2709-
عن أبي عبيدة، عن أبيه، قال: مررت فإذا أبو جهل صريع قد ضربت رجله فقلت: «يا عدو الله، يا أبا جهل قد أخزى الله الأخر».
قال: ولا أهابه عند ذلك فقال: أبعد من رجل قتله قومه، فضربته بسيف غير طائل، فلم يغن شيئا حتى سقط سيفه من يده، فضربته به حتى برد
إسناده ضعيف لانقطاعه، فإن أبا عبيدة -وهو ابن عبد الله بن مسعود- لم يسمع من أبيه، وإبراهيم بن يوسف -وإن كان ضعيفا- متابع، لكن وردت قصة مقتل أبي جهل في "سيرة ابن إسحاق" من وجه آخر كما سيأتي.
وأخرجه ابن أبي شيبة ١٤/ ٣٧٣، وأحمد (٣٨٢٤) و (٤٢٤٦)، وأبو يعلى (٥٢٣٢)، والشاشي (٩٣٢)، والطبراني في "الكبير" (٨٤٦٨ - ٨٤٧١)، والبيهقي في "السنن" ٩/ ٦٢، وفي "دلائل النبوة" ٣/ ٨٧ و٨٨ من طريق أبي عبيدة، عن أبيه.
وأخرج ابن إسحاق في "سيرته" كما في "سيرة ابن هشام" ٢/ ٢٨٨ قال: حدثني ثور بن زيد، عن عكرمة، عن ابن عباس وعبد الله بن أبي بكر أيضا قد حدثني ذلك، قالا: .
فذكر قصة مقتله إلى أن قال: فمر عبد الله بن مسعود بأبي جهل، حين أمر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن يلتمس في القتلى، قال ابن مسعود: فوجدته بآخر رمق فعرفته، فوضعت رجلي عدى عنقه، قال: وقد كان ضبث بي مرة بمكة (يعني قبض عليه ولزمه) فآذاني ولكزني، ثم قلت له: هل أخزاك الله يا عدو الله؟ قال: وبماذا أخزاني! أعمد من رجل قتلتموه! أخبرني لمن الدائرة اليوم؟ قلت: لله ولرسوله.
وهذا إسناد حسن، لأن ابن إسحاق صرح بسماعه.
وقد تحرف ثور بن زيد في "سيرة ابن هشام" إلى: ثور بن يزيد.
وأخرجه من طريق ابن إسحاق الطبري في "تاريخه" ٢/ ٣٧.
قال الخطابي: قوله: "أبعد من رجل" هكذا رواه أبو داود.
وهو غلط، إنما هو: "أعمد من رجل" بالميم بعد العين، وهي كلمة للعرب، معناها: كأنه يقول: هل زاد على رجل قتله قومه، يهون على نفسه ما حل به من الهلاك.
حكاها أبو عبيد عن أبي عبيدة معمر بن المثنى، وأنشد لابن ميادة:
وأعمد من قوم كفاهم أخوهم .
صدام الأعادي حين فلت نيوبها
يقول: هل زادنا على أن كفينا إخواننا؟ وقوله: "برد" يريد مات، وأصل الكلمة من الثبوت.
يريد سكون الموت، وعدم حركة الحياة، ومن ذلك قولهم: برد لي على فلان حق، أي: ثبت.
وقوله: "غير طائل" أي غير ماض، وأصل الطائل: النفع والعائدة، يقال: أتيت فلانا فلم أر عنده طائلا.
وفيه أنه قد استعمل سلاحه في قتله، وانتفع به قبل القسم.
عون المعبود على شرح سنن أبي داود: أبي الطيب محمد شمس الحق العظيم آبادي
( حَدَّثَنِي أَبُو عُبَيْدَة ) : هُوَ اِبْن عَبْد اللَّه مَشْهُور بِكُنْيَتِهِ وَالْأَشْهَر أَنَّهُ لَا اِسْم لَهُ غَيْرهَا , وَيُقَال اِسْمه عَامِر كُوفِيّ ثِقَة مِنْ كِبَار الثَّالِثَة , وَالرَّاجِح أَنَّهُ لَا يَصِحّ سَمَاعه مِنْ أَبِيهِ ( صَرِيع ) : أَيْ مَقْتُول ( قَدْ ضُرِبَتْ ) : بِصِيغَةِ الْمَجْهُول ( رِجْله ) : حَال أَوْ بَيَان لِقَوْلِهِ صَرِيع ( قَدْ أَخْزَى اللَّه الْآخَر ) : بِوَزْنِ الْكَبِد أَيْ الْأَبْعَد الْمُتَأَخِّر عَنْ الْخَيْر , وَقِيلَ هُوَ بِمَعْنَى الْأَرْذَل , وَقِيلَ بِمَعْنَى اللَّئِيم , وَقَوْله الْآخَر هُوَ مَفْعُول أَخْزَى الْمُرَاد بِهِ أَبُو جَهْل ( قَالَ ) : عَبْد اللَّه بْن مَسْعُود ( وَلَا أَهَابهُ ) : أَيْ وَلَا أَخَاف أَبَا جَهْل فِي تِلْكَ الْحَالَة لِأَنَّهُ مَجْرُوح الرِّجْل لَا يَقْدِر عَلَى شَيْء.
