39- عن عبد الله بن مسعود، قال: قدم وفد الجن على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالوا: يا محمد: انه أمتك أن يستنجوا بعظم أو روثة أو حممة، فإن الله تعالى جعل لنا فيها رزقا، قال: «فنهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك»
إسناده ضعيف، ابن عياش -وهو إسماعيل، وإن كان صدوقاً في روايته عن أهل بلده، وهذا منها- قد تفرد بهذا السياق، ولم يُتابَع عليه إلا من طريق ضعيف، وضعفه بهذا السياق الدارقطني والبيهقي.
وأخرجه من طريق أبي داود البيهقيُّ 1/ 109، والبغوي (180).
وقال البيهقي: إسناده شامي غير قوي.
وأخرجه الدارقطني (149) من طريق إسماعيل بن عياش، به.
وقال: إسناده شامي ليس بثابت.
وأخرجه الطبراني في "مسند الشاميين" (872) من طريق بقية بن الوليد، عن الأوزاعي، عن يحيي السيباني، به.
وبقية مدلس ورواه بالعنعنة على ضعف فيه أيضاً.
وأخرج مسلم (450) (150)، والترمذي (18)، والنسائي في "الكبرى" (39) من طريق داود بن أبي هند، عن الشعبي، عن علقمة، عن ابن مسعود رفعه: "لا تستنجوا بالروث ولا بالعظام، فإنه زاد إخوانكم من الجن" وهذا إسناد رجاله ثقات، لكن رواه ابن عُلية عند مسلم بإثر الرواية السالفة والترمذي (3540) عن داود ابن أبي هند، به.
إلا أنه جعل النهيَ عن الاستنجاء بهما مسنداً، وتعليلَ ذلك بأنهما من طعام الجن عن الشعبي مرسلاً.
ورجح رواية ابن علية الدارقطني في "التتبع" ص341 - 343، وفي "العلل" 5/ 132، والخطيب في "الفصل للوصل" 2/ 624.
وانظر ما علقناه على "جامع الترمذي".
وللنهي عن الاستنجاء بالعظم والروث شواهد، منها حديث جابر السالف قبل هذا، وحديث أبي هريرة عند البخاري (155).
وليس فيهما التعليل بأنهما من طعام الجن.
أما النهي عن الاستنجاء بالحممة -وهي الفحمة- فأخرجه الدارقطي (150)، والبيهقي 1/ 109 - 110 من طريق موسي بن عُلَيّ بن رباح، عن أبيه، عن ابن مسعود.
وأعلاه بأن عُلي بن رباح لم يثبت له سماع من ابن مسعود.
وانظر "مسند أحمد" (4375).
وله شاهد من حديث عبد الله بن الحارث بن جزء عند البزار (3783)، وفي إسناده عبد الله بن لهيعة، وهو ضعيف.
عون المعبود على شرح سنن أبي داود: أبي الطيب محمد شمس الحق العظيم آبادي
( قَدِمَ وَفْد الْجِنّ ) : هُوَ جِنّ نَصِيبِينَ وَكَانَ قُدُومه بِمَكَّة قَبْل الْهِجْرَة , وَالْوَفْد : قَوْم يَجْتَمِعُونَ وَيَرِدُونَ الْبِلَاد , الْوَاحِد وَافِد , وَكَذَا مَنْ يَقْصِد الْأُمَرَاء بِالزِّيَارَةِ , يُقَال : وَفَدَ عَلَى الْقَوْم وَفْدًا مِنْ بَاب وَعَدَ وَوُفُودًا فَهُوَ وَافِد وَالْجَمْع وِفَاد , وَوَفِدَ مِثْل صَاحِب وَصَحِبَ ( يَا مُحَمَّد انْهَ ) : أَمْر مِنْ النَّهْي ( أَوْ حُمَمَة ) : بِضَمِّ الْحَاء وَالْمِيمَيْنِ مَفْتُوحَتَيْنِ عَلَى وَزْن رُطَبَة : مَا أُحْرِقَ مِنْ خَشَب وَنَحْوه وَالْجَمْع بِحَذْفِ الْهَاء.
كَذَا فِي الْمِصْبَاح.
قَالَ الْمُنْذِرِيُّ : فِي إِسْنَاده إِسْمَاعِيل بْن عَيَّاش وَفِيهِ مَقَال.
حَدَّثَنَا حَيْوَةُ بْنُ شُرَيْحٍ الْحِمْصِيُّ حَدَّثَنَا ابْنُ عَيَّاشٍ عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي عَمْرٍو السَّيْبَانِيِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الدَّيْلَمِيِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ قَدِمَ وَفْدُ الْجِنِّ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالُوا يَا مُحَمَّدُ انْهَ أُمَّتَكَ أَنْ يَسْتَنْجُوا بِعَظْمٍ أَوْ رَوْثَةٍ أَوْ حُمَمَةٍ فَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَى جَعَلَ لَنَا فِيهَا رِزْقًا قَالَ فَنَهَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ ذَلِكَ
عن عائشة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إذا ذهب أحدكم إلى الغائط، فليذهب معه بثلاثة أحجار يستطيب بهن، فإنها تجزئ عنه»
عن خزيمة بن ثابت، قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الاستطابة، فقال: «بثلاثة أحجار ليس فيها رجيع»
عن عائشة، قالت: بال رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقام عمر خلفه بكوز من ماء، فقال: «ما هذا يا عمر»، فقال: هذا ماء تتوضأ به، قال: «ما أمرت كلما بلت أن...
عن أنس بن مالك، «أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل حائطا، ومعه غلام معه ميضأة، وهو أصغرنا فوضعها عند السدرة، فقضى حاجته، فخرج علينا وقد استنجى بالما...
عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: " نزلت هذه الآية في أهل قباء: {فيه رجال يحبون أن يتطهروا}، قال: «كانوا يستنجون بالماء، فنزلت فيهم هذه...
عن أبي هريرة، قال: «كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أتى الخلاء، أتيته بماء في تور أو ركوة فاستنجى»
عن أبي هريرة، يرفعه، قال: «لولا أن أشق على المؤمنين، لأمرتهم بتأخير العشاء، وبالسواك عند كل صلاة»
عن زيد بن خالد الجهني، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «لولا أن أشق على أمتي، لأمرتهم بالسواك عند كل صلاة»
عن عبد الله بن عبد الله بن عمر، قال: قلت: أرأيت توضؤ ابن عمر لكل صلاة طاهرا، وغير طاهر، عم ذاك؟ فقال: حدثتنيه أسماء بنت زيد بن الخطاب، أن عبد الله بن...