2812-
عن عمرة بنت عبد الرحمن، قالت: سمعت عائشة، تقول: دف ناس من أهل البادية حضرة الأضحى في زمان رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ادخروا الثلث، وتصدقوا بما بقي».
قالت: فلما كان بعد ذلك قيل لرسول الله صلى الله عليه وسلم: يا رسول الله لقد كان الناس ينتفعون من ضحاياهم، ويجملون منها الودك، ويتخذون منها الأسقية فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «وما ذاك؟» - أو كما قال - قالوا: يا رسول الله نهيت عن إمساك لحوم الضحايا بعد ثلاث؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إنما نهيتكم من أجل الدافة التي دفت عليكم، فكلوا وتصدقوا وادخروا»
إسناده صحيح.
عبد الله بن أبي بكر: هو ابن محمد بن عمرو بن حزم، ومالك: هو ابن أنس، والقعنبي: هو عبد الله بن مسلمة بن قعنب.
وهو في "موطأ مالك" ٢/ ٤٨٤، ومن طريقه أخرجه مسلم (١٩٧١)، والنسائي (٤٤٣١).
هو في "مسند أحمد" (٢٤٢٤٩)، و"صحيح ابن حبان" (٥٩٢٧).
قال الخطابي: "دف ناس" معناه: أقبلوا من البادية.
والدف: سير سريع، يقارب فيه الخطو، يقال: دف الرجل دفيفا.
وهم دافة، أي: جماعة يدفون.
وإنما أراد قوما أقحمتهم السنة، وأقدمتهم المجاعة.
يقول: إنما حرمت عليكم الادخار فوق ثلاث لتواسوهم، وتتصدقوا عليهم، فأما وقد جاء الله بالسعة، فادخروا ما بدا لكم.
وقوله: "يجملون الودك" معناه: يذيبونه.
قال لبيد:
واشتوى ليلة ريح واجتمل.
ومن هذا قيل: فلان جميل الوجه، يريدون به الحسن والنضارة، كأنه دهين صقيل.
قال في "النهاية": "الودك": دسم اللحم ودهنه الذي يستخرج منه.
عون المعبود على شرح سنن أبي داود: أبي الطيب محمد شمس الحق العظيم آبادي
( دَفَّ نَاس ) : بِفَتْحِ الدَّال الْمُهْمَلَة وَتَشْدِيد الْفَاء أَيْ جَاءُوا.
قَالَ أَهْل اللُّغَة : الدَّافَّة بِتَشْدِيدِ الْفَاء قَوْم يَسِيرُونَ جَمِيعًا سَيْرًا خَفِيفًا.
وَدَافَّة الْأَعْرَاب مَنْ يُرِيد مِنْهُمْ الْمِصْر , وَالْمُرَاد هُنَا مَنْ وَرَدَ مِنْ ضُعَفَاء الْأَعْرَاب لِلْمُوَاسَاةِ , قَالَهُ فِي النَّيْل : وَقَالَ السِّنْدِيُّ : أَيْ أَقْبَلُوا مِنْ الْبَادِيَة , وَالدَّفّ سَيْر سَرِيع وَتَقَارُب فِي الْخُطَى اِنْتَهَى ( حَضْرَة الْأَضْحَى ) : بِفَتْحِ الْحَاء وَضَمّهَا وَكَسْرهَا وَالضَّاد سَاكِنَة فِيهَا كُلّهَا وَحُكِيَ فَتْحهَا وَهُوَ ضَعِيف وَإِنَّمَا تُفْتَح إِذَا حُذِفَتْ الْهَاء فَيُقَال بِحَضْرِ فُلَان.
كَذَا قَالَ النَّوَوِيّ ( اِدَّخِرُوا ) : أَمْر مِنْ بَاب الِافْتِعَال أَصْله إِذْ دَخِرُوا فَأُدْغِمَتْ الذَّال فِي الدَّال ( يَجْمِلُونَ مِنْهَا الْوَدَك ) : بِالْجِيمِ أَيْ يُذِيبُونَ الشَّحْم وَيَسْتَخْرِجُونَ مِنْهُ الْوَدَك , قَالَهُ فِي مِرْقَاة الصُّعُود.
وَالْوَدَك الشَّحْم الْمُذَاب.
وَقَالَ فِي النَّيْل : قَوْله يَجْمِلُونَ بِفَتْحِ الْيَاء وَسُكُون الْجِيم مَعَ كَسْر الْمِيم وَضَمّهَا وَيُقَال بِضَمِّ الْيَاء مَعَ كَسْر الْمِيم يُقَال جَمَلْت الدُّهْن وَأَجْمَلْته أَيْ أَذَبْته ( بَعْد ثَلَاث ) : أَيْ بَعْد ثَلَاث لَيَالٍ ( إِنَّمَا نَهَيْتُكُمْ ) : أَيْ عَنْ الِادِّخَار بَعْد ثَلَاث لَيَالٍ ( مِنْ أَجْل الدَّافَّة الَّتِي دَفَّتْ عَلَيْكُمْ ) : أَيْ مِنْ أَجْل الْجَمَاعَة الَّتِي جَاءَتْ ( وَادَّخِرُوا ) : أَيْ اِتَّخِذُوا لُحُومهَا ذَخِيرَة مَا شِئْتُمْ لِثَلَاثٍ أَوْ فَوْقهَا أَوْ دُونهَا.
