حديث الرسول ﷺ English الإجازة تواصل معنا
الحديث النبوي

من بايع إماما فأعطاه صفقة يده وثمرة قلبه فليطعه ما استطاع - سنن أبي داود

سنن أبي داود | كتاب الفتن والملاحم باب ذكر الفتن ودلائلها (حديث رقم: 4248 )


4248- عن عبد الله بن عمرو، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من بايع إماما، فأعطاه صفقة يده، وثمرة قلبه، فليطعه ما استطاع، فإن جاء آخر ينازعه، فاضربوا رقبة الآخر» قلت: أنت سمعت هذا من رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: «سمعته أذناي، ووعاه قلبي»، قلت: هذا ابن عمك معاوية يأمرنا أن نفعل ونفعل، قال: «أطعه في طاعة الله، واعصه في معصية الله»

أخرجه أبو داوود


إسناده صحيح.
الأعمش: هو سليمان بن مهران، وعيسى بن يونس: هو ابن أبي إسحاق السبيعي، ومسدد: هو ابن مسرهد.
وأخرجه مسلم (١٨٤٤)، وابن ماجه (٣٩٥٦)، والنسائي في "الكبرى" (٧٧٦٦) و (٨٦٧٦) من طريق سليمان الأعمش، بهذا الإسناد.
وهو في "مسند أحمد" (٦٥٠١)، و"صحيح ابن حبان" (٥٩٦١).
ويشهد للمرفوع منه حديث أبي سعيد الخدري عند مسلم (١٨٥٣) قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إذا بويع لخليفتين فاقتلوا الآخر منهما".
قال النووي في "شرح مسلم": المقصود بهذا الكلام أن هذا القائل لما سمع كلام عبد الله بن عمرو بن العاص وذكر الحديث في تحريم منازعة الخليفة الأول، وأن الثاني يقتل، فاعتقد هذا القائل هذا الوصف في معاوية لمنازعته عليا رضي الله عنه، وكانت قد سبقت بيعة علي، فرأى هذا أن نفقة معاوية على أجناده وأتباعه في حرب علي ومنازعته ومقاتلته إياه من أكل المال بالباطل، ومن قتل النفس؛ لأنه قتال بغير حق فلا يستحق أحد مالا في مقاتلته.
ثم قال: قوله: "أطعه في طاعة الله واعصه في معصية الله" هذا فيه دليل لوجوب طاعة المتولين للإمامة بالقهر من غير إجماع ولا عهد.

شرح حديث ( من بايع إماما فأعطاه صفقة يده وثمرة قلبه فليطعه ما استطاع)

عون المعبود على شرح سنن أبي داود: أبي الطيب محمد شمس الحق العظيم آبادي

‏ ‏( فَأَعْطَاهُ ) ‏ ‏: أَيْ الْإِمَام إِيَّاهُ وَبِالْعَكْسِ ‏ ‏( صَفْقَة يَده ) ‏ ‏: فِي النِّهَايَة الصَّفْقَة الْمَرَّة مِنْ التَّصْفِيق بِالْيَدِ لِأَنَّ الْمُتَبَايِعَيْنِ يَضَع أَحَدهمَا يَده فِي يَد الْآخَر عِنْد يَمِينه وَبَيْعَته كَمَا يَفْعَل الْمُتَبَايِعَانِ ‏ ‏( وَثَمَرَة قَلْبه ) ‏ ‏: كِنَايَة عَنْ الْإِخْلَاص فِي الْعَهْد وَالْتِزَامه.
قَالَهُ فِي مَجْمَع الْبِحَار ‏ ‏( فَلْيُطِعْهُ ) ‏ ‏: أَيْ الْإِمَام ‏ ‏( فَإِنْ جَاءَ آخَر ) ‏ ‏: أَيْ إِمَام آخَر ‏ ‏( يُنَازِعهُ ) ‏ ‏: أَيْ الْإِمَام الْأَوَّل أَوْ الْمُبَايَع ‏ ‏( فَاضْرِبُوا ) ‏ ‏: خِطَاب عَامّ يَشْمَل الْمُبَايِع وَغَيْره.
وَقَالَ الطِّيبِيُّ : جَمَعَ الضَّمِير فِيهِ بَعْد مَا أَفْرَدَ فِي فَلْيُطِعْهُ نَظَرًا إِلَى لَفْظ مَنْ تَارَة وَمَعْنَاهَا أُخْرَى ‏ ‏( قُلْت أَنْتَ ) ‏ ‏: الْقَائِل عَبْد الرَّحْمَن ‏ ‏( قَالَ ) ‏ ‏: أَيْ عَبْد اللَّه بْن عَمْرو ‏ ‏( قُلْت ) ‏ ‏: الْقَائِل عَبْد الرَّحْمَن ‏ ‏( يَأْمُرنَا أَنْ نَفْعَل ) ‏ ‏: كَأَنَّهُ أَرَادَ بِهِ أَنَّهُ يَأْمُرنَا بِمُنَازَعَةِ عَلِيّ رَضِيَ اللَّه عَنْهُ مَعَ أَنَّ عَلِيًّا هُوَ الْأَوَّل وَمُعَاوِيَة هُوَ الْآخَر الَّذِي قَامَ مُنَازِعًا ‏ ‏( قَالَ ) ‏ ‏: عَبْد اللَّه ‏ ‏( أَطِعْهُ ) ‏ ‏: أَيْ مُعَاوِيَة ‏ ‏( وَاعْصِهِ ) ‏ ‏: أَيْ مُعَاوِيَة.
قَالَ الْمِزِّيّ : الْحَدِيث أَخْرَجَهُ مُسْلِم بِطُولِهِ فِي الْمَغَازِي ; وَأَخْرَجَهُ أَبُو دَاوُدَ فِي الْفِتَن , وَأَخْرَجَهُ النَّسَائِيُّ فِي الْبَيْعَة وَفِي السِّيَر , وَأَخْرَجَهُ اِبْن مَاجَهْ فِي الْفِتَن وَاَللَّه أَعْلَم.


