4244-
عن سبيع بن خالد، قال: أتيت الكوفة في زمن فتحت تستر، أجلب منها بغالا، فدخلت المسجد، فإذا صدع من الرجال، وإذا رجل جالس تعرف إذا رأيته أنه من رجال أهل الحجاز، قال: قلت: من هذا؟ فتجهمني القوم، وقالوا: أما تعرف هذا؟ هذا حذيفة بن اليمان صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال حذيفة: إن الناس كانوا يسألون رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الخير، وكنت أسأله عن الشر، فأحدقه القوم بأبصارهم، فقال: إني أرى الذي تنكرون، إني قلت: يا رسول الله، أرأيت هذا الخير الذي أعطانا الله، أيكون بعده شر كما كان قبله؟ قال: «نعم» قلت: فما العصمة من ذلك؟ قال: «السيف» قلت: يا رسول الله، ثم ماذا يكون؟ قال: «إن كان لله خليفة في الأرض فضرب ظهرك، وأخذ مالك، فأطعه، وإلا فمت، وأنت عاض بجذل شجرة»، قلت: ثم ماذا؟ قال: «ثم يخرج الدجال معه نهر ونار، فمن وقع في ناره، وجب أجره، وحط وزره، ومن وقع في نهره، وجب وزره، وحط أجره»، قال: قلت: ثم ماذا؟ قال: «ثم هي قيام الساعة» (1) 4245- عن خالد بن خالد اليشكري، بهذا الحديث قال: قلت: بعد السيف، قال: «بقية على أقذاء، وهدنة على دخن» ثم ساق الحديث، قال: وكان قتادة يضعه على الردة التي في زمن أبي بكر، «على أقذاء»، يقول: قذى «،» وهدنة " يقول: «صلح»، «على دخن» على ضغائن ".
(2) 4246- عن نصر بن عاصم الليثي قال: أتينا اليشكري في رهط من بني ليث، فقال: من القوم؟ قلنا: بنو ليث، أتيناك نسألك عن حديث حذيفة، فذكر الحديث، قال: قلت: يا رسول الله، هل بعد هذا الخير شر؟ قال: «فتنة وشر»، قال: قلت: يا رسول الله، هل بعد هذا الشر خير؟ قال: «يا حذيفة، تعلم كتاب الله واتبع ما فيه» ثلاث مرار، قال: قلت: يا رسول الله، هل بعد هذا الشر خير؟ قال: «هدنة على دخن، وجماعة على أقذاء، فيها - أو فيهم -» قلت: يا رسول الله، الهدنة على الدخن ما هي؟ قال: «لا ترجع قلوب أقوام على الذي كانت عليه» قال: قلت: يا رسول الله، أبعد هذا الخير شر؟ قال: «فتنة عمياء، صماء، عليها دعاة على أبواب النار، فإن تمت يا حذيفة وأنت عاض على جذل، خير لك من أن تتبع أحدا منهم».
(3) 4247- عن سبيع بن خالد، بهذا الحديث، عن حذيفة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «فإن لم تجد يومئذ خليفة فاهرب حتى تموت، فإن تمت وأنت عاض» وقال في آخره: قال: قلت: فما يكون بعد ذلك؟ قال: «لو أن رجلا نتج فرسا، لم تنتج حتى تقوم الساعة»(4)
(١) حديث صحيح دون ذكر السيف، وهذا إسناد حسن من أجل سبيع بن خالد -ويقال: خالد بن سبيع، ويقال: خالد بن خالد، اليشكري- فقد روى عنه جمع ووثقه العجلي وابن حبان، وقد توبع.
وقصة السيف لم تذكر إلا في طريق قتادة، ول يذهبها حميد بن هلال عن نصر، ولا سائر الرواة عن حذيفة.
وأخرجه أحمد (٢٣٤٣٠)، الحاكم ٤/ ٤٣٢ - ٤٣٣ من طريق أبي عوانة، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري (٣٦٠٦) و (٧٠٨٤)، ومسلم (١٨٤٧)، وابن ماجه (٣٩٧٩) من طريق بسر بن عبيد الله، عن أبي إدريس الخولاني، أنه سمع حذيفة بن اليمان يقول: كان الناس يسألون رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن الخير، وكنت أسأله عن الشر مخافة أن يدركني، فقلت: يا رسول الله، إنا كما في جاهلية وشر، فجاءنا الله بهذا الخير، فهل بعد هذا الخير من شر؟ قال: "نعم"، قلت: وهل بعد ذلك الشر من خير؟ قال: "نعم، وفيه دخن".
قلت: وما دخنه؟ قال: "قوم يهدون بغير هديي، تعرف منهم وتنكر".
قلت: فهل بعد ذلك الخير من شر؟ قال: "نعم، دعاة إلى أبواب جهنم، من أجابهم إليها قذفوه فيها، قلت: يا رسول الله، صفهم لنا؟ فقال: "هم من جلدتنا ويتكلمون بألسنتنا،، قلت: فما تأمرني إن أدركني ذلك؟ قال: "تلزم جماعة المسلمين وإمامهم"، قلت: فإن لم يكن لهم جماعة ولا إمام؟ قال: "فاعتزل تلك الفرق كلها، ولو أن تعض بأصل شجرة، حتى يدركك الموت وأنت على ذلك".