وَفِي رِوَايَة أَحْمَد قَالَ اِنْتَهَيْت إِلَى أَبِي جَهْل يَوْم بَدْر وَهُوَ صَرِيع وَهُوَ يَذُبّ النَّاس عَنْهُ بِسَيْفٍ لَهُ فَجَعَلْت أَتَنَاوَلهُ بِسَيْفٍ لِي غَيْر طَائِل فَأَصَبْت يَده فَنَدَرَ سَيْفه فَأَخَذْته فَضَرَبْته حَتَّى قَتَلْته ثُمَّ أَتَيْت النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَخْبَرْته فَنَفَّلَنِي بِسَلَبِهِ اِنْتَهَى ( فَقَالَ أَبْعَد مِنْ رَجُل قَتَلَهُ قَوْمه ) : قَالَ الْخَطَّابِيُّ هَكَذَا رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ وَهُوَ غَلَط وَإِنَّمَا هُوَ أَعْمُد بِالْمِيمِ بَعْد الْعَيْن كَلِمَة لِلْعَرَبِ مَعْنَاهَا كَأَنَّهُ يَقُول هَلْ زَادَ عَلَى رَجُل قَتَلَهُ قَوْمه يَهُون عَلَى نَفْسه مَا حَلَّ بِهَا مِنْ هَلَاك , حَكَاهَا أَبُو عُبَيْد عَنْ أَبِي عُبَيْدَة مَعْمَر بْن الْمُثَنَّى , وَأَنْشَدَ لِابْنِ مَيَّادَة : وَأَعْمُد مِنْ قَوْم كَفَاهُمْ أَخُوهُمْ صِدَام الْأَعَادِي حِين فَلَّتْ بُيُوتهَا يَقُول هَلْ زَادَنَا عَلَى أَنْ كَفَيْنَا إِخْوَاننَا اِنْتَهَى.
وَقَالَ فِي النِّهَايَة فِي مَادَّة بَعِدَ : أَيْ أَنْهَى وَأَبْلَغَ لِأَنَّ الشَّيْء الْمُتَنَاهِي فِي نَوْعه يُقَال قَدْ أَبْعَد فِيهِ وَهَذَا أَمْر بَعِيد أَيْ لَا يَقَع مِثْله لِعِظَمِهِ يُرِيد أَنَّك اِسْتَبْعَدْت قَتْلِي وَاسْتَعْظَمْت شَأْنِي فَهَلْ هُوَ أَبْعَد مِنْ رَجُل قَتَلَهُ قَوْمه , وَالصَّحِيح رِوَايَة أَعْمُد بِمِيمٍ اِنْتَهَى.
وَقَالَ فِي مَادَّة عَمَدَ : أَيْ هَلْ زَادَ عَلَى رَجُل قَتَلَهُ قَوْمه وَهَلْ كَانَ إِلَّا هَذَا , أَيْ أَنَّهُ لَيْسَ عَلَيْهِ بِعَارٍ.
وَقِيلَ أَعْمَد بِمَعْنَى أَعْجَب أَيْ أَعْجَب مِنْ رَجُل قَتَلَهُ قَوْمه.
وَقِيلَ أَعْمَد بِمَعْنَى أَغْضَب مِنْ قَوْلهمْ عَمِدَ عَلَيْهِ إِذَا غَضِبَ وَقِيلَ مَعْنَاهُ أَتَوَجَّع وَأَشْتَكِي مِنْ قَوْلهمْ عَمَدَنِي الْأَمْر فَعُمِدْت أَيْ أَوْجَعَنِي فَوُجِعْت.
وَالْمُرَاد بِذَلِكَ كُلّه أَنْ يَهُون عَلَى نَفْسه مَا حَلَّ بِهِ مِنْ الْهَلَاك وَأَنَّهُ لَيْسَ بِعَارٍ عَلَيْهِ أَنْ يَقْتُلهُ قَوْمه ( بِسَيْفٍ غَيْر طَائِل ) : قَالَ الْخَطَّابِيُّ : أَيْ غَيْر مَاضٍ , وَأَصْل الطَّائِل النَّفْع وَالْفَائِدَة اِنْتَهَى.
وَفِي النِّهَايَة أَيْ غَيْر مَاضٍ وَلَا قَاطِع كَأَنَّهُ كَانَ سَيْفًا دُونًا بَيْن السُّيُوف وَكَفَن غَيْر طَائِل أَيْ غَيْر رَفِيع وَلَا نَفِيس ( فَلَمْ يَغْنِ ) : مِنْ بَاب ضَرَبَ أَيْ لَمْ يَصْرِف وَلَمْ يَكُفَّ أَبُو جَهْل عَنْ نَفْسه ( شَيْئًا ) : مِنْ وَقْعَة السَّيْف عَلَيْهِ مَعَ أَنَّهُ ضَرَبْته بِسَيْفٍ غَيْر قَاطِع قَالَ فِي النِّهَايَة : أَغْنِ عَنِّي شِرْك أَيْ اِصْرِفْهُ وَكُفَّهُ.
