3610- حدثنا أحمد بن عبدة، حدثنا عمار بن شعيث بن عبد الله بن الزبيب العنبري، حدثني أبي، قال: سمعت جدي الزبيب، يقول بعث نبي الله صلى الله عليه وسلم جيشا إلى بني العنبر فأخذوهم بركبة من ناحية الطائف فاستاقوهم إلى نبي الله صلى الله عليه وسلم، فركبت فسبقتهم إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقلت: السلام عليك يا نبي الله ورحمة الله وبركاته، أتانا جندك فأخذونا وقد كنا أسلمنا وخضرمنا آذان النعم، فلما قدم بلعنبر، قال لي نبي الله صلى الله عليه وسلم: «هل لكم بينة على أنكم أسلمتم قبل أن تؤخذوا في هذه الأيام؟» قلت: نعم، قال: «من بينتك؟» قلت: سمرة رجل من بني العنبر ورجل آخر سماه له فشهد الرجل، وأبى سمرة أن يشهد، فقال نبي الله صلى الله عليه وسلم : «قد أبى أن يشهد لك، فتحلف مع شاهدك الآخر؟» قلت: نعم، فاستحلفني، فحلفت بالله لقد أسلمنا يوم كذا وكذا وخضرمنا آذان النعم، فقال نبي الله صلى الله عليه وسلم: «اذهبوا فقاسموهم أنصاف الأموال، ولا تمسوا ذراريهم لولا أن الله لا يحب ضلالة نمل ما رزيناكم عقالا» قال الزبيب: فدعتني أمي، فقالت: هذا الرجل أخذ زربيتي فانصرفت إلى النبي صلى الله عليه وسلم يعني فأخبرته، فقال لي: «احبسه» فأخذت بتلبيبه، وقمت معه مكاننا، ثم نظر إلينا نبي الله صلى الله عليه وسلم قائمين، فقال: «ما تريد بأسيرك؟» فأرسلته من يدي، فقام نبي الله صلى الله عليه وسلم، فقال للرجل: «رد على هذا زربية أمه التي أخذت منها»، فقال: يا نبي الله إنها خرجت من يدي، قال: فاختلع نبي الله صلى الله عليه وسلم سيف الرجل فأعطانيه، وقال للرجل: «اذهب فزده آصعا من طعام»، قال: فزادني آصعا من شعير
(١)حديث صحيح، وهذا إسناد قوي من أجل الدراوردي -وهو عبد العزيز بن محمد- فهو صدوق لا بأس به، وقد تابعه سليمان بن بلال في الطريق الآتي بعده.
ورواه أيضا المغيرة بن عبد الرحمن الحزامي، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة.
وأخرجه ابن ماجه (٢٣٦٨)، والترمذي (١٣٩٢) من طريق عبد العزيز بن محمد الدراوردي، بهذا الإسناد.
وقال الترمذي: حديث حسن غريب.
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (٥٩٦٩) من طريق المغيرة بن عبد الرحمن الحزامي، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة.
وإسناده حسن.
وهو في "صحيح ابن حبان" (٥٠٧٣).
وانظر ما بعده.
(٢)إسناده صحيح.
محمد بن داود: هو ابن أبي ناجية.
وأخرجه ابن الجارود (١٠٠٧)، وابن حبان (٥٠٧٣)، والبيهقى ١٠/ ١٦٨ من طريق سليمان بن بلال، بهذا الإسناد.
وانظر ما قبله.
عون المعبود على شرح سنن أبي داود: أبي الطيب محمد شمس الحق العظيم آبادي
( قَضَى بِالْيَمِينِ مَعَ الشَّاهِد ) : قَالَ الْخَطَّابِيُّ : وَلَيْسَ هَذَا بِمُخَالِفٍ لِقَوْلِهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " الْبَيِّنَة عَلَى الْمُدَّعِي وَالْيَمِين عَلَى الْمُدَّعَى عَلَيْهِ " لِأَنَّهُ فِي الْيَمِين إِذَا كَانَتْ مُجَرَّدَة وَهَذِهِ يَمِين مَقْرُونَة بِبَيِّنَةٍ , وَكُلّ وَاحِدَة مِنْهُمَا غَيْر الْأُخْرَى , فَإِذَا تَبَايَنَ مَحَلَّاهُمَا جَازَ أَنْ يَخْتَلِف حُكْمَاهُمَا اِنْتَهَى.
وَاعْلَمْ أَنَّ لِمَنْ لَا يَقُول بِالْقَضَاءِ بِالْيَمِينِ مَعَ الشَّاهِد أَعْذَار عَنْ أَحَادِيث الْبَاب وَلِلْقَائِلِينَ بِهِ أَجْوِبَة شَافِيَة كَافِيَة فَعَلَيْك بِالْمُطَوَّلَاتِ.