وأخرجه بنحو رواية أبي إدريس الخولاني مختصرا مسلم (١٨٤٧) من طريق زيد ابن سلام، عن أبي سلام، قال: قال حذيفة، وزاد فيه: "تسمع وتطيع للأمير، وإن ضرب ظهرك، وأخذ مالك، فاسمع وأطع"، ولم يذكر فيه الاعتزال عند عدم وجود الامام.
وأخرج منه قصة سؤال حذيفة النبي -صلى الله عليه وسلم- عن الشر وسؤال الناس له عن الخير: البزار (٢٧٩٤) من طريق جندب بن عبد الله البجلي، والبخاري (٣٦٠٧) والبزار (٢٩٣٩) من طريق قيس بن أبي حازم، كلاهما عن حذيفة.
ولفظ البخاري: تعلم أصحابي الخير وتعلمت الشر.
وأخرج قصة الدجال منه البخاري (٣٤٥٠)، ومسلم (٢٩٣٤) من طريق ربعي بن حراش، ومسلم (٢٩٣٤)، وابن ماجه (٤٠٧١) من طريق أبي وائل شقيق، كلاهما عن حذيفة.
لفظ ربعي عند البخاري: "إن مع الدجال إذا خرج ماء ونارا، فأما الذي يرى الناس أنها النار فماء بارد، وأما الذي يرى الناس أنه ماء بارد فنار تحرق، فمن أدرك ذلك منكم فليقع في الذي يرى أنها نار، فإنه عذب بارد".
ولفظ أبي وائل: "الدجال أعور العين اليسرى، جفال الشعر، معه جنة ونار، فناره جنة، وجنته نار".
وقوله: جفال الشعر، أي: كثيره.
وستأتي قصة الدجال من طريق ربعي بن حراش عند المصنف برقم (٤٣١٥).
وانظر تمام تخريجه في "مسند أحمد" (٢٣٢٨٢).
وانظر الأحاديث الثلاثة الآتية بعده.
قال الخطابي: وروى أبو داود في غير هذه الرواية أنه قال: "هدنة على دخن، وجماعة على أقذاء".
الصدع من الرجال -مفتوحة الدال-: هو الشاب المعتدل القناة، ومن الوعول الفتى.
وقوله: "والجذل، أصل الشجرة إذا قطع أغصانها، ومنه قول القائل من الأنصار: "أنا جذيلها المحكك".
(٢) حديث صحيح دون ذكر السيف، وهذا إسناد حسن كسابقه.
وهو في"مصنف عبد الرزاق" (٢٠٧١١)، ومن طريقه أخرجه أحمد (٢٣٤٢٩)، والبغوي في "شرح السنة" (٤٢١٩).
وانظر ما قبله، وانظر تالييه أيضا.
وقد زاد في حديث معمر زيادة بعد ذكر الدجال وهي: "ثم ينتج المهر فلا يركب حتى تقوم الساعة"، وهذه الزيادة أيضا مروية من طريق صخر بن بدر الآتي عند المصنف برقم (٤٢٤٧)، وهي زيادة لا تصح، لأنها مخالفة لحديث أبي هريرة الآتي عند المصنف برقم (٤٣٢٤) وهو حديث صحيح، ومخالف كذلك لحديث عائشة عند أحمد (٢٤٤٦٧) وهو حديث حسن.
ولأن صخرا مجهول.
قال الخطابي: قوله: "هدنة على دخن" معناه: صلح على بقايا من الضغن، وذلك أن الدخان أثر من النار دال على بقية منها.
وقوله: "جماعة على أقذاء" يؤكد ذلك.
وقوله: "بقية على أقذاء": قال السندي: أي يبقى الناس بقية على فساد قلوبهم، فشبه ذلك الفساد بالأقذاء، جمع قذى، وهو ما يقع في العين والشراب من غبار ووسخ.
(٣) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن سابقيه.
واليشكري: هو سبيع الذي سبق ذكره في الإسنادين السابقين، وقد اختلف في اسمه.
وأخرجه الطيالسي (٤٤٢)، وابن أبي شيبة ١٥/ ٩ و ١٧، وأحمد (٢٣٢٨٢)، والنسائي في "الكبرى" (٧٩٧٨)، وابن حبان (٥٩٦٣)، وأبو نعيم في "الحلية" ١/ ٢٧١ - ٢٧٢ من طريق سليمان بن المغيرة، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (٧٣٤٣) من طريق أبي عامر صالح بن رستم، عن حميد بن هلال، عن نصر بن عاصم، عن عبد الرحمن بن قرط، عن حذيفة.
وقد خالف أبو عامر صالح بن رستم في إسناده سليمان بن المغيرة الثقة، كما خالف رواية قتادة عن نصر بن عاصم في الطريقين السابقين، وأبو عامر لينه بعضهم، ثم إنه رواه مرة أخرى فأسقط من إسناده نصر بن عاصم، فلم يضبط الإسناد.
فقد أخرجه النسائي في "الكبرى" (٧٩٧٩)، والحاكم ٤/ ٤٣٢ من طريق أبي عامر صالح بن رستم هذا، عن حميد بن هلال، عن عبد الرحمن بن قرط، عن حذيفة.
وعبد الرحمن بن قرط مجهول.
وقد روي معظم الحديث من طرق أخرى صحيحة كما بيناه عند الحديث السالف برقم (٤٢٤٤).
