16058- عن أبي أسيد ، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " إذا سمعتم الحديث عني تعرفه قلوبكم، وتلين له أشعاركم، وأبشاركم، وترون أنه منكم قريب، فأنا أولاكم به، وإذا سمعتم الحديث عني تنكره قلوبكم، وتنفر أشعاركم، وأبشاركم، وترون أنه منكم بعيد فأنا أبعدكم منه "
إسناده صحيح على شرط مسلم كسابقه.
وأخرجه البزار (١٨٧) (زوائد) ، وابن حبان (٦٣) من طريق أبي عامر العقدي، بهذا الإسناد.
وقال البزار: لا نعلمه يروى من وجه أحسن من هذا.
وأخرجه ابن سعد ١/٣٨٧ عن عبد الله بن مسلمة القعنبي، عن سليمان بن بلال، به.
إلا أن في المطبوع منه: عن أبي حميد أو أبي أسيد على الشك.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" ١/١٤٩- ١٥٠، وقال: رواه أحمد والبزار، ورجاله رجال الصحيح.
وقد سلف نحوه من حديث أبي هريرة (٨٨٠١) ، وسيكرر ٥/٤٢٥ سندا ومتنا.
قال السندي: قوله: "إذا سمعتم الحديث عني"، أي: مرويا عني، وهذا إنما يكون إذا سمع من غيره لا منه صلى الله عليه وسلم، ولذلك عدي بعن لا بمن، إذ السماع منه لا يتصور فيه ذلك.
قوله: "تعرفه قلوبكم"، أي: يقبله القلب، ولا يلحق به الوحشة للنفس، وهذا إما بالعرض على أصول الدين المعلومة، فإذا لم يكن مخالفا يقبله القلب، أو بمعرفة رجال الإسناد، فإنهم إذا كانوا ثقات أثباتا يتسارع القلب إلى القبول، ويحتمل أن يكون هذا الحديث من قبيل "استفت قلبك، البر ما=اطمأنت إليه النفس، وأطمأن إليه القلب، والإثم ما حاك في النفس، وتردد في الصدر، وإن أفتاك الناس وأفتوك" حديث حسن، رواه أحمد [٤/٢٢٨] والدارمي [٢/٢٤٦] وغيرهما كما في الأربعين للنووي، رحمه الله تعالى.
وهذا محمول على الأمر المشتبه، وإلا فما ثبت الأمر به في الشرع بلا معارض فهو بر، وما ثبت النهي عنه كذلك فهو إثم، والمراد أن قلب المؤمن ينظر بنور الله إذا كان قوي الإيمان .
وهذا يقتضي أنه ينبغي الرجوع إلى الأصول المعلومة الثابتة من الدين فيما اشتبه من الحديث، والله تعالى أعلم.
حاشية السندي على مسند الإمام أحمد بن حنبل: أبي الحسن نور الدين محمد بن عبد الهادي
قوله : "إذا سمعتم الحديث عني" : أي : مرويا عني ، وهذا إنما يكون إذا سمع من غيره ، لا منه صلى الله عليه وسلم ، ولذلك عدي بعن لا بمن; إذ السماع منه لا يتصور فيه ذلك .
"تعرفه قلوبكم" : الجملة صفة الحديث ، مثل : ولقد أمر على اللئيم يسبني .
أي : يقبله القلب ، ولا يلحق به الوحشة للنفس ، وهذا إما بالعرض على أصول - الدين المعلومة ، فإذا لم يكن مخالفا ، يقبله القلب ، أو بمعرفة رجال الإسناد; فإنهم إذا كانوا ثقات أثباتا ، يتسارع القلب إلى القبول .
ويحتمل أن يكون هذا الحديث من قبيل : "استفت قلبك ، البر ما اطمأنت إليه النفس ، واطمأن إليه القلب ، والإثم ما حاك في النفس ، وتردد في الصدر ، وإن أفتاك الناس وأفتوك" حديث حسن ، رواه أحمد ، والدارمي ، وغيرهما; كما في "الأربعين" للنووي - رحمه الله تعالى - ، وهذا محمول على الأمر المشتبه ، وإلا ، فما ثبت الأمر به في الشرع بلا معارض ، فهو بر ، وما ثبت النهي عنه كذلك ، فهو إثم ، والمراد : أن قلب المؤمن ينظر بنور الله إذا كان قوي الإيمان ، والكلام معه ، ومعنى "حاك"; أي : تردد واختلج ، من الحيك ، وهو التأثير; أي : أثر في نفسك حتى أوقعها في الريب ، وأقلعها عن السكون .