قَالَ الْمُنْذِرِيُّ : وَأَخْرَجَهُ التِّرْمِذِيّ وَابْن مَاجَهْ.
وَقَالَ التِّرْمِذِيّ حَسَن غَرِيب ( قَالَ فَذَكَرْت ذَلِكَ ) : أَيْ ذَلِكَ الْحَدِيث ( لِسُهَيْلٍ فَقَالَ ) : أَيْ سُهَيْل ( أَخْبَرَنَا رَبِيعَة وَهُوَ ) : أَيْ رَبِيعَة , وَجُمْلَةُ " وَهُوَ عِنْدِي ثِقَة " مُعْتَرِضَةٌ بَيْن فَاعِلِ " أَخْبَرَنِي " وَ مَفْعُولِهِ ( أَنِّي ) : مَرْجِع الضَّمِير هُوَ سُهَيْل لَا رَبِيعَة ( حَدَّثْته ) : أَيْ رَبِيعَة ( إِيَّاهُ ) : أَيْ هَذَا الْحَدِيث وَجُمْلَة أَنِّي حَدَّثْته إِيَّاهُ مَفْعُولُ " , " ( وَلَا أَحْفَظُهُ ) : أَيْ هَذَا الْحَدِيث ( قَالَ عَبْد الْعَزِيز وَقَدْ كَانَ إِلَخْ ) : هَذَا تَعْلِيل لِعَدَمِ حِفْظه الْحَدِيث ( فَكَانَ سُهَيْل بَعْدُ ) : بِضَمِّ الدَّال أَيْ بَعْد مَا ذَكَرَ عَبْدُ الْعَزِيزِ لَهُ مَا ذَكَرَ ( يُحَدِّثهُ ) : أَيْ الْحَدِيث ( عَنْ رَبِيعَة عَنْهُ عَنْ أَبِيهِ ) : الضَّمِيرَانِ لِسُهَيْلٍ.
قَالَ الْحَافِظ فِي شَرْح النُّخْبَة : وَإِنْ رَوَى عَنْ شَيْخ حَدِيثًا وَجَحَدَ الشَّيْخ مَرْوِيّه فَإِنْ كَانَ الْإِنْكَار جَزْمًا كَأَنْ يَقُول الْكَذِب عَلَيَّ أَوْ مَا رَوَيْت لَهُ هَذَا , وَنَحْو ذَلِكَ رُدَّ ذَلِكَ الْخَبَر لِكَذِبِ وَاحِد مِنْهُمَا لَا بِعَيْنِهِ وَلَا يَكُون ذَلِكَ قَادِحًا فِي وَاحِد مِنْهُمَا لِلتَّعَارُضِ أَوْ كَانَ جَحَدَهُ اِحْتِمَالًا كَأَنْ يَقُول : مَا أَذْكُر هَذَا الْحَدِيث أَوْ لَا أَعْرِفهُ قَبْل ذَلِكَ الْحَدِيث فِي الْأَصَحّ وَهُوَ مَذْهَب جُمْهُور أَهْل الْحَدِيث وَأَكْثَرِ الْفُقَهَاء لِأَنَّ ذَلِكَ يُحْمَل عَلَى نِسْيَان الشَّيْخ.
وَفِي هَذَا النَّوْع صَنَّفَ الدَّارَقُطْنِيُّ كِتَاب " مَنْ حَدَّثَ وَنَسِيَ " وَفِيهِ مَا يَدُلّ عَلَى تَقْوِيَة الْمَذْهَب الصَّحِيح لِكَوْنِ كَثِير مِنْهُمْ حَدَّثُوا بِأَحَادِيث فَلَمَّا عُرِضَتْ عَلَيْهِمْ لَمْ يَتَذَكَّرُوهَا لَكِنَّهُمْ لِاعْتِمَادِهِمْ عَلَى الرُّوَاة عَنْهُمْ صَارُوا يَرْوُونَهَا عَنْ الَّذِينَ رَوَوْهَا عَنْهُمْ عَنْ أَنْفُسهمْ كَحَدِيثِ سُهَيْل بْن أَبِي صَالِح عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَة مَرْفُوعًا فِي قِصَّة الشَّاهِد وَالْيَمِين.