وأخرج منه أمره حذيفة بتعلم القرآن واتباع ما فيه، ابن حبان (١١٧)، والبيهقي في "الشعب" (١٩٤١) من طريق عبد الله بن الصامت، والبزار في "مسنده" (٢٧٩٩) من طريق أبي الطفيل، كلاهما عن حذيفة.
والطريق الأول إسناده صحيح والثاني حسن.
وأخرجه دون قصة أمره - صلى الله عليه وسلم - حذيفة بتعلم القرآن: البزار (٢٨١١)، والطبراني في "الأوسط" (٣٥٣١) من طريق زيد بن وهب، عن حذيفة.
وإسناده حسن.
(٤)حديث صحيح دون ذكر السيف الذي في الرواية السالفة (٤٢٤٤) ودون قوله: "لو أن رجلا نتج فرسا لم تنتج حتى تقوم الساعة" وهذا إسناد ضعيف لجهالة صخر بن بدر العجلي.
وقد روي الحديث دون هذين الحرفين بأسانيد أخرى صحيحة سلفت الإشارة إليها عند الحديثين (٤٢٤٤) و (٤٢٤٦).
وللكلام على قوله: "لو أن رجلا نتج .
" انظر الحديث السالف برقم (٤٢٤٥).
أبو التياح: هو يزيد بن حميد الضبعي، وعبد الوارث: هو ابن سدد العنبري.
وأخرجه الطيالسي (٤٤٣)، وابن أبي شيبة ١٥/ ٨، وأحمد (٢٣٤٢٥) و (٢٣٤٢٧) و (٢٣٤٢٨) من طريق صخر بن بدر، به.
وقوله: "لو أن رجلا نتج فرسا" أي: لو أنه سعى في تحصيل ولد فرسه لكان قيام الساعة أقرب زمنا ووقوعا من حمل الفرس وولادتها.
عون المعبود على شرح سنن أبي داود: أبي الطيب محمد شمس الحق العظيم آبادي
( تُسْتَر ) : بِالضَّمِّ ثُمَّ السُّكُون وَفَتْح التَّاء الْأُخْرَى وَرَاء , أَعْظَم مَدِينَة بِخُوزِسْتَان الْيَوْم كَذَا فِي الْمَرَاصِد ( مِنْهَا ) : أَيْ مِنْ الْكُوفَة ( بِغَالًا ) : جَمْع بَغْل ( فَإِذَا صَدْع مِنْ الرِّجَال ) : قَالَ الْخَطَّابِيُّ : بِفَتْحِ الدَّال هُوَ الرَّجُل الشَّابّ الْمُعْتَدِل اِنْتَهَى.
وَفِي النِّهَايَة : أَيْ رَجُل بَيْن الرَّجُلَيْنِ اِنْتَهَى.
وَفِي الْمَجْمَع هُوَ بِسُكُونِ الدَّال وَرُبَّمَا حُرِّكَ.
اِنْتَهَى.
( تَعْرِف ) : عَلَى صِيغَة الْخِطَاب ( قَالَ ) : سُبَيْع ( فَتَجَهَّمَنِي الْقَوْم ) : أَيْ أَظْهَرُوا إِلَيَّ آثَار الْكَرَاهَة فِي وُجُوههمْ.
وَفِي النِّهَايَة : يَتَجَهَّمنِي أَيْ يَلْقَانِي بِالْغِلْظَةِ وَالْوَجْه الْكَرِيه ( أَسْأَلهُ عَنْ الشَّرّ ) : لَعَلَّ الْمُرَاد مَا يَقَع فِي النَّاس مِنْ الْفِتَن ( فَأَحْدَقَهُ الْقَوْم بِأَبْصَارِهِمْ ) : أَيْ رَمَوْهُ بِأَحْدَاقِهِمْ.
وَفِي النِّهَايَة فَحَدَقَنِي الْقَوْم بِأَبْصَارِهِمْ أَيْ رَمَوْنِي بِحَدَقِهِمْ جَمْع حَدَقَة وَهِيَ الْعَيْن وَالتَّحْدِيق شِدَّة النَّظَر ( فَقَالَ ) : حُذَيْفَة ( أَرَأَيْت ) : أَيْ أَخْبِرْنِي ( هَذَا الْخَيْر ) : أَيْ الْإِسْلَام وَالنِّظَام التَّامّ الْمُشَار إِلَيْهِ بِقَوْلِهِ تَعَالَى : { الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ } ( أَيَكُونُ بَعْده ) : أَيْ بَعْد هَذَا الْخَيْر , وَالْمَعْنَى أَيُوجَدُ وَيَحْدُث بَعْد وُجُود هَذَا الْخَيْر ( شَرّ كَمَا كَانَ قَبْله ) : أَيْ قَبْل الْخَيْر مِنْ الْإِسْلَام شَرّ وَهُوَ زَمَن الْجَاهِلِيَّة ( قَالَ ) : النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ( فَمَا الْعِصْمَة ) : أَيْ فَمَا طَرِيق النَّجَاة مِنْ الثَّبَات عَلَى الْخَيْر وَالْمُحَافَظَة عَنْ الْوُقُوع فِي ذَلِكَ الشَّرّ ( قَالَ ) : النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ( السَّيْف ) : أَيْ تَحْصُل الْعِصْمَة بِاسْتِعْمَالِ السَّيْف أَوْ طَرِيقهَا أَنْ تَضْرِبهُمْ بِالسَّيْفِ.
