3421- عن رافع بن خديج، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «كسب الحجام خبيث، وثمن الكلب خبيث، ومهر البغي خبيث»
إسناده صححح.
يحيى: هو ابن أبي كثير، وأبان: هو ابن يزيد العطار.
وأخرجه مسلم (١٥٦٨)، والترمذي (١٣٢٢)، والنسائي في "الكبرى" (٤٦٦٨) و (٤٦٦٩) من طرق عن يحيى بن أبي كثير، بهذا الإسناد.
إلا أن النسائي في الموضع الثاني قلب اسم إبراهيم بن عبد الله إلى: عبد الله بن إبراهيم، والصحيح الأول.
وأخرجه مسلم (١٥٦٨)، والنسائي في "الكبرى" (٤٦٦٣) من طريق يحيى بن سعيد القطان، عن محمد بن يوسف ابن أخت نمر، والنسائي (٤٦٦٥) من طريق يزيد ابن عبد الله بن خصيفة، كلاهما عن السائب بن يزيد.
وأخرجه النسائي (٤٦٦٤) من طريق حاتم بن إسماعيل، عن محمد بن يوسف ابن أخت نمر، عن السائب بن يزيد قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.
فجعله من مسند السائب، والسائب صحابي صغير، ولا يؤثر ذلك بصحة الحديث، لأنه قصارى أمره أن يكون مرسل صحابي، ومراسيل الصحابة حجة.
وهو في "مسند أحمد" (١٥٨١٢)، و"صحيح ابن حبان" (٥١٥٢).
وانظر ما بعده لبيان فقه الحديث.
عون المعبود على شرح سنن أبي داود: أبي الطيب محمد شمس الحق العظيم آبادي
( كَسْب الْحَجَّام خَبِيث ) : أَيْ حَرَام ( وَمَهْر الْبَغِيّ ) : بِفَتْحِ الْمُوَحَّدَة وَكَسْر الْمُعْجَمَة وَتَشْدِيد الْيَاء وَهُوَ فَعُول فِي الْأَصْل بِمَعْنَى الْفَاعِلَة مِنْ بَغَتْ الْمَرْأَة بِغَاء بِالْكَسْرِ.
إِذَا زَنَتْ , وَمِنْهُ قَوْله تَعَالَى : { وَلَا تُكْرِهُوا فَتَيَاتكُمْ عَلَى الْبِغَاء } وَمَهْر الْبَغِيّ هُوَ مَا تَأْخُذهُ الزَّانِيَة عَلَى الزِّنَا , وَسَمَّاهُ مَهْرًا لِكَوْنِهِ عَلَى صُورَته , وَهُوَ حَرَام بِإِجْمَاعِ الْمُسْلِمِينَ.
وَأَمَّا ثَمَن الْكَلْب فَفِي حُرْمَته اِخْتِلَاف وَسَيَجِيءُ بَيَانه فِي بَابه.
وَأَمَّا كَسْب الْحَجَّام فَفِيهِ أَيْضًا اِخْتِلَاف , فَقَالَ بَعْض أَصْحَاب الْحَدِيث عَلَى مَا فِي النَّيْل إِنَّهُ حَرَام , وَاسْتَدَلُّوا بِهَذَا الْحَدِيث وَمَا فِي مَعْنَاهُ , وَذَهَبَ الْجُمْهُور إِلَى أَنَّهُ حَلَال , وَاسْتَدَلُّوا بِحَدِيثِ اِبْن عَبَّاس وَحَدِيث أَنَس الْآتِيَيْنِ فِي الْبَاب وَقَالُوا إِنَّ الْمُرَاد بِالْخَبِيثِ فِي قَوْله " كَسْب الْحَجَّام خَبِيث " الْمَكْرُوه تَنْزِيهًا لِدَنَاءَتِهِ وَخِسَّته لَا الْمُحَرَّم كَمَا فِي قَوْله تَعَالَى : { وَلَا تَيَمَّمُوا الْخَبِيث مِنْهُ تُنْفِقُونَ } فَسَمَّى رَاذِل الْمَال خَبِيثًا.
وَمِنْهُمْ مَنْ اِدَّعَى النَّسْخ وَأَنَّهُ كَانَ حَرَامًا ثُمَّ أُبِيحَ , وَهُوَ صَحِيح إِذَا عَرَفَ التَّارِيخ وَقَالَ الْخَطَّابِيّ : مَا مُحَصَّله إِنَّ مَعْنَى الْخَبِيث فِي قَوْله " كَسْب الْحَجَّام خَبِيث " الدَّنِيّ.
وَأَمَّا قَوْله " ثَمَن الْكَلْب خَبِيث " وَ " مَهْر الْبَغِيّ خَبِيث " فَمَعْنَاهُ الْمُحَرَّم , وَقَدْ يُجْمَع الْكَلَام بَيْن الْقَرَائِن فِي اللَّفْظ وَيُفَرَّق بَيْنهمَا فِي الْمَعَانِي , وَذَلِكَ عَلَى حَسَب الْأَغْرَاض وَالْمَقَاصِد فِيهَا , وَقَدْ يَكُون الْكَلَام فِي الْفَصْل الْوَاحِد بَعْضه عَلَى الْوُجُوب , وَبَعْضه عَلَى النَّدْب , وَبَعْضه عَلَى الْحَقِيقَة , وَبَعْضه عَلَى الْمَجَاز , وَإِنَّمَا يُعْلَم ذَلِكَ بِدَلَائِل الْأُصُول وَبِاعْتِبَارِ مَعَانِيهَا اِنْتَهَى.
قَالَ الْمُنْذِرِيّ : وَأَخْرَجَهُ مُسْلِم وَالتِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيّ.
حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَعِيلَ أَخْبَرَنَا أَبَانُ عَنْ يَحْيَى عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ يَعْنِي ابْنَ قَارِظٍ عَنْ السَّائِبِ بْنِ يَزِيدَ عَنْ رَافِعِ بْنِ خَدِيجٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ كَسْبُ الْحَجَّامِ خَبِيثٌ وَثَمَنُ الْكَلْبِ خَبِيثٌ وَمَهْرُ الْبَغِيِّ خَبِيثٌ
عن ابن محيصة، عن أبيه، أنه استأذن رسول الله صلى الله عليه وسلم في إجارة الحجام «فنهاه عنها فلم يزل يسأله ويستأذنه، حتى أمره أن أعلفه ناضحك ورقيقك»
عن ابن عباس، قال: «احتجم رسول الله صلى الله عليه وسلم وأعطى الحجام أجره ولو علمه خبيثا لم يعطه»
عن أنس بن مالك، أنه قال: حجم أبو طيبة رسول الله صلى الله عليه وسلم: «فأمر له بصاع من تمر، وأمر أهله أن يخففوا عنه من خراجه»
عن أبي هريرة، قال: «نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن كسب الإماء»
عن طارق بن عبد الرحمن القرشي، قال: جاء رافع بن رفاعة إلى مجلس الأنصار فقال: لقد نهانا نبي الله صلى الله عليه وسلم اليوم، فذكر أشياء " ونهى عن كسب الأم...
عن رافع ابن خديج، قال: «نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن كسب الأمة حتى يعلم من أين هو»
عن أبي مسعود: «عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه نهى عن ثمن الكلب، ومهر البغي وحلوان الكاهن»
عن ابن عمر، قال: «نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن عسب الفحل»
عن أبي ماجدة، قال: قطعت من أذن غلام، أو قطع من أذني فقدم علينا أبو بكر حاجا فاجتمعنا إليه فرفعنا إلى عمر بن الخطاب، فقال عمر: إن هذا قد بلغ القصاص ادع...