30- عن عائشة رضي الله عنها، أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا خرج من الغائط قال: «غفرانك»
إسناده حسن، يوسف بن أبي بردة -وإن لم يرو عنه غير اثنين- وثقه العجلي، وصحح حديثه هذا ابن خزيمة وابن حبان والحاكم، وأبو حاتم الرازي وحسَّنه الترمذي، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال الذهبي في "الكاشف": ثقة.
وأخرجه الترمذي (7)، والنسائي في "الكبرى" (9824)، وابن ماجه (300) من طريق إسرائيل بن يونس، بهذا الإسناد.
وهو في "مسند أحمد" (25220)، و"صحيح ابن حبان" (1444).
عون المعبود على شرح سنن أبي داود: أبي الطيب محمد شمس الحق العظيم آبادي
( غُفْرَانك ) : قَالَ اِبْن الْعَرَبِيّ فِي عَارِضَة الْأَحْوَذِيّ : غُفْرَان مَصْدَر كَالْغَفْرِ وَالْمَغْفِرَة , وَمِثْله سُبْحَانك , وَنَصَبَهُ بِإِضْمَارِ فِعْل تَقْدِيره هَاهُنَا : أَطْلُب غُفْرَانك.
وَفِي طَلَب الْمَغْفِرَة هَاهُنَا مُحْتَمَلَانِ : الْأَوَّل أَنَّهُ سَأَلَ الْمَغْفِرَة مِنْ تَرْكه ذِكْر اللَّه فِي ذَلِكَ الْوَقْت فِي تِلْكَ الْحَالَة , وَالثَّانِي وَهُوَ أَشْهَرُ أَنَّ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَأَلَ الْمَغْفِرَة فِي الْعَجْز عَنْ شُكْر النِّعْمَة فِي تَيْسِير الْغِذَاء وَإِبْقَاء مَنْفَعَته وَإِخْرَاج فَضْلَته عَلَى سُهُولَة , فَيُؤَدِّي قَضَاءَ حَقّهَا بِالْمَغْفِرَةِ.
وَقَالَ الرَّضِيّ فِي شَرْح الْكَافِيَة مَا حَاصِله أَنَّ الْمَصَادِر الَّتِي بُيِّنَ فَاعِلُهَا بِإِضَافَتِهَا إِلَيْهِ نَحْو : كِتَاب اللَّه وَوَعْد اللَّه , أَوْ بُيِّنَ مَفْعُولُهَا بِالْإِضَافَةِ نَحْو : ضَرْب الرِّقَاب وَسُبْحَان اللَّه , أَوْ بُيِّنَ فَاعِلُهَا بِحَرْفِ جَرّ نَحْو : بُؤْسًا لَك وَسُحْقًا لَك , أَوْ بُيِّنَ مَفْعُولهَا بِحَرْفِ جَرّ نَحْو : غُفْرًا لَك وَجَدْعًا لَك , فَيَجِب حَذْف فِعْلهَا فِي جَمِيع هَذَا قِيَاسًا , وَغُفْرَانك دَاخِل فِي هَذَا الضَّابِط , فَعَلَى هَذَا يَكُون فِعْله الْمُقَدَّر اِغْفِرْ , أَيْ اِغْفِرْ غُفْرَانًا.
قَالَ الْمُنْذِرِيُّ : وَأَخْرَجَهُ التِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيُّ وَابْن مَاجَهْ.
وَقَالَ التِّرْمِذِيّ : هَذَا حَدِيث حَسَن غَرِيب , وَلَا يُعْرَف فِي هَذَا الْبَاب إِلَّا حَدِيث عَائِشَة.
هَذَا آخِر كَلَام التِّرْمِذِيّ.
قَالَ الْمُنْذِرِيُّ : وَفِي هَذَا الْبَاب حَدِيث أَبِي ذَرّ قَالَ : كَانَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا خَرَجَ مِنْ الْخَلَاء قَالَ : " الْحَمْد لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنِّي الْأَذَى وَعَافَانِي " وَحَدِيث أَنَس بْن مَالِك عَنْ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِثْله , وَفِي لَفْظ : " الْحَمْد لِلَّهِ الَّذِي أَحْسَنَ إِلَيَّ فِي أَوَّله وَآخِره " وَحَدِيث عَبْد اللَّه بْن عُمَر أَنَّ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَعْنِي كَانَ إِذَا خَرَجَ قَالَ : الْحَمْد لِلَّهِ الَّذِي أَذَاقَنِي لَذَّته وَأَبْقَى فِي قُوَّته وَأَذْهَبَ عَنِّي أَذَاهُ " غَيْر أَنَّ هَذِهِ الْأَحَادِيث أَسَانِيدهَا ضَعِيفَة , وَلِهَذَا قَالَ أَبُو حَاتِم الرَّازِيُّ : أَصَحُّ مَا فِيهِ حَدِيث عَائِشَة.
كَلَام الْمُنْذِرِيِّ.
وَالْحَدِيث مَا أَخْرَجَهُ النَّسَائِيُّ فِي السُّنَن الْمُجْتَبَى , بَلْ أَخْرَجَهُ فِي كِتَاب عَمَل الْيَوْم وَاللَّيْلَة , فَإِطْلَاقه مِنْ غَيْر تَقْيِيد لَا يُنَاسِب.
حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ مُحَمَّدٍ النَّاقِدُ حَدَّثَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ عَنْ يُوسُفَ بْنِ أَبِي بُرْدَةَ عَنْ أَبِيهِ حَدَّثَتْنِي عَائِشَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا خَرَجَ مِنْ الْغَائِطِ قَالَ غُفْرَانَكَ
عن عبد الله بن أبي قتادة، عن أبيه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا بال أحدكم فلا يمس ذكره بيمينه، وإذا أتى الخلاء فلا يتمسح بيمينه، وإذا ش...
عن حفصة زوج النبي صلى الله عليه وسلم، «أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يجعل يمينه لطعامه وشرابه وثيابه، ويجعل شماله لما سوى ذلك»
عن عائشة، قالت: «كانت يد رسول الله صلى الله عليه وسلم اليمنى لطهوره وطعامه، وكانت يده اليسرى لخلائه، وما كان من أذى» (1) 34- عن عائشة، عن النبي...
عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من اكتحل فليوتر، من فعل فقد أحسن، ومن لا فلا حرج، ومن استجمر فليوتر، من فعل فقد أحسن، ومن لا فلا حرج،...
عن رويفع: «إن كان أحدنا في زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم ليأخذ نضو أخيه على أن له النصف مما يغنم، ولنا النصف، وإن كان أحدنا ليطير له النصل والريش،...
عن جابر بن عبد الله قال: «نهانا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نتمسح بعظم أو بعر»
عن عبد الله بن مسعود، قال: قدم وفد الجن على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالوا: يا محمد: انه أمتك أن يستنجوا بعظم أو روثة أو حممة، فإن الله تعالى جع...
عن عائشة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إذا ذهب أحدكم إلى الغائط، فليذهب معه بثلاثة أحجار يستطيب بهن، فإنها تجزئ عنه»
عن خزيمة بن ثابت، قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الاستطابة، فقال: «بثلاثة أحجار ليس فيها رجيع»