قَالَ قَتَادَةَ : الْمُرَاد بِهَذِهِ الطَّائِفَة هُمْ الَّذِينَ اِرْتَدُّوا بَعْد وَفَاة النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي زَمَن خِلَافَة الصِّدِّيق رَضِيَ اللَّه عَنْهُ قَالَهُ الْقَارِي ( قَالَ ) : أَيْ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ( خَلِيفَة فِي الْأَرْض ) : أَيْ مَوْجُودًا فِيهَا وَلَوْ مِنْ صِفَته أَنَّهُ كَذَا وَكَذَا ( فَضَرَبَ ظَهْرك ) : بِالْبَاطِلِ وَظَلَمَك فِي نَفْسك ( وَأَخَذَ مَالك ) : بِالْغَصْبِ أَوْ مَا لَك مِنْ الْمَنْصِب النَّصِيب بِالتَّعَدِّي قَالَهُ الْقَارِي ( فَأَطِعْهُ ) : أَيْ وَلَا تُخَالِفهُ لِئَلَّا تَثُور فِتْنَة ( وَإِلَّا ) : أَيْ وَإِنْ لَمْ يَكُنْ لِلَّهِ فِي الْأَرْض خَلِيفَة ( فَمُتْ ) أَمْر مِنْ مَاتَ يَمُوت كَأَنَّهُ عَبَّرَ عَنْ الْخُمُول وَالْعُزْلَة بِالْمَوْتِ فَإِنَّ غَالِب لَذَّة الْحَيَاة تَكُون بِالشُّهْرَةِ وَالْخِلْطَة وَالْجَلْوَة ( وَأَنْتَ عَاضّ ) : بِتَشْدِيدِ الضَّاد وَالْجُمْلَة حَالِيَّة أَيْ حَال كَوْنك آخِذًا بِقُوَّةٍ وَمَاسِكًا بِشِدَّةٍ ( بِجِذْلِ شَجَرَة ) : بِكَسْرِ الْجِيم وَفَتْحهَا أَيْ بِأَصْلِهَا أَيْ اُخْرُجْ مِنْهُمْ إِلَى الْبَوَادِي وَكُلْ فِيهَا أُصُول الشَّجَر وَاكْتَفِ بِهَا قَالَهُ السِّنْدِيُّ.
قَالَ فِي الْفَتْح : وَالْجِذْل بِكَسْرِ الْجِيم وَسُكُون الْمُعْجَمَة بَعْدهَا لَام عُود يُنْصَب لِتَحْتَكّ بِهِ الْإِبِل.
قَالَ الْبَيْضَاوِيّ : الْمَعْنَى إِذَا لَمْ يَكُنْ فِي الْأَرْض خَلِيفَة فَعَلَيْك بِالْعُزْلَةِ وَالصَّبْر عَلَى تَحَمُّل شِدَّة الزَّمَان , وَعَضّ أَصْل الشَّجَرَة كِنَايَة عَنْ مُكَابَدَة الْمَشَقَّة كَقَوْلِهِمْ فُلَان يَعَضّ الْحِجَارَة مِنْ شِدَّة الْأَلَم أَوْ الْمُرَاد اللُّزُوم كَقَوْلِهِ فِي الْحَدِيث الْآخَر : " عَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ " ( قُلْت ثُمَّ مَاذَا ) : أَيْ مِنْ الْفِتَن ( قَالَ ) : النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ( مَعَهُ ) : أَيْ مَعَ الدَّجَّال ( نَهْر ) : بِسُكُونِ الْهَاء وَفَتْحهَا أَيْ نَهْر مَاء ( وَنَار ) : أَيْ خَنْدَق نَار , قِيلَ إِنَّهُمَا عَلَى وَجْه التَّخَيُّل مِنْ طَرِيق السِّحْر وَالسِّيمِيَاء وَقِيلَ مَاؤُهُ فِي الْحَقِيقَة نَار وَنَاره مَاء ( فَمَنْ وَقَعَ فِي نَاره ) : أَيْ مَنْ خَالَفَهُ حَتَّى يُلْقِيه فِي نَاره وَأَضَافَ النَّار إِلَيْهِ إِيمَاء إِلَى أَنَّهُ لَيْسَ بِنَارٍ حَقِيقَة بَلْ سِحْر ( وَجَبَ أَجْره ) : أَيْ ثَبَتَ وَتَحَقَّقَ أَجْر الْوَاقِع ( وَحُطَّ ) : أَيْ وَرُفِعَ وَسُومِحَ ( وِزْره ) : أَيْ إِثْمه السَّابِق ( وَمَنْ وَقَعَ فِي نَهْره ) : أَيْ حَيْثُ وَافَقَهُ فِي أَمْره ( وَجَبَ وِزْره ) : أَيْ اللَّاحِق ( وَحُطَّ أَجْره ) : أَيْ بَطَلَ عَمَله السَّابِق ( قَالَ ) : حُذَيْفَة ( قَالَ ) : النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ( ثُمَّ هِيَ ) أَيْ : الْفِتْنَة.
