني في "الكبير" (٣٣٢٥) من طريق عفان، به.
وأخرجه مطولا ومختصرا الترمذي (٣٢٧٣) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (١٦٦٧) ، والطبراني في "الكبير" (٣٣٢٥) و (٣٣٢٦) عن سلام أبي المنذر، به.
ولم يرد في رواية الترمذي تسمية الصحابي، بل جاء فيه: عن =رجل من ربيعة.
وقال الترمذي: وقد روى غير واحد هذا الحديث عن سلام أبي المنذر، عن عاصم بن أبي النجود، عن أبي وائل، عن الحارث بن حسان، ويقال له: الحارث بن يزيد.
قلنا: سيأتي تسميته الحارث بن يزيد في الرواية (١٥٩٥٤) ، وقد سلف طرف منه برقم (١٥٩٥٢) .
وقصة قيلة بنت مخرمة العنبرية أخرجها الطبراني في "الكبير" ٢٥/ (١) من حديثها، وسمت الصحابي: حريث بن حسان.
وأورده الهيثمي في "المجمع" ٦/١٢، وقال: رواه الطبراني، ورجاله ثقات.
الدهناء: موضع بنجد من ديار بني تميم.
استوفزت: تهيأت للوقوف.
على الخبير سقطت، أي: على العارف بقصة وافد عاد وقعت، وهو مثل سائر للعرب، انظر "مجمع الأمثال" ٢/٣٧٧.
الجرادتان: قينتان لمعاوية بن بكر.
رمددا.
قال ابن الأثير: بكسر الراء: المتناهي في الاحتراق والدقة، كما يقال: ليل أليل ويوم أيوم: إذا أرادوا المبالغة.
حاشية السندي على مسند الإمام أحمد بن حنبل: أبي الحسن نور الدين محمد بن عبد الهادي
قوله : "منقطع" : - بفتح الطاء - : اسم مفعول ، ونائب الفاعل هو الجار والمجرور ، أعني : "بها" ، وهو لازم تعدى بالباء ، والضمير للعجوز ، لا للربذة ، وهو بالجر صفة "عجوز" .
"غاص بالناس" : - بتشديد الصاد - أي : ممتلئ بهم .
"تخفق" : كتضرب وتنصر; أي : تضطرب بالريح .
"وجها" : أي : رئيسا أميرا .
قوله : "الدهناء" : اسم موضع .
"حجازا" : - بالزاي المعجمة - .
"فاستوفزت" : من استوفز في قعدته - بزاي معجمة - : انتصب فيها غير مطمئن ، أو وضع ركبتيه ورفع أليتيه واستقل على رجليه .
"الحمية" : - بفتح فكسر فتشديد - .
"مضرك" : بضم الميم - : هي القبيلة المعروفة ، إضافتها إليه للشفقة .
"هيه" : بكسر فسكون - : كلمة للطلب; أي : اذكر ما عندك .
"قيلا" : ضبط - بفتح فسكون - .
في "القاموس" : قيل : وافد عاد ، أرسلوه إلى مكة ليدعو لهم بالمطر حين حبس عنهم ، وكانوا يرجون بركتها ، وقيل : علم معناه : السيد الذي يسمع قوله ، أطلق على كل ملك من حمير .
"على معاوية" : رئيس مكة .
"الجرادتان" : اسم جاريتين له ، قيل : اسم إحداهما وردة ، والأخرى جرادة ، فقيل لهما : جرادتان ، على التغليب .
"مهرة" : ضبط - بفتحتين - .
"عبدك" : يريد نفسه .
"رمادا" : ضبط - بكسر الراء - .
"رمددا" - بالكسر - : المتناهي في الاحتراق والدقة .
حَدَّثَنَا عَفَّانُ قَالَ حَدَّثَنَا سَلَّامٌ أَبُو الْمُنْذِرِ عَنْ عَاصِمِ بْنِ بَهْدَلَةَ عَنْ أَبِي وَائِلٍ عَنِ الْحَارِثِ بْنِ حَسَّانَ قَالَ مَرَرْتُ بِعَجُوزٍ بِالرَّبَذَةِ مُنْقَطِعٌ بِهَا مِنْ بَنِي تَمِيمٍ قَالَ فَقَالَتْ أَيْنَ تُرِيدُونَ قَالَ فَقُلْتُ نُرِيدُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَتْ فَاحْمِلُونِي مَعَكُمْ فَإِنَّ لِي إِلَيْهِ حَاجَةً قَالَ فَقُلْتُ فَدَخَلْتُ الْمَسْجِدَ فَإِذَا هُوَ غَاصٌّ بِالنَّاسِ وَإِذَا رَايَةٌ سَوْدَاءُ تَخْفِقُ فَقُلْتُ مَا شَأْنُ النَّاسِ الْيَوْمَ قَالُوا هَذَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُرِيدُ أَنْ يَبْعَثَ عَمْرَو بْنَ الْعَاصِ وَجْهًا قَالَ فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنْ رَأَيْتَ أَنْ تَجْعَلَ الدَّهْنَاءَ حِجَازًا بَيْنَنَا وَبَيْنَ بَنِي تَمِيمٍ فَافْعَلْ فَإِنَّهَا كَانَتْ لَنَا مَرَّةً قَالَ فَاسْتَوْفَزَتْ الْعَجُوزُ وَأَخَذَتْهَا الْحَمِيَّةُ فَقَالَتْ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَيْنَ تَضْطَرُّ مُضَرَكَ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ حَمَلْتُ هَذِهِ وَلَا أَشْعُرُ أَنَّهَا كَائِنَةٌ لِي خَصْمًا قَالَ قُلْتُ أَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ أَكُونَ كَمَا قَالَ الْأَوَّلُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: وَمَا قَالَ الْأَوَّلُ قَالَ عَلَى الْخَبِيرِ سَقَطْتَ يَقُولُ سَلَّامٌ هَذَا أَحْمَقُ يَقُولُ الرَّسُولُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى الْخَبِيرِ سَقَطْتَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: هِيهْ يَسْتَطْعِمُهُ الْحَدِيثَ قَالَ إِنَّ عَادًا أَرْسَلُوا وَافِدَهُمْ قَيْلًا فَنَزَلَ عَلَى مُعَاوِيَةَ بْنِ بَكْرٍ شَهْرًا يَسْقِيهِ الْخَمْرَ وَتُغَنِّيهِ الْجَرَادَتَانِ فَانْطَلَقَ حَتَّى أَتَى عَلَى جِبَالِ مُهْرَةَ فَقَالَ اللَّهُمَّ إِنِّي لَمْ آتِ لِأَسِيرٍ أُفَادِيهِ وَلَا لِمَرِيضٍ فَأُدَاوِيَهُ فَاسْقِ عَبْدَكَ مَا كُنْتَ سَاقِيَهُ وَاسْقِ مُعَاوِيَةَ بْنَ بَكْرٍ شَهْرًا يَشْكُرْ لَهُ الْخَمْرَ الَّتِي شَرِبَهَا عِنْدَهُ قَالَ فَمَرَّتْ سَحَابَاتٌ سُودٌ فَنُودِيَ أَنْ خُذْهَا رَمَادًا رِمْدِدًا لَا تَذَرْ مِنْ عَادٍ أَحَدًا قَالَ أَبُو وَائِلٍ فَبَلَغَنِي أَنَّ مَا أُرْسِلَ عَلَيْهِمْ مِنْ الرِّيحِ كَقَدْرِ مَا يَجْرِي فِي الْخَاتَمِ
عن الحارث بن يزيد البكري، قال: خرجت أشكو العلاء بن الحضرمي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فمررت بالربذة، فإذا عجوز من بني تميم منقطع بها، فقالت لي:...
عن أبي تميمة الهجيمي، عن رجل، من قومه، قال: لقيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض طرق المدينة، وعليه إزار من قطن منبتر الحاشية، فقلت: عليك السلام...
عن عبد الرحمن بن صحار العبدي، عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا تقوم الساعة حتى يخسف بقبائل، فيقال: من بقي من بني فلان "، قال: فعرف...
حدثنا عبد الرحمن بن صحار العبدي، عن أبيه، قال: " استأذنت النبي صلى الله عليه وسلم أن يأذن لي في جرة أنتبذ فيها، فرخص لي فيها - أو أذن لي فيها - "
عن سبرة بن أبي فاكه، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " إن الشيطان قعد لابن آدم بأطرقه ، فقعد له بطريق الإسلام، فقال له: أتسلم وتذر دي...
عن عبد الله بن أرقم، أنه حج فكان يصلي بأصحابه يؤذن، ويقيم، فأقام يوما الصلاة، وقال: ليصل (٢) أحدكم، فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " إذا...
عن عمرو بن شاس الأسلمي، قال: وكان من أصحاب الحديبية، قال: خرجت مع علي إلى اليمن، فجفاني في سفري ذلك، حتى وجدت في نفسي عليه، فلما قدمت أظهرت شكايته في...
عن سوادة بن الربيع، قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فسألته فأمر لي بذود، ثم قال لي: " إذا رجعت إلى بيتك فمرهم فليحسنوا غذاء رباعهم، ومرهم فليقلموا...
عن هند بن أسماء، قال: بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى قومي من أسلم فقال: " مر قومك فليصوموا هذا اليوم يوم عاشوراء فمن وجدته منهم قد أكل في أو...