حديث من بايع إماما فأعطاه صفقة يده وثمرة قلبه فليطعه ما استطاع فإن جاء آخر ينازعه

الحديث بالسند الكامل مع التشكيل

‏ ‏حَدَّثَنَا ‏ ‏مُسَدَّدٌ ‏ ‏حَدَّثَنَا ‏ ‏عِيسَى بْنُ يُونُسَ ‏ ‏حَدَّثَنَا ‏ ‏الْأَعْمَشُ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ رَبِّ الْكَعْبَةِ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو ‏ ‏أَنَّ النَّبِيَّ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏قَالَ ‏ ‏مَنْ بَايَعَ إِمَامًا فَأَعْطَاهُ صَفْقَةَ يَدِهِ وَثَمَرَةَ قَلْبِهِ فَلْيُطِعْهُ مَا اسْتَطَاعَ فَإِنْ جَاءَ آخَرُ يُنَازِعُهُ فَاضْرِبُوا رَقَبَةَ الْآخَرِ قُلْتُ أَنْتَ سَمِعْتَ هَذَا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏قَالَ سَمِعَتْهُ أُذُنَايَ وَوَعَاهُ قَلْبِي قُلْتُ هَذَا ابْنُ عَمِّكَ ‏ ‏مُعَاوِيَةُ ‏ ‏يَأْمُرُنَا أَنْ نَفْعَلَ وَنَفْعَلَ قَالَ أَطِعْهُ فِي طَاعَةِ اللَّهِ وَاعْصِهِ فِي مَعْصِيَةِ اللَّهِ ‏

كتب الحديث النبوي الشريف

المزيد من أحاديث سنن أبي داود

ويل للعرب من شر قد اقترب أفلح من كف يده

عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «ويل للعرب من شر قد اقترب، أفلح من كف يده»

يوشك المسلمون أن يحاصروا إلى المدينة حتى يكون أبعد...

عن ابن عمر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يوشك المسلمون أن يحاصروا إلى المدينة، حتى يكون أبعد مسالحهم سلاح»(1) 4251- عن الزهري قال: و...

إن ربي زوى لي الأرض فرأيت مشارقها ومغاربها

عن ثوبان، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الله زوى لي الأرض» - أو قال: - " إن ربي زوى لي الأرض، فرأيت مشارقها ومغاربها، وإن ملك أمتي سيبلغ...

إن الله أجاركم من ثلاث خلال

عن أبي مالك يعني الأشعري، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن الله أجاركم من ثلاث خلال: أن لا يدعو عليكم نبيكم فتهلكوا جميعا، وأن لا يظهر أهل...

تدور رحى الإسلام لخمس وثلاثين أو ست وثلاثين أو سبع...

عن عبد الله بن مسعود، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «تدور رحى الإسلام لخمس وثلاثين، أو ست وثلاثين، أو سبع وثلاثين، فإن يهلكوا فسبيل من هلك، وإن يقم...

يتقارب الزمان وينقص العلم وتظهر الفتن ويلقى الشح و...

عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يتقارب الزمان، وينقص العلم، وتظهر الفتن، ويلقى الشح، ويكثر الهرج»، قيل: يا رسول الله، أية هو؟ قا...

إنها ستكون فتنة يكون المضطجع فيها خيرا من الجالس و...

عن مسلم بن أبي بكرة، عن أبيه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إنها ستكون فتنة يكون المضطجع فيها خيرا من الجالس، والجالس خيرا من القائم، والقائ...

إن بين يدي الساعة فتنا كقطع الليل المظلم

عن أبي موسى الأشعري، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن بين يدي الساعة فتنا كقطع الليل المظلم، يصبح الرجل فيها مؤمنا، ويمسي كافرا، ويمسي مؤمنا...

من مشى إلى رجل من أمتي ليقتله فالقاتل في النار وا...

عن عبد الرحمن يعني ابن سمرة، قال: كنت آخذا بيد ابن عمر في طريق من طرق المدينة، إذ أتى على رأس منصوب، فقال: شقي قاتل هذا، فلما مضى، قال: وما أرى هذا إل...