قَالَ الْحَافِظ : فِي الْحَدِيث حِكْمَة اللَّه فِي عِبَاده كَيْف أَقَامَ كُلًّا مِنْهُمْ فِيمَا شَاءَ فَحَبَّبَ إِلَى أَكْثَر الصَّحَابَة السُّؤَال عَنْ وُجُوه الْخَيْر لِيَعْمَلُوا بِهَا وَيُبَلِّغُوهَا غَيْرهمْ وَحَبَّبَ لِحُذَيْفَة السُّؤَال عَنْ الشَّرّ لِيَجْتَنِبهُ وَيَكُون سَبَبًا فِي دَفْعه عَمَّنْ أَرَادَ اللَّه لَهُ النَّجَاة.
وَفِيهِ سَعَة صَدْر النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَعْرِفَته بِوُجُوهِ الْحُكْم كُلّهَا حَتَّى كَانَ يُجِيب كُلّ مَنْ سَأَلَهُ بِمَا يُنَاسِبهُ.
وَيُؤْخَذ مِنْهُ أَنَّ كُلّ مَنْ حُبِّبَ إِلَيْهِ شَيْء فَإِنَّهُ يَفُوق فِيهِ غَيْره , وَمِنْ ثَمَّ كَانَ حُذَيْفَة صَاحِب السِّرّ الَّذِي لَا يَعْلَمهُ غَيْره حَتَّى خُصَّ بِمَعْرِفَةِ أَسْمَاء الْمُنَافِقِينَ وَبِكَثِيرٍ مِنْ الْأُمُور الْآتِيَة اِنْتَهَى.
قَالَ الْمِزِّيّ فِي الْأَطْرَاف : حَدِيث سُبَيْع بْن خَالِد وَيُقَال خَالِد بْن خَالِد الْيَشْكُرِيُّ عَنْ حُذَيْفَة أَخْرَجَهُ أَبُو دَاوُدَ فِي الْفِتَن عَنْ مُسَدَّد عَنْ أَبِي عَوَانَة عَنْ قَتَادَةَ عَنْ نَصْر بْن عَاصِم عَنْ سُبَيْع بِهِ.
وَعَنْ مُسَدَّد عَنْ عَبْد الْوَارِث عَنْ أَبِي التَّيَّاح عَنْ صَخْر بْن بَدْر الْعِجْلِيّ عَنْ سُبَيْع بِمَعْنَاهُ اِنْتَهَى.
قُلْت : سَيَجِيءُ حَدِيث عَبْد الْوَارِث.
( بِهَذَا الْحَدِيث ) : السَّابِق ( قَالَ ) : أَيْ حُذَيْفَة ( قُلْت ) : أَيْ مَاذَا ( قَالَ ) : أَيْ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ( بَقِيَّة عَلَى أَقْذَاء ) : أَيْ يَبْقَى النَّاس بَقِيَّة عَلَى فَسَاد قُلُوبهمْ فَشَبَّهَ ذَلِكَ الْفَسَاد بِالْأَقْذَاءِ جَمْع قَذًى , وَهُوَ مَا يَقَع فِي الْعَيْن وَالشَّرَاب مِنْ غُبَار وَوَسَخ قَالَهُ السِّنْدِيُّ ( وَهُدْنَة ) : بِضَمِّ الْهَاء أَيْ صُلْح ( عَلَى دَخَن ) بِفَتْحَتَيْنِ أَيْ مَعَ خِدَاع وَنِفَاق وَخِيَانَة , يَعْنِي صُلْح فِي الظَّاهِر , مَعَ خِيَانَة الْقُلُوب وَخِدَاعهَا وَنِفَاقهَا.
وَقَالَ الْخَطَّابِيُّ : أَيْ صُلْح عَلَى بَقَايَا مِنْ الضِّغْن.
قَالَ الْقَارِي : وَأَصْل الدَّخَن هُوَ الْكُدُورَة وَاللَّوْن الَّذِي يَضْرِب إِلَى السَّوَاد فَيَكُون فِيهِ إِشْعَار إِلَى أَنَّهُ صَلَاح مَشُوب بِالْفَسَادِ اِنْتَهَى.
( قَالَ ) مَعْمَر ( يَضَعهُ ) : أَيْ هَذَا الْحَدِيث ( يَقُول ) : أَيْ قَتَادَةُ ( قَذًى ) : هُوَ مَا يَقَع فِي الْعَيْن وَالشَّرَاب مِنْ غُبَار وَوَسَخ وَهُوَ تَفْسِير لِقَوْلِهِ عَلَى أَقْذَاء ( عَلَى ضَغَائِن ) : جَمْع ضِغْن وَهُوَ الْحِقْد , وَسَيَجِيءُ كَلَام الْمِزِّيّ بَعْد هَذَا.
( أَتَيْنَا الْيَشْكُرِيّ ) : وَهُوَ خَالِد بْن خَالِد الْيَشْكُرِيُّ ( فَقَالَ ) : أَيْ الْيَشْكُرِيُّ ( قَالَ ) : حُذَيْفَة ( قَالَ يَا حُذَيْفَة ) : أَيْ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ( هُدْنَة عَلَى دَخَن ) : أَيْ عَلَى فَسَاد وَاخْتِلَاف تَشْبِيهًا بِدُخَانِ الْحَطَب الرَّطْب لِمَا بَيْنهمْ مِنْ الْفَسَاد الْبَاطِن تَحْت الصَّلَاح الظَّاهِر قَالَهُ فِي النِّهَايَة ( وَجَمَاعَة عَلَى أَقْذَاء ) : هِيَ كَائِنَة ( فِيهَا ) : أَيْ فِي الْجَمَاعَة ( أَوْ فِيهِمْ ) : شَكّ مِنْ الرَّاوِي.
