3898- عن سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، قال سمعت رجلا، من أسلم قال: كنت جالسا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، فجاء رجل من أصحابه، فقال: يا رسول الله، لدغت الليلة فلم أنم حتى أصبحت، قال «ماذا؟» قال: عقرب قال: " أما إنك لو قلت حين أمسيت: أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق لم تضرك إن شاء الله "
حديث صحيح، وهذا إسناد رجاله ثقات لكنه اختلف في وصله وإرساله عن سهيل بن أبي صالح، فقد رواه جماعة عنه، عن أبيه، عن رجل من أسلم، ورواه جماعة آخرون عنه، عن أبيه، عن أبي هريرة يحكي قصة الرجل الأسلمي.
وما جاء عن تصريح أبي صالح بسماعه من الرجل الأسلمي تفرد به أحمد بن يونس، عن زهير عند المصنف هنا، وخالفه أبو نعيم الفضل بن دكين، عن زهير عند النسائي في "الكبرى" (١٠٣٥٥)، فقال: عن رجل من أسلم دون التصريح بالسماع.
وذلك رواه معمر بن راشد وسفيان ابن عيينة وسفيان الثوري -في رواية عنه- ووهيب بن خالد وشعبة بن الحجاج وأبو عوانة اليشكري، عن سهيل بن أبي صالح، فقالوا جميعا: عن رجل من أسلم.
دون التصريح بالسماع.
ورواه مالك وحماد بن زيد وهشام بن حسان وعيد الله بن عمر وسفيان الثوري -في رواية أخرى- وروح بن القاسم وجرير بن حازم وسعيد بن عبد الرحمن الجمحي وغبرهم، فقالوا: عن سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة يحكي قصة هذا الرجل الأسلمي.
ومما يقوي أن رواية أبي صالح، عن الرجل الأسلمي مرسلة أن الحديث رواه عبد العزيز بن رفيع، عن أبي صالح قال: لدغ رجل من الأنصار، فلما أصبح .
الحديث مرسلا، وبذلك تكون روايته عن أبي صالح عن أبي هريرة هي الصحيحة كما رواه مالك وأصحابه، وهذا ما قواه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار ١/ ٢٧، وصنيع البخاري في "خلق أفعال العباد" يدل على ذلك، إذ لم يورده إلا من طريق أبي صالح، عن أبيه، وساق ذلك من طرق عن سهيل.
وأخرجه عبد الرزاق في "مصنفه" (١٩٨٣٤) عن معمر بن راشد، والنسائي في "الكبرى" (١٠٣٥٤) من طريق وهيب بن خالد، و (١٠٣٥٥) من طريق زهير بن معاوية، و (١٠٣٥٦) من طريق سفيان بن عيينة، وأحمد في "مسنده" (١٥٧٠٩)، والنسائي (١٠٣٥٧) من طريق شعبة بن الحجاج، وأحمد في "مسنده" (٢٣٠٨٣) والنسائي في "الكبرى" كما في "تحفة الأشراف" ١١/ ١٤٦ من طريق سفيان الثوري، كلهم عن سهيل ابن أبي صالح، عن أبيه، عن رجل من أسلم.
ورواية أبي عوانة اليشكري أخرجها الطحاوي في "شرح مثكل الآثار" (٢٧).
وأخرجه مالك في "موطئه" ٢/ ٩٥١ ومن طريقه النسائي في "الكبرى" (١٠٣٥٠)، وابن حبان (١٠٢١)، وأخرجه النسائي (١٠٣٤٩) من طريق حماد بن زيد، والترمذي (٣٩٢٣)، والنسائي (١٠٣٥١) من طريق هشام بن حسان، و (١٠٣٥٢) من طريق عبيد الله بن عمر، وابن ماجه (٣٥١٨)، والنسائي (١٠٣٥٣) من طريق سفيان الثوري، كلهم (مالك وحماد وهشام وعبيد الله والثوري) عن سهيل، عن أبيه عن أبي هريرة - وعند مالك تنصيص على أن أبا هريرة هو الذي حكى قصة الأسلمي.
ورواية روح بن القاسم عند الطحاوي (١٨)، وأما رواية جرير بن حازم فهي عند الطحاوي (٢١)، وابن حبان (١٠٢٢)، وأما سعيد بن عبد الرحمن الجمحي فروايته عند البخاري في "خلق أفعال العباد" (٤٤٨) و (٤٤٩).
وأخرجه ابن أبي شيبة ١٠/ ٤١٧ - ٤١٨ عن جرير بن عبد الحميد، والنسائي في "الكبرى" (١٠٣٥٨) من طريق إسرائيل بن يونس السبيعي، كلاهما عن عبد العزيز بن رفيع، عن أبي صالح قال: لدع رجل من الأنصار .
الحديث هكذا رواه مرسلا.
وقد جاء اسم عبد العزيز بن رفيع في مطبوع ابن أبي شيبة: رفيعا، والصواب عبد العزيز ابن رفيع كما عند النسائي.
وقد جاء عن أبي هريرة بإسناد آخر عند مسلم (٢٧٠٩) والنسائي في "الكبرى" (١٠٣٤٦ - ١٠٣٤٨) من طريق القعقاع بن حكيم، ويعقوب بن عبد الله بن الأشج، كلاهما عن أبي صالح السمان، عن أبي هريرة.
وهذا أيضا يؤكد صحة ما قلناه سابقا بأن الصحيح رواية أبي صالح عن أبي هريرة.
والله تعالى أعلم.
عون المعبود على شرح سنن أبي داود: أبي الطيب محمد شمس الحق العظيم آبادي
( لُدِغَتْ ) بِصِيغَةِ الْمَجْهُول ( مَاذَا ) أَيْ مَا لَدَغَك ( التَّامَّات ) قَالَ فِي النِّهَايَة : إِنَّمَا وَصَفَهَا بِالتَّمَامِ لِأَنَّهُ لَا يَجُوز أَنْ يَكُون فِي شَيْء مِنْ كَلَامه نَقْص أَوْ عَيْب كَمَا يَكُون فِي كَلَام النَّاس.
قَالَ الْمُنْذِرِيُّ : وَأَخْرَجَهُ النَّسَائِيُّ كَذَلِكَ.
وَأَخْرَجَهُ أَيْضًا مُرْسَلًا وَأَخْرَجَهُ النَّسَائِيُّ وَابْن مَاجَهْ مِنْ حَدِيث الْقَعْقَاع بْن حَكِيم وَيَعْقُوب بْن عَبْد اللَّه بْن الْأَشَجّ عَنْ أَبِي صَالِح عَنْ أَبِي هُرَيْرَة اِنْتَهَى.
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ حَدَّثَنَا زُهَيْرُ حَدَّثَنَا سُهَيْلُ بْنُ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ سَمِعْتُ رَجُلًا مَنْ أَسْلَمَ قَالَ كُنْتُ جَالِسًا عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَجَاءَ رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِهِ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ لُدِغْتُ اللَّيْلَةَ فَلَمْ أَنَمْ حَتَّى أَصْبَحْتُ قَالَ مَاذَا قَالَ عَقْرَبٌ قَالَ أَمَا إِنَّكَ لَوْ قُلْتَ حِينَ أَمْسَيْتَ أَعُوذُ بِكَلِمَاتِ اللَّهِ التَّامَّاتِ مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ لَمْ تَضُرَّكَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ
عن أبي هريرة، قال: أتي النبي صلى الله عليه وسلم: بلديغ لدغته عقرب، قال: فقال: «لو قال أعوذ بكلمات الله التامة من شر ما خلق لم يلدغ» أو «لم يضره»
عن أبي سعيد الخدري، أن رهطا، من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم انطلقوا في سفرة سافروها فنزلوا بحي من أحياء العرب فقال بعضهم: إن سيدنا لدغ فهل عند أحد...
عن خارجة بن الصلت التميمي، عن عمه، قال: أقبلنا من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأتينا على حي من العرب، فقالوا: إنا أنبئنا أنكم قد جئتم من عند هذا...
عن عائشة، زوج النبي صلى الله عليه وسلم: «أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا اشتكى يقرأ في نفسه بالمعوذات وينفث، فلما اشتد وجعه كنت أقرأ عليه وأمس...
عن عائشة، رضي الله عنها قالت: " أرادت أمي أن تسمنني لدخولي على رسول الله صلى الله عليه وسلم: فلم أقبل عليها بشيء مما تريد حتى أطعمتني القثاء بالرطب، ف...
عن أبي هريرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «من أتى كاهنا» قال موسى في حديثه «فصدقه بما يقول» ثم اتفقا «أو أتى امرأة» قال مسدد: «امرأته حائضا أ...
عن ابن عباس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من اقتبس علما من النجوم، اقتبس شعبة من السحر زاد ما زاد»
عن زيد بن خالد الجهني، أنه قال: صلى لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الصبح بالحديبية في إثر سماء كانت من الليل، فلما انصرف أقبل على الناس فقال: «...
عن قطن بن قبيصة، عن أبيه، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «العيافة، والطيرة، والطرق من الجبت» الطرق: الزجر، والعيافة: الخط "