وَفِيهِ تَصْرِيح بِالنَّسْخِ لِتَحْرِيمِ أَكْل لُحُوم الْأَضَاحِيّ بَعْد الثَّلَاث وَادِّخَارهَا وَإِلَيْهِ ذَهَبَ الْجَمَاهِير مِنْ عُلَمَاء الْأَمْصَار مِنْ الصَّحَابَة وَالتَّابِعِينَ فَمَنْ بَعْدهمْ.
وَحَكَى النَّوَوِيّ عَنْ عَلِيّ رَضِيَ اللَّه عَنْهُ وَابْن عُمَر رَضِيَ اللَّه عَنْهُمَا أَنَّهُمَا قَالَا يَحْرُم الْإِمْسَاك لِلُحُومِ الْأَضَاحِيّ بَعْد ثَلَاث وَإِنَّ حُكْم التَّحْرِيم بَاقٍ , وَحَكَاهُ الْحَازِمِيّ فِي الِاعْتِبَار عَنْ عَلِيّ رَضِيَ اللَّه عَنْهُ أَيْضًا وَالزُّبَيْر وَعَبْد اللَّه بْن وَاقِد بْن عَبْد اللَّه بْن عُمَر , وَلَعَلَّهُمْ لَمْ يَعْلَمُوا بِالنَّاسِخِ , وَمَنْ عَلِمَ حُجَّة عَلَى مَنْ لَمْ يَعْلَم.
قَالَهُ فِي النَّيْل.
قَالَ الْمُنْذِرِيُّ : وَأَخْرَجَهُ مُسْلِم وَالنَّسَائِيُّ.
حَدَّثَنَا الْقَعْنَبِيُّ عَنْ مَالِكٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ عَنْ عَمْرَةَ بِنْتِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَتْ سَمِعْتُ عَائِشَةَ تَقُولُ دَفَّ نَاسٌ مِنْ أَهْلِ الْبَادِيَةِ حَضْرَةَ الْأَضْحَى فِي زَمَانِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ادَّخِرُوا الثُّلُثَ وَتَصَدَّقُوا بِمَا بَقِيَ قَالَتْ فَلَمَّا كَانَ بَعْدُ ذَلِكَ قِيلَ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَا رَسُولَ اللَّهِ لَقَدْ كَانَ النَّاسُ يَنْتَفِعُونَ مِنْ ضَحَايَاهُمْ وَيَجْمُلُونَ مِنْهَا الْوَدَكَ وَيَتَّخِذُونَ مِنْهَا الْأَسْقِيَةَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: وَمَا ذَاكَ أَوْ كَمَا قَالَ قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ نَهَيْتَ عَنْ إِمْسَاكِ لُحُومِ الضَّحَايَا بَعْدَ ثَلَاثٍ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّمَا نَهَيْتُكُمْ مِنْ أَجْلِ الدَّافَّةِ الَّتِي دَفَّتْ عَلَيْكُمْ فَكُلُوا وَتَصَدَّقُوا وَادَّخِرُوا
عن نبيشة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إنا كنا نهيناكم عن لحومها أن تأكلوها فوق ثلاث لكي تسعكم، فقد جاء الله بالسعة فكلوا وادخروا واتجروا،...
عن ثوبان، قال: ضحى رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم قال: «يا ثوبان أصلح لنا لحم هذه الشاة».<br> قال: فما زلت أطعمه منها حتى قدمنا المدينة
عن شداد بن أوس، قال: خصلتان سمعتهما من رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن الله كتب الإحسان على كل شيء، فإذا قتلتم فأحسنوا - قال غير مسلم يقول: «فأحسنو...
عن هشام بن زيد، قال: دخلت مع أنس، على الحكم بن أيوب فرأى فتيانا - أو غلمانا - قد نصبوا دجاجة يرمونها، فقال أنس: «نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن ت...
عن ابن عباس، قال: " {فكلوا مما ذكر اسم الله عليه} [الأنعام: ١١٨]، {ولا تأكلوا مما لم يذكر اسم الله عليه} [الأنعام: ١٢١]، فنسخ واستثنى من ذلك فقال: {وط...
عن ابن عباس، في قوله: " {وإن الشياطين ليوحون إلى أوليائهم} [الأنعام: ١٢١] يقولون: «ما ذبح الله فلا تأكلوا وما ذبحتم أنتم فكلوا».<br> فأنزل الله عز وجل...
عن ابن عباس، قال: " جاءت اليهود إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا: نأكل مما قتلنا، ولا نأكل مما قتل الله، فأنزل الله: {ولا تأكلوا مما لم يذكر اسم ال...
عن ابن عباس، قال: «نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن معاقرة الأعراب» قال أبو داود: «اسم أبي ريحانة، عبد الله بن مطر، وغندر أوقفه على ابن عباس»
عن رافع بن خديج، قال: أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقلت: يا رسول الله إنا نلقى العدو غدا وليس معنا مدى أفنذبح بالمروة وشقة العصا؟ فقال رسول الله...