وَفِي حَدِيث عُثْمَان أَنَّ عَلِيًّا بُعِثَ إِلَيْهِ بِصَحِيفَةٍ فَقَالَ لِلرَّسُولِ أَغْنِهَا عَنَّا أَيْ اِصْرِفْهَا وَكُفَّهَا.
وَمِنْهُ قَوْل اِبْن مَسْعُود وَأَنَا لَا أُغْنِي لَوْ كَانَتْ لِي مَنَعَة أَيْ لَوْ كَانَ مَعِي مَنْ يَمْنَعنِي لَكَفَيْت شَرّهمْ وَصَرَفْتهمْ اِنْتَهَى ( فَضَرَبْته بِهِ ) : أَيْ بِسَيْفِهِ ( حَتَّى بَرَدَ ) : أَيْ مَاتَ.
وَأَصْل الْكَلِمَة مِنْ الثُّبُوت يُرِيد سُكُون الْمَوْت وَعَدَم حَرَكَة الْحَيَاة , وَمِنْ ذَلِكَ قَوْلهمْ بَرَدَ لِي عَلَى فُلَان حَقّ أَيْ ثَبَتَ وَفِيهِ أَنَّهُ قَدْ اِسْتَعْمَلَ سِلَاحه فِي قَتْله وَانْتَفَعَ بِهِ قَبْل الْقَسْم قَالَهُ الْخَطَّابِيُّ.
قَالَ الْمُنْذِرِيُّ : وَأَخْرَجَهُ النَّسَائِيُّ مُخْتَصَرًا , وَأَبُو عُبَيْدَة لَمْ يَسْمَع مِنْ أَبِيهِ.
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلَاءِ قَالَ أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ يَعْنِي ابْنَ يُوسُفَ قَالَ قَالَ أَبُو دَاوُد هُوَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ يُوسُفَ بْنِ إِسْحَقَ بْنِ أَبِي إِسْحَقَ السُّبَيْعِيُّ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي إِسْحَقَ السُّبَيْعِيِّ قَالَ حَدَّثَنِي أَبُو عُبَيْدَةَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ مَرَرْتُ فَإِذَا أَبُو جَهْلٍ صَرِيعٌ قَدْ ضُرِبَتْ رِجْلُهُ فَقُلْتُ يَا عَدُوَّ اللَّهِ يَا أَبَا جَهْلٍ قَدْ أَخْزَى اللَّهُ الْأَخِرَ قَالَ وَلَا أَهَابُهُ عِنْدَ ذَلِكَ فَقَالَ أَبْعَدُ مِنْ رَجُلٍ قَتَلَهُ قَوْمُهُ فَضَرَبْتُهُ بِسَيْفٍ غَيْرِ طَائِلٍ فَلَمْ يُغْنِ شَيْئًا حَتَّى سَقَطَ سَيْفُهُ مِنْ يَدِهِ فَضَرَبْتُهُ بِهِ حَتَّى بَرَدَ
عن زيد بن خالد الجهني، أن رجلا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم توفي يوم خيبر، فذكروا ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: «صلوا على صاحبكم».<br>...
عن أبي هريرة، أنه قال: خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم عام خيبر فلم نغنم ذهبا ولا ورقا إلا الثياب والمتاع والأموال قال: فوجه رسول الله صلى الله...
عن عبد الله بن عمرو، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أصاب غنيمة أمر بلالا فنادى في الناس فيجيئون بغنائمهم فيخمسه ويقسمه، فجاء رجل بعد ذلك بز...
عن صالح بن محمد بن زائدة - قال أبو داود: «وصالح هذا أبو واقد» - قال: دخلت مع مسلمة أرض الروم فأتي برجل قد غل فسأل سالما عنه فقال: سمعت أبي يحدث، عن عم...
عن صالح بن محمد، قال: غزونا مع الوليد بن هشام ومعنا سالم بن عبد الله بن عمر، وعمر بن عبد العزيز، فغل رجل متاعا فأمر الوليد بمتاعه فأحرق وطيف به ولم ي...
عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده، «أن رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبا بكر وعمر حرقوا متاع الغال وضربوه» قال أبو داود: «وزاد فيه علي بن بحر، عن الولي...
عن سمرة بن جندب، قال: أما بعد وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «من كتم غالا فإنه مثله»
عن أبي قتادة، قال: خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في عام حنين، فلما التقينا كانت للمسلمين جولة قال: فرأيت رجلا من المشركين قد علا رجلا من المس...
عن أنس بن مالك، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يومئذ يعني يوم حنين: «من قتل كافرا فله سلبه».<br> فقتل أبو طلحة يومئذ عشرين رجلا وأخذ أسلابهم، و...