قَالَ الْقَارِي أَيْ وَاجْتِمَاع عَلَى أَهْوَاء مُخْتَلِفَة أَوْ عُيُوب مُؤْتَلِفَة.
وَفِي النِّهَايَة : أَرَادَ أَنَّ اِجْتِمَاعهمْ يَكُون عَلَى فَسَاد فِي قُلُوبهمْ فَشَبَّهَهُ بِقَذَى الْعَيْن وَالْمَاء وَالشَّرَاب ( قَالَ ) : النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ( لَا تَرْجِع قُلُوب أَقْوَام ) : بِرَفْعِ قُلُوب وَهُوَ الْأَصَحّ وَبِنَصْبِهِ بِنَاء عَلَى أَنَّ رَجَعَ لَازِم أَوْ مُتَعَدٍّ أَيْ لَا تَصِير قُلُوب جَمَاعَات أَوْ لَا تَرُدّ الْهُدْنَة قُلُوبهمْ ( عَلَى الَّذِي ) : أَيْ عَلَى الْوَجْه الَّذِي أَوْ عَلَى الصَّفَاء الَّذِي ( كَانَتْ ) : أَيْ تِلْكَ الْقُلُوب ( عَلَيْهِ ) : أَيْ لَا تَكُون قُلُوبهمْ صَافِيَة عَنْ الْحِقْد وَالْبُغْض كَمَا كَانَتْ صَافِيَة قَبْل ذَلِكَ ( قَالَ فِتْنَة ) : أَيْ قَالَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَعَمْ يَقَع شَرّ هُوَ فِتْنَة عَظِيمَة وَبَلِيَّة جَسِيمَة ( عَمْيَاء ) : أَيْ يَعْمَى فِيهَا الْإِنْسَان عَنْ أَنْ يَرَى الْحَقّ ( صَمَّاء ) : أَيْ يُصَمّ أَهْلهَا عَنْ أَنْ يُسْمَع فِيهَا كَلِمَة الْحَقّ أَوْ النَّصِيحَة.
قَالَ الْقَاضِي : الْمُرَاد بِكَوْنِهَا عَمْيَاء صَمَّاء أَنْ تَكُون بِحَيْثُ لَا يُرَى مِنْهَا مَخْرَج وَلَا يُوجَد دُونهَا مُسْتَغَاث أَوْ أَنْ يَقَع النَّاس فِيهَا عَلَى غِرَّة مِنْ غَيْر بَصِيرَة فَيَعْمُونَ فِيهَا وَيَصَمُّونَ عَنْ تَأَمُّل قَوْل الْحَقّ وَاسْتِمَاع النُّصْح.
قَالَ الْقَارِي : أَقُول وَيُمْكِن أَنْ يَكُون وَصَفَ الْفِتْنَة بِهِمَا كِنَايَة عَنْ ظُلْمَتهَا وَعَدَم ظُهُور الْحَقّ فِيهَا وَعَنْ شِدَّة أَمْرهَا وَصَلَابَة أَهْلهَا ( عَلَيْهَا ) : أَيْ عَلَى تِلْكَ الْفِتْنَة ( دُعَاة ) : بِضَمِّ الدَّال جَمْع دَاعٍ أَيْ جَمَاعَة قَائِمَة بِأَمْرِهَا وَدَاعِيَة لِلنَّاسِ إِلَى قَبُولهَا ( عَلَى أَبْوَاب النَّار ) : حَال أَيْ فَكَأَنَّهُمْ كَائِنُونَ عَلَى شَفَا جُرُف مِنْ النَّار يَدْعُونَ الْخَلْق إِلَيْهَا حَتَّى يَتَّفِقُوا عَلَى الدُّخُول فِيهَا ( وَأَنْتَ عَاضّ ) : أَيْ آخِذ بِقُوَّةٍ ( عَلَى جِذْل ) أَيْ أَصْل شَجَر يَعْنِي وَالْحَال أَنَّك عَلَى هَذَا الْمِنْوَال مِنْ اِخْتِيَار الِاعْتِزَال ( مِنْ أَنْ تَتَّبِع ) : بِتَشْدِيدِ التَّاء الثَّانِيَة وَكَسْر الْمُوَحَّدَة وَيَجُوز تَخْفِيفهَا وَفَتْح الْبَاء ( أَحَدًا مِنْهُمْ ) : أَيْ مِنْ أَهْل الْفِتْنَة أَوْ مِنْ دُعَاتهمْ.
قَالَ الْمِزِّيّ فِي الْأَطْرَاف : حَدِيث خَالِد بْن خَالِد وَيُقَال سُبَيْع بْن خَالِد الْيَشْكُرِيّ الْكُوفِيّ عَنْ حُذَيْفَة أَخْرَجَهُ أَبُو دَاوُدَ فِي الْفِتَن عَنْ مُحَمَّد بْن يَحْيَى بْن فَارِس عَنْ عَبْد الرَّزَّاق عَنْ مَعْمَر عَنْ قَتَادَةَ عَنْ نَصْر بْن عَاصِم عَنْ خَالِد بْن خَالِد الْيَشْكُرِيّ بِهِ.