قَالَ عَبْد الْعَزِيز بْن مُحَمَّد الدَّرَاوَرْدِيّ حَدَّثَنِي بِهِ رَبِيعَة بْن أَبِي عَبْد الرَّحْمَن عَنْ سُهَيْل قَالَ فَلَقِيت سُهَيْلًا فَسَأَلْته عَنْهُ فَلَمْ يَعْرِفهُ , فَقُلْت إِنَّ رَبِيعَة حَدَّثَنِي عَنْك هَكَذَا , فَكَانَ سُهَيْل بَعْد ذَلِكَ يَقُول حَدَّثَنِي رَبِيعَة عَنِّي أَنِّي حَدَّثْتُهُ عَنْ أَبِي بِهِ وَنَظَائِره كَثِيرَة اِنْتَهَى كَلَامه مَعَ زِيَادَات عَلَيْهِ مِنْ شَرْحه.
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ أَبُو مُصْعَبٍ الزُّهْرِيُّ حَدَّثَنَا الدَّرَاوَرْدِيُّ عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَضَى بِالْيَمِينِ مَعَ الشَّاهِدِ قَالَ أَبُو دَاوُد وَزَادَنِي الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْمُؤَذِّنُ فِي هَذَا الْحَدِيثِ قَالَ أَخْبَرَنِي الشَّافِعِيُّ عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ قَالَ فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِسُهَيْلٍ فَقَالَ أَخْبَرَنِي رَبِيعَةُ وَهُوَ عِنْدِي ثِقَةٌ أَنِّي حَدَّثْتُهُ إِيَّاهُ وَلَا أَحْفَظُهُ قَالَ عَبْدُ الْعَزِيزِ وَقَدْ كَانَ أَصَابَتْ سُهَيْلًا عِلَّةٌ أَذْهَبَتْ بَعْضَ عَقْلِهِ وَنَسِيَ بَعْضَ حَدِيثِهِ فَكَانَ سُهَيْلٌ بَعْدُ يُحَدِّثُهُ عَنْ رَبِيعَةَ عَنْ أَبِيهِ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ دَاوُدَ الْإِسْكَنْدَرَانِيُّ حَدَّثَنَا زِيَادٌ يَعْنِي ابْنَ يُونُسَ حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ عَنْ رَبِيعَةَ بِإِسْنَادِ أَبِي مُصْعَبٍ وَمَعْنَاهُ قَالَ سُلَيْمَانُ فَلَقِيتُ سُهَيْلًا فَسَأَلْتُهُ عَنْ هَذَا الْحَدِيثِ فَقَالَ مَا أَعْرِفُهُ فَقُلْتُ لَهُ إِنَّ رَبِيعَةَ أَخْبَرَنِي بِهِ عَنْكَ قَالَ فَإِنْ كَانَ رَبِيعَةُ أَخْبَرَكَ عَنِّي فَحَدِّثْ بِهِ عَنْ رَبِيعَةَ عَنِّي
حدثنا أحمد بن عبدة حدثنا عمار بن شعيث بن عبد الله بن الزبيب العنبري حدثني أبي قال سمعت جدي الزبيب يقول بعث نبي الله صلى الله عليه وسلم جيشا إلى بني ا...
عن أبي موسى الأشعري: «أن رجلين ادعيا بعيرا أو دابة إلى النبي صلى الله عليه وسلم ليست لواحد منهما بينة فجعله النبي صلى الله عليه وسلم بينهما»(1)...
عن أبي هريرة، أن رجلين اختصما في متاع إلى النبي صلى الله عليه وسلم ليس لواحد منهما بينة فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «استهما على اليمين ما كان أحبا...
عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إذا كره الاثنان اليمين، أو استحباها فليستهما عليها»، قال سلمة: قال: أخبرنا معمر، وقال: إذا أكره الاثنا...
عن ابن أبي مليكة، قال: كتب إلي ابن عباس: «أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قضى باليمين على المدعى عليه»
عن ابن عباس، أن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: يعني لرجل حلفه «احلف بالله الذي لا إله إلا هو، ما له عندك شيء» يعني للمدعي، قال أبو داود: أبو يحيى: اسم...
عن الأشعث، قال: كان بيني وبين رجل من اليهود أرض فجحدني فقدمته إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال لي النبي صلى الله عليه وسلم: «ألك بينة؟» قلت: لا، قال...
عن الأشعث بن قيس، أن رجلا من كندة ورجلا من حضرموت اختصما إلى النبي صلى الله عليه وسلم، في أرض من اليمن، فقال الحضرمي: يا رسول الله، إن أرضي اغتصبنيها...
عن علقمة بن وائل بن حجر الحضرمي، عن أبيه، قال: جاء رجل من حضرموت ورجل من كندة، إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: الحضرمي، يا رسول الله، إن هذا غل...