وفي "المجمع" : رواه أحمد ، والبزار ، ورجاله رجال الصحيح ، ذكره صاحب "المجمع" في باب : معرفة أهل الحديث بصحيحه وضعيفه ، وذكر فيه حديث أبي هريرة مرفوعا : "إذا حدثتم عني حديثا ، فوافق الحق ، فأنا قلته" ، قال : رواه البزار ، وفيه أشعث بن نزار ، ولم أر من ذكره .
قلت : وقد سبق في مسند أبي هريرة مرفوعا حديث : "ما جاءكم عني من خير ، قلته أو لم أقله ، فأنا أقوله ، وما أتاكم من شر ، فإني لا أقول الشر" رواه ابن ماجه باختصار ، وأحمد ، والبزار بتمامه ، وفيه أبو معشر ، ضعفه أحمد وغيره ، وقد وثق ، وهذا يقتضي أنه ينبغي الرجوع إلى الأصول المعلومة الثابتة من الدين فيما اشتبه من الحديث ، والله تعالى أعلم .
قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو عَامِرٍ قَالَ حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ سُوَيْدٍ عَنْ أَبِي حُمَيْدٍ وَعَنْ أَبِي أُسَيْدٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ إِذَا سَمِعْتُمْ الْحَدِيثَ عَنِّي تَعْرِفُهُ قُلُوبُكُمْ وَتَلِينُ لَهُ أَشْعَارُكُمْ وَأَبْشَارُكُمْ وَتَرَوْنَ أَنَّهُ مِنْكُمْ قَرِيبٌ فَأَنَا أَوْلَاكُمْ بِهِ وَإِذَا سَمِعْتُمْ الْحَدِيثَ عَنِّي تُنْكِرُهُ قُلُوبُكُمْ وَتَنْفِرُ أَشْعَارُكُمْ وَأَبْشَارُكُمْ وَتَرَوْنَ أَنَّهُ مِنْكُمْ بَعِيدٌ فَأَنَا أَبْعَدُكُمْ مِنْهُ
عن أبي أسيد، صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان بدريا، وكان مولاهم، قال: قال أبو أسيد: بينما أنا جالس عند رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ جاءه رجل...
عن حمزة بن أبي أسيد، عن أبيه قال: لما التقينا نحن والقوم يوم بدر، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يومئذ لنا: " إذا كثبوكم - يعني غشوكم - فارموهم بال...
عن حمزة بن أبي أسيد، عن أبيه، وعباس بن سهل، عن أبيه، قالا: مر بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحاب له، فخرجنا معه حتى انطلقنا إلى حائط يقال له: ال...
عن أبي حازم، قال: سمعت سهلا، يقول: أتى أبو أسيد الساعدي، فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم في عرسه، فكانت امرأته خادمهم يومئذ، وهي العروس، قال: تدرون...
عن عبد الله بن أنيس قال، أنهم تذاكروا هو وعمر بن الخطاب يوما الصدقة، فقال عمر: ألم تسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم حين ذكر غلول الصدقة إنه " من غل ف...
عن سليمان بن عمرو بن الأحوص، قال: حدثني أبي، أنه شهد حجة الوداع مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا يجني جان إلا...
عن خريم بن فاتك الأسدي، يقول: " أهل الشام سوط الله في الأرض، ينتقم بهم ممن يشاء، كيف يشاء، وحرام على منافقيهم أن يظهروا على مؤمنيهم، ولن يموتوا إلا هم...
عن ابن شراحيل بن بكيل، عن أبيه شراحيل، قال: قلت لابن عمر: إن لي أرحاما بمصر يتخذون من هذه الأعناب، قال: وفعل ذلك أحد من المسلمين؟ قلت: نعم، قال: " لا...
عن العلاء بن الحارث، عن مكحول، رفعه قال: " أيما شجرة أظلت على قوم فصاحبه بالخيار، من قطع ما أظل أو أكل ثمرها "