وَعَنْ الْقَعْنَبِيّ عَنْ سُلَيْمَان بْن الْمُغِيرَة عَنْ حُمَيْدِ بْن هِلَال عَنْ نَصْر بْن عَاصِم قَالَ أَتَيْنَا الْيَشْكُرِيّ فِي رَهْط فَذَكَرَ نَحْوه اِنْتَهَى.
( وَقَالَ ) : الرَّاوِي ( فِي آخِره ) : أَيْ الْحَدِيث ( قَالَ ) : حُذَيْفَة ( قَالَ ) : النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ( نَتَجَ فَرَسًا ) : أَيْ سَعَى فِي تَحْصِيل وَلَدهَا بِمُبَاشَرَةِ الْأَسْبَاب ( لَمْ تُنْتَج ) : أَيْ مَا يَجِيء لَهَا وَلَد ( حَتَّى تَقُوم السَّاعَة ) : الْمُرَاد بَيَان قُرْب السَّاعَة.
وَفِي رِوَايَة كَمَا فِي الْمِشْكَاة " قُلْت ثُمَّ مَاذَا قَالَ ثُمَّ يُنْتَج الْمُهْر فَلَا يُرْكَب حَتَّى تَقُوم السَّاعَة " أَيْ ثُمَّ يُولَد وَلَد الْفَرَس فَلَا يُرْكَب لِأَجْلِ الْفِتَن أَوْ لِقُرْبِ الزَّمَن حَتَّى تَقُوم السَّاعَة.
قِيلَ الْمُرَاد بِهِ زَمَن عِيسَى عَلَيْهِ السَّلَام فَلَا يُرْكَب الْمُهْر لِعَدَمِ اِحْتِيَاج النَّاس فِيهِ إِلَى مُحَارَبَة بَعْضهمْ بَعْضًا , أَوْ الْمُرَاد أَنَّ بَعْد خُرُوج الدَّجَّال لَا يَكُون زَمَان طَوِيل حَتَّى تَقُوم السَّاعَة , أَيْ يَكُون حِينَئِذٍ قِيَام السَّاعَة قَرِيبًا قَدْر زَمَان إِنْتَاج الْمُهْر وَإِرْكَابه.
كَذَا فِي الْمِرْقَاة.
وَتَقَدَّمَ تَخْرِيج هَذَا الْحَدِيث وَاَللَّه أَعْلَم.
حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ نَصْرِ بْنِ عَاصِمٍ عَنْ سُبَيْعِ بْنِ خَالِدٍ قَالَ أَتَيْتُ الْكُوفَةَ فِي زَمَنِ فُتِحَتْ تُسْتَرُ أَجْلُبُ مِنْهَا بِغَالًا فَدَخَلْتُ الْمَسْجِدَ فَإِذَا صَدْعٌ مِنْ الرِّجَالِ وَإِذَا رَجُلٌ جَالِسٌ تَعْرِفُ إِذَا رَأَيْتَهُ أَنَّهُ مِنْ رِجَالِ أَهْلِ الْحِجَازِ قَالَ قُلْتُ مَنْ هَذَا فَتَجَهَّمَنِي الْقَوْمُ وَقَالُوا أَمَا تَعْرِفُ هَذَا هَذَا حُذَيْفَةُ بْنُ الْيَمَانِ صَاحِبُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ حُذَيْفَةُ إِنَّ النَّاسَ كَانُوا يَسْأَلُونَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ الْخَيْرِ وَكُنْتُ أَسْأَلُهُ عَنْ الشَّرِّ فَأَحْدَقَهُ الْقَوْمُ بِأَبْصَارِهِمْ فَقَالَ إِنِّي أَرَى الَّذِي تُنْكِرُونَ إِنِّي قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَرَأَيْتَ هَذَا الْخَيْرَ الَّذِي أَعْطَانَا اللَّهُ أَيَكُونُ بَعْدَهُ شَرٌّ كَمَا كَانَ قَبْلَهُ قَالَ نَعَمْ قُلْتُ فَمَا الْعِصْمَةُ مِنْ ذَلِكَ قَالَ السَّيْفُ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ ثُمَّ مَاذَا يَكُونُ قَالَ إِنْ كَانَ لِلَّهِ خَلِيفَةٌ فِي الْأَرْضِ فَضَرَبَ ظَهْرَكَ وَأَخَذَ مَالَكَ فَأَطِعْهُ وَإِلَّا فَمُتْ وَأَنْتَ عَاضٌّ بِجِذْلِ شَجَرَةٍ قُلْتُ ثُمَّ مَاذَا قَالَ ثُمَّ يَخْرُجُ الدَّجَّالُ مَعَهُ نَهْرٌ وَنَارٌ فَمَنْ وَقَعَ فِي نَارِهِ وَجَبَ أَجْرُهُ وَحُطَّ وِزْرُهُ وَمَنْ وَقَعَ فِي نَهْرِهِ وَجَبَ وِزْرُهُ وَحُطَّ أَجْرُهُ قَالَ قُلْتُ ثُمَّ مَاذَا قَالَ ثُمَّ هِيَ قِيَامُ السَّاعَةِ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ فَارِسٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ عَنْ مَعْمَرٍ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ نَصْرِ بْنِ عَاصِمٍ عَنْ خَالِدِ بْنِ خَالِدٍ الْيَشْكُرِيِّ بِهَذَا الْحَدِيثِ قَالَ قُلْتُ بَعْدَ السَّيْفِ قَالَ بَقِيَّةٌ عَلَى أَقْذَاءٍ وَهُدْنَةٌ عَلَى دَخَنٍ ثُمَّ سَاقَ الْحَدِيثَ قَالَ وَكَانَ قَتَادَةُ يَضَعُهُ عَلَى الرِّدَّةِ الَّتِي فِي زَمَنِ أَبِي بَكْرٍ عَلَى أَقْذَاءٍ يَقُولُ قَذًى وَهُدْنَةٌ يَقُولُ صُلْحٌ عَلَى دَخَنٍ عَلَى ضَغَائِنَ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ الْقَعْنَبِيُّ حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ يَعْنِي ابْنَ الْمُغِيرَةِ عَنْ حُمَيْدٍ عَنْ نَصْرِ بْنِ عَاصِمٍ اللَّيْثِيِّ قَالَ أَتَيْنَا الْيَشْكُرِيَّ فِي رَهْطٍ مِنْ بَنِي لَيْثٍ فَقَالَ مَنْ الْقَوْمُ قُلْنَا بَنُو لَيْثٍ أَتَيْنَاكَ نَسْأَلُكَ عَنْ حَدِيثِ حُذَيْفَةَ فَذَكَرَ الْحَدِيثَ قَالَ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ هَلْ بَعْدَ هَذَا الْخَيْرِ شَرٌّ قَالَ فِتْنَةٌ وَشَرٌّ قَالَ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ هَلْ بَعْدَ هَذَا الشَّرِّ خَيْرٌ قَالَ يَا حُذَيْفَةُ تَعَلَّمْ كِتَابَ اللَّهِ وَاتَّبِعْ مَا فِيهِ ثَلَاثَ مِرَارٍ قَالَ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ هَلْ بَعْدَ هَذَا الشَّرِّ خَيْرٌ قَالَ هُدْنَةٌ عَلَى دَخَنٍ وَجَمَاعَةٌ عَلَى أَقْذَاءٍ فِيهَا أَوْ فِيهِمْ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ الْهُدْنَةُ عَلَى الدَّخَنِ مَا هِيَ قَالَ لَا تَرْجِعُ قُلُوبُ أَقْوَامٍ عَلَى الَّذِي كَانَتْ عَلَيْهِ قَالَ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَبَعْدَ هَذَا الْخَيْرِ شَرٌّ قَالَ فِتْنَةٌ عَمْيَاءُ صَمَّاءُ عَلَيْهَا دُعَاةٌ عَلَى أَبْوَابِ النَّارِ فَإِنْ تَمُتْ يَا حُذَيْفَةُ وَأَنْتَ عَاضٌّ عَلَى جِذْلٍ خَيْرٌ لَكَ مِنْ أَنْ تَتَّبِعَ أَحَدًا مِنْهُمْ حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ حَدَّثَنَا أَبُو التَّيَّاحِ عَنْ صَخْرِ بْنِ بَدْرِ الْعِجْلِيِّ عَنْ سُبَيْعِ بْنِ خَالِدٍ بِهَذَا الْحَدِيثِ عَنْ حُذَيْفَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ فَإِنْ لَمْ تَجِدْ يَوْمَئِذٍ خَلِيفَةً فَاهْرُبْ حَتَّى تَمُوتَ فَإِنْ تَمُتْ وَأَنْتَ عَاضٌّ وَقَالَ فِي آخِرِهِ قَالَ قُلْتُ فَمَا يَكُونُ بَعْدَ ذَلِكَ قَالَ لَوْ أَنَّ رَجُلًا نَتَجَ فَرَسًا لَمْ تُنْتَجْ حَتَّى تَقُومَ السَّاعَةُ
عن عبد الله بن عمرو، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من بايع إماما، فأعطاه صفقة يده، وثمرة قلبه، فليطعه ما استطاع، فإن جاء آخر ينازعه، فاضربوا رقبة...
عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «ويل للعرب من شر قد اقترب، أفلح من كف يده»
عن ابن عمر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يوشك المسلمون أن يحاصروا إلى المدينة، حتى يكون أبعد مسالحهم سلاح»(1) 4251- عن الزهري قال: و...
عن ثوبان، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الله زوى لي الأرض» - أو قال: - " إن ربي زوى لي الأرض، فرأيت مشارقها ومغاربها، وإن ملك أمتي سيبلغ...
عن أبي مالك يعني الأشعري، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن الله أجاركم من ثلاث خلال: أن لا يدعو عليكم نبيكم فتهلكوا جميعا، وأن لا يظهر أهل...
عن عبد الله بن مسعود، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «تدور رحى الإسلام لخمس وثلاثين، أو ست وثلاثين، أو سبع وثلاثين، فإن يهلكوا فسبيل من هلك، وإن يقم...
عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يتقارب الزمان، وينقص العلم، وتظهر الفتن، ويلقى الشح، ويكثر الهرج»، قيل: يا رسول الله، أية هو؟ قا...
عن مسلم بن أبي بكرة، عن أبيه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إنها ستكون فتنة يكون المضطجع فيها خيرا من الجالس، والجالس خيرا من القائم، والقائ...
عن أبي موسى الأشعري، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن بين يدي الساعة فتنا كقطع الليل المظلم، يصبح الرجل فيها مؤمنا، ويمسي كافرا، ويمسي مؤمنا...