4240- عن حذيفة، قال: «قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم قائما، فما ترك شيئا يكون في مقامه ذلك إلى قيام الساعة إلا حدثه، حفظه من حفظه، ونسيه من نسيه، قد علمه أصحابه هؤلاء، وإنه ليكون منه الشيء، فأذكره كما يذكر الرجل وجه الرجل إذا غاب عنه، ثم إذا رآه عرفه»
إسناده صحيح.
أبو وائل: هو شقيق بن سلمة، والأعمش: هو سليمان بن مهران، وجرير: هو ابن عبد الحميد.
وأخرجه البخاري (٦٦٠٤)، ومسلم (٢٨٩١) من طريق سفيان الثوري، ومسلم (٢٨٩١) من طريق جرير بن عبد الحميد، كلاهما عن الأعمش، به.
وأخرجه بنحوه مسلم (٢٨٩١) من طريق أبي إدريس الخولاني، و (٢٨٩١) من طريق عبد الله بن يزيد الخطمي، كلاهما عن حذيفة بن اليمان.
وهو في "مسند أحمد" (٢٣٢٧٤)، و "صحيح ابن حبان" (٦٦٣٦) و (٦٦٣٧).
وانظر ما سيأتي برقم (٤٢٤٣).
عون المعبود على شرح سنن أبي داود: أبي الطيب محمد شمس الحق العظيم آبادي
( قَامَ ) : أَيْ خَطِيبًا وَوَاعِظًا ( فِينَا ) : أَيْ فِيمَا بَيْننَا أَوْ لِأَجْلِ أَنْ يَعِظنَا وَيُخْبِرنَا بِمَا سَيَظْهَرُ مِنْ الْفِتَن لِنَكُونَ عَلَى حَذَر مِنْهَا فِي كُلّ الزَّمَن ( قَائِمًا ) : هَكَذَا فِي جَمِيع نُسَخ الْكِتَاب وَالظَّاهِر قِيَامًا وَفِي رِوَايَة مُسْلِم مَقَامًا ( شَيْئًا يَكُون ) بِمَعْنَى يُوجَد صِفَة شَيْئًا , وَقَوْله ( فِي مَقَامه ) : مُتَعَلِّق بِتَرَكَ ( ذَلِكَ ) : صِفَة مَقَامه إِشَارَة إِلَى زَمَانه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , وَقَوْله ( إِلَى قِيَام السَّاعَة ) : غَايَة لِيَكُون , وَالْمَعْنَى قَامَ قَائِمًا , فَمَا تَرَكَ شَيْئًا يُحَدِّث فِيهِ , وَيَنْبَغِي أَنْ يُخْبِر بِمَا يَظْهَر مِنْ الْفِتَن مِنْ ذَلِكَ الْوَقْت إِلَى قِيَام السَّاعَة ( إِلَّا حَدَّثَهُ ) : أَيْ ذَلِكَ الشَّيْء الْكَائِن ( حَفِظَهُ مَنْ حَفِظَهُ ) : أَيْ الْمُحَدَّث بِهِ ( قَدْ عَلِمَهُ ) : أَيْ هَذَا الْقِيَام أَوْ هَذَا الْكَلَام بِطَرِيقِ الْإِجْمَال ( هَؤُلَاءِ ) : أَيْ الْمَوْجُودُونَ مِنْ جُمْلَة الصَّحَابَة , لَكِنَّ بَعْضهمْ لَا يَعْلَمُونَهُ مُفَصَّلًا لِمَا وَقَعَ لَهُمْ بَعْض النِّسْيَان الَّذِي هُوَ مِنْ خَوَاصّ الْإِنْسَان , وَأَنَا الْآخَر مِمَّنْ نَسِيَ بَعْضه , وَهَذَا مَعْنَى قَوْله ( وَإِنَّهُ ) : أَيْ الشَّأْن ( لَيَكُون ) : مِنْهُ الشَّيْء وَاللَّام فِي لَيَكُون مَفْتُوحَة عَلَى أَنَّهُ جَوَاب لِقَسَمٍ مُقَدَّر , وَالْمَعْنَى : لَيَقَع شَيْء مِمَّا ذَكَرَهُ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه تَعَالَى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَدْ نَسِيته.
وَفِي رِوَايَة الْبُخَارِيّ وَمُسْلِم : وَإِنَّهُ لَيَكُون مِنْهُ الشَّيْء قَدْ نَسِيته ( فَأَذْكُرهُ ) : أَيْ فَإِذَا عَايَنْته تَذَكَّرْت مَا نَسِيته ( إِذَا غَابَ عَنْهُ ) : أَيْ ثُمَّ يَنْسَى.
وَفِيهِ كَمَال عِلْمه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمَا يَكُون وَكَمَال عِلْم حُذَيْفَة وَاهْتِمَامه بِذَلِكَ وَاجْتِنَابه مِنْ الْآفَات وَالْفِتَن.
وَقَدْ اِسْتَدَلَّ بِهَذَا الْحَدِيث بَعْض أَهْل الْبِدَع وَالْهَوَى عَلَى إِثْبَات الْغَيْب لِرَسُولِ اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهَذَا جَهْل مِنْ هَؤُلَاءِ , لِأَنَّ عِلْم الْغَيْب مُخْتَصّ بِاَللَّهِ تَعَالَى , وَمَا وَقَعَ مِنْهُ عَلَى لِسَان رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَمِنْ اللَّه بِوَحْيٍ , وَالشَّاهِد لِهَذَا قَوْله تَعَالَى { عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا إِلَّا مَنِ اِرْتَضَى مِنْ رَسُولٍ } أَيْ لِيَكُونَ مُعْجِزَة لَهُ.
فَكُلّ مَا وَرَدَ عَنْهُ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ الْأَنْبَاء الْمُنْبِئَة عَنْ الْغُيُوب لَيْسَ هُوَ إِلَّا مِنْ إِعْلَام اللَّه لَهُ بِهِ إِعْلَامًا عَلَى ثُبُوت نُبُوَّته وَدَلِيلًا عَلَى صِدْق رِسَالَته صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
قَالَ عَلِي الْقَارِي فِي شَرْح الْفِقْه الْأَكْبَر : إِنَّ الْأَنْبِيَاء لَمْ يَعْلَمُوا الْمُغَيَّبَات مِنْ الْأَشْيَاء إِلَّا مَا أَعْلَمَهُمْ اللَّه أَحْيَانًا , وَذَكَرَ الْحَنَفِيَّة تَصْرِيحًا بِالتَّكْفِيرِ بِاعْتِقَادِ أَنَّ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَعْلَم الْغَيْب لِمُعَارَضَةِ قَوْله تَعَالَى { قُلْ لَا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ } كَذَا فِي الْمُسَايَرَةِ.
وَقَالَ بَعْض الْأَعْلَام فِي إِبْطَال الْبَاطِل : مِنْ ضَرُورِيَّات الدِّين أَنَّ عِلْم الْغَيْب مَخْصُوص بِاَللَّهِ تَعَالَى وَالنُّصُوص فِي ذَلِكَ كَثِيرَة { وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ } الْآيَة , وَ { إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ } الْآيَة , فَلَا يَصِحّ لِغَيْرِ اللَّه تَعَالَى أَنْ يُقَال لَهُ إِنَّهُ يَعْلَم الْغَيْب , وَلِهَذَا لَمَّا قِيلَ عِنْد رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الرَّجَز : وَفِينَا نَبِيّ يَعْلَم مَا فِي غَد أَنْكَرَ عَلَى قَائِله وَقَالَ : دَعْ هَذَا وَقُلْ غَيْر هَذَا.
وَبِالْجُمْلَةِ لَا يَجُوز أَنْ يُقَال لِأَحَدٍ إِنَّهُ يَعْلَم الْغَيْب.
نَعَمْ الْإِخْبَار بِالْغَيْبِ بِتَعْلِيمِ اللَّه تَعَالَى جَائِز , وَطَرِيق هَذَا التَّعْلِيم إِمَّا الْوَحْي أَوْ الْإِلْهَام عِنْد مَنْ يَجْعَلهُ طَرِيقًا إِلَى عِلْم الْغَيْب اِنْتَهَى.
وَفِي الْبَحْر الرَّائِق : لَوْ تَزَوَّجَ بِشَهَادَةِ اللَّه وَرَسُوله لَا يَنْعَقِد النِّكَاح وَيَكْفُر لِاعْتِقَادِهِ أَنَّ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَعْلَم الْغَيْب.
اِنْتَهَى.
قَالَ الْمِزِّيّ فِي الْأَطْرَاف : وَأَخْرَجَهُ الْبُخَارِيّ فِي الْقَدَر وَأَخْرَجَهُ مُسْلِم وَأَبُو دَاوُدَ فِي الْفِتَن.
اِنْتَهَى.
حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ حَدَّثَنَا جَرِيرٌ عَنْ الْأَعْمَشِ عَنْ أَبِي وَائِلٍ عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ قَامَ فِينَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَائِمًا فَمَا تَرَكَ شَيْئًا يَكُونُ فِي مَقَامِهِ ذَلِكَ إِلَى قِيَامِ السَّاعَةِ إِلَّا حَدَّثَهُ حَفِظَهُ مَنْ حَفِظَهُ وَنَسِيَهُ مَنْ نَسِيَهُ قَدْ عَلِمَهُ أَصْحَابُهُ هَؤُلَاءِ وَإِنَّهُ لَيَكُونُ مِنْهُ الشَّيْءُ فَأَذْكُرُهُ كَمَا يَذْكُرُ الرَّجُلُ وَجْهَ الرَّجُلِ إِذَا غَابَ عَنْهُ ثُمَّ إِذَا رَآهُ عَرَفَهُ
عن عبد الله، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «يكون في هذه الأمة أربع فتن في آخرها الفناء»
عبد الله بن عمر، يقول: كنا قعودا عند رسول الله، فذكر الفتن فأكثر في ذكرها حتى ذكر فتنة الأحلاس، فقال قائل: يا رسول الله وما فتنة الأحلاس؟ قال: " هي هر...
قال حذيفة بن اليمان: والله ما أدري أنسي أصحابي، أم تناسوا؟ «والله ما ترك رسول الله صلى الله عليه وسلم من قائد فتنة، إلى أن تنقضي الدنيا، يبلغ من معه ث...
عن سبيع بن خالد، قال: أتيت الكوفة في زمن فتحت تستر، أجلب منها بغالا، فدخلت المسجد، فإذا صدع من الرجال، وإذا رجل جالس تعرف إذا رأيته أنه من رجال أهل ال...
عن عبد الله بن عمرو، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من بايع إماما، فأعطاه صفقة يده، وثمرة قلبه، فليطعه ما استطاع، فإن جاء آخر ينازعه، فاضربوا رقبة...
عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «ويل للعرب من شر قد اقترب، أفلح من كف يده»
عن ابن عمر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يوشك المسلمون أن يحاصروا إلى المدينة، حتى يكون أبعد مسالحهم سلاح»(1) 4251- عن الزهري قال: و...
عن ثوبان، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الله زوى لي الأرض» - أو قال: - " إن ربي زوى لي الأرض، فرأيت مشارقها ومغاربها، وإن ملك أمتي سيبلغ...
عن أبي مالك يعني الأشعري، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن الله أجاركم من ثلاث خلال: أن لا يدعو عليكم نبيكم فتهلكوا جميعا، وأن لا